النظرية السلوكية في علم النفس

كتابة:
النظرية السلوكية في علم النفس

النظرية السلوكية

يعودُ تاريخ النظرية السلوكية في علم النفس إلى عام 1913م وقد أسّسَها عالم النفس الأمريكي واطسون جون بردوس، وقد كانت فكرته في هذه النظرية التركيز على السلوك الظاهري، فهو مصدر المعلومات الوحيد الموثوق به، ولم تهتمّ نظريته ببناء الشخصية، بل بتطوّرها ونموّها، فالشخصية هنا تمثّل أنماطًا سلوكية ثابتة نسبيًا، وقد أدرك واطسون أن سلوك الانسان من الممكن تغييره من خلال الإشراط، اكتشف واطسون هذا من خلال تجربته على طفل أدخل عليه فأرًا أبيضَ ولم يُبْدِ الطفل استجابة خوف، ثمّ قام واطسون بعمل ضجّة كبيرة من خلال مطرقة يضربها بقضيب فولاذي لحظة إظهار الفأر، وأدّى ذلك إلى خوف مشروط من الفأر، وأثبت واطسون صحة نظريته، وفيما يأتي حديثٌ حول النظرية السلوكية في علم النفس. [١]

محاور النظرية السلوكية في علم النفس

وُجِدَ أنّ النظرية السلوكية في علم النفس تستند في علاجها للمشكلات السلوكية على أربعة محاورأو أنماط مختلفة تمثل في مجموعها النظريات الرئيسة لتفسير ولتعلّم واكتساب السلوك، وتتمثّل هذه الأنماط فيما يأتي: [٢]

  • الإشراط الكلاسيكي: يحدث الارتباط في هذا النوع من الإشراط؛ نتيجة ارتباط بين مثير يؤدي إلى إستجابة، مثير شرطي مع مثير طبيعي مع التكرار يؤدي إلى استجابة شرطية وارتبط هذا التصنيف بالعالم بافلوف.
  • الإشراط الإجرائي: بدأ الإشراط الإجرائي مع العالم ثورندايك، إذ إنّه وضع قانون اسمه الأثر ينص على أنه إذا ألحق السلوك بتعزيز أومكافأة فإن احتمال تكرار السلوك يزداد، ثمّ جاء سكنر ووضع أساسًا أن السلوك حصيلة ما يؤدي له من نتائج وآثار.
  • التعلم الاجتماعي: واضع هذه النظرية هو باندورا، حيث وجد أن الانسان لا يشترط به المرور بالموقف ليتعلم بل من الممكن التعلم من خلال بعض الشروط العقلية، بملاحظة سلوك الآخرين ورؤية توابع سلوكهم.
  • التعلم المعرفي: إن هذا المحور لا يتفق مع ما بدأت به النظرية السلوكية في علم النفس، إذ إنه يرى أن الانسان لا يشترط به ان يتعلم عن طريق القواعد الاشراطية أو التعلم الإشراطي، بل من خلال التفكير وإدراك وتفسير الأحداث التي يرونها، وهذا المحور دخل على النظرية السلوكية ليكمل نقصها.

الأساليب المتبعة في النظرية السلوكية في علم النفس

إن أراد شخصٌ تطبيق النظرية السلوكية في علم النفس عليه اتباع بعض الأساليب والإجراءات التي تعتمد عليها النظرية السلوكية وتظهر الحاجة لتطبيقها في التعامل مع الأشخاص الذين بحاجة إلى تعديل سلوكهم ومن هذه الأساليب ما يأتي: [٣]

  • التعزيز: يعرّف التعزيزعلى أنه الحدث الذي يتبع السلوك بحيث يعمل على تكراره أوتقويته أو استمراره في مرات لاحقة، فيجب أن يكون المعزز يتمثل بهدف ذي معنى وقيمة للفرد، ويمكن أن يكون التعزيز داخليَّ أو خارجيّ المنشأ، ماديًّا أم معنويًّا. [٣]
  • العقاب: وهو حدث يلحق بالسلوك غير المرغوب بإجراء غير سار بهدف إضعاف احتمالية ظهوره في المستقبل، ويكون العقاب إما بإضافة شيء غير مرغوب وإما بسحب شيء مرغوب. [٣]
  • الممارسة السالبة: يتمثل هذا الاجراء بإجبار الشخص على ممارسة السلوك الغير المرغوب حتى يصل لمرحلة الإشباع والملل والتخلي عن السلوك، ولكن لا يتبع هذا الاجراء مع جميع المشاكل كالإدمان. [٣]
  • النمذجة: تتمثل بملاحظة سلوك شخص آخر يعتبر قدوة ومحاولة تقليده. [١]
  • التشكيل: هي عملية تعلم سلوك جديد كليًا، ويتم من خلال تجزيء السلوك المراد تعلمه إلى أجزاء من ثم البدء بتعزيز كل جزء حتى يكتمل السلوك ككل، ومن ثم البدء بتعميم السلوك على مثيرات شبيهة بالمثير الأول. [١]

الانتقادات الموجهة للنظرية السلوكية

كل نظرية تتعرّض للمواجهة والنقد ومنها النظرية السلوكية في علم النفس لقد واجهت بعض الانتقادات بسبب بعض الأساسيات التي بنيت عليها ومن هذه الانتقادات التي واجهتها النظرية السلوكية أن النظرية السلوكية في علم النفس تغير سلوكيات الأفراد لا مشاعرهم، وبها لا يتبصّر الشخص حقيقة سلوكه، كما تتجاهلُ النظرية الأسباب التاريخية للسلوك الحاضر فلا تعود لجذور المشكلة بل تبدأ في حلّها مباشرةً. [١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث أحمد أبو سعد، أحمد عربيات، نظريات الإرشاد النفسي والتربوي، عمان- الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع، صفحة 113، 133، 122، 169. بتصرّف.
  2. محمد المشاقبة (2008)، مبادئ الإرشاد النفسي للمرشدين والأخصائيين النفسيين، جدةـ المملكة العربية السعودية: دار المنهاج للنشر والتوزيع، صفحة 127. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث عماد زغلول، مبادئ الإرشاد التربوي، العين ـ دولة الامارات العربية المتحدة : دار الكتاب الجامعي، صفحة 201، 205، 208. بتصرّف.
4329 مشاهدة
للأعلى للسفل
×