النثر في العصر العباسي الأول

كتابة:
النثر في العصر العباسي الأول

تطور النثر في العصر العباسي الأول

هل اختلف فن النثر في العصر العباسي الأول عما كان عليه من قبل؟

لقد تطوَّر النَّثر العربيّ في العصر العبَّاسي الأوَّل وكان ذلك بفعل دخول حضاراتٍ كثيرةٍ امتزجت بهذا النَّثر، كالحضارة الفارسيَّة والحضارة الهنديَّة والحضارة اليونانيَّة، وبرع الأدباء في ضروب النَّثر كافَّةً، ولا سيما الخطابة والوعظ والرَّسائل بأنواعها والمناظرات والعهود والوصايا، وكان ممّا أسهم في ذلك تشجيع الخلفاء لهذه الفنون كالخليفة الرَّشيد الذي شجَّع العلم والعلماء والأدب وأنشأ مكانًا أسماه "بيت الحكمة" وجمع فيه نخبة المؤلِّفين والنُّسَّاخ والمترجمين، كما نشطت حركة التَّرجمة في عهد الخليفة المأمون مما أسهم في الانفتاح على الثَّقافات الأخرى في العلوم كافَّة، بالإضافة إلى اهتمام الأغنياء من القوم بتشجيع الحركة العلميَّة والتَّرجمة عن الثَّقافات والفلسفات الأخرى التي أغنت الفكر العربي.[١]


كما أنَّ فئة من المستشرقين يرون أنَّ العرب لم يعرفوا النَّثر الفنِّي إلَّا في العصر العبَّاسي الأوَّل، ويرون أنَّ الفضل في نشأته يرجع إلى ابن المقفَّع، وممن أيَّد هذا "مسيو فورسيه" الفرنسي و "جب" الإنكليزي، وأيَّدهم في ذلك فئة من الباحثين العرب المعاصرين وعلى رأسهم الدكتور طه حسين الَّذي أرجع ذلك إلى أنَّ حياة العرب الأولى كانت حياةً عاطفيَّةً فناسبها الشِّعر، بينما انفتحت حياتهم فيما بعد على ثقافاتٍ غذَّت نثرهم، بالإضافة إلى أنَّ الكتابة لم تنلِ العناية والاهتمام قبل هذا العصر، ولا يمكن إنكار وجود نثرٍ فنيٍّ عربيٍّ قبل ذلك إلَّا أنَّ أكثره ضاع، وما وصل منه لم يرقَ إلى الصَّنعة الفنيَّة والتَّطوُّر الَّذي صار إليه النَّثر في العصر العبَّاسيّ الأوَّل.[٢]



لقراءة المزيد عن تاريخ تطور النثر العباسيّ، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: تطور النثر في العصر العباسي.


خصائص النثر في العصر العباسي الأول

ما الملامح الخاصَّة المميِّزة للنَّثر في العصر العبَّاسي الأوَّل؟


  • احتواؤه ثقافاتٍ متشعِّبةٍ: فقد احتوى النَّثر العربيّ في تلك المدَّة ثقافاتٍ امتدَّت من إيران إلى اليونان إلى الهند، كما تأثَّر بطرائق التَّفكير الأجنبيَّة دون إفساد اللُّغة أو المساس بعروبتها، إلَّا أنَّ ذلك أدَّى إلى دخول مصطلحاتٍ فلسفيَّةٍ جديدةٍ ومصطلحاتٍ علميَّةٍ ومسمَّياتٍ جديدةٍ عرَّبوها أو نقلوها كما هي دون أن يبتعدوا عن التَّراكيب العربيَّة.[٣]
  • اتساع اللُّغة ومرونتها: أدَّى الانفتاح الثَّقافي إلى اتِّساع لغة الصَّحراء لتستوعب كلَّ المعارف الوافدة إليها، مما أثَّر في اللُّغة العربيَّة وعلومها والتَّاريخ وغيره من المجالات كافَّة.[٤]


  • تعدُّد فروع النَّثر العربيّ: حيث صار النَّثر في العصر العبَّاسيّ متشعِّبًا إلى عدَّة مجالات، ففيه العلميّ وفيه الفلسفيّ ومنه التَّاريخيّ ومنه الأدبيُّ المحض مما كان امتدادًا للنَّثر القديم أحيانًا أو خروجًا عن مألوفه بما هو جديد.[٥]


فنون النثر في العصر العباسي الأول

ما الأنواع النَّثريَّة الَّتي ألَّف بها كتَّاب العصر العبَّاسيّ الأوَّل؟

قد تنوَّعت ضروب النَّثر في العصر العبَّاسيّ الأوَّل فكان هناك الخطب والوعظ والقصص، والمناظرات، والرَّسائل الدِّيوانيَّة بما فيها من وصايا وعهود وتوقيعات، والرَّسائل الإخوانيَّة.


