الوصف في الشعر الأندلسي

كتابة:
الوصف في الشعر الأندلسي

نشأة شعر الوصف في العصر الأندلسي

ما السّبب الرئيس وراء ظهور الوصف في الشّعر الأندلسي؟

لقد برع الشعراء الأندلسيّون بفنّ الوصف، وقد عُرفوا برقّة الوصف ودقّته، وتفنّنوا به وبإخراجه، ومن المعروف أنّ شعر الوصف يُعدّ من أكثر الأغراض الشّعريّة صعوبةً في المنال والإصابة، فشعرُ الوصف يحتاج إلى الدّقة والسير في الخيال لنقل المتلقي من عالم الكلام إلى ذلك الشيء الموصوف حتّى يكاد أن يصبح ملموسًا ومرئيًّا، وهذا النوع من الشّعر لا يكاد يبلغه كثيرٌ من الشّعراء الذين سبقوا من هم في الأندلس.[١]


قد كان العصر الأندلسي عصر الجمال المملوء بكل المظاهر التي أعطتْ ذلك المجتمع صورته البهيّة، فقد عرفتْ الأندلس بالطّبيعة الخلّابة والموقع الحسن والأرض الخصبة بما تحتويه من أنهارٍ وأشجارٍ وأطيار، وتعلّق الأندلسيّون بجمال طبيعتهم، بالإضافة إلى ما عُرف بموائد الأنس والخمرة تلك التي جعلتْ من الطبيعة مكانًا لها، وإضافة إلى ذلك ما كان من تطوّر حضاري وثقافي وصلت إليه الأندلس آنذاك، كلّ ذلك كان ملهمًا لهم للوصول إلى مجموعةٍ من الأوصاف السّاحرة المتجدّدة كجدّة ذلك العصر.[١]


أيضًا كان ذلك سببًا في ازدهار الوصف في الشّعر الأندلسي، فكان ذلك الوصف مرآةً قد عكستْ جمال عصرهم الذي استمدّوا منه معانيهم وألفاظهم وعكست كذلك قوّة قرائحهم والبلاغة العظيمة التي كانوا يمتلكونها[١]، فقد كان بروز شعر الوصف عند الأندلسيين نتيجةً طبيعيّة بسبب استجابتهم لظروف البيئة المحيطة بهم.[١]


اتجاهات شعر الوصف في الشعر الأندلسي

علامَ تعتمد اتّجاهات شعر الوصف الأندلسي؟

لقد تعدّدت اتّجاهات شعر الوصف في العصر الأندلسي وذلك بتعدّد الموضوعات التي اقترن بها ذلك الغرض، فقد تداخل ذلك الوصف بشتّى أغراض الشّعر التي تناولها الشّعراء، وكان أشهر أنواع الوصف هو وصف الطبيعة في الشّعر الأندلسي، ومن تلك الاتجاهات:


وصف الطبيعة

إنّ وصف الطّبيعة من أكثر الأشعار انتشارًا في الأندلس نظرًا لما كانت تتمتّع به الأندلس من طبيعة خلّابة ساحرة جعلت عيون الشعراء لا تملّ النظر إليها، وصارت ألسنتهم تفيض بألوان من الشعر في تخليد تلك المشاهد، فتناول الشّعراء ملامح الطّبيعة وجمالها بالوصف الدّقيق، فوصفوها وصفًا حيًّا واقعيًّا، ومن ذلك ما جاء من قول ابن خفاجة في وصف الأندلس:[٢]

إنّ للجنّة في الأندلس

مُجتلى حسن وريا نفس

فسنا صبحتها من شنب

ودجى ظلمتها من لعس

فإذا ما هبّتْ الريح صبا

صحتُ: وا شوقي إلى الأندلس


مزج وصف المرأة بالطبيعة

وقد يستعين الشّاعر بالمرأة وملامح جمالها ليصف جمال الطّبيعة، وهذا ما يُعرف بأنسنة الطبيعة؛ أي أن يستعير الشاعر للطبيعة الجامدة صفات من الإنسان ويخلعها عليها، فتصبح الشجرة امرأة، وتصبح السحابة رجلًا باكيًا وغير ذلك الكثير من الصور التي جاء بها الأندلسيّون في أشعارهم، ومن ذلك ما جاء في شعر ابن سهل الإشبيلي عندما رأى في الطّبيعة امرأة حسناء تتزيّن وتتجمّل، فيقول:[٢]

