أمراض الرحم
يُعدّ الرحم جزءًا من جسم المرأة في منطقة الحوض في شكل كمثرى خلف المثانة وأمام المستقيم، ويتضخم الرحم أثناء الحمل، ثم يتقلّص بشكل طبيعي إلى حجمه الأصلي في غضون أسابيع بعد الولادة، ويوجد على كل جانب من جوانب الرحم المبيض، وقناة تُعرَف باسم قناة فالوب، بذلك يُشكّل الرحم والمهبل والمبيض وقناة فالوب الجهاز التناسلي للمرأة، وبالنظر إلى قرب هذه الأعضاء كلها بعضها من بعض فغالبًا يبدو الألم في منطقة الحوض بسبب حالة مرضية في الرحم، كما أنّ أمراض الرحم كثيرة ومتعددة؛ لذلك تجب على الأنثى زيارة الطبيب بشكل دوري، وعند الشعور بأي أعراض ليكشف الطبيب عنها ويفحصها جيدًا. وفي هذا المقال توضيح بشكل مفصّل لمجموعة من الأمراض المتعلقة بالرحم.[١]
ألياف الرحم
تُعرَف ألياف الرحم بأنّها أورام عضلية حميدة تنشأ داخل الرحم، وتتشابه في محتواها مع طبقة الأنسجة العضلية الموجودة في جداره لكنّها ذات كثافة أكثر، وتتخذ هذه الألياف شكلًا كرويًا في الغالب، وفي معظم الحالات تتشكّل هذه الألياف بلا أيّ أعراض ظاهرة فلا تسبب الشعور بأي آلام أو أعراض أخرى ما لم تكن ذات حجم كبير، إذ تسبب حينها ضغطًا على الأعضاء المجاورة، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض التي تُذكَر في هذا المقال.[٢]
أنواع ألياف الرحم
تُقَسَّم ألياف الرحم عدّة أنواع بناءً على موقعها داخله، وهي الآتي ذكرها:[٢]
- أورام ليفيّة في تجويف الرحم، تنشأ تحت البطانة وتشغل حيزًا داخل تجويف الرحم.
- أورام ليفيّة في جدار الرحم، تتكوّن ضمن الطبقة العضلية فيه.
- أورام ليفيّة خارج الرحم، تنشأ تحت الطبقة الخارجية الرقيقة المغلّفة للرحم.
- الأورام الليفية المسوقة، الموجودة داخل تجويف الرحم أو خارجه، وتتصل به من خلال عنق صغير.
أسباب ألياف الرحم
لا توجد أسباب محددة تُحصَر لتشكّل مثل هذه الألياف، لكن يُعتقَد أن مجموعة من العوامل قد تسهم في ذلك، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي ذكره:[٣]
- العامل الوراثي.
- تأثير الهرمونات، لوحظ ازدياد حجم هذه الألياف خلال الحمل؛ إذ ترتفع الهرمونات الأنثوية بصورة ملحوظة في تلك المدة، كما لوحظ انكماش الألياف أو توقفها عن النمو بعد انقطاع الطمث؛ بسبب تدني مستوى الهرمونات، وهذه الهرمونات هي الإستروجين والبروجيستيرون.
- العِرق؛ إذ إنّ النساء من أصول أفريقية أكثر عرضةً للإصابة بالألياف من النساء من أعراق أخرى.[٢]
أعراض ألياف الرحم
معظم ألياف الرحم لا تسبب أيّ أعراض ظاهرة، وبعضها قد تصاحبها الأعراض الآتية:[٢]
- غزارة الدورة الشهرية، مما قد يؤدي إلى حدوث فقر الدم بسبب النزيف.
- استمرار الدورة الشهرية مدةً أطول من المعتاد.
- حدوث نزيف بين الدورة والأخرى.
- الشعور بألم أو ضغط في منطقة الحوض.
- التبول المتكرر أو صعوبة التبول في حال كان اللّيف مسببًا للضغط على المثانة.
- صعوبة أو ألم أثناء الإخراج في حال وجود ضغط على المستقيم.