الخطب والوعظ والقصص

عني العرب في العصر العبَّاسيّ الأوَّل بالخطابة والوعظ والقص، وكان فنُّ الخطابة علمًا قائمًا بذاته يلقِّنه المعلِّمون وأساتذة الخطابة للنَّاشئة والتَّلاميذ، ومما يؤكِّد ذلك الأخبار الَّتي وردت في كتب القدماء من أمثال "البيان والتَّبيين" للجاحظ و "العقد الفريد" لابن عبد ربِّه وغيرهما من الكتب التي نقلت أخبارًا كثيرةً عن تعليم هذا الفن، كما استعانوا بالآداب الأجنبيَّة لتغذية أساليبهم الخطابيَّة الَّتي كانت تخرج بغرض الوعظ والإرشاد وفي المناسبات وفي غيرهما من دواعي الخطابة.[٦]


أمَّا القصص فلم تكن قد أخذت الشَّكل الَّذي نعرفه اليوم في القصَّة، بل كانت شكاوى أو سيرًا مسرودةً دون عناصر القصَّة المعروفة، ففنُّ القصَّة لم يكن من الفنون المعروفة عند العرب إلَّا أنَّنا نجد في العصر العبَّاسيّ الأوَّل شيئًا من هذا الفنِّ كالَّذي كتبه ابن المقفَّع في كتاب "كليلة ودمنة" الَّذي قيل إنَّه نقله عن لغةٍ أخرى وليس من تأليفه، وهو يحوي مجموعة نوادر محبوكة اللُّغة وفصيحة المعنى.[٧]


لقراءة المزيد عن عن فن الخطابة العباسيّة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الخطابة في العصر العباسي.


المناظرات

برز فنُّ المناظرات فنًّا مستقلًّا عن فنون النَّثر في العصر العبَّاسيّ الأوَّل، وازدادت أهميَّتها لدورها الفعَّال في الخلافات الكلاميَّة، والحجاج بين الفرق الفكريَّة الَّتي اشتدَّ الخلاف فيما بينها في بداية العصر العبَّاسي، فقد ظهرت الكثير من الفرق الكلاميَّة المختلفة كالمرجئة والجهميَّة والمشبهة الممثلة وحركة المعتزلة التي اشتدَّت قوَّتها في العصر العبَّاسي، وقد اتَّسمت تلك المناظرات بين المتكلِّمين بالعمق وأضفت على تلك الخلافات متعةً عقليَّةً للمتعطِّشين للفكر، إلَّا أنَّ تلك المناظرات ومع كلِّ ما فيها من عمقٍ وفصاحةٍ وبيانٍ فقد سبَّبت تمزُّق المجتمع الإسلاميّ والاهتمام بالشَّكل على حساب المضمون، فلم تثمر مناظراتهم إلَّا انقسامًا وتنافرًا.[٨]


الرسائل الديوانية: الوصايا والعهود والتوقيعات

كان كُتَّاب الرَّسائل من أخصِّ الرِّجال وأكثرهم حظوةً في الدَّولة وأقربهم إلى الملوك والأولى بوزارتهم، وكانت آراؤهم النَّقديَّة تحترم لدى النَّاس، وتندرج الرَّسائل الدِّيوانيَّة كنوعٍ من فنِّ الرِّسالة يختصُّ بما يصدر عن الدَّواوين الرَّسميَّة أو ما يرسل إليها مما يخصُّ شؤون البلاد من وصايا أو عهود أو غير ذلك، وتميَّزت الرَّسائل بالسُّهولة في التَّعبير واحتوت كلَّ ما يخصُّ الدَّولة والحكم من مصطلحاتٍ يتخلَّلها تجويدٌ فنيٌّ لا تعقيد فيه، وقد عرف العرب هذا النَّوع من الرَّسائل منذ القدم وصار إلى صورته الرَّسميَّة في العصر الإسلامي واستمرَّ في التَّطوُّر حتَّى العصر العبَّاسيّ وما بعده، فهو ليس فنًّا مبتدعًا في هذا العصر وإنَّما استمرار لما استنَّه الخلفاء السَّابقون.[٩]


