الوقاية بعد عملية المرارة

كتابة:
الوقاية بعد عملية المرارة

عملية المرارة

تعني عملية المرارة الإجراء الجراحي الذي يُجر لاستئصال المرارة (Cholecystectomy)، التي تعدّ أحد أجزاء الجهاز الهضمي، وتتمثّل وظيفتها بتخزين العصارة الصفراوية التي تُساعد على هضم الدهون، وتتعرّض المرارة لبعض الاختلالات التي تستدعي إجراء عملية الاستئصال، لا سيّما حالات التهاب المرارة الناجم عن تجمّع الحصوات، وهذه العملية من الإجراءات الطبية الشائعة، وعلى الرغم من وجود بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة، إلّا أنّها تعدّ من الإجراءات الطبية الآمنة.[١]


ما هي النصائح المتبعة بعد استئصال المرارة؟

يُنصح الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة بإجراء بعض التغييرات الطفيفة في نمط حياتهم، واتباع بعض التدابير الوقائية، لا سيّما خلال المدّة الأولى من إجراء العملية؛ وذلك بهدف التقليل من خطر الإصابة بالإسهال أو تخفيف شدّته، الذي يُعد من الأعراض الجانبية الشائعة بعد استئصال المرارة، وينتج ذلك عن إطلاق العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة مباشرةً دون تخزينها وزيادة تركيزها داخلها، فتصل العصارة الصفراوية إلى الأمعاء مخفَّفةً وبكميات كبيرة، الأمر الذي يُسبِّب الإسهال.

وتساعد بعض التغييرات في النظام الغذائي المُتبَع على التخفيف من الإسهال، إلا أنّه في حال استمراره بالرغم من اتباعها أو في حال كان شديدًا مُسبِّبًا للضعف العام لدى المُصاب يجب مراجعة الطبيب؛ فقد تتسبب هذه الحالات ببعض المشكلات التي قد تكون خطيرةً في بعض الأحيان، ويمكن توضيح هذه التغييرات على النحو الآتي:[٢][٣]

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • التقليل من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون، وتجنّب الأطعمة الدسمة أو المقلية؛ لمنع الإصابة بالإسهال وبعض الأعراض المزعجة بعد تناول الطعام، إذ تساعد العصارة الصفراوية على هضم الدهون، فعند استئصال المرارة يصعب هضم الدهون في حال تناولها بكميات كبيرة؛ أي أكثر من 3 غرام للحصة الواحدة، الأمر الذي يُسبِّب الإسهال.
  • تقليل تناول الأطعمة التي عادةً ما تؤدي إلى تفاقم الإسهال، مثل: الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، ومنتجات الألبان، والأطعمة شديدة الحلاوة.
  • الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ إذ تُساعد الألياف على استعادة الخصائص الطبيعية لخروج البراز بعد العملية، ويُنصح بإضافة الألياف القابلة للذوبان، مثل تلك الموجودة في الشوفان والشعير، وتجدر الإشارة إلى ضرورة زيادة الكمية تدريجيًا خلال بضعة أسابيع على الأقل؛ لأن الإفراط في تناول الألياف في البداية قد يزيد الغازات والتقلّصات.
  • توزيع الوجبات اليومية على وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم؛ لإتاحة الوقت الكافي للجهاز الهضمي في هضم الطعام باستخدام العصارة الصفراوية المفرزة من الكبد، ويُنصح أن تتضمّن الوجبة الصحية كميات قليلةً من البروتينات الخالية من الدهون، بما في ذلك الدجاج، والسمك، والألبان خالية الدسم، إلى جانب الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة.
  • العناية بالشقوق الجراحية مكان العملية، والاهتمام بنظافتها وتعقيمها، إذ يمكن تنظيفها بلطف بالماء والصابون أثناء الاستحمام، وقد تسقط الضمادات الطبية من تلقاء نفسها عند استخدام أتواع معينة منها، ويمكن الاستعانة بالطبيب لإزالة الغرز في العيادة.
  • إبلاغ الطبيب على الفور بأي تغيرات غير طبيعية تطرأ على الشقوق الجراحية، كالاحمرار الشديد، أو وجود إفرازات ذات رائحة كريهة.


ما هي أنواع عملية استئصال المرارة؟

تُجرى عملية استئصال المرارة بإحدى الطريقتين الآتيتين:[٤]

  • استئصال المرارة بالتنظير: تُجرى هذه العملية عن طريق عمل أربعة شقوق جراحية صغيرة في البطن، وإدخال أنبوب طبي خاص مزوَّد بكاميرا فيديو صغيرة إلى البطن من خلال أحد هذه الشقوق، وإدخال الأدوات الجراحية من شقوق أخرى وإزالة المرارة ثمّ خياطة الشقوق، ونقل المريض إلى منطقة التعافي، وعادةً ما يَستغرق استئصال المرارة بالتنظير من ساعة إلى ساعتين تقريبًا، ويُحدّد الطبيب إمكانية استخدام التنظير للمريض؛ فهذه التقنية لا تُناسب الجميع، وقد يضطر في بعض الأحيان إلى إعمل شق جراحي كبير بعد البدء بالشقوق الصغيرة الخاصة بالتنظير، كالحالات التي توجد فيها أنسجة ندبية من عمليات سابقة.
  • استئصال المرارة بالجراحة المفتوحة: تُجرى هذه العملية عن طريق عمل شِقٍّ جراحي بطول 15 سم تقريبًا في البطن أسفل الأضلاع على الجانب الأيمن، وسحب جميع العضلات والأنسجة للكشف عن الكبد والمرارة، وإزالة المرارة، ثم خياطة الشق الجراحي، ونقل المريض إلى منطقة التعافي، وعادةً ما تستغرق عملية الجراحة المفتوحة من ساعة إلى ساعتين تقريبًا.


