محتويات
ألم المعدة وحرقتها
تُعدّ حرقة المعدة (Heart Burn) أو حرقة الفؤاد من المشكلات الشائعة التي تصدر عن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء مسببًا الشعور بألم حارق في أسفل الصدر، كما تُسمّى حرقة المعدة بمرض الارتداد المعدي المريئي (GERD) عندما تحدث أكثر من مرتين في الأسبوع.
تشير المنظمات المتخصصة إلى أنّ حرقة المعدة والألم المُصاحب لها من الاضطرابات الشائعة للغاية، إذ يُقدَر ما لا يقل عن 15 مليون أمريكي يعانون من حرقة المعدة يوميًا، بالإضافة إلى أنّها من الاضطرابات الشائعة في الحمل، وتشمل الأعراض الرئيسة للإصابة بها الشعور بحرقة في الحلق أو الصدر، بالإضافة إلى أنّه يوجد العديد من العلاجات؛ بما في ذلك أدوية مثبطات مضخة البروتون (PPI)،.[١] وفي هذا المقال بيان مجموعة من أهم أسباب الإصابة بحرقة المعدة، وطرق علاجها المنزلية والطبيّة.
أعراض ألم المعدة وحرقتها
تشمل أعراض الإصابة بهذه المشكلة الآتي:[٢]
- الشعور بالحرقة في منطقة الصدر: الذي يحدث بعد وقت قصير من تناول الطعام، والذي يستمر من بضع دقائق إلى عدة ساعات، وغالبًا ما يتمركز خلف عظمة الصدر، وقد ينتقل إلى الحلق.
- الشعور بالحرقان في الحلق: هناك عدة أسباب لحرقان الحلق؛ مثل: التهاب الحلق أو التهاب الزوائد الأنفية، لكنّ السبب الأكثر شيوعًا لهذا الإحساس الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي، وقد يزداد الألم والحرقة شدة عند البلع.
- الطعم الحامض أو المُرّ في الفم: الذي ينتج من تدفّق محتويات المعدة إلى المريء، والتي قد تصل إلى مؤخرة الحلق، فعندما تدخل محتويات المعدة إلى الجزء الخلفي من الحلق يتشكّل طعم غير مرغوب فيه للفم.
- صعوبة البلع: تنتج من عدم مرور الطعام بشكل طبيعي من الفم عبر المريء إلى المعدة، فتسبِّب الإصابة باضطرابات حرقة المعدة إحساسًا بالتصاق الطعام في الحلق، أو ضغط في الصدر أو الحرق، أو الاختناق بعد تناول الطعام، لكن تجب الإشارة إلى وجود العديد من المُسبِّبات الأخرى للإصابة بصعوبة البلع؛ بما في ذلك التهاب المريء، وسرطان المريء.
- السعال المزمن: يحدث السعال عندما يتدفق حمض المعدة إلى المريء.
- الصفير أو أعراض أخرى شبيهة بأعراض الربو: إذ يؤثر الارتجاع المعدي المريئي في مرضى الربو عندما يتدفق حمض المعدة إلى المريء، ثم شفطه إلى الشعب الهوائية والرئتين؛ ممّا يسبب صعوبة التنفس والسعال والصفير.
أسباب ألم المعدة وحرقتها
تشمل الأسباب الشائعة لألم المعدة وحرقتها الآتي:[٣]
- تهيج المريء: بعض أنواع الطعام والشراب تُهيّج بطانة المريء، كما أنّ تناول بعض الأدوية والتدخين يسببان حرقة المعدة.
- ضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء: وهي العضلة التي تفصل المعدة عن المريء، والتي تفتح فقط لإدخال الطعام من المريء إلى المعدة، ومنع عودته بالاتحاه المعاكس، فعند حدوث ضعف في هذه العضلة تبقى مفتوحة بعد مرور الطعام إلى المعدة، ممّا قد يسبب ارتجاع الحمض إلى المريء، وتجب الإشارة إلى أنّ بعض الأطعمة والمشروبات والكحول تُضعف هذه العضلة.
- بطء إفراغ المعدة من الطعام: ففي الأحوال الطبيعية يمر الطعام عبر الجهاز االهضمي عن طريق انقباضات إيقاعية، أمّا عند الإصابة باضطراب حركي في الجهاز الهضمي تصبح هذه الانقباضات غير طبيعية، إذ يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الارتجاع المعدي المعوي من خلل في أداء وظيفة الأعصاب أو العضلات في المعدة؛ مما قد يسبب ضعف الحركة في المعدة.