أمَّا التَّوقيعات الأدبيَّة فلم تنتشر انتشارًا واسعًا إلَّا في العصر العبَّاسيّ، حيث حلَّت محلَّ الخطابة في تلبية الكثير من متطلَّبات الدَّولة، وأصبح الكتَّاب البلغاء مطلبًا من مطالب الدُّول تبحث عنهم لتوكل إليهم أمر المُكاتبات والرَّسائل، حتَّى أنَّ المناصب الوزاريَّة لم تعد تشغل إلَّا بمن عرفوا بالبلاغة والإجادة في الكتابة، وكان الخلفاء العبَّاسيِّون في العصر العبَّاسي الأوَّل ينظرون فيما يأتيهم من كتبٍ ورسائل ويوقِّعون عليها وربَّما كان هذا السبب في تسمية تلك الكتابات بالتَّوقيعات.[١٠]


الرسائل الإخوانية

أمَّا الرَّسائل الإخوانيَّة فهي النَّوع الآخر من الرَّسائل، وربَّما يصحُّ أن نقول إنَّه النَّوع الأوَّل، فإنَّ النَّاس أوَّل ما كتبوا الرَّسائل كتبوها بين بعضهم لغاياتٍ شخصيَّةٍ قبل أن يهتدوا إلى الغايات الرَّسميَّة، فهو نوعٌ قديمٌ أكثر من الرَّسائل الدِّيوانيَّة، وفيه من الأدب والفن ما ليس في الرَّسائل الدِّيوانيَّة، فهذه الرَّسائل تنقل العواطف والمشاعر والأحاسيس بين الأفراد في المناسبات كافَّة من تعزيةٍ أو تهنئةٍ أو عتابٍ أو غير ذلك، الأمر الَّذي جعل هذه الرَّسائل أقرب إلى التَّخييل وأكثر احتواءً للصُّور البيانيَّة، وكما قلنا فهذا النَّوع ليس بجديدٍ على العصر العبَّاسي الأوَّل إلَّا أنَّ التَّطوُّر والانفتاح الَّذين كانا في ذلك العصر لا بدَّ أثَّرا في هذا الفنِّ وتطويره.[١١]


لقراءة المزيد عن عن فن الرسائل الإخوانيّة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الرسائل الإخوانية في العصر العباسي.


أعلام الكتاب في العصر العباسي الأول

من هم الكتَّاب المؤثِّرون في العصر العباسي الأول؟

من أبرز أعلام الكتَّاب في العصر العبَّاسيّ الأوَّل ابن المقفَّع، وسهل بن هارون، وابن الزَّيَّات.


ابن المقفع

هو عبد الله بن المقفَّع ولد سنة (106هـ-724م)، واسمه روزبه بن داذويه، كان من كبار كتَّاب العصر العبَّاسيّ الأوَّل، وكان أوَّل من عُني من المسلمين بترجمة كتب المنطق، كان كريم الأخلاق واسع المعرفة، جمع بين الثَّقافتين الفارسيَّة والعربيَّة، ترجم عن الفارسيَّة كتاب "كليلة ودمنة" كما ترجم كتب "أرسطو طاليس" في المنطق، وله رسائل مهمَّةٌ جدًّا وهي بليغة ومنها "الأدب الصغير" و"الأدب الكبير" و"الصَّحابة" اتُّهم فيما بعد بالزَّندقة فقتله أمير البصرة سفيان بن معاوية المهلَّبي وكان ذلك عام (142هـ-759م).[١٢]