الأرضُ قد لبستْ رداءً أخضرا

والطّلُّ ينثر في رباها جوهرا

وكأنّ سوسنها يُصافحُ وردَها

ثغرٌ يقبّلُ منه خدًّا أحمرا


وصف المرأة

وأمّا هذا النوع من الوصف فهو عكس النوع السابق؛ بمعنى أنّ الشاعر يستعير للمرأة صفات من الطبيعة ليبرز مفاتنها وجمالها، فيرى في قدّ المرأة غصنًا طريًّا ناعمًا، ويرى في عينيها عينَي غزالة أو بقرة وحشيّة أو نحو ذلك، وغير ذلك الكثير مما جادت به قرائح الشعراء الأندلسيين وغيرهم من شعراء المشرق، ومن ذلك ما جاء في وصف المعتمد يقول متغزّلًا:[٢]

نضتْ بُردها عن غصن بانٍ منعّم

نضير، كما انشقَّ الكمامُ عن الزّهر


وصف مجالس الخمرة

ومن الوصف ما جاء في ذكر مجالس الخمرة، وقد كان لطبيعة الأندلس تأثيرٌ كبيرٌ في صرف الشعراء نحو هذا النوع من الوصف نظرًا لما كانت تتمتّع به رياض الأندلس من مجالس للهو والخمر والسكر ونحو ذلك، فيلجأ الشّاعر إلى وصف الخمرةِ والمدامة وكؤوس الخمر ومن يشاركه ذلك المجلس أيضًا، وممّا جاء في وصف الخمرة قول ابن خفّاجة:[٣]

ومَجَرِّ ذيلِ غمامةٍ قدْ نَمَّقَتْ

وَشِيَ الرَبيع بهِ يدُ الأنواءِ

ألقَيتُ أرحلنا هُناكَ بِقُبَّةٍ

مضروبةٍ من سَرحَةٍ غَنّاءِ

وقسَمتُ طَرْفَ العينِ بينَ رَباوةٍ

مُخضَرَّةٍ وقَرَارَةٍ زَرقاءِ

وشربْتُها عذراءَ تحسبُ أنّها

مَعصورةً من وَجْنَتَي عذراءِ

حَمْراءُ صافيةٌ تَطيبُ بِنفسِها

وغِنائِها وَخَلائِقِ النُدَماءِ

خُذها كما طَلَعَتْ عليكَ عرارةٌ

مُفتّرةٌ عن لُؤلُؤ الأنداءِ


مزج الوصف مع المديح

وقد تجلّى الوصف واضحًا جليًّا في شعر المديح أيضًا، فتجد الشّاعر يميلُ إلى وصفِ ممدوحه وما يتمتّع به من خصال من خلال تشبيهه بما يُشبه صفاته من عناصر الطّبيعة، فيذكره بأنّه غمامٌ بكرمه وعطائه، وما إلى ذلك ممّا يتّصف به، ومن ذلك ما جاء في قصيدةٍ لأبي بكر بن عمار -أحد شعراء الأندلس المعروفين- يمتدح فيها حاكم إشبيليّة المعتضد، فيبدأ بوصف الطّبيعة فيقول:[٣]

أدر الزجاجةَ فالنسيمُ قدْ انبرى

والنجمُ قدْ صرفَ العنانَ عن السّرى


ثمّ يكمل بقيّة أبيته مازجًا بين ذكر أوصاف الطّبيعة وقرنها بذكر محاسن الممدوح، ومن ذلك قوله:

ملكٌ يروقُك خُلقَهُ أو خَلقَهُ

كالروضِ يحسنُ مخبرًا أو منظرا


مزج الوصف مع شعر الحرب والحماسة

إنّ مزج الوصف بالشعر الحماسي وشعر الحروب والمعارك هو قديم قِدَم الشعر العربي، فمنذ القديم في عصور ما قبل الإسلام وبعد مجيء الإسلام وصولًا للعصر الأندلسيّ وما جاء بعده كان العرب يصفون بأسهم في الحروب وما يفعلون بالأعداء، ومن ذلك ما قاله عنترة العبسي في معلّقته، وفي العصر الأندلسيّ يقول أبو بكر بن عمّار مشيدًا بقوّة المعتمد بن عبّاد؛ إذ جعل رؤوس الخصوم ثمارًا يجنيها المعتمد بسيفه فيقول:[٣]

