محتويات
انتفاخ الشفة العليا
بعيدًا عن الإجراءات التجميليّة التي تُعنى بزيادة حجم الشفاه ونفخها، يرتبط انتفاخ الشفاه بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحيّة والعوامل المُختلفة التي قد تؤثّر عليهما, التي تتفاوت في شدّتها ودرجة خطورتها، أو حتّى في طول فترة الانتفاخ ومُدّته، وفي حين أنّ كثيرًا من هذه الأسباب قد ينجم عنه انتفاخ كلا الشفتين؛ إلا أنّ بعضًا منهم قد يكون سببًا في انتفاخ الشفة العليا فقط، فما هي هذه الأسباب؟ وهل من المُمكن أن تُشير لوجود مُشكلة خطيرة؟[١]
ما سبب انتفاخ الشفة العليا؟
ثمّة العديد من الأسباب والعوامل المسؤولة عن انتفاخ الشفة العليا، ومن الضروري معرفة أنّ الطبيب فقط من يستطيع حصر الأسباب المُحتملة في كلّ حالة، وتشخيص الإصابة بأيٍّ منها، وفي ما يأتي ذكر لبعض من الأمراض والاضطرابات المُرتبطة بانتفاخ الشفة العليا:[٢]
- التعرّض لإصابة ما، سواء أكانت الإصابة مُباشرة على الشفة العليا، أو إنّ كانت في الوجه وتَسبّب التهابها في تورّم الشفة وانتفاخها، وتتضمّن الإصابات الجروح والحروق المُختلفة والضربات.
- الوذمة الوعائيّة، وهي تورّم في سطح الجلد والخلايا الدّهنيّة الموجودة فيه نتيجة التعرّض لحساسيّة ما، وعادًة ما تُصيب الوجه، أو اليدان والقدمان والحلق وحتّى البطن، وقد تُلاحظ الإصابة بها بانتفاخ الشفة العليا من الوجه، ويُرافقها في كثير من الأحيان الشرى، وهو طفح جلديٍّ مُرتفع عن سطح الجلد.
- الإصابة بحساسيّة ما، من تناول أصناف مُعيّنة من الطعام، أو للتعامل مع موادّ أو علاجات مُعيّنة، والتي تستوجب من الفرد تجنّب مصادر التحسّس لتجنّب ما ينجم عنها من أعراض؛ مثل تقلّصات المعدة، والشّرى، والسعال، والشعور بتضيّق في الحلق، وشحوب البشرة، والتقيّؤ.
- صدمة الحساسيّة (Anaphylaxis)، التي تُشبه الوذمة الوعائيّة والإصابة بالحساسيّة بعض الشيء، إلا أنّ أعراضها وشدّتها أكبر، وردّ فعل الجهاز المناعيّ يكون شديدًا، إذ تتطلّب التدخل الطبي العاجل، وعادةً ما تحدث نتيجة التعرّض لمواد علاجيّة أو صناعيّة، أو تناول أطعمة مُعيّنة، أو بسبب لسعات أنواع معينة من الحشرات، وينتج عن صدمة الحساسيّة عدّة أعراض، منها:
- مشكلات في الجلد؛ مثل تورّمه، واحمراره، والحكّة فيه.
- مشكلات في التنفس؛ مثل صعوبة التنفس، وصدور صفير من الصدر، بالتزامن مع الشعور بالألم فيه، وتضيّقه، والشعور بحكّة في الحلق والفم، واحتقان الأنف.
- مشكلات في الجهاز الدورانيّ؛ مثل بهتان لون الجلد، أو تحوّل لونه للأزرق، وانخفاض ضغط الدم، والشعور بالدوار الذي قد ينتهي بفُقدان الوعي.
- مُشكلات أُخرى؛ مثل الشعور بالغثيان والتقيّؤ، والصداع، وآلام المعدة، واحمرار العينين وتدميعهما، مع الشعور بالقلق الكبير أو حتّى الخوف من الموت القريب.
- التهاب الشفة الحُبيبيّ، الناجم عن الإصابة بعدّة أمراض واضطرابات جينيّة، أو نتيجة الإصابة بعدوى ما، أو بسبب الإصابة بالتهاب الجلد التحسّسيّ، أو مرض كرون، أو حتّى السرطان، وما يحدث في حال التهاب الشفة الحُبيبيّ هو تورّم الشفة العليا المُفاجئ، الذي يزول عادًة بعد بضع ساعات أو أيام، ليعود مرّة أُخرى بعد عدّة أيام أو سنوات، وما يُميّز هذه الحالة عدّة أمور، منها:
- كلّ نوبة من التورّم الحاصل في الشفة عادًة ما تكون أكبر من النوبة السابقة.
