محتويات
بؤبؤ العين
يُعرَف بؤبؤ العين أو حدَقة العين Pupil بأنّه الدائرة السوداء الموجودة في مُنتصف القزحيّة، والذي يستجيب للضوء من حوله عبر التوسّع أو التضيّق بمُساعدة العضلات العاصِرة والعضلات الموسّعة في القزَحيّة، فيساهم ذلك في تحديد كمية الضوء الداخلة إلى العين، ويتراوح بذلك حجم البؤبؤ في كلتا العينين ما بين 2.5-4 ملليلتر.[١]
في بعض الأحيان قد يختلف حجم البؤبؤ للعين اليُسرى عن اليُمنى بما يُعرف بتفاوُت الحدقتين، الذي يُمكن مُلاحظته في 15-30% من مجموع السكّان، دون ارتباط ذلك بأيّ أسباب مرضيّة أو مشكلات صحيّة.[٢]
ما هي أمراض بؤبؤ العين وأسبابها وأعراضها؟
ينتظم عمل بؤبؤ العين بواسطة خطّ عملٍ لمجموعة من الأعصاب شديدة الأهميّة في الجسم، يبدأ أوّلها من غُدّة تحت المهاد في الدماغ نحو الحبل الشوكي، ويُكمل العصب الثاني من هناك نحو أعلى الرئتين إلى الرقبة، ومن الرقبة يسير العصب الثالث إلى الشريان تحت الترقوة، مرورًا بالشريان السّباتيّ ليعود إلى الدماغ والعين بعدها، لذا فإنّ أيّ اضطرابات أو مشكلات في البؤبؤ تكون من الأدلة على وجود مشكلات في رحلة الأعصاب الثلاثة تلك.[١] ومن ناحية أُخرى يتعرّض البؤبؤ نفسه لبعض الأمراض والاضطرابات التي يُمكن ذكر بعضها كما يأتي:
تفاوت حدقة العينين
باستثناء أن يكون تفاوت حجم الحدقة في كلتا العينين منذ الولادة فإنّ تفاوتهما المُفاجئ يكون إشارةً إلى وجود العديد من المشكلات والاضطرابات الصحيّة، منها:[٢]
- شلل العصب الثالث: يُعرَف أيضًا بشلل العصب المُحرِّك للعين، الناجم عن الإصابة بنزف في الدّماغ، أو التهاب السحايا لدى الأطفال، أو الإصابة بالتمدّد الوعائيّ أو بأمّ الدّم الشريانيّة (Artery Aneurysm)، أو حتّى في حال الإصابة بالتهاب شديد أو المُعاناة من الشقيقة لدى الأطفال، وعادةً ما يُصاحب تفاوت حدقة العينين حينها عدّة أعراض، مثل:
- تدلّي جفون العين.
- فُقدان القُدرة على تركيز النظر في الأشياء.
- اضطرابات في العضلات المُحيطة بالعين.
- مُتلازمة هورنر: التي تتسبّب بكبر حجم أحد بؤبؤيّ العينين، بالإضافة إلى واحد أو أكثر من الأعراض الأُخرى الآتية:
- تدلّي الجفن للعين المُصابة.
- ارتفاع الجفن السّفليّ بعض الشيء.
- تكون إحدى العينين غائرةً نحو الداخل.
- قلّة التعرّق أو انعدامه في جانب الوجه حيث العين المُصابة.
- مُتلازمة هولمس أيدي: هي من الحالات التي لا تُهدّد الحياة لحُسن الحظ، وتتسبّب بتوسّع كبير في أحد بؤبؤيّ العينين عند الوجود في الضوء، مع صعوبة تضيّقه بعد زوال الإضاءة عنه، ويُشار إلى أنّ 90% من حالات الإصابة بهذه المُتلازمة موجودة لدى النساء ممّن تتراوح أعمارهنّ ما بين 20-40 عامًا.
- مشكلات جسديّة أُخرى: كالتعرّض لإصابة أو ضربة على إحدى العينين، أو الإصابة بالتهاب العنبيّة، أو التهاب القزَحيّة، أو الجلوكوما الحادّة، أو وجود أورام داخل العين.
