الميل إلى العزلة والانطواء أسبابه وطرق التغلب عليه

كتابة:
الميل إلى العزلة والانطواء أسبابه وطرق التغلب عليه

يميل كثير من الأشخاص للعزلة والجلوس بمفردهم، وينطبق هذا على المراحل العمرية المختلفة، فما هي أسباب الميل إلى العزلة والانطواء؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

قد يكون الميل إلى العزلة والانطواء شعور مبكر منذ الصغر، وفي أحيان أخرى يصاب به الشخص في مراحل لاحقة من العمر، ويعود هذه للعديد من الأسباب.

أسباب الميل إلى العزلة والانطواء

تتعدد الأسباب التي تجعل الشخص يتجنب الاندماج مع الأشخاص من حوله ويفضل البقاء بمفرده، وتشمل:

1. اعتياد الشخص على الوحدة من الصغر

فعندما ينشأ في بيئة غير اجتماعية سوف يصبح أكثر ميلًا وتعودًا على العزلة، ويزداد الأمر إن كان أحد الوالدين يتمتعان بالصفة ذاتها، أو كلاهما.

2. عدم الثقة بالنفس

من أهم أسباب الميل إلى العزلة والانطواء والتي تجعل الشخص يتجنب التواصل الاجتماعي مع غيره ولا يفضل التواجد في الجلسات مع الأصدقاء هي أن لديه مشكلة عدم ثقة في ذاته.

وقد ينشأ هذا منذ الصغر إذا كان لدى الطفل مشكلة أو عيب ويقوم الأطفال المحيطين بالتنمر تجاهه، فتهتز هذه الثقة ولا يشعر بالراحة إلا إذا كان بمفرده.

3. الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي

من الأمور التي سببت للكثيرين الميل إلى العزلة والانطواء هي انشغالهم بمواقع التواصل الاجتماعي وهذه الحياة الافتراضية التي تساعد في الترفيه عن النفس بالعديد من السبل.

فقد ساهمت هذه المواقع بشكل كبير في القضاء على الحوارات والأحاديث المتبادلة بين الأشخاص وخاصةً في محيط الأسرة، فكل فرد فيها يجلس أمام الجهاز الذكي ليقضي معظم وقته في هذا الأمر.

4. الإصابة بالقلق والتوتر

والذي قد يؤدي إلى الاكتئاب نتيجة ضغوط الحياة أو الاصطدام في شخص وغيرها من الأسباب، حيث يزداد الشعور بالقلق والضيق ويسبب آثار نفسية عديدة وبالتالي تفضيل الجلوس منفردًا والميل إلى العزلة والانطواء.

5. انفصال الأب والأم

عندما يشعر الابن بأن هناك مشاكل عديدة بين الوالدين والتي قد تصل إلى الانفصال، سوف يميل للعزلة والانطواء ليهرب من هذه المشاكل لأنه لا يريد المواجهة.

6. عدم القدرة على التواصل

فبعض الأشخاص لا يملكون القدرة على تبادل الحديث مع غيرهم بطلاقة ويميلون للصمت في معظم الأوقات، ولذلك يفضلوا البقاء بعيدًا عن تلك المواقف وقد يرجع هذا إلى التربية أو قلة الثقافة والتطلع.

7. المعاناة من مشكلة ما

مثل فقدان عزيز بسبب الوفاة، أو الخيانة الزوجية وحدوث الطلاق، أو فقدان الأموال والإفلاس، فهذه الصدمات القوية تجعل المصاب بها يبتعد عن الأجواء المحيطة التي اعتاد أن يتواجد بها.

وقد يكون الميل إلى العزلة والانطواء هنا أمر مؤقت، وذلك في حالة مدى عزيمة الشخص وقدرته على تجاوز المشكلات.

8. الوصول إلى مرحلة المراهقة

يميل بعض المراهقين إلى العزلة والانطواء خلال هذه المرحلة نتيجة التغيرات التي تحدث في شخصيته ونمو جسمه، حيث تحدث اختلافات في الهرمونات يمكن أن تسبب شعورًا بالتوتر مما يدفعه للبقاء بمفرده.

أعراض الميل إلى العزلة والانطواء

ويمكن معرفة أن الشخص يفضل العزلة والانطواء من خلال بعض الأمور، ومنها:

  • سيطرة الأفكار التشاؤمية على التفكير، فعند جلوس الشخص بمفرده يشعر بالإحباط من كل الأمور حوله، ولا ينظر للحياة نظرة متفائلة.
  • الإصابة بتغيرات مزاجية دون معرفة أسباب هذه التغيرات، ففي بعض الأحيان يشعر بالحزن والضيق، وفي أوقات أخرى يكون راضيًا وسعيدًا، وقد تحدث هذه التغيرات بشكل مفاجئ.
  • الجلوس في مكان منعزل وشرود الفكر في معظم الأحيان، وقلة الحديث مع الآخرين حتى أثناء مشاركتهم بعض المهام والأنشطة.
  • افتقار الذكاء الاجتماعي وعدم القدرة على التواصل مع الأشخاص المحيطين، فالشخص الذي يميل إلى العزلة والانطواء عادةً لا يكون لبقًا في حديثه، ولا يجيد التعامل مع الناس من حوله.
  • الشعور بغربة حتى مع وجود أشخاص وهذا يكون شعور داخلي وقد يظهر في انطباعاته وتصرفاته لأنه لا يتمكن من السيطرة عليها.
  • الجلوس لوقت طويل على الإنترنت لأن هذا هو الطريق الأمثل لهروب الأشخاص الذين يميلون إلى العزلة والانطواء.

طرق التغلب على الميل إلى العزلة والانطواء

إليك أبرز الطرق التي تساعد في التغلب على الميل إلى العزلة والانطواء في ما يأتي:

1. التعرف على بعض الأصدقاء

حتى وإن كان عددهم محدود فوجود بعض الأشخاص في حياتك سيساعد في مقاومة شعور الميل إلى العزلة والانطواء على أن يكون هناك تواصل دائم معهم.

ويمكن أن يكون في حياتك صديق وفيّ تخبره بالمشكلة ليساعدك في التغلب عليها ويشجعك على عدم البقاء بمفردك.

2. الانضمام إلى مجموعات

سواء في النادي أو الأنشطة المختلفة، فيجب البحث عن نشاط جماعي تقوم به لتعتاد على التواجد وسط أشخاص آخرين والعمل في فريق، فهذا يساعد كثيرًا في التغلب على العزلة والانطواء.

ويمكن ممارسة رياضة جماعية، فهي من الطرق الفعّالة لتكوين علاقات اجتماعية، كما أن الرياضة تساعد في زيادة الثقة بالنفس.

3. وضع أهداف في الحياة

فعندما يكون لدى الشخص خطط وأهداف يسير عليها يتمكن من تجاوز هذه المشكلة لأنه يسعى جاهدًا لتحقيق هذه الأهداف.

4. الإكثار من المطالعة والمعرفة

فهذا يزيد كثيرًا من لباقة الشخص وقدرته على الحديث مع الآخرين وبالتالي زيادة الثقة في النفس، وهذا يؤدي إلى اهتمام وشغف الأشخاص المحيطين بالتواصل مع الشخص الذي يميل للعزلة.

5. التغلب على المشكلات

حيث أن المرور بمشكلة ما لا يعني توقف الحياة، بل يجب أن تواجه ما حدث وتبدأ في تفادي أسبابه مستقبلًا، كما أن التواصل مع الأشخاص سيساعد كثيرًا في نسيان ما حدث بشكل أسهل وأسرع.

4961 مشاهدة
للأعلى للسفل
×