- فتق الحجاب الحاجز: الذي يحدث عندما يُدفع الجزء العلوي من المعدة لأعلى إلى داخل التجويف الصدري من خلال فتحة موجودة في عضلة الحجاب الحاجز -العضلة الفاصلة بين التجويف البطني والتجويف الصدري-، ويحدث هذا الفتق بسبب ضعف الحجاب الحاجز، أو بسبب زيادة الضغط في منطقة البطن -خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة-، وتجدرالإشارة إلى أنّ هذا الفتق الحجابي يُضعِف العضلة العاصرة السفلية للمريء؛ ممّا يسمح لحمض المعدة بالارتجاع إلى المريء.
- زيادة الضغط في التجويف البطني: كما هو الحال عند النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، إذ إنّه يُسبِّب ضعف العضلة العاصرة السفلية.
- أمراض أخرى: وتشمل الحالات التي قد تساهم في الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي؛ كالربو ووالسكري.
- عوامل وراثية: فقد تسبِّب بعض العوامل الوراثية مشكلات عضلية أو هيكلية في المريء أو المعدة، كما قد تبدو سببًا في زيادة خطر الإصابة بمريء باريت؛ وهو اضطراب ناتج من الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي الشديد، والذي يرفع من خطر الإصابة بسرطان المريء.
أطعمة تزيد من ألم المعدة وحرقتها
تسبب بعض الأطعمة والمشروبات حرقة المعدة لدى بعض الأشخاص؛ بما في ذلك:[٤]
- الأطعمة الحارة.
- البصل.
- الحمضيات.
- منتجات الطماطم؛ مثل: الكاتشب.
- الأطعمة الدهنية أو المقلية.
- النعناع.
- الشوكولاتة.
- الكحول أو المشروبات الغازية أو القهوة أو غيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- تناول الوجبات الكبيرة أو الدهنية.
كيف يخفف المصاب ألم المعدة وحرقتها في المنزل؟
يوجد بعض الطرق المتبعة لتخفيف الإصابة بهذه الحالة في المنزل، ومن هذه الطرق يُذكَر الآتي:[٥]
- تناول شاي الزنجبيل الذي يُعدّ من العلاجات المنزلية في المساعدة في تخفيف شدة الإصابة.
- مضغ العلكة، يساعد في التقليل من الحموضة في المريء، فمضغ العلكة يزيد من إفراز اللعاب الذي قد يفيد في تخفيف الحمض من المريء أو إزالته، ويُنصَح دائمًا بمضغ العلكة لمدة نصف ساعة بعد تناول الطعام.
- مزج صودا الخبز بالماء، حيث صودا الخبز القاعدي له دور في تخفيف حرقة المعدة من خلال معادلة أحماض المعدة؛ ذلك بمزج ملعقة صغيرة من صودا الخبز بكوب من الماء، وشربها ببطء.
- تناول مكملات عرق السوس، إذ يُصنّف عرق السوس علاجًا شعبيًا من حرقة المعدة، وقد يسهم عرق سوس في زيادة الغشاء المخاطي المبطِّن للمريء؛ مما قد يحمي المريء من التلف الناتج من حمض المعدة، لكن تجب الإشارة إلى أنّ تناول الكثير من عرق السوس يُسبِّب ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستويات البوتاسيوم، بالإضافة إلى أنّه يتداخل مع عمل بعض الأدوية؛ لذا يُنصَح دائمًا باستشارة الطبيب، والذي قد ينصح باستخدام مكملات عرق السوس المنزوعة من الجليسيريزين (Glycyrrhizin) المُسبِّب للآثار الجانبية السابقة.
