المنشطات الرياضية ما أضرارها؟

كتابة:
المنشطات الرياضية ما أضرارها؟

المنشطات الرياضية

على الرغم من كثرة التوصيات بشأن ممارسة التمارين معتدلة الكثافة في معظم أيام الأسبوع بدأ التوجه في الوقت الحالي نحو ممارسة التدريبات عالية الكثافة، وقد يُعزى ذلك إلى مساهمتها في حرق عدد أكبر من السعرات الحراريَّة إلى جانب توفير الوقت المُستغرق في ممارسة التمرين وزيادة مستوى اللَّياقة البدنيَّة. وتجب الإشارة إلى أنَّ معظم التدريبات عالية الكثافة تنطوي على استخدام عدد كبير من عضلات الجسم؛ كتمارين الركض، وصعود الأدراج، والتزلج الريفي، وغيرها الكثير.[١]

ما يُقلق حقًّا عدم اكتفاء بعض الأشخاص بجعل هذه التمارين وسيلة لتقوية الجسم وتحقيق الفوائد العديدة من ممارسة الرياضة، بل أصبحت وسيلة للتنافس الشَّرِس الذي قد يحثّ الفرد على السَّعي وراء مُحسِّنات الأداء أو المنشِّطات الرياضيَّة بهدف رفع الأداء الرياضي خلال ممارسة التدريبات عالية الكثافة، وهي المواد التي ترفع من الميِّزات الجسديَّة أو العقليَّة خلال المنافسة أو التمرين، إذْ توجد أنواع عِدة من هذه المواد، وبعضها يحمل أضرارًا متعدِّدة، وفي هذا المقال حديث عن عدد من أبرز هذه الأضرار.[٢]


أضرار المنشطات الرياضية

حذّرت الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (NCAA) واللجنة الأولمبية من استخدام بعض المنشطات الرياضية؛ لأنَّها تقدّم المزايا غير العادلة للرياضي، أو أنَّها تضرّ به وبصحته، فالعديد من المخاطر تُصاحب استخدام بعض أنواع المنشطات الرياضيَّة، ويختلف نوع المخاطر التي تظهر على الفرد اعتمادًا على نوع المنشط الرياضي المُستَخدم، وفي الآتي توضيح لعدد من هذه المخاطر:[٣][٢]

