امراض قرنية العين

كتابة:
امراض قرنية العين

القرنية

هي الطبقة الخارجية المحدبة التي تساعد في وقاية العين إلى جانب بياض العين، وتُشكّل القرنية حاجزًا ضد الأوساخ والجراثيم والجزيئات الأخرى التي تضرّ بمكونات العين الحساسة، وتساعد أيضًا في تصفية ضوء الشمس من الأشعة فوق البنفسجية قبل دخوله إلى العين.[١]

تلعب القرنية دورًا رئيسًا في الرؤية؛ فعندما يدخل الضوء إلى العين ينكسر بسبب الشكل الخارجي المحدب للقرنية، مما يساعد في تركيز العين على الأشياء القريبة والبعيدة، وفي حال تلف القرنية بسبب الإصابات أو العدوى أو المرض تتداخل الندوب أو السوائل الناتجة من الأمراض والإصابات مع وضوح الرؤية، وتُشوَّه الرؤية عن طريق حجب الضوء عند دخوله إلى العين أو تشويهه.[١]


أمراض قرنية العين

يشير مصطلح أمراض قرنية العين إلى مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر بشكل رئيس في قرنية العين؛ مثل: الالتهابات، والإصابات، والاضطرابات الوراثية التي تؤثر في قرنية العين. وهذه الأمراض هي:[٢]

الحالات الشائعة التي تؤثر في القرنية

  • الإصابات: خدوش تحدث للقرنية، وغالبًا ما تلتئم القرنية من تلقاء نفسها بعد هذه الإصابات، وتسبب الإصابات الأعمق تندب القرنية مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية وعدم وضوحها، وقد تحدث إصابات القرنية لأسباب مختلفة؛ مثل: خدش قرنية العين بأظافر اليد.
  • الحساسية: أكثر أنواعها التي تؤثر في قرنية العين الحساسية تجاه حبوب اللقاح، خاصة عندما يبدو الطقس دافئًا وجافًا، مما يسبب الحكة في العين والتدميع والحرقان، وغالبًا لا تبدو حالات تحسس القرنية خطيرة تتطلب العناية الطبية.
  • التهاب القرنية: يحدث التهاب القرنية لأسباب غير مُعدية؛ مثل: ارتداء العدسات اللاصقة لمدة طويلة، وتُعدّ العدوى السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب القرنية، وسبب التهاب القرنية يعزى إلى العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطريات، أو الطفيليات.
  • جفاف العين: حالة تنتج فيه العين دموعًا أقل وذات جودة أقل، ولا تستطيع من خلالها المحافظة على سطح العين مشحمًا ورطبًا، مما يؤدي إلى الحرقان والتدميع و ألم العين.

الأمراض الوراثية التي تؤثر في القرنية

يطلق على مجموعة الأمراض الوراثية التي تؤثر في قرنية العين اسم حثل القرنية، وهي حالة يفقد فيها جزء واحد من القرنية أو أكثر وضوحه الطبيعي؛ بسبب تراكم المواد التي تغلف القرنية، وتبدو هذه الأمراض موروثة وتؤثر في كلتا العينين. ومن هذه الأمراض:

  • القرنية المخروطية، هي ترقق تدريجي للقرنية، وتُعدّ أكثر الأمراض الوراثية التي تؤثر في قرنية العين شيوعًا، ويحدث الشكل المخروطي للقرنية عندما تقل سماكة القرنية، وتبرز تدريجيًا إلى الخارج في شكل مخروط بدلًا من شكلها الطبيعي الذي يشبه القبة، وتتسبب القرنية المخروطية في عدم وضوح الرؤية، وربما تسبب حساسية العين تجاه الضوء والوهج، وما تزال الأسباب المؤدية إلى القرنية المخروطية غير معروفة، لكنّها على الأرجح مزيج من الأسباب الوراثية مع التأثيرات البيئية والهرمونية في القرنية.
  • حثل فوكس، مرض يتطور ببطء وغالبًا ما يؤثر في النساء أكثر من الرجال، ويصيب كلتا العينين ويسبب تدهور الرؤية، ويحدث حثل فوكس بسبب التدهور التدريجي للخلايا في بطانة القرنية، وهذه الخلايا هي التي تحافظ على توازن السوائل في القرنية، وتمنع تورمها وتراكم السوائل في داخلها، وفي هذا الاضطراب تموت خلايا بطانة القرنية بشكل تدريجي مما يؤدي إلى الوهج، وعدم وضوح الرؤية، والانزعاج في العين.
  • الحثل الشباكي، نمط مميز يشبه الرواسب في طبقات القرنية، وتبدو هذه الرواسب مصنوعة من الأميلويد، وهي ألياف بروتينية غير طبيعية، وبمرور الوقت وازدياد تراكم الأميلويد تنمو خطوط الشبكة وتزداد لتغطي الخلايا السدوية، مما يؤدي إلى إضعاف الرؤية.
  • ضمور الغشاء القاعدي الظهاري، يحدث هذا الضمور عندما ينمو الغشاء القاعدي بشكل غير طبيعي ويشكّل طيّات في أنسجة القرنية، وتظهر هذه الطيات في شكل بقع رمادية في القرنية تشبه القارات على الخريطة، وقد توجد نقط شفافة أسفل البقع أو قربها تشبه القارات، وفي كثير من الأحيان تشكّل الطيات خطوطًا متحدة في مركز القرنية تشبه بصمات الأصابع.