قد كان ابن المقفَّع ناثرًا ماهرًا، وقد ظهرت الفصاحة والبلاغة فيه سريعًا فكتب في دواوين الولاة والخلفاء ومنهم عمر بن هبيرة وابنه يزيد وأخوه داود وعيسى بن علي عمُّ المنصور الَّذي أعلن ابن المقفَّع إسلامه بين يديه، وجنى من مكاتباته تلك مالًا وفيرًا كان ينفقه بسخاءٍ على أصحابه وذويه وغيرهم ممن يلتجؤون إليه عند الحاجة. ولم تكن تلك المكاتبات خلاصة ما أُثِر عنه من فضلٍ في العلم والتَّأليف، بل إنَّ الفضل الكبير الَّذي تركه ابن المقفَّع كان في ترجماته القيمة عن الفارسيَّة، ومن أبرز الكتب الَّتي ترجمها "مزدك" و "خد ايه نامه" و "آيبن نامه"، كما أفاد من ثقافته الفارسيَّة في تأليف كتاب "الشهنامة" وغيره.[١٣]


لقراءة المزيد عن ابن المقفع، ننصحك بقراءة هذا المقال: نبذة عن عبدالله بن المقفع.


سهل بن هارون

هو سهل بن هارون بن راهبون أو راهيون (140هـ-215هـ)، كان كاتبًا حكيمًا وبليغًا وقاصًّا مجيدًا، كما كان يلقَّب بـ "بزر جمهر الإسلام"، وهو فارسيُّ الأصل أيضًا، ذاع صيته أوَّل أمره في البصرة وعمل في خدمة الخليفة هارون الرشيد فسرَّ به وقرَّبه وارتفعت منزلته عنده وولَّاه على دواوينه، كما خدم الخليفة المأمون من بعده. وقد أجاد سهل بن هارون في ميادين الأدب عامَّة، وقد قال عنه الجاحظ مؤكِّدًا هذه النُّقطة: "ومن الخطباء الشُّعراء الَّذين جمعوا الشِّعر والخطب والرَّسائل الطِّوال والقصار والكتب الكبار سهل بن هارون الكاتب".[١٤]


له من الكتب الكثير، ولا يعرف عددها على وجه الدِّقة بسبب ضياع العديد من مؤلَّفات العصر، ومن كتبه "ثعلة وعفرة" وقد ألَّفه على منوال كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفَّع، ومن كتبه: المسائل، والإخوان، والمخزومي والهذلية، وتدبير الملك والسِّياسة، والرَِّياض، والوامق والعذراء، والنَّمر والثَّعلب، وغيرها الكثير، وله أيضًا رسالةٌ في البخل.[١٥]


ابن الزيات

هو محمَّد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، يكنَّى بأبي جعفر، وهو معروفٌ باسم ابن الزَّيَّات (173هـ-233هـ)، كان عالمًا من علماء اللُّغة والأدب ونال حظوةً كبيرةً لدى الخلفاء، حيث لقِّب بذي الوزارتين لتولِّيه وزارة الخليفة المعتصم ومن ثمَّ ابنه الواثق، وكان المعتصم يعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا في إدارة شؤون الدَّولة، واستمرَّ ابنه الواثق على النَّهج نفسه ولما توفَّاه الله أراد ابن الزَّيات أن يولِّي ابن الواثق بدلاً من أخيه المتوكِّل لكنَّه لم يتمكَّن من ذلك، فلمَّا صارت الأمور إلى المتوكِّل كان حاقدًا عليه فنكبه وعذَّبه حتَّى مات في بغداد، تاركًا وراءه سيرةً من القوَّة والحزم، وقد ترك أثرًا جميلاً بديعًا في النَّثر وله أيضًا ديوان شعري.[١٦]


نماذج من النثر في العصر العباسي الأول

ما هي أبرز اقتباسات النثر في العصر العباسي الأول؟

من أبرز النُّصوص النثرية التي كتبها أدباء العصر العبَّاسي ما يأتي:


خطبة ابن المقفع التي نقلها الجاحظ في البيان والتبيين

"وليكنْ في صدرِ كلامِك دليلٌ على حاجتِكَ، كما أنَّ خيرَ أبياتِ الشِّعر البيتُ الَّذي إذا سمعتَ صدرَه عرفتَ قافيتَه، فكأنَّه يقولُ فرق بينَ صدرِ خطبةِ النِّكاح، وبينَ صدرِ خطبةِ العيدِ، وخطبة الصُّلحِ، وخطبة المواهب، حتَّى يكونَ لكلِّ فنٍّ من ذلكَ صدرٌ يدلُّ على عجزِه، فإنَّه لا خيرَ في كلامٍ لا يدلُّ على معناهُ، ولا يشيرُ إلى مَغزاهُ، وإلى العمودِ الَّذي بسطت إليهِ والغرضِ الَّذي نزعت إليهِ".[١٧]