أثمرتَ رمحك من رؤوسِ كماتهم

لمّا رأيتَ الغصن يُعشقُ مثمرا


وصف المعارك وأدواتها

إنّ وصف الحرب والفرس والسلاح من سيف ورمح ونبال ونحو ذلك كان قديمًا في الشعر العربي منذ الأزل؛ إذ الحروب هي سنة من سنن الكون التي لم تنطفئ جذوتها منذ القديم، فلم يختلف هذا النوع من الشعر في الأندلس عن النهج الذي كان عليه منذ القديم في الشعر العربي، ومن ذلك ما جاء في قول أبي بكر ابن الأمير يصف موقعةً كانتْ قد حصلتْ بين المسلمين وأعدائهم فيقول:[٣]

ولمّا تلاقينا جرى الطعنُ بيننا

فمنّا ومنهم طائحون عديدُ

وجالَ غرارُ الهندِ فينا وفيهمُ

فمنّا ومنهم قائمٌ وحصيدُ

صبرْنا ولا كهف سوى البيض والقنا

كلانا على حرِّ الجلادِ جليدُ

ولكنْ شددْنا شدّةً فتبلّدوا

ومن يتبلّد لا يزال يحيدُ

فولّوا وللسمر الطوال بهامهم

ركوع، وللبيض الرقاقِ سجودُ


ومن ذلك أيضًا قول أبي العبّاس اللص يصف السّيف فيقول:[٣]

تراهُ في غداةِ الغيمِ شمسًا

وفي الظّلماءِ نجمًا أو ذبالا

يروّعهم معاينةً ووهمًا

ولو ناموا لروّعهم خيالا


وصف المدائن والممالك

وممّا جاء في الوصف أيضًا وصف المدن والممالك، وكان هذا النوع من أكثر الأنواع لصوقًا بشعر الأندلس؛ إذ إنّ جمال المدائن الأندلسية من جهة، وتوالي النكبات على الأندلسيين وسقوط مدنهم وممالكهم واحدة تلو الأخرى من جهة جعلت الشعراء يكثرون من الوصف في الجانبين، فمن ذلك ما جاء في قول ابن القزاز في وصف جمال بلنسيّة إذ يقول:[٤]

بلنسية إذا فكّرْتَ فيها

وفي آياتِها أسنى البلاد

وأعظمُ شاهدي منها عليها

وأنّ جمالَها للعينِ بادي

كساها ربُّها ديباجَ حسنٍ

لهُ علمانِ من بحرٍ ووادي


لم يكن بالإمكان تصنيف شعر الوصف في إطارٍ منفرد؛ إذ إنّ الوصف يكاد يستغرق جميع الأغراض التي تناولها الشّعراء ونظموا فيها، فالوصف كان سمةً عامةً لجميع الأشعار الأندلسيّة بمختلف أغراضها.[٤]


خصائص الوصف في الشعر الأندلسي

ما مزايا شعر الوصف في العصر الأندلسي؟


  • التّحرّر من المعاني البدويّة: واللجوء إلى المعاني البسيطة الرقيقة وذلك تناسبًا مع المستوى الحضاري والثّقافي الذي بلغه الناس آنذاك، فمن غير المعقول أن يصدر شعرًا قاسيًا يتحدّث عن التّرحال والتنقّل من شاعرٍ يقطن بمدينةٍ عرفتْ بالازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.[٥]


  • السّمة الغالبة على الألفاظ هي البساطة: وأيضًا البعد عن التّعقيد والغموض، فيعمد الشّاعر إلى المعاني التي يريد أن يطلقها دون تكلّف.[٥]
  • الإقبال على تصوير ملامح البيئة الأندلسيّة تصويرًا دقيقًا: فقد وصفوها وأبدعوا في نقلها، وتوغّلوا في تفاصيلها، فكان منها ما به وصفٌ للثمر أو الورود أو الغيوم أو الندى أو غير ذلك من مظاهر الطّبيعة.[٥]


