النظم الإدارية والدواوين في العصر العباسي الأول

كتابة:
النظم الإدارية والدواوين في العصر العباسي الأول


النظم الإدارية في العصر العباسي الأول

تأثر الخلفاء العباسيون بالثقافة الساسانية، والتي أثرت بدورها على نظام الإدارة في الخلافة،[١] وأبرز ملامح النظم الإدارية في العصر العباسي الأول فيما يأتي:

  • القضاء

تميز القضاء في ذلك العصر بالتنظيم والموضوعية وحسن الإدارة، فكان متجاوبًا مع تطور الحياة ومتأثرًا بها، إلى جانب محافظته على النهج الذي عُرف به منذ العهد النبوي.[٢]

  • الولاة

عُرف النظام الإداري في العصر العباسي الأول بالمركزية، فالولاة لا يتفردون في السلطة المطلقة في أقاليمهم، وكان يتم اختيارهم في بداية عهد الدولة على أساس صلة القرابة أو إذا كانوا من كبار القادة.[٣]


الدواوين في العصر العباسي الأول

توسع الخلفاء العباسيون في التمثل بالفارسية في استخدام الدواوين التي كانت تُستحدث لجمع الأموال وحصرها وإنفاقها، وكان في كل ولايةٍ ديوانٌ للخراج يقوم عليه موظفٌ كبير يقوم بجمع أموال الزكاة وغيرها في ولايته ويُنفق منها في أمور الولاية ويُرسل ما تبقى إلى بغداد، حيث وجد فيها ديوانُ خاص بكل ولاية.[٤]


مجموع هذه الدواوين يُسمى باسم ديوان الزمام أو بيت المال، ويُوجد ديوان الجند ومهمته إحصاء عدد الجنود وإعطاؤهم رواتبهم، وقد ولى السفاح على بيت المال وديوان الجند خالد بن برمك، ومن الدواوين في العصر العباسي ما يأتي:[٤]

  • ديوان الخلافة

وكان يُعنى بالاهتمام بنفقات الخليفة.

  • ديوان الرسائل

وكانت تصدر عنه رسائل الخليفة، وقد ساهم كثيرًا في تطور النثر العربي.

  • ديوان الخاتم

ويُعنى بختم الرسائل الديوانية.

  • ديوان التوقيع

ومهمته الرد على الرسائل التي تأتي للخليفة أو القائد، وكان من عادات ملوك الفرس أنّ يوقعوا عليه بعباراتٍ موجزة وبليغة، فجاراهم الخلفاء والقادة بذلك.

  • ديوان الخبر

وهو ديوانٌ كبيرٌ يقوم عليه موظفٌ اسمه صاحب الخبر ويعمل تحت يديه رجالٌ كثر مهمتهم معرفة الأخبار وتبليغها له.


الوزارات في العصر العباسي الأول

كلمة الوزير كانت تعني في العصر العباسي الأول المستشار الأول، الذي يُساعد الخليفة في أمور دولته وغالب الوزراء كانوا من أصلٍ فارسي، وأول وزير كان أبو سلمة الخلاّل، اتخذه السفاح وبعد موته اتخذ خالد بن برمك، وكان له ولدٌ اسمه يحيى كان على ولاية أذربيجان.[٥]


لما تسلم المهدي الخلافة جعله كاتبًا ومستشارًا لابنه هارون، وعندما تسلم الهادي الخلافة وأراد عزل هارون الرشيد ثناه عن ذلك يحيى، وبهذا كان له أثرٌ كبيرٌ عند هارون، فقربه منه وجعل خاتم الخلافة في يده، فولى ابنه الفضل المشرق الإسلامي، وولى ابنه جعفر المغرب الإسلامي، ونهض يحيى بشؤون المشرق.[٥]


أمّا جعفر فبقي بجوار هارون؛ لأنّه كان لا يطيق مفارقته، وقد صبغ البرامكة الدولة العباسية بصبغةٍ فارسية خالصة، واستمروا على هذا مدة سبعة عشر عامًا، وظلوا على هذا حتى نكب بهم الرشيد، أمّا في عهد المأمون فقد تسلمت الوزارة عائلة بني سهل ذات الأصل الفارسي وأولهم الفضل بن سهل الملقب بذى الرياستين رياسة السيف والقلم.[٥]


تحول مركز الخلافة دمشق إلى بغداد وأثره

تحول مركز الخلافة في العصر العباسي من دمشق إلى بغداد على يد الجيوش الخراسانية، التي كانت من أصولٍ فارسية إيذانًا بغلبة الطابع الفارسي على شؤون الدولة في الأمور السياسية والديوانية.[١]


هذا ليس بجديدٍ على الخلافة الإسلامية، فعمر رضي الله عنه أنشأ الدواوين التي أخذ فكرتها من بلاد فارس، وقد استعانوا بالفارسيين الذين كانوا على خبرةٍ بذلك، والذين أسلموا حتى تم تعريب الدواوين في عهد عبد الملك بن مروان، أمّا في الدولة العباسية فقد انتقلت الحياة الفارسية بتفاصيلها في المُلك والسياسة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 19- 20. بتصرّف.
  2. مسعوداني مراد، تاريخ القضاء عند العرب من العصر الجاهلي حتى العصر العباسي الإسلامي، صفحة 167. بتصرّف.
  3. أبو منصور محمد الأنصاري، تأويلات أهل السنة تفسير الماتريدي، صفحة 47-48. بتصرّف.
  4. ^ أ ب شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 21- 25. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 22- 24. بتصرّف.
6497 مشاهدة
للأعلى للسفل
×