- الإجهاضات المتكررة -خصوصًا في حال كانت الألياف داخل تجويف الرحم-.
- ألم أسفل الظهر.[٣]
- ألم أثناء الجماع.[٣]
- مضاعفات أثناء الحمل والولادة، مما يستدعي اللجوء إلى العمليات القيصرية.[٣]
علاج ألياف الرحم
يُجري الطبيب بعد معرفة الأعراض التي تعاني منها السيدة فحصًا سريريًا لمنطقة الحوض، وبعض الفحوصات، التي من أهمها وأكثرها مساعدةً في التشخيص الفحص بالموجات فوق الصوتية، ثم يقرّر وسيلة العلاج الأنسب بناءً على عمر السيدة ورغبتها في الحمل مستقبلًا، وحجم اللّيف ومكانه. ومن الخيارات المتاحة للعلاج ما يأتي:[٢][٣]
- بعض الأدوية الهرمونية.
- التدخل الجراحي بأنواعه؛ فقد يلجأ الطبيب إلى استئصال الألياف أو استئصال الرحم بالكامل.
- إجراء قسطرة لإغلاق الأوعية الدموية المغذّية للألياف، مما يؤدي إلى تقصلها.
بطانة الرحم المهاجرة
يُقصَد بهذه الحالة وجود نسيج من بطانة الرحم في غير مكانه الطبيعي؛ أي خارج تجويف الرحم، فقد ينمو هذا النسيج في المبايض، أو على الأمعاء، أو على الأغشية المبطنة للحوض. ويتأثر هذا النسيج المهاجر بالتغيرات الهرمونية الحاصلة في الجسم شأنه شأن البطانة الموجودة داخل الرحم؛ أي إنّه ينمو ويزداد سماكةً قبل حدوث الدورة الشهرية، ثم ينسلخ عند حدوث الطمث، مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب والشعور بألم في الأماكن التي يوجد فيها النسيج خارج الرحم.[٤]
أعراض بطانة الرحم المهاجرة
تختلف الأعراض الظاهرة من امرأة لأخرى؛ فقد يبدو بعضها بسيطًا ومحتملًا وقد يبدو بعضها شديدًا، ومن أهم الأعراض التي تصاحب هذه الحالة الألم في منطقة الحوض، وتجدر الإشارة إلى أنَّ شدة الألم لا تدلّ على درجة الاضطراب، كما يوجد العديد من الأعراض الأخرى لبطانة الرحم المهاجرة، ويُذكر منها:[٤]
- ألم شديد أثناء الدورة مختلف عن المعتاد.
- ألم في أسفل البطن قبل موعد الدورة الشهرية.
- النزيف المفرط أثناء الدورة ونزيف بين الدورات.
- العقم.
- ألم بعد الجماع.
- ألم أثناء الإخراج.
- ألم في أسفل الظهر.
أسباب بطانة الرحم المهاجرة
توجد العديد من التفسيرات المحتملة لحدوث مثل هذه الحالة، لكن لا يُعرف السبب الدقيق المؤكد للإصابة، ومن هذه التفسيرات ما يأتي:[٥]
- الحيض الارتجاعي: إذ يتدفق دم الحيض الذي يحتوي على خلايا بطانة الرحم عبر قنوات فالوب إلى تجويف الحوض بدلًا من الخروج من الجسم، فتلتصق هذه الخلايا بجدران الحوض من الداخل وبالأعضاء الأخرى الموجودة في تجويف الحوض، ثم تنمو وتسبب الأعراض.
- تحول الخلايا الصفاقية: يقترح الخبراء أنّ الهرمونات أو العوامل المناعية تعزّز تحويل الخلايا التي تبطّن الجانب الداخلي من التجويف البطني إلى خلايا بطانة الرحم.
- الندبات الجراحية: بعد إجراء عملية جراحة؛ مثل: استئصال الرحم أو الولادة القيصرية قد تلتصق خلايا بطانة الرحم بالغرز الجراحية.