  • الستيرويدات البنائية (Anabolic steroids): قد يُسفر عن أخذ هذه الستيرويدات على جرعات عالية عدد من الآثار الجسديَّة الخطيرة، ففي حالة الرجال يظهر عدد من هذه الآثار؛ ومنها تضخُّم البروستات، وانكماش الخصيتين، والعقم، وبروز الثدي، بينما تظهر آثار استخدام الستيرويدات البنائيَّة على النساء على هيئة مجموعة من العوارض الأخرى، ومنها: زيادة كثافة شعر الجسم، وزيادة عمق الصوت، والصلع الذي قد يبدو دائمًا، وتضخُّم البظر، وعدم انتظام الدورة الشهرية، أو غياب الحيض، وربما ظهر عدد من الآثار الجانبيَّة على كلًٍ من الرجال والنساء وفق ما يأتي:
    • اضطرابات وأورام الكبد.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • إدمان الدواء.
    • انخفاض مستوى الكولسترول الجيد (HDL).
    • ارتفاع مستويات الكولسترول الضار (LDL).
    • الإصابة بـحبّ الشباب المزمن.
    • زيادة احتمال الإصابة بالعدوى أو الأمراض؛ كالإصابة بفيروس عوز المناعة البشري، أو التهاب الكبد عند استخدام حقن الدواء.
    • ظهور السلوك العدواني، أو العنف، أو الغضب.
    • المُعاناة من الاضطرابات النفسيَّة؛ كالاكتئاب.
    • تثبيط النمو والتطوُّر، وارتفاع خطورة حدوث المشكلات المرضيَّة على المدى البعيد، ذلك في حال استخدامه عبر اليافعين.
    • المُعاناة من مشكلات الدورة الدموية والقلب.
    • ارتفاع خطورة الإصابة بالتهاب الأوتار.
  • هرمون النمو البشري (Human growth hormone): تختلف شِدة المخاطر المُصاحبة لاستخدام هرمون النموّ في تعزيز الأداء الرياضي، وفي الآتي مجموعة من هذه المخاطر:
    • الإصابة بالسكري.
    • المعاناة من الضعف العضلي.
    • تضخُّم القلب.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • اضطراب تنظيم الجلوكوز.
    • احتباس السوائل في الجسم.
    • المُعاناة من ألم المفصل.
    • اضطرابات الرؤية.
    • الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome).
  • أندروستينيديون (Androstenedione): من المخاطر التي قد تصاحب استخدام هذا الهرمون ما يأتي:
    • تأثيرات جانبية في النساء؛ كالإصابة بحب الشباب، وظهور علامات الذكورة؛ مثل: الإصابة بالصلع الوراثي الذكوري، وزيادة عمق الصوت.
    • تأثيرات جانبية في الرجال؛ كظهور حب الشباب، وانكماش الخصيتين، وتضخُّم الثدي، ونقص إنتاج الحيوانات المنوية.
    • عوارض على النساء والرجال؛ مثل: تلف القلب والأوعية الدمويَّة، وارتفاع خطورة الإصابة بالجلطة الدماغيَّة والنوبة القلبيَّة.
  • إريثروبويتين (Erythropoietin): قد يؤدي الاستخدام غير المناسب لهذا الهرمون إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالجلطة الدماغية، والنوبة القلبية، وانسداد الشريان الرئوي.
  • مدرات البول: من مخاطر استخدامها الإصابة بالجفاف الشديد الذي قد يسبِّب اضطراب توازن الإلكتروليت، واضطراب النظم القلبي، وانخفاض مستوى المغنيسيوم، وانخفاض ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم، والإصابة بالنقرس، وارتفاع مستويات الكولسترول الضار وثلاثي الغليسرايد، وانخفاض مستوى الكولسترول الجيد.[٤]
  • المنشطات (Stimulants)؛ إذ تؤدي المحفِّزات إلى رفع ضغط الدم، واجتماعه مع انقباض الأوعية المحيطيَّة والنشاط الزائد يُعيق آلية تبريد الجسم، وفي هذه الحالة قد يسبِّب ارتفاع حرارة الجسم الإصابة بـالجفاف، وانخفاض مستوى الدم، ورفع احتمال حدوث فشل الأعضاء، أو السكتة التنفسيَّة أو القلبية، أو حتى الوفاة.[٤]


كيف تزيد المنشطات من أداء الرياضي؟

ترفع المنشطات الرياضية من الأداء الرياضي بطريقة مُختلفة اعتمادًا على نوعها، وفي الآتي توضيح لذلك:[٤]

  • المنشطات أو المحفزات (Stimulants): ومنها أمفيتامين (Amphetamine)، وإفيدرين (Ephedrine)، وكوكايين (Cocaine)، والتي تزيد قدرة الرياضي على تجاوز التعب، وترفع سرعة نبض القلب وتدفُّق الدم في الجسم.
  • الستيرويدات البنائية: التي تعين الرياضي على التمرُّن بشدة، كما أنَّها تزيد الكتلة العضليَّة والقوة وسرعة التعافي.
  • مدرات البول: تزيد تدفُّق البول والصوديوم، وتسهم في طرحِه من الجسم للسيطرة على حجم السوائل ومكوناتها في الجسم، أو للتخلص من السوائل الزائدة من الأنسجة، وبالتالي يؤدي استخدامها إلى حدوث نقص سريع في الوزن، وهذا يصل الرياضي إلى الوزن المُناسب للرياضة.
  • الأدوية الناركوتية؛ كانابينويد (Cannabinoid): تُغطِّي الألم الذي يشعر به الرياضي بسبب الإرهاق أو الإصابة، وهذا يساعده في استمرار التمرُّن بالرغم من الإصابة.
  • الهرمونات والببتيدات (Peptides): يُستخدَم هرمون النمو لتعزيز الكتلة العضليَّة والأداء، بينما يسبِّب استخدام الإريثروبويتين (EPO) زيادة الكتلة والقوة العضليَّة، والسيطرة على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وبالتالي فإنَّ ارتفاع مستويات خلايا الدم الحمراء في الجسم يعني ارتفاع الهيموغلوبين والأكسجين في الدم، وزيادة الطاقة في الجسم.


