محتويات
الوصايا التسع في هذه السورة
لقد حوت سورة الحجرات آداباً ووصايا جليلة، وفيما يأتي بيان ذلك:
وجوب التثبت من الأخبار
أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتثبت من الأخبار قبل تداولها، والتحذير من الاعتماد على مجرد الأقوال؛ منعًا من إيذاء الآخرين، وزرع الفتنة والبغضاء بينهم،[١] قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بنبأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).[٢]
الصلح
أمر الله -عز وجل- عباده بالإصلاح بين المتخاصمين بالوسائل السليمة؛ كالوعظ والإرشاد، والنصح والتحكيم،[٣] قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).[٤]
العدل
أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالعدل في الحكم بين المتخاصمين، ونهى عن الظلم والجور،[٥] قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).[٦]
النهي عن السخرية
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن السخرية سواء بالقول أو الفعل، وكل ما يدل على استحقار الغير، والاستهانة به، والاستصغار له، والضحك عليه،[٧] قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ).[٨]
النهي عن اللمز
نهى الله -عز وجل- عن اللمز؛ وهو أن يعيب بعضكم على بعض، وقيل: اللمز يكون بالعين، واليد، واللسان، والإشارة،[٩] قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ).[١٠]
النهي عن التنابز بالألقاب
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن التنابز بالألقاب، وهو أن يعير المسلم أخاه بما يكرهه،[١١] قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز-: (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).[١٢]
النهي عن سوء الظن
أمرنا الله -سبحانه وتعالى- باجتناب كثير من الظن، والظن المنهي عنه هو الظن السيئ البعيد عن الحقيقة، أما أن يظن المسلم بأخيه خيرًا فليس منهي عنه،[١٣] قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).[١٤]
النهي عن التجسس
نهى الله -سبحانه وتعالى- عباده عن التجسس؛ والتجسس هو أن يتبع المسلم عورات أخيه ليطلع على سره،[١٥] قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: (وَلَا تَجَسَّسُوا).[١٤]
النهي عن الغيبة
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن الغيبة؛ وهو أن تذكر أخاك بما يكرهه في غيبته،[١٦] قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).[١٤]
التعريف بسورة الحجرات
هي سورة جليلة عظيمة، عدد آياتها ثماني عشرة آية، وهي سورة مدنية نزلت بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في العام التاسع للهجرة، وترتيبها في المصحف التاسعة والأربعون بعد سورة الفتح، وقد سماها بعض المفسرين بسورة الأخلاق؛[١٧]لأنها تتضمن قواعد التربية والتهذيب، وبيان أدب العلاقة بين المؤمنين ورسولهم، وبين المؤمنين مع بعضهم.[١٨]
المراجع
- ↑ محمد الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:6
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 240. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:10
- ↑ السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 220. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:9
- ↑ محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 135. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:11
- ↑ التويجري، إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:11
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 408. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:11
- ↑ محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 12. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سورة الحجرات، آية:12
- ↑ الكواري، تفسير غريب القرآن، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 570. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 211. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 5396. بتصرّف.