محتويات
ما هو مرض الملاريا؟
يعدّ الملاريا من الأمراض المُعدِية والخطيرة، يحدث بسبب انتقال العدوى الطفيليَّة من بعوضة الأنوفيليس التي تتغذى على دم الإنسان، وبما أنَّ طفيلي الملاريا يوجد في خلايا الدم الحمراء للشخص المُصاب بالعدوى فهو قد ينتقل إلى الآخرين خلال عمليات نقل الدم، أو زراعة الأعضاء، أو عند مُشاركة الحقن أو الإبر المُلوَّثة بدم الشخص المُصاب بالعدوى، وقد ينتقل أيضًا من الأم إلى جنينها في الرحم خلال الحمل أو خلال الولادة.
بالحديث عن إحصائيات الإصابة بالملاريا فقد قدَّرت منظمة الصحة العالمية في عام 2018 حدوث 228 مليون حالة سريرية للملاريا على مستوى العالم، من بينها 405 ألف شخص لقي حتفه نتيجة الإصابة بالعدوى، مُعظمهم من الأطفال في أفريقيا، أمَّا في الولايات المُتحدة فإنَّ حوالي 2000 حالة إصابة بالملاريا تُشخَّص سنويًّا، الغالبية العظمى من هذه الحالات من بين المُسافرين والمهاجرين العائدين من مناطق العالم التي فيها انتشار لهذا المرض، منها مناطق جنوب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء.[١]
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الملاريا؟
في حال الانتقال إلى مناطق انتشار العدوى تكون فُرصة الإصابة بعدوى الملاريا مُرتفعةً، لذا يتحتَّم على الفرد اتِّخاذ كافة الاحتياطات اللَّازمة للوقاية من العدوى، وتتلخَّص طريقة الوقاية بأربع خطوات؛ الوعي بالمَخاطر، ومنع التعرُّض لعضَّة من البعوض، والتأكد من الحاجة إلى تناول أقراص مُضادة للملاريا، وتشخيص الإصابة في حال ظهور الأعراض، وفي ما يأتي توضيح لذلك:[٢]
- معرفة المخاطر: قبل السفر يجب أنْ يكون الفرد على علم بالمناطق التي تنتشر فيها عدوى الملاريا؛ وذلك لاتِّخاذ كافة الاحتياطات اللَّازمة لمنع الإصابة بالعدوى، فلا أحد يحمل تمنيعًا كاملًا ضدّ الملاريا، والانتقال إلى مناطق العدوى يلغي أيْ اعتبار للمناعة الطبيعيَّة التي يكوِّنها الجسم.
- منع قرصات البعوض: في حال الانتقال إلى المناطق التي تنتشر فيها عدوى الملاريا أو العيش في هذه المناطق يجب على الفرد اتِّخاذ الاحتياطات اللَّازمة لمنع عضة البعوض الناقلة للملاريا، التي تكون أكثر نشاطًا في الفترة بين غروب الشمس والفجر، وللوقاية من العدوى يوصى باتباع ما يأتي:[٣]
- الحرص على تغطية البشرة، بارتداء البنطال والقميص بكم طويل.
- النوم تحت شبكة، خاصةً الأنواع التي تحتوي على مضادات للحشرات؛ فهي تساعد على منع التعرُّض لعض البعوض أثناء النوم.
- تغطية الجلد والملابس بمادة طاردة للبعوض، مثل: استخدام البخاخات التي تحتوي على بيرمثرين (Permethrin)، الآمنة لتوضع على الملابس، والبخاخات التي تحتوي مادة ثنائي أثيل تولواميد (DEET) التي توضع على الجلد،[٣] ويجب الإشارة إلى أنَّ ثنائي أثيل تولواميد لا يوصى باستخدامه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهرين، ويُمكن استخدامه بصورة آمنة لمن هم أكبر عمرًا، والبالغين، والنساء الحوامل، وذلك باتباع التعليمات الآتية:[٢]
- وضع المادة على الجلد المكشوف.
- تجنُّب تلامس المادَّة للشفاه والعينين.
- عدم وضعه على الجلد المتهيج أو المصاب.
- غسل اليدين جيدًا بعد استخدام هذه المادَّة.
- وضعها بعد تطبيق واقٍ من الشمس وليس قبل ذلك.
- عدم رش البخاخ مباشرةً على الوجه؛ فهو يُرش على اليدين ويربت على الوجه.