- تناول وجبات صغيرة وبشكل متكرر، إذ من الأفضل تناول خمس إلى ست وجبات صغيرة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.[٦]
- تناول الأطعمة والمشروبات التي يستخدمها بعض الأشخاص كمضادات للحموضة الطبيعية؛ مثل: الموز، وشاي البابونج، والكركم الطازج للمساعدة في الهضم.[٦]
- شرب السوائل الدافئة أو الشاي بعد تناول الوجبة؛ ممّا يخفف حمض المعدة من المريء ويزيله.[٦]
تجدر الإشارة إلى أنّ شرب الحليب البارد قد يخفف من حرقان الحمض في البداية فقط -على عكس الاعتقاد السائد-، لكنه قد يسبِّب ارتداد الحمض في وقت لاحق، إذ إنّه قد يزيد إنتاج حمض المعدة أو يبطئ من عملية إفراغ المعدة، خاصةً الحليب كامل الدسم، لذا في حال الإصابة بالارتداد المعدي المريئي يُنصح بتناول الحليب الخالي من الدسم بدلًا من كامل الدسم.[٦]
علاج المصاب بألم المعدة وحرقتها
يوجد العديد من الطرق والعلاجات الدوائية المتبعة لعلاج المصابين بهذه الحالة، ومنها يُذكر الآتي:[٦]
- تناول مضادات الحموضة، قد تخفف هذه الأدوية من حرقة المعدة وعسر الهضم العرضي، ذلك بمعادة أحماض المعدة، ومن الأدوية المضادة للحموضة: هيدروكسيد الألمونيوم (Aluminum hydroxide)، وكربونات الكالسيوم (Calcium carbonate) الذي قد يزيد من الحركة في المريء أيضًا؛ مما يقلل من التعرض للحمض.
- تناول أدوية حاصرات مستقبلات الهيستامسن من النوع الثاني H2، إذ إنّ هذه الأدوية تقلل من كمية الحمض في المعدة، إذ يحفّز الهستامين الخلايا الجدارية في بطانة المعدة لإنتاج الحمض، فتقلل حاصرات مستقبلات الهيستامين إنتاج الأحماض عن طريق حجب عمل الهيستامين المحفز للمعدة على إنتاج الحمض، ومن هذه الأدوية: النيزاتيدين (Nizatidine)، والفاموتيدين (Famotidine)، والسيميتيدين (Cimetidine)، والرانيتيدين (Ranitidine).
- تناول مثبطات مضخة البروتون (PPI)، إذ إنّ هذه الأدوية تمنع إفراز حمض المعدة عن طريق إغلاق نظام في المعدة يسمى بمضخة البروتون الذي يُخرج أيون البوتاسيوم غير الحمضي من المعدة، واستبدال أيون الهيدروجين الحمضي به، وعن طريق إيقاف عمل المضخة يقلّ إنتاج الحمض، ومن أدوية مثبطات مضخة البروتون الإيزوميبرازول (Esomeprazole)، والأوميبرازول (Omeprazole)، واللانسوبرازول (Lansoprazole).
كيف يوقى الشخص من ألم المعدة وحرقتها؟
يوجد الكثير من الطرق المتبعة للوقاية من هذه الإصابة، ومنها الآتي:[٧]
- تجنب الإفراط في تناول الطعام: الذي يُضعِف العضلة العاصرة السفلية، مما يُسبِّب تسرُّب جزء من مكونات المعدة نحو المريء، والشعور بالحرقة.
- تخفيف الوزن: تُعدّ السمنة وزيادة الوزن من العوامل المُسبِّبة لزيادة خطر الإصابة بالفتق الحجابي المذكور سابقًا، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بحرقة المعدة.
- اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات: وُجِدَ أنّ الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تخفف من أعراض ارتجاع الحمض، إذ تسبب للكربوهيدرات غير المهضومة فرط النمو البكتيري وارتفاع الضغط في منطقة البطن، كما يُسبِّب ذلك الغازات والانتفاخ، وتشير نتائج بعض الدراسات الصغيرة إلى أنّ الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تخفف أعراض الارتداد المعدي،[٨][٩] لكن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات فاعلية تقليل كمية الكربوهيدرات المتناولة في تخفيف حرقة المعدة، وكمية الكربوهيدرات التي يُنصَح بتناولها بالتحديد.
- الابتعاد عن شرب الكحول: إذ إنّ شرب الكحول قد يزيد من شدة الارتداد المعدي وحرقة المعدة، فشرب الكحول قد يفاقم الأعراض عن طريق زيادة حمض المعدة واسترخاء العضلة العاصرة السفلية.