من رسالة سهل بن هارون في البخل

"بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أصلحَ اللهُ أمرَكم، وجمعَ شملَكم، وعلَّمَكم الخيرَ وجعلَكم منْ أهلِه؛ قالَ الأحنفُ بنُ قيس: يا معشرَ بني تميمٍ، لا تُسرعوا إلى الفتنةِ فإنَّ أسرعَ النَّاسِ إلى القتالِ أقلُّهم حياءً منَ الفرار، وقد كانوا يقولون: إذا أردتَ أنْ ترى العيوبَ جمَّةً فتأمَّلْ عيّابا، فإنَّه إنَّما يعيبُ النَّاسَ بفضلِ ما فيهِ منَ العيبِ، أعيبُ العيبِ أنْ تعيبَ ما ليسَ بعيبٍ، وقبيحٌ أنْ تنهيَ مرشدًا وأنْ تغريَ بِمشفق".[١٨]


من كتاب الأدب الكبير لابن المقفع

"إِنِّي مخْبرُكَ عَنْ صَاحِبٍ لي؛ كَانَ أَعْظَمَ النَّاسِ في عَيْني؛ وَكَانَ رَأْسَ مَا عَظَّمَهُ في عَيْني؛ صِغَرُ الدُّنيَا في عَيْنَيْه، كَانَ خَارِجًَا منْ سُلْطَانِ بَطْنِه؛ فَلاَ يَشْتَهِي مَا لاَ يجِد، وَلاَ يكْثرُ إذَا وَجَد، وَكَانَ خَارجًَا منْ سلْطَانِ لِسَانِه؛ فَلاَ يَتَكَلَّم فِيمَا لاَ يَعْلَم، وَلاَ يمَارِي فِيمَا عَلِم ـ أَيْ لاَ يجَادِل ـ وَكَانَ خَارِجًَا مِنْ سُلطَانِ الجَهَالَة؛ فَلاَ يَتَقَدَّمُ إِلاَّ عَلَى ثِقَةٍ بمَنْفَعَة، كانَ أكثرَ دهرِه صامتًا، فإذا نطقَ بَذّ النَّاطقين، كانَ يُرَى مُتضاعفًا مُستَضعفًا، فإذا جاءَ الجدُّ فهو اللَّيثُ عاديًا، كانَ لا يدخلُ في دعوى، ولا يشتركُ في مِراءٍ، ولا يُدليْ بِحجَّةٍ حتَّى يرى قاضيًا عَدلًا، وشُهودًا عدولًا، وكانَ لا يلومُ أَحدًا على مَا قدْ يكونُ العذرُ في مثلِه حتَّى يعلمَ ما اعتذارَه".[١٩]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 32. بتصرّف.
  2. عبد الله عبد الجبار، قصة الأدب في الحجاز، صفحة 247-248. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النثر العربي، صفحة 124-125. بتصرّف.
  4. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النثر العربي، صفحة 125. بتصرّف.
  5. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النثر الأدبي، صفحة 125. بتصرّف.
  6. جامعة المدينة العالمية، الخطابة جامعة المدينة، صفحة 17. بتصرّف.
  7. مجموعة مؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح. بتصرّف.
  8. أكرم العمري، بحوث في تاريخ السنة المشرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  9. أحمد الشايب، الأسلوب، صفحة 113. بتصرّف.
  10. مجموعة مؤلفين، مجلة جامعة أم القرى، صفحة 463. بتصرّف.
  11. أحمد الشايب، الأسلوب، صفحة 114. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 344. بتصرّف.
  13. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النَّثر العربيّ، صفحة 138. بتصرّف.
  14. خير الدين الزركلي، الأعلام للزركلي، صفحة 143. بتصرّف.
  15. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 143. بتصرّف.
  16. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 48. بتصرّف.
  17. جامعة المدينة العالمية، الخطابة جامعة المدينة، صفحة 68. بتصرّف.
  18. ابن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، صفحة 223. بتصرّف.
  19. ابن المقفع، الأدب الصغير والأدب الكبير، صفحة 133. بتصرّف.
6493 مشاهدة
للأعلى للسفل
×