النخاع المستطيل تعريف، موقع، وظائف، أمراض شائعة وكيفية الحفاظ عليه

تعريف النخاع المستطيل

يُعرف النخاع المستطيل Medulla oblongata أيضًا بإسم النخاع وهو يُمثل الجزء السفلي من جذع الدماغ، ويرتبط بالدماغ المتوسط من خلال جسر فارول ويمتد من الخلف مع الحبل الشوكي ويلتقيان معًا عند الثقبة العظمى المتواجدة في قاعدة الجمجمة، ومن الجدير بالذكر بأن النخاع المستطيل ينقسم إلى جزئين رئيسين وهما النخاع البطني وهو يشكل الجزء الأمامي للنخاع ويحتوي على زوج من الهياكل المثلثة تسمى الأهرامات وتقع بداخلها السبيل الهرمي والذي من السبيل القشري النخاعي والتي تمتد من القشرة الدماغية إلى الحبل الشوكي،والسبيل القشري البصلي ويمتد من القشرة الحركية للفص الجبهي إلى الأعصاب القحفية في جذع الدماغ، أمّا الجزء الخلفي فيعرف بالنخاع الظهري وهو يُعد المنشأ للأعصاب القحفية السبعة الأخيرة والتي يخرج معظمها من النخاع البطني، وعلى غرار الهياكل الأخرى في جذع الدماغ يتكون النخاع المستطيل من مادتين بيضاء ورمادية اللون والتي تتداخل مع بعضها لتكوّن شبكة من الخلايا العصبية المترابطة داخل جذع الدماغ والتي بدورها تنقل الإشارات الحسية والحركية.^[١]

موقع النخاع المستطيل

ما هو الموقع الدقيق للنخاع المستطيل؟ كما تم ذكره سابقًا يُعد النخاع المستطيل الجزء الذيلي في جذع الدماغ ويكمن موقعه بين جسر فارول من الأعلى والحبل الشوكي من الأسفل، وهو يمثل وسيلة الإنتقال من النخاع الشوكي إلى الدماغ، ويبلغ طول امتداده حوالي 3 سم وطول قطره ما يقارب 2 سم،^[٢] كما إن النخاع يعرف استمرارية للحبل الشوكي يبدأ في الثقبة العظمى، ومن الممكن تحديد نقطة الأصل من خلال وجوده في جذور الفقرات العنقية الأولى للعمود الفقري.^[٣]

وظائف النخاع المستطيل

ماذا يقدم النخاع المستطيل من وظائف؟ من الجدير بالذكر بأن النخاع المستطيل يكون مخروطي الشكل وهو يقع أمام المخيخ، كما إن هنالك كتلة عصبية متواجدة في الدماغ الخلفي والتي لها القدرة على التحكم والسيطرة على العديد من وظائف الجهاز العصبي اللاإرادية، إذ إنها تعمل على نقل الإشارات من الجسم إلى النخاع الشوكي والمهاد بحيث تتم معالجة الرسائل من وإلى النخاع الشوكي والمخيخ، كما إن هناك العديد من الشرايين التي تمد النخاع بالدم بما في ذلك الشريان النخاعي الأمامي، الشريان المخي السفلي الخلفي، والأفرع المباشرة للشريان الفقري،^[٤] وتتمثل وظائف النخاع المستطيل القيام بوظائف الجسم التي لا تتطلب التفكير مثل:^[٥]

• عملية التنفس.
• عملية هضم الطعام.
• الحفاظ على ضغط الدم.
• استقرار درجة حرارة الجسم.
• عملية الدورة الدموية.

ذلك بالإضافة إلى قدرة النخاع في التحكم على نظام التنشيط الشبكي والذي يعمل على تنظيم أسلوب النوم والسماح للشخص بالاستيقاظ والتفاعل مع العالم المحيط به، ويتوجب الذكر بأنه يتم نقل هذه الإشارات عبر الجسم من خلال الأعصاب القحفية بحيث يتواجد أول اثنين منها واللذان تسيطران على حاسة الشم والرؤية في الجزء العلوي من الدماغ، وتقع الأعصاب القحفية من 3 - 8 في الدماغ المتوسط وجسر فارول، بينما تتواجد الأعصاب من 9 إلى 12 في النخاع المستطيل، وتكمن وظائف كل منها كما يأتي:^[٥]

• العصب القحفي التاسع: وهو عبارة عن العصب البلعومي اللساني إذ يتحكم في البلع والطعم وعملية إنتاج اللّعاب.
• العصب القحفي العاشر: يُعرف بإسم العصب المبهم وله دور مهم في التنفس ووظيفة القلب وعملية الهضم، كما إنه مصدر تحفيز الجهاز العصبي اللاودي والذي يعمل على التحكم في إفراز الهرمون.
• العصب القحفي 11: وهو يمثل العصب الإضافي الذي يتحكم في عضلات الجزء العلوي من الظهر والرقبة.
• العصب القحفي 12: هو عصب تحت اللسان والذي له دور في التحكم في حركة اللسان والتي تُعد ضرورية في الكلام والبلع.

