محتويات
المقارنة بين النظرية الواقعية والليبرالية
الليبرالية والواقعية من بين أكثر النظريات التي يشيع استخدامها في العلوم السياسية، في هذا المقال سنعمل على عقد مقارنة بينهما.
نظرة عامة على الواقعية والليبرالية
تعتبر النظريات الليبرالية والواقعية من أكثر النظريات المهيمنة في العلاقات الدولية كما يتم استخدامها بشكل واسع في العلوم السياسية، وذلك من أجل شرح العلاقات بين العوامل الرئيسية في المشهد السياسي الدولي وهذه النظريات تتعارض مع بعضها البعض في العديد من الجوانب.[١]
فمثلاً تقوم النظرية الليبرالية على بث التفاؤل والإيجابية فيما يتعلق بعلاقات الدول وأهدافها المشتركة، وعلى العكس من ذلك تبث الواقعية التشاؤم في العلاقات بين الدول في النظام الدولي وذلك بسبب أن الواقعية تصور المنافسة المحتدمة في العلاقات بين الدول.[١]
الاختلافات بين الليبرالية والواقعية
سنناقش فيما يأتي بعض أهم أوجه الاختلافات بين النظريتان الواقعية والليبرالية في السياسة الدولية وصراع القوى:[٢][٣]
- تعتبر الواقعية هي النظرية المهيمنة في العلاقات الدولية وذلك لأنها تركز على أمن الدولة وقوتها كسياسة عليا في المقام الأول فهي تستند إلى القوة وليس إلى الحق، فيعتقد أصحاب هذه النظرية أن الناس بطبيعتهم يبحثون عن القوة للسيطرة على الآخرين، في حين أن النظرية الليبرالية تدعو إلى العلاقات السلمية بين الدول وذلك من خلال التفاعل الاقتصادي والاجتماعي لتحقيق بيئة أكثر تشاركية بين الدول وهذا يخلق بيئة متناغمة إلى حد ما، مما يؤدي إلى تقليل الصراعات والحروب، وينظر الليبراليون إلى معضلة القوة والأمن كأمر ثانوي وليس رئيسي.
- في الواقع يعتبر السلام بالنسبة لليبراليين قيمة يمكن تحقيقها بسهولة من خلال المنظمات الدولية، بينما يعتبر الواقعيين أن القدرات العسكرية أساس الأمن وبأن السياسة هي الصراع على السلطة وإن مفهوم الردع هو مثال جيد لشرح توازن القوى.
- ينظر الواقعيون إلى المصلحة والعدالة باعتبار المصلحة الذاتية لدولهم، فهي رؤية يتم تبريرها بمجرد أن تبذل الدولة أي جهد لتحقيق مصالحها وخير مثال على ذلك هو السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط فهي مبررة دائماً بموجب مصالحها الوطنية التي تعطيها الحق في انتهاك القوانين الإنسانية الدولية، بينما تدور النظرية الليبرالية على تعزيز السلام على المستوى المحلي والدولي من خلال نشر الديمقراطية في معظم أنحاء العالم ومن خلال الشبكات المتعددة للاتصالات والتجارة والتمويل في العلاقات الدولية.
- تعتقد الواقعية أن منظمة الأمم المتحدة غير مهمة لأن المنظمة لا تستطيع الاحتفاظ بدولة أخرى، في حين تعتقد الليبرالية أن الأمم المتحدة لا يمكنها إجبار الدول على الانصياع للمنظمة، ويرى الليبراليون بأن الأمم المتحدة لا تزال مهمة في واقعنا وذلك لأنها تمنح الدول سبل التعاون مع بعضها البعض وكسب ثقة بعضها البعض.
- الليبرالية من الناحية النظرية هي نظرية السلام والتنمية وتؤمن بقياس القوة من خلال الاقتصاد، والأفكار الليبرالية مثل حرية الدين والأسواق الحرة والحقوق المدنية والمجتمعات الديمقراطية والمساواة بين الجنسين والتعاون الدولي وحرية التعبير والصحافة، في حين اعتمدت النظرية الواقعية على مفاهيم خاصة لفهم تعقيدات السياسة الدولية وتفسير السلوك الخارجي للدول.