- نقل خلايا بطانة الرحم: قد تنقل الأوعية الدموية أو السائل الليمفاوي خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة
قد تتشابه أعراض البطانة المهاجرة مع مجموعة من الاضطرابات الأخرى؛ مثل: أكياس المبايض، أو التهاب الحوض، لذلك يحتاج الطبيب إلى أخذ تاريخ مرضي مفصّل وإجراء الفحص السريري لمنطقة الحوض، ثم يلجأ إلى بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص. ومن أهمها:[٤]
- الفحص بالموجات فوق الصوتية.
- إجراء تنظير للبطن لرؤية هذا النسيج المهاجر مباشرةً وإزالته في الوقت نفسه.
علاج بطانة الرحم المهاجرة
يوجد العديد من الخيارات العلاجية المتاحة للتخلص من بطانة الرحم المهاجرة، ومنها ما يأتي:[٤]
- أدوية الألم.
- العلاج بالهرمونات؛ مثل: أدوية منع الحمل.
- الجراحة المحافظة؛ ذلك للسيدات اللواتي يرغبن في الحمل مستقبلًا، إذ يزال فيها النسيج المهاجر مع المحافظة على الأعضاء التناسلية وعدم اسئصالها.
- استئصال الرحم والمبايض.
سرطان بطانة الرحم
يوجد العديد من أنواع السرطانات التي تصيب الرحم بناءً على نوع الخلايا التي نشأ منها الورم والطبقة من جدار الرحم، وأكثر الأنواع شيوعًا سرطان بطانة الرحم. وغالبًا ما يُكتَشَف هذا السرطان في مرحلة مبكرة؛ نظرًا لتسببه في حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي، وفي حال اكتشافه باكرًا فاستئصال الرحم في هذه المرحلة يبدو شافيًا.[٦][٧]
عوامل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم
يزداد احتمال الإصابة بسرطان بطانة الرحم بعد انقطاع الطمث، ومن العوامل الأخرى التي تزيد من ذلك ما يأتي:[٦]
- بدء الحيض في سن مبكرّة.
- انقطاع الحيض في سن متأخرة.
- السمنة.
- عدم الإنجاب أو إنجاب عدد قليل من الأبناء.
- وجود تاريخ مرضي في العائلة من الإصابة بسرطانات الرحم، أو القولون، أو الثدي.
- بعض سرطانات المبيض التي تفرز هرمون الإستروجين.
أعراض سرطان بطانة الرحم
من الأعراض التي قد تعاني منها السيدة المصابة بهذا السرطان ما يأتي:[٧]
- نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث.
- نزيف بين الدورات الشهرية.
- ألم في منطقة الحوض.
تشخيص سرطان بطانة الرحم
بعد معرفة الأعراض التي تعاني منها السيدة قد يلجأ الطبيب إلى إجراء مجموعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص، ومنها ما يأتي:[٨]
- فحوصات الدم، وفحوصات البول.
- إجراء مسحة لعنق الرحم.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل.
- أخذ خزعة من الورم.
- التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي.
علاج سرطان بطانة الرحم
يبقى العلاج الأمثل الإجراء الجراحي الذي يُزال فيه الرحم كاملًا والقنوات والمبايض، بالإضافة إلى إزالة العقد اللمفاوية القريبة والتي يشتبه في وصول الخلايا السرطانية إليها، وفي حال كان الورم منتشرًا خارج الرحم فقد يلجأ الطبيب بعد الجراحة إلى استخدام العلاج بالأشعة أو العلاج الكيماوي أو كليهما حسب ما يناسب الحالات كلًّا على حدة.
المراجع
- ↑ "Uterine cancer", cancer.ca, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Melissa Conrad Stöppler, "Uterine Fibroids (Benign Tumors Of The Uterus)"، medicinenet, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Uterine fibroids", womenshealth, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Endometriosis", healthline, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "Endometriosis", mayoclinic,16-10-2019، Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Endometrial Cancer -- the Basics", webmd, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Endometrial cancer", mayoclinic, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "Understanding Endometrial Cancer -- Diagnosis & Treatment", webmd, Retrieved 7-11-2019. Edited.