- الوجود في الأماكن التي تحتوي على تكييف فعَّال للهواء الجوي، ومنخل على النوافذ والأبواب، وفي حال عدم توفر ذلك يجب الحرص على بقاء الأبواب والنوافذ مُغلقةً.[٢]
- تناول الأدوية الوقائية من الملاريا: لم يتوصل العلماء بعد لتطوير لقاح يقي من الإصابة بالملاريا على الرغم من محاولاتهم المستمرة لتطوير لقاح آمن وفعال،[٣] لذا من الضروري تناول الأدوية المضادَّة للملاريا بهدف تقليل فرصة الإصابة به، وهنا يجب الإشارة إلى أهميَّة الاستمرار بتجنب عضات البعوض حتى في حال تناول هذه الأدوية، ويُعزى ذلك إلى أنَّ أدوية الملاريا تقلل فُرصة الإصابة بالعدوى بحوالي 90% فقط، وعند تناولها يجب الأخذ بعين الاعتبار اتِّباع كافَّة التعليمات المُرفقة مع الأقراص بعناية، والتأكد من تناول أقراص الدواء الصحيحة، واعتمادًا على نوع مضاد الملاريا يجب الاستمرار بتناول الأقراص لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد الرجوع من السفر؛ وذلك بهدف تغطية كامل فترة حضانة المرض.[٢]
- الحصول على النصيحة الطبية الفورية: يجب على الفرد المُسارَعة بطلب الرعاية الصحيَّة في حال الإصابة بأعراض المرض أثناء التنقل في المناطق التي ينتشر فيها الملاريا، حتى في حال تناول أقراص الملاريا؛ وذلك لتشخيص المرض وعلاجه في أقرب فرصة مُمكنة، والتأكد من إخبار الطبيب بنوع مضاد الملاريا المُستخدَم، فيجب عدم استخدام النوع نفسه للعلاج، فأحيانًا تظهر الأعراض وتتدهور الحالة بصورة سريعة.[٢]
كيف يمكن علاج مرض الملاريا؟
يعتمد اختيار نوع العلاج المضاد للملاريا ومدة استخدامه على شِدة الأعراض عند المُصاب، وعمره، ونوع الملاريا التي يُعانيها، والمكان الذي التقط منه العدوى، ووجود الحمل من عدمه،[٤] ومن الأدوية المضادة للملاريا المُستخدمة في العلاج ما يأتي:[٥]
- العلاج المركب المكون أساسًا من مادة أرتيميسينين: (Artemisinin-based combination therapies)، منها أرتميتر/لوميفانترين (Artemether/Lumefantrine)، والأرتيسونات/ أموياكوين (Artesunate/amodiaquine)، وتعدّ هذه الأدوية خط العلاج الأول للملاريا في العديد من الحالات.
- كلوروكين (Chloroquine): هو العلاج الأفضل للطفيلي الحسَّاس لتأثير الدواء، غير أنَّ طفيلي الملاريا في العديد من مناطق العالم يقاوم دواء كلوروكين، كما يفقد العلاج فعاليَّته.
- أنواع أخرى من الأدوية الشائعة: منها:
- دواء بريماكين (Primaquine).
- مفلوكوين (Mefloquine).
- تركيبة أتوفاكوين/ بروغوانيل (Proguanil/Atovaquone).
- الكينين سلفات (Quinine sulfate) مع دوكسيسايكلين (Doxycycline).
ما هي أعراض مرض الملاريا؟
تظهر أعراض مرض الملاريا عادةً خلال 10-4 أسابيع بعد التعرُّض للعدوى، وفي بعض الحالات لا تتطور الأعراض لعدة شهور بعد التقاط العدوى، وعمومًا توجد مجموعة من الأعراض الشائعة للملاريا، منها ما يأتي:[٦]
- الصداع.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- القشعريرة، التي تتراوح حِدَّتها بين المتوسطة والشديدة.
- التعرُّق الشديد.
- الحمى المرتفعة.
- الاختلاجات.
- ألم البطن.
- ألم العضلات.
- الإغماء.
- البراز المصحوب بالدم.
- الإسهال.
- الأنيميا.
- الارتباك.[٧]
- فشل الكلى.[٧]
- اليرقان، وذلك بسبب فقدان خلايا الدم الحمراء.[٧]
- الإعياء.[٧]
ولأنَّ أعراض الإصابة بالملاريا شبيهة بأعراض الإنفلونزا والبرد قد يصعب تمييزها في البداية، ويجب الإشارة إلى أنَّ الأشخاص الذين يقطنون في المناطق التي تنتشر فيها حالات الملاريا بنسبة كبيرة قد يكون لديهم تمنيع جزئي بعد التعرُّض للطفيلي خلال حياتهم.[٧]
المراجع
- ↑ "Disease What is malaria?", cdc, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Prevention -Malaria", nhs, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Malaria", mayoclinic, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ↑ "Antimalarials -Malaria", nhs, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ↑ "Malaria", mayoclinic, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ↑ Darla Burke, "Malaria"، healthline, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What Is Malaria and What Are the Symptoms?", webmd, Retrieved 25-5-2020. Edited.