الأمراض الأخرى التي تؤثر في القرنية

ومن أمثلتها الحالات الآتية:

  • الهربس النطاقي، هو الفيروس نفسه الذي يسبب جدري الماء، ويصيب العين بعد الإصابة بالجدري بسنوات، إذ يكمن هذا الفيروس في الخلايا العصبية لسنوات، وبعد عدة سنوات ينشط وينتقل عبر الألياف العصبية، ويظهر في القرنية ويسبب التهابها.
  • الهربس البصري، عدوى فيروسية بفيروس الهربس البسيط، وهو الفيروس نفسه الذي يسبب تقرحات البرد، وتصاب العين بفيروس الهربس الذي ينتقل عن طريق الجنس والذي يسبب الهربس التناسلي، وينتج من العدوى بالهربس ظهور تقرحات بيضاء على جفن العين أو سطح القرنية، وقد ينتشر الالتهاب إلى الطبقات الأعمق من القرنية ويسبب التهاب القرنية اللحمي.
  • متلازمة القزحية البطانية القرنية، مجموعة من الاضطرابات التي تحدث للعين، وتؤدي إلى ظهور الطبقات الداخلية لها في شكل غير طبيعي، ويعزى سببها إلى حركة الخلايا البطانية من القرنية إلى القزحية، وهي الجزء الملوّن من العين، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات واضحة في مظهر قزحية العين، وتورم القرنية، وظهور الزرق أو المياه الزرقاء، وعادة ما تصيب هذه الحالة عينًا واحدة.
  • ظفرة العين، نمو لمثلث من الأنسجة الوردية على قرنية العين، وتنمو الظفرة ببطء طول العمر، ومن غير الواضح سبب حدوث الألم للمصابين بالظفرة، ويُعتَقَد أنّ نمو الظفرة مرتبط بالتعرض الطويل لأشعة الشمس، وأنّ الأشعة فوق البنفسجية قد تمثّل عاملًا مسببًا في ظهورها.


أعراض أمراض القرنية

تتصف القرنية بقدرتها على إصلاح نفسها بسرعة، وعادةً ما تشفى القرنية من الإصابات والعدوى من تلقاء نفسها، وتسبب أمراضها العديد من الأعراض، ومنها:[٣]

  • الألم.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • التدميع.
  • الاحمرار.
  • الحساسية تجاه الضوء.
  • بعض المرضى قد يظهر لديهم الغثيان، والصداع، والتعب.


أجزاء قرنية العين

تتألف القرنية من ثلاث طبقات رئيسة وغشاء بينها، وفي ما يأتي توضيح لهذه الأجزاء ووظيفة كلّ منها: [٤]

  • طبقة الظهارة: هي الطبقة الخارجية للقرنية، ووظيفتها الأساسية منع مرور المواد الغريبة إلى العين؛ مثل: الغبار، والماء، والبكتيريا، بالإضافة إلى توفير سطح أملس لامتصاص الأكسجين والمواد الغذائية من الدّموع، والتي يُجرى توزيعها بعد ذلك على طبقات القرنية الأخرى، كما تمتلئ الظهارة بآلاف النهايات العصبية الصغيرة، وهذا السبب في أنّ العين قد تتألّم عند فركها أو خدشها.
  • غشاء بومان: الطبقة التالية للظهارة، وهو غشاء شفاف يتكوّن من ألياف بروتينية تسمّى الكولاجين، وفي حالة الإصابة يشكّل غشاء بومان ندبة أثناء الشفاء، وإذا كانت هذه الندوب كبيرةً وموقعها في المنتصف فإنّ ذلك يؤدّي إلى فقدان البصر.
  • سدى القرنية : هي الطبقة التي توجد خلف غشاء بومان، وهي الطبقة السميكة من القرنية التي تتألف في المقام الأول من الماء والكولاجين، والكولاجين يعطي القرنية قوّتها ومرونتها وشكلها، ويُعدّ شكل بروتينات الكولاجين فيها وترتيبها والمسافة بينها أمرًا أساسيًّا في شفافية القرنية لتوصيلها للضوء من غير تشتّت.
  • غشاء ديسيميت: أي الغشاء الرقيق الذي يوجد خلف سدى القرنية، إذ يعمل في شكل حاجز واقٍ من العدوى والإصابات، ورغم أنّه يتكوّن أيضًا من ألياف الكولاجين، غير أنّه يختلف عن تلك الموجودة في سدى القرنية، وتُصنع هذه الألياف في الطبقة البطانية Endothelium.
  • الطبقة البطانية: هي الطبقة الرقيقة الداخلية للقرنية، والخلايا البطانية مهمّة في المحافظة على شفافية القرنية، إذ عند تسرّب السوائل من داخل العين إلى سدى القرنية تضخّ هذه الطبقة الزائد من السوائل إلى خارج السدى، ودون حدوث ذلك تنتفخ طبقة السدى بالماء، وتصبح القرنيّة سميكةً وغير شفّافة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Corneal Disease", clevelandclinic, Retrieved 20-3-2019. Edited.
  2. Patricia S. Bainter, "Corneal Disease"، nih, Retrieved 20-3-2019. Edited.
  3. "Facts About the Cornea and Corneal Disease", medicinenet, Retrieved 20-3-2019. Edited.
  4. "Facts About the Cornea and Corneal Disease", nei.nih,2016-5-7، Retrieved NEI. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×