أمراض النخاع المستطيل الشائعة

هناك العديد من المشاكل والأمراض التي قد تصيب النخاع المستطيل والتي قد تنتج بسبب تلف الدماغ نتيجة لإصابة الشكل بالسكتة الدماغية، أو تحلل الدماغ، أو بسبب بعض الإصابات المفاجئة للرأس، ويتوجب التنبيه بأن ملاحظة ظهور الأعراض تعتمد على الجزء المتضرر من الدماغ والذي تعرّض للتلف، ومن أمراض النخاع المستطيل الشائعة:^[٦]

مرض باركنسون

يُعرف أيضًا بمرض الشلل الإرتعاشي وهو من الأمراض التي لها القدرة في التأثير على الدماغ والجهاز العصبي إذ إنه يبدأ بالتأثير على النخاع المستطيل قبل انتشاره إلى أجزاء الدماغ الأخرى، وقد تظهر الأعراض بسبب تدهور الخلايا العصبية التي تنتج ناقلًا عصبيًا يدعى الدوبامين،^[٦] ومن الممكن أن تختلف من شخص لآخر بحيث أنه قد لا يلاحظ الشخص بعض العلاكات والأعراض المبكرة، ومن الأغلب أن تبدأ الأعراض بالظهور خلال جانب واحد من الجسم، وقد يكون أكثر ضررًا حتى بعد انتقالها لكلا الجانبين، فمن الممكن أن يؤثر مرض الباركنسون على الحركة وتسبب الارتعاش،^[٧] ذلك بالإضافة إلى:^[٦]

• الحركات البطيئة.
• تصلّب في الأطراف والجذع.
• خلل في التوازن.

مازال السبب الكامن وراء مرض الباركنسون غير معروف ولكن بحسب الدراسات فقد تبيّن أن أغلب الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بمرض باركنسون يواجهون بعض المشاكل في القلب والأوعية الدموية بما في ذلك تنظيم معدل ضربات القلب، وضغط الدم.^[٦]

متلازمة والنبرغ

قد تسمى أيضًا بمتلازمة النخاع الجانبي وغالبًا ما ينتج بسبب الاحتشاء أو السكتة الدماغية بالقرب من النخاع، بالتالي سيتسبب ذلك بانسداد الشرايين التي تؤدي إلى الدماغ مما يقلل من كمية وصول الدم المؤكسد إليه، ومن الممكن أن تسبب السكتة الدماغية في التأثير على طريقة عمل عضلات الشخص وإدراك الأحاسيس، ^[٨] وتتضمن أعراض متلازمة والنبرغ ما يأتي:^[٦]

• مواجهة صعوبة في البلع.
• الشعور بالدوخة والغثيان.
• الرغبة بالتقيؤ.
• وجود مشاكل في التوازن.
• عدم القدرة على السيطرة على الحازوقة.
• فقدان الألم والشعور بالحرارة في نصف الوجه.
• خدران جانب واحد من الجسم.

متلازمة دجيرين

تُعد من الحالات النادرة والتي تسمى أيضًا بمتلازمة النخاع الوسطي بحيث إنها تؤثر على نسبة أقل من 1 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالسكتات الدماغية والتي تؤثر على الجزء الخلفي من الدماغ، وتشمل أعراض متلازمة دجيرين:^[٦]

• ضعف الذراع والساق على الجانب الآخر من تلف الدماغ.
• ضعف اللسان على نفس الجانب من تلف الدماغ.
• فقدان الإحساس على الجانب الآخر من تلف الدماغ.
• شلل في الأطراف على الجانب الآخر من تلف الدماغ.

متلازمة النخاع المتوسط الثنائي

هي من المضاعفات النادرة الناتجة عن الإصابة بالسكتة الدماغية، وقد يُصاب جزء من 1 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من السكتات الدماغية في الجزء الخلفي من الدماغ بهذه الحالة، ومن الأعراض والآثار الجانبية الناتجة عنها:^[٦]

• توقف التنفس.
• الإصابة بالشلل في الأطراف الأربعة.
• خلل في اللسان.