تشوّهات خلقيّة لبؤبؤ العين
هي مجموعة من الاضطرابات التي يولد بها الأفراد، وتتسبّب بحدوث خلل في بؤبؤ إحدى العينين أو كلتيهما، ومن هذه الاضطرابات يُذكر الآتي:[٣]
- غياب القزحيّة أو انعدام البؤبؤ الوِلاديّ: الذي يُصيب كلتا العينين، ويُسبّب العديد من الاضطرابات فيهما، كالجلوكوما، وبعض الاضطرابات الشاملة الخطيرة أحيانًا التي تُؤثّر في الجسم.
- الثلامة: هي من الاضطرابات الوراثيّة النادرة، التي تتسبّب بحدوث مشكلات وتشوّهات في قزحيّة إحدى العينين أو كلتيهما.
- ابيضاض الحدقة: الذي يتسبّب بظهور بؤبؤ العين باللون الأبيض بدلًا من الأسود، نتيجة الإصابة بأمراض مُختلفة، مثل: إعتام عدسة العين الخَلقيّ، وورم الجُذيعات الشبكيّة، ومرض كوتس، واعتلال الشبكيّة منذ الولادة، وغيرها.
تشوّهات مُكتسبة لبؤبؤ العين
التي تظهر مع الفرد في مرحلة ما من حياته لأسباب مُختلفة، ويُذكر من هذه التشوّهات ما يأتي:[٣]
- مُتلازمة التقشّر الكاذب: التي لا تتسبّب بحدوث خلل في وظائف البؤبؤ وشكله، وإنّما تسبب ترسّب مادّة بيضاء اللون في عدسة العين الأماميّة، مما يُسبّب الإصابة بالجلوكوما، ويُصعبّ من إمكانيّة إجراء عمليّة لتصحيح إعتام العين.
- تمزّق عضلة المُصرة في القزحيّة: الناجم عن التعرّض لضربة أو إصابة، أو كأحد مُضاعفات إحدى العمليات الجراحيّة التي تُجرى في العين، ويسبّب الإصابة بالجلوكوما، واضطرابات في الرؤية في بعض الأحيان.
- التصاقات القزحيّة: تعرف بأنها التصاقات تحدث ما بين القزحيّة وعدَسة العين، أو ما بين القزَحيّة وأطراف قرنيّة العين، مما يُسبّب تشوّهًا في شكل البؤبؤ مسبّبًا توسّعه أو انقباضه، وتُعالَج هذه الالتصاقات تبعًا لمُسبّبها.
تأذّي الألياف البصريّة الواردة
يُشار إليها باختصار بـ RAPD، تُسبّب اختلالًا في ردّ فعل بؤبؤ العين نتيجة إصابة العصب البصريّ للأسباب الآتية:[٣]
- التهاب العصب البصريّ.
- اعتلال الأعصاب البصرية بوراثية ليبر.
- انفصال شبكيّة العين.
- الغَمَش أو العين الكسولة.
كيف يتم تشخيص أمراض بؤبؤ العين؟
من المنطقيّ أن تختلف طُرق تشخيص أمراض بؤبؤ العين حسب الأعراض التي يُعاني منها المُصاب، ففي حال كانت اضطرابات البؤبؤ إشارةً إلى مُشكلة أو مرضٍ جسديّ في مكان آخر في الجسم يكون التشخيص مُختلفًا بعض الشيء عمّا إذا كانت الأعراض جميعها مُتمركزةً في العين وحدها، وذلك قرار الطبيب حسب ما يراه ويسمعه من المُصاب، وعمومًا تتضمّن طرق تشخيص أمراض البؤبؤ وما يرتبط به عادةً واحدًا أو أكثر من الفحوصات ما يأتي:[٢][٤]
- فحص تفاوت حدقتيّ العينين، ومعرفة إذا ما كان التفاوت -في حال وجوده- خلقيًّا منذ الولادة أم هو جديد ومُفاجئ مع المُصاب.
- فحص استجابة بؤبؤ العين للضوء، الذي يرى فيه الطبيب حجم البؤبؤ وشكله، واستجابته للضوء الساطع أو الظلام، بتوسّعه أو تضيّقه بصورة طبيعيّة أم لا.