ما هي مدة الشفاء بعد استئصال المرارة؟

تعتمد مدة الشفاء بعد إجراء عملية استئصال المرارة على نوع الجراحة المستخدمة في العملية، وذلك على النحو الآتي:[٣][٤]

  • استئصال المرارة بالتنظير: غالبًا ما يكون المريض قادرًا على مغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة، باستثناء بعض الحالات التي قد تحتاج إلى الإقامة لليوم التالي، وتستغرق عملية الشفاء والتعافي التام مدة أسبوع تقريبًا.
  • استئصال المرارة بالجراحة المفتوحة: يبقى المريض عادةً مدّة يومين أو ثلاثة أيام في المستشفى بعد إجراء الجراحة المفتوحة، وتستغرق عملية الشفاء والتعافي مدّةً أطول من الحالات التي يُستخدم فيها التنظير، فقد يستغرق التعافي التام مدة 4-6 أسابيع في معظم الحالات.

غالبًا ما يُسمح للمريض بمغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل بمجرد تمكّنه من تناول الطعام والشراب دون الشعور بالألم، وأن يكون قادرًا على المشي دون مساعدة، بالإضافة إلى استقرار جميع العلامات الحيوية لديه، وعدم ظهور أي مضاعفات أو آثار سلبية للجراحة، وتعتمد مدة النقاهة بعد الجراحة والقدرة على العودة لممارسة الأنشطة اليومية المعتادة على نوع الإجراء والحالة الصحية العامة للمريض، وعادةً ما يستطيع الشخص العودة للعمل في غضون عدّة أيام في حال اللجوء إلى الجراحة بالتنظير، بينما يحتاج الذين خضعوا للجراحة المفتوحة مدة أسبوع أو أكثر ليصبحوا جاهزين للعودة للعمل.


ما هي المضاعفات بعد عملية المرارة؟

لا تؤثر عملية استئصال المرارة في عمل الجهاز الهضمي أو عملية هضم الدهون، إذ يستطيع الكبد أن يُنتج ما يكفي من الصفراء اللازمة في عملية الهضم، إلا أنّها قد تُسبِّب الإسهال كما تبين سابقًا، لكن كغيرها من العمليات والإجراءات الطبية قد تتسبب عملية استئصال المرارة ببعض الآثار الجانبية والمضاعفات، من ضمنها:[٥]

  • مشكلات التّخدير.
  • العدوى.
  • النّزيف.
  • التورّم.
  • تسرّب العصارة الصّفراء.
  • تضرر القناة الصفراوية أو تلفها.
  • تضرُّر الأمعاء أو الأوعية الدّموية.
  • الجلطات الدموية، كتجلّط الدم في الأوردة العميقة.
  • المشكلات القلبيّة.
  • الالتهاب الرّئوي.
  • الإصابة بمتلازمة ما بعد استئصال المرارة (PCS)، التي تحدث عند بقاء أي من حصوات المرارة في القنوات الصّفراوية أو حدوث تسرّب للصفراء إلى المعدة، مما يسبّب ظهور أعراض عديدة، تتضمن آلام البطن، وحرقة المعدة، والإسهال، وهي أعراض مشابهة لأعراض حصى المرارة.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

تختفي معظم الآثار الجانبية التي تُسببها عملية استئصال المرارة من تلقاء نفسها، أو عن طريق العلاجات الطبية البسيطة، لكن يجب مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن في حال ظهور أي من الأعراض الآتية:[١]

  • ألم مستمر ولا يخف مع مرور الوقت، أو يزداد سوءًا.
  • الشعور بألم جديد في البطن.
  • الغثيان أو التقيؤ الشديد.
  • عدم القدرة على تمرير الغازات أو التبرز.
  • الإسهال المستمر.
  • اليرقان، وهو حالة مرضية تُسبب اصفرار الجلد والعينين.


المراجع

  1. ^ أ ب Kat Gál (2018-11-8), "What to know about gallbladder removal"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  2. "Can you recommend a diet after gallbladder removal?", mayoclinic, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  3. ^ أ ب Jennifer Whitlock (2020-5-26), "Before, During, and After Gallbladder Surgery "، verywellhealth, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  4. ^ أ ب "Cholecystectomy (gallbladder removal)", mayoclinic, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  5. "Do I Need Surgery for Gallstones?", webmd, Retrieved 2020-6-23. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×