- تجنب شرب الكثير من القهوة: أظهرت نتائج الدراسات أنّ القهوة تُضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء بشكل مؤقت؛ مما يزيد من خطر ارتجاع الحمض.[١٠]
- تجنب تناول البصل الطازج: أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع حمض المعدة أنّه عند تناولهم وجبة تحتوي على البصل الطازج تزداد حرقة المعدة وأعراض ارتجاع الحمض شدة.[١١]
- الحد من تناول المشروبات الغازية: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء في بعض الأحيان للحد من تناول المشروبات الغازية، فالسبب الرئيس لذلك وجود غاز ثاني أكسيد الكربون في المشروبات الغازية الذي يزيد من التجشؤ، وخروج الغازات من المعدة نحو المريئ لخروجه عبر الفم.
- تجنب شرب الكثير من عصير الحمضيات: أجريت دراسة على 400 مريض يعانون من مرض ارتجاع المريء، وذكر 72% منهم أنّ الأعراض زادت شدة عند تناول عصير البرتقال أو الجريب فروت،[١٢] إذ يُعتقَد أنّ بعض مكونات عصير الحمضيات تهيّج بطانة المريء.
- الحدّ من تناول الشوكولاتة: قد يُنصح المرضى الذين يعانون من حرقة المعدة في بعض الأحيان بتجنب تناول الشوكولاتة في بعض الحالات التي يلاحظ فيها المُصاب زيادة شدة الأعراض بعد تناولها، إذ أظهرت دراسة صغيرة أنّ استهلاك 120 ملليلترًا من عصير الشوكولاتة يُضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء،[١٣]، كما وجدت دراسة أخرى أنّ تناول الشوكولاتة يزيد من كمية الحمض في المريء مقارنة بالدواء الوهمي،[١٤] ومع ذلك هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات في تأثيرات الشوكولاتة في حمض المعدة.
- تجنب تناول النعناع: يُعدّ النعناع من الأعشاب الشائعة المستخدمة في الحلوى، والعلكة، وغسول الفم، ومعجون الأسنان، وفي الحقيقة لوحظَ أنّ تناول النعناع قد يزيد من حرقة المعدة عند بعض الأشخاص.
- رفع رأس عند النوم: الذي يساهم في التخفيف من أعراض حرقة المعدة ليلًا.
المراجع
- ↑ Daniel Murrell, MD (7-12-2017), "Heartburn: Why it happens and what to do"، medicalnewstoday, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (17-7-2019), "Symptoms of Heartburn"، verywellhealth, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (17-7-2019), "Causes and Risk Factors of Heartburn"، verywellhealth, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ "Heartburn", mayoclinic.org, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (25-10-2019), "How to Get Rid of Heartburn"، healthline, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Richard N. Fogoros, MD (19-4-2020), "How Heartburn Is Treated"، verywellhealth, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ Atli Arnarson, PhD (22-1-2017), "14 Ways to Prevent Heartburn and Acid Reflux"، healthline, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ J Yudkin, E Evans, M G Smith (5-1972), "The Low-Carbohydrate Diet in the Treatment of Chronic Dyspepsia ", National Library of Medicine, Issue 1, Folder 31, Page 12A. Edited.
- ↑ Gregory L Austin 1 , Michelle T Thiny, Eric C Westman (8-2006), "A Very Low-Carbohydrate Diet Improves Gastroesophageal Reflux and Its Symptoms ", National Library of Medicine, Issue 8, Folder 51, Page 1307-1312. Edited.
- ↑ F B Thomas, J T Steinbaugh, J J Fromkes (12-1980), "Inhibitory Effect of Coffee on Lower Esophageal Sphincter Pressure", National Library of Medicine, Issue 6, Folder 79, Page 1262-1266. Edited.
- ↑ M L Allen, M H Mellow, M G Robinson, W C Orr (1990), "The Effect of Raw Onions on Acid Reflux and Reflux Symptoms", Am J Gastroenterol, Issue 85, Folder 4, Page 377-380. Edited.
- ↑ M Feldman 1 , C Barnett (1-1995), "Relationships Between the Acidity and Osmolality of Popular Beverages and Reported Postprandial Heartburn ", National Library of Medicine , Issue 1, Folder 108, Page 125-131. Edited.
- ↑ L E Wright, D O Castell (703-707), "The Adverse Effect of Chocolate on Lower Esophageal Sphincter Pressure ", National Library of Medicine, Issue 8, Folder 20, Page 8-1975. Edited.
- ↑ D W Murphy 1 , D O Castell (8-1975), "Chocolate and Heartburn: Evidence of Increased Esophageal Acid Exposure After Chocolate Ingestion", Nagional Library of Medicine, Issue 8, Folder 20, Page 703-707. Edited.