  • الاعتماد على خفاف البحور في أشعارهم: فكانت تلك البحور برقّتها وخفّتها تناسب محتوى ذلك العصر.[٥]
  • اللجوء إلى استخدام عناصر الطّبيعة في نقل الصّورة: وكان ذلك في معظم أشعارهم الوصفية، فقد كان الشّعراء يعتمدون على الطّبيعة في الوصف وفي التّعبير عن الجمال، وذلك لافتتانهم الشّديد بها وتعلّقهم إيّاها.[٥]


  • المقطوعات الخاصة: فقد استقلّ شعرُ الوصف -وبخاصة ما جاء في وصف الطّبيعة والأزهار والنباتات- بمقطوعاتٍ خاصّة به، تعبّر عنه وتصدر عن أعماقه.[٥]


  • سيطرة سمة الفرح والبهجة على تلك الأشعار: فقد سيطرتْ هذه السّمة على معظم صورهم ومعانيهم التي عرضوها خلال أشعارهم، ويُستثنى من ذلك ما جاء موشًّى بمشاعر الخيبة التي جناها الشّاعر بسبب تجاربه في الحياة، ثمّ عكس مرارتها على وصفه لذلك الألم، ومن ذلك قول عثمان بن النضر إثرَ فراق فتك بقلبه، فيقول:[٥]

ألا يا حمامَ الأيكِ ما لكَ باكيًا

وغصنكُ نضرٌ والجنابُ مَريعُ

تغنَّ ولا تنشجْ فإلفُكَ حاضرٌ

قريبٌ وإلفي غائبٌ وشسوعُ


شعراء الوصف في العصر الأندلسي

من هم أشهر الشعراء الوصّافين في الأندلس؟


  • أميّة بن أبي الصّلت: وهو غير أميّة بن أبي الصلت أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وإنّما لهما الاسم نفسه، وهو أميّة بن عبد العزيز بن أبي الصّلت الأندلسي المُلقّب بأبي الصّلت (460هـ - 529هـ)، وُلد بمدينة دانية على البحر المتوسّط، وكبر في مدينة إشبيلية، اشتهر بكثير من الأغراض الشّعريّة ومنها الوصف.[٦]
  • لسان الدّين بن الخطيب: هو أبو عبد الله محمّد بن عبد الله السلماني، الوزير لسان الدّين (713هـ - 776هـ)، ولد في "لوشة" إحدى المدن التابعة لغرناطة، اشتهر بشعره العذب في كثير من الأغراض الشعريّة ومنها وصف الطّبيعة.[٧]


  • ابن زيدون: هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن غالب بن زيدون المخزومي القرشي والقرطبي (394هـ- 463هـ)، اشتهر بشعر الغزل، ولا سيّما غزله بالشّاعرة الأميرة ولّادة بنت المستكفي.[٨]
  • أبو البقاء الرندي: هو صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي (601هـ - 684هـ)، يُكنّى بأبي البقاء وأبي الطّيب، ففي كنيته خلاف، وقد أقام معظم أيامه في مدينة رُندة، وله قصيدةٌ معروفة في رثاء مدن الأندلس الكبرى.[٩]


  • ابن خفاجة: أبو إسحق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة (450هـ - 533هـ)، وُلد في جزيرة "شُقر" بين شاطبة وبلنسية، وكان ماء نهرها يحيط بها لذا سمّيتْ جزيرة، وهو من أعلام الشّعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسّادس، وقد عُرف بشعر الوصف ولا سيّما وصف الطّبيعة والممالك الزائلة.[١٠]
  • المعتمد بن عبّاد: هو المعتمد محمد بن المعتضد عباد ملك إشبيلية (431هـ - 488هـ)، من سلالة النعمان بن المنذر، نشأ في التّرف والرخاء، وكان أديبًا مثقفًا، عُرف برثاء الممالك بالإضافة إلى الوصف.[١١]


نماذج من شعر الوصف الأندلسي

ما أبرز ما قاله وصّافو الأندلس من شعر؟


  • يقول ابن خفاجة يصف نهرًا:[١٢]

للهِ نهرٌ سالَ في بطحاءَ

أشهى ورودًا من لمى الحسناءِ

متعطّفٌ مثل السّوار كأنّهُ

والزهرُ يكنفُهُ مجرّ سماءِ

قد رقَّ حتّى ظُنّ قرصًا مفرغًا

من فضةٍ في بردةٍ خضراءِ

وغدتْ تحفُّ به الغصونُ كأنّها

هدبٌ تحفُّ بمقلةٍ زرقاءِ

والماءُ أسرعُ جريه متحدرًا

متلونًا كالحيّة الرقطاءِ

والريحُ تعبثُ بالغصون وقد جرى

ذهبُ الأصيلِ على لجين الماءِ


  • يقول ناهض بن إدريس واصفًا قصر يحيى بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن الذي أقامه على أقواس عظيمة كبيرة فوق نهر قرطبة:[١٣]