- فحص تمايُل لمعان الضوء لبؤبؤ العين، ويكون ذلك باستخدام مصباح أثناء تعتيم غرفة الفحص في عيادة الطبيب، إذ يوجّه ضوء المصباح ويُحرّكه ما بين العينين؛ ليرى استجابة البؤبؤ له، ويكون الردّ الطبيعيّ متمثّلًا بانقباض البؤبؤ أو بقائه على شكله وحجمه دون تغيير، وفي حال توسّعه فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود خلل ما.
- فحص استجابة بؤبؤ العين للأجسام القريبة، الذي يُجرَى بوجود الإضاءة الطبيعيّة، ويُراد منه معرفة تغيّر حجم البؤبؤ عند النظر نحو جسم بعيد، وتركيز النظر بعده لجسم قريب من العين.
- في حال الشكّ بوجود اضطرابات أو تشوّهات في البؤبؤ قد يتطلّب الأمر إجراء صورة مقطعيّة (CT Scan)، أو صورة رنين مغناطيسيّ (MRI).
كيف يكون علاج أمراض بؤبؤ العين؟
بعد تشخيص المرض المُؤثّر على بؤبؤ العين يُحدّد الطبيب الخُطّة العلاجيّة المُناسبة؛ لمُحاولة تصحيح وضع البؤبؤ وأيّ مُضاعفات ناجمة عن اضطرابه، ويُذكر من الخيارات العلاجيّة ما يأتي:[٢]
- في حال تفاوت حدقة العينين غير المُرتبط بأيّ مشكلات أو أمراض لا يُعطى المُصاب أيّ علاجات مُحدّدة.
- في حالات الإصابات أو الأمراض الجسديّة قد يكون الخيار الجراحيّ التصحيحيّ الحل الوحيد؛ لترميم الضرر الواقع على البؤبؤ والعين.
- عند الإصابة بمُتلازمة هولمز أيدي يُمكن السيطرة على وضع المُصاب بنظارات طبيّة مُعيّنة وقطرات عينيّة تحتوي على مادّة البايلوكاربين.
ما هي مُضاعفات أمراض بؤبؤ العين؟
في ما يتعلّق بمُضاعفات أمراض بؤبؤ العين فهي تختلف حسب نوع المرض ودرجة تأثيره في صحّة العين والجسم، ويُمكن ذكر بعضٍ منها كما يأتي:
- مُضاعفات العين الكسولة: التي تحدث إن لم تُعالَج العين المُصابة كما يجب، وتتضمّن المُضاعفات الحوَل، وقلّة القُدرة على الرؤية المركزيّة أو انعدامها، وفُقدان البصر في العين المُصابة.[٥]
- مُضاعفات مُتلازمة هولمس أيدي: إذ قد تتسبّب باضطراب النظر بعض الشيء، وتستدعي الحاجة إلى ارتداء العدسات التصحيحيّة للنظر بصورة أفضل.[٦]
- مُضاعفات شلل العصب الثالث: من أخطرها انفجار التمدّد الوعائيّ ليُسبّب نزفًا شديدًا في الدماغ، ممّا ينجم عنه مُلاحظة توسّع كلتا الحدقتين وعدم استجابتهما للضوء، وهو ما يُشير إلى الدخول في غيبوبة أو حتّى الموت الدّماغيّ.[٧]
المراجع
- ^ أ ب Troy Bedinghaus (8-1-2020), "Why Our Eyes Have Pupils"، verywellhealth, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Adrienne Stinson (11-6-2019), "What causes pupils of different sizes?"، medicalnewstoday, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Dr Mary Lowth (4-1-2017), "Pupillary Abnormalities"، patient, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Troy Bedinghaus (21-10-2019), "How Doctors Test Pupil Reflexes"، verywellhealth, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Adam Felman (8-1-2018), "Everything you need to know about lazy eye"، medicalnewstoday, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Jon Johnson (7-4-2020), "What to know about Adie syndrome"، medicalnewstoday, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Michael Rubin (5-2019), "Third Cranial Nerve (Oculomotor Nerve) Palsy"، msdmanuals, Retrieved 27-5-2020. Edited.