بدائل آمنة للمنشطات الرياضية

توجد مجموعة من المنشِّطات الرياضيَّة الطبيعيَّة التي أقرَّت مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكيَّة إمكانية استخدامها، وفي الآتي ذكر عددٍ منها[٢]:

  • حمض اللينوليك المقترن (Conjugated linoleic acid): يساعد هذا المكمِّل في زيادة الكتلة العضليَّة في الجسم، وتقليل فرصة تعرُّض العضلات للتلف، كما يرافق استخدامه ظهور عدد من الآثار الجانبيَّة؛ كالغثيان، واضطراب المعدة، والإرهاق.
  • كرياتين (Creatine): تستخدمه العضلات لإنتاج الطاقة في الجسم، وهذا بدوره يزيد من طاقة العضلات وكتلتها، ومن الآثار الجانبية التي قد يسبِّبها الكرياتين: التشنجات العضلية، ومغص المعدة، واكتساب الوزن، وفي حال استخدام كميَّات كبيرة منه فإنَّ ذلك قد يضرّ بالكبد والكلى التي ترشّحه من الجسم.
  • كارنتين (Carnitine): يفيد في نقل سلاسل الأحماض الدهنية إلى الميتوكندريا للتمكَّن من حرقها وإنتاج الطاقة، وهذا بدوره يعزِّز من الأداء الرياضي، بينما يُسفر عن تناول أكثر من 3 غرام من الكارنتين يوميًّا ظهور عدد من العوارض الجانبيَّة؛ كالتقيؤ، والغثيان، ومغص المعدة، والإسهال.
  • هيدروكسي -ميثيل بيوتيرات (Hydroxymethylbutyrate) أو اختصارًا (HMB): هو نوع من الأحماض الأمينيَّة التي توجد بصورة طبيعيَّة في الجسم تعزِّز الأداء الرياضي وقوَّة العضلات، كما أنَّها تساعد في إبطاء سرعة تحطيم العضلات خلال أداء التمارين الرياضيَّة، وتجب الإشارة إلى أنَّ هذا المركب يُعدّ آمنًا للاستخدام، غير أنَّ تناول جرعة كبيرة منه قد يبدو سببًا في إلحاق الضَّرر بالكلى.
  • الكروميوم (Chromium): يُعدّ من المعادن الضروريَّة لممارسة الأنشطة اليوميَّة؛ فهو يزيد من الكتلة العضليَّة، ويسهم في حرق الدهون، وتعزيز مستويات الطاقة في الجسم، وفي الحقيقة يؤدي تناول كميَّات كبيرة من الكروميوم إلى إتلاف الدهون الصحية والمادة الوراثية في الخلايا (DNA).
  • مكملات أخرى: ومنها مكملات الريبوز (Ribose)، ومجموعة فيتامينات ب الضرورية للحفاظ على أداء وظائف الجسم بصورة صحيحة، والحمض الأميني جلوتامين (Glutamine)؛ والذي يتناوله الرياضيين للمساعدة في التعافي من التمرين[٥].


المراجع

  1. Paige Waehner, "Benefits and Methods of High Intensity Exercise"، verywellfit, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Brian Krans ,Rachel Nall, "Performance Enhancers: The Safe and the Deadly"، healthline, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  3. "Performance-enhancing drugs: Know the risks", mayoclinic, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Yvette Brazier (21-1-2016), "Doping in sports: is it worth it?"، medicalnewstoday, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  5. Elizabeth Quinn, "Performance Enhancing Drugs in Sports"، verywellfit, Retrieved 31-7-2020. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×