ألا حبّذا القصرُ الذي ارتفعتْ بهِ

على الماءِ من تحتِ الحواجبِ أقواسُ

هو المصنعُ الأعلى الذي أنفَ الثّرى

ورفعه عن لثمهِ المجدُ والباسُ

فأركب متنَ النهرِ عزًّا ورفعةً

وفي موضع الأقدام لا يوجد الراسُ

فلا زال معمورَ الجنابِ وبابُه

يغصُّ وجلتْ أفقه الدّهرِ أعراسُ


  • يقول أبو علي إدريس بن اليماني العبدري واصفًا الخمرة:[١٤]

ثقلتْ زجاجاتٌ أتتْنا فرّغا

حتّى إذا مُلِئتْ بصرفِ الراحِ

خفّتْ فكادتْ أنْ تطيرَ بما حوتْ

وكذا الجسومُ تخفُّ بالأرواحِ


  • يقول ابن خفاجة واصفًا القوس:[١٥]

عرجاءُ تعطفُ ثمّ ترسلُ تارةً

فكأنّما هيَ حيّةٌ تنسابُ

وإذا انحنت والسّهمُ منها خارجٌ

فهيَ الهلالُ انقضّ منهُ شهابُ


  • يقول محمد بن البين البطليوسي واصفًا غانيات كُنّ قد أعجبنَهُ:[١٦]

غصبُوا الصّباحَ فقسّموهُ خدودًا

واستنهبوا قُضبَ الأراكِ قدودا

ورأوا حصى الياقوتِ دونَ نحورِهِم

فاستبدلُوا منه النجومَ عقودا

واستودعُوا حدقَ المها أجفانهم

فسبَوا بهنّ ضراغمًا وأسودا

لم يكفهمْ حملُ الأسنةِ والظّبا

حتّى استعارُوا أعينًا ونهودا

وتضافروا بضفائرٍ أبدوا لنا

ضوءَ النهارِ بليلها معقودا

صاغوا الثّغورَ من الأقاحي بينها

ماءُ الحياةِ لو اغتدى مورودا



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث عبد العزيز محمد عيسى، الأدب العربي في الأندلس، القاهرة:دار الاستقامة، صفحة 117. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عمر الدقاق، ملامح الشعر الأندلسي، بيروت:دار الشرق، صفحة 205. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج عبد العزيز محمّد عيسى، الأدبُ العربي في الأندلس، القاهرة:دار الاستقامة، صفحة 121. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عمر الدقّاق، ملامحُ الشّعر الأندلسي، بيروت:دار الشرق، صفحة 269. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ عثمان محمد عثمان الحاج كنه، الأدب الأندلسي، الرياض:منشورات جامعة الملك فيصل، صفحة 23. بتصرّف.
  6. شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات الأندلس، القاهرة:دار المعارف، صفحة 314. بتصرّف.
  7. محمد رضوان الدّاية، في الأدب الأندلسي، دمشق:دار الفكر، صفحة 367. بتصرّف.
  8. محمد رضوان الداية، في الأدب الأندلسي، دمشق:دار الفكر، صفحة 311. بتصرّف.
  9. محمد رضوان الداية، في الأدب الأندلسي، دمشق:دار الفكر، صفحة 356. بتصرّف.
  10. شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات الأندلس، القاهرة:دار المعارف، صفحة 317. بتصرّف.
  11. شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات الأندلس، القاهرة:دار المعارف، صفحة 339. بتصرّف.
  12. "لله نهر سال في بطحاء"، الديوان.
  13. ابن الشعّار، قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 81، جزء 7. بتصرّف.
  14. المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب، صفحة 75. بتصرّف.
  15. العماد الأصبهاني، خريدة القصر وجريدة العصر، صفحة 152. بتصرّف.
  16. ابن بسام الشنتريني، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، صفحة 802. بتصرّف.
26179 مشاهدة
للأعلى للسفل
×