متلازمة راينولد

تُعرف أيضًا بمتلازمة نصفي شوكي وهي من الحالات الطبية النادرة للغاية، بحيث أن هناك ما يقارب 10 من الأشخاص المصابون فقط التي تطورت لديهم هذه الحالة، وتشمل الأعراض ما يأتي:^[٦]

• الإصابة بالشلل.
• فقدان الوظائف الحسية على جانب واحد من الجسم.
• فقدان التحكم بالعضلات من جانب واحد من الجسم.
• متلازمة هورنر.
• فقدان الإحساس في جانب واحد من الوجه.
• الشعور بالغثيان.
• مواجهة صعوبة في الكلام.
• الرغبة بالتقيؤ.

كيفية الحفاظ على صحة النخاع المستطيل

يُعد الدماغ من الأجزاء المهمة والضرورية في جسم الإنسان، إذ إنه يعمل على التعبير عن الأفكار والمشاعر، وتننسيق الحركات، وهناك العديد من الطرق التي من الممكن اتباعها للحفاظ على صحة الدماغ والنخاع المستطيل والحرص على بقائه صحيًا قدر الإمكان لطول الحياة، وقد يتضمن ذلك القيام وممارسة الأنشطة الفكرية، والتفاعل الإجتماعي، ذلك بالإضافة إلى:^[٩]

تناول الطعام الصحي

يكمن اتّباع الشخص لنظام غذائي صحي وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والأطعمة منخفضة الدهون المشبعة، علاوةً على التي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية كالتي تتواجد في الخضروات الورقية والحبوب الكاملة قد تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ، ولذلك يجب على الشخص تناول الأسماك، والفواكه والخضروات، والمكسرات، وزيت الزيتون، والأفوكادو، والحد من تناول اللحوم الحمراء، ومن الجدير بالذكر بأن الفلافانول المتواجد في حبوب الكاكاو يمكن أن يساهم في التحسين من الذاكرة والوظيفة المعرفية، وأخذ جرعة مناسبة من الكافيين قد يقي من الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية.

النوم

يعد النوم الجيد من الطرق المهمة التي يمكن للشخص أن يقوم بها للحفاظ على صحة النخاع المستطيل، إذ إنه من المستحسن إيقافه عن العمل والنوم لمدة تتراوح بين 7 - 9 ساعات في الليل، وبحسب الأبحاث فقد تبيّن أن أثناء النوم يقوم الدماغ بإزالة السموم والتي تسمى بيتا أميلويدس والتي بدورها قد تؤدي إلى إصابة الشخص بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.

ممارسة التمارين الرياضية

من الممكن للشخص القيام ببعض الأنشطة البدنية كالمشي لمدة 30 تقريبًا، والسباحة والتي لها دور فعال في الحفاظ على الصحة العقلية الإدراكية وتحسين الذاكرة، وذلك لأن التمرين يعزز من عملية تدفق الدم إلى الدماغ، بالإضافة إلى أنه يزيد من حجم الحُصين والذي يُعد الجزء المسؤول في الدماغ عن الذاكرة، وقد يتقلص بشكل طبيعي مع تقدم الشخص في العمر، وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن استخدام عضلات الساق قد تساعد بأن يتلقى الدماغ إشارات تعمل على تحفيزه لتكوين خلايا جديدة صحية.

الحفاظ على قلب صحي

من المهم جًدا الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وذلك لأن ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، والتدخين، والإصابة بمرض السكري تعمل جميعها على زيادة خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي من خلال التقليل من إمداد ووصول الدم إلى الدماغ، والتي قد تسبب إصابة الشخص بالسكتة الدماغية وتلف الدماغ بشكل مؤقت أو دائم.

المراجع

1. ↑ "Medulla oblongata", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-25. Edited.
2. ↑ "Medulla oblongata", radiopaedia.org, Retrieved 2020-06-20. Edited.
3. ↑ "Medulla oblongata: Gross anatomy: want to learn more about it?", www.kenhub.com, Retrieved 2020-06-20. Edited.
4. ↑ "Medulla oblongata", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-21. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "The Anatomy of the Medulla Oblongata", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-06-21. Edited.
6. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د} "What Does the Medulla Oblongata Do and Wheres It Located?", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
7. ↑ "Parkinsons disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-22. Edited.
8. ↑ "Wallenberg Syndrome", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
9. ↑ "How to Keep Your Brain Fit", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.