- في كثير من الحالات قد يُصبح التورّم في الشفة دائمًا ومُلازمًا للمُصاب.
- انتفاخ الشفة قد يكون طريًّا أو صلبًا، وقد يُلاحظ وجود كُتل تحت الجلد فيها.
- عند تورّم الشفة تتشقّق وتنزف.
- تتكوّن ندوب في الشفاه بعد زوال التشقّقات فيها.
- مع الوقت تُصبح الشفه المُصابة أشبه بالمطاط الصلب.
- مُتلازمة حساسيّة الفم، وهي ردّ فعل تحسّسي محدود نوعًا ما، يُصيب الشفاه واللسان واللهاة عند تناول أصناف مُعيّنة من الفواكه والخضار النيئة، ما يتسبّب في تورّمهم والشعور بالحكّة فيهم، وعادًة ما تبدأ أعراض الإصابة بها في عُمر 5 سنوات.
كيف يشخص الطبيب انتفاخ الشفة العليا؟
تختلف الخطوات التشخيصيّة التي يتّبعها الطبيب في تشخيص سبب انتفاخ الشفة العليا تبعًا كلّ حالة، وبالاعتماد على الأعراض والعلامات الظاهرة على المُصاب، وبحث الطبيب في الحالة وجمعه لما يحتاجه من معلومات عنها؛ فإنّ ذلك يسهل عليه معرفة ما يحتاجه من فحوصات لتحديد السبب بدقة، وتتضمّن الأسئلة التي يطرحها الطبيب على المُصاب لأجل هذا الهدف كُلًّا ممّا يأتي:[١]
- هل تعرّض المُصاب لضربة أو إصابة ما على الفم أو الشفاه أو أُصيب بعدوى ما فيهم مؤخّرًا؟
- متى ظهر انتفاخ الشفة العليا للمرّة الأولى؟
- هل تعامل المُصاب مع أيّ موادّ أو تناول أيّ أطعمة جديدة لم يعتد عليها من قبل؟
- هل يُعاني المُصاب من أيّ أعراض أو آلام أُخرى في الشفة أو في الجسم؟
- ما المُدّة الزمنيّة التي استمرّ بها انتفاخ الشفة العليا؟
- هل هذه المرّة الأولى التي تنتفخ فيها الشفة أم أنّ الانتفاخ يغيب ويعود بعد فترة مُعيّنة؟
أسئلة شائعة
متى يتطلّب انتفاخ الشفة مُراجعة الطبيب على الفور؟
يجب على المُصاب طلب المُساعدة فورًا في حال تزامن انتفاخ الشفة العليا مع واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:[٣]
- نزف الشفة الشديد غير المُسيطر عليه.
- في حال التعرّض لضربة على الفم أو الفكّ أو الرأس.
- في حال المُعاناة من صعوبة في التنفّس، أو وجود صرير في الصدر، أو مواجهة صعوبة في البلع.
هل يُسبّب جفاف الشفة العليا انتفاخها؟
لا يُسبّب جفاف الشفة العليا بحدّ ذاته انتفاخها، وإنّما بعض التصرّفات الناجمة عن جفافها؛ مثل كثرة لعقها، أو استخدام مُرطّب شفاه من نوع مُعيّن، وفي كلا الحالتين يكون انتفاخ الشفة ناجمًا عن الحساسيّة تجاه المواد الموجودة في اللعاب أو في المُرطّب.[٣]
ما هي مُضاعفات انتفاخ الشفة؟
تختلف المخاطر والمُضاعفات المُحتملة الناجمة عن انتفاخ الشفة العليا باختلاف الأسباب المُرتبطة بذلك، إذ أنّ تجاهل علاج بعضها قد يتسبّب بما يأتي:[١]
- توقّف التنفّس، أو ما يُعرَف بالسكتة التنفسيّة الناجمة عن الإصابة بصدمة الحساسيّة.
- انتشار العدوى لأماكن أُخرى من الجسم؛ مثل الدم.
- تغيّر شكل الشفة العليا وتشوّهها.
المراجع
- ^ أ ب ت "Lip Swelling", healthgrades, 2018-11-20, Retrieved 2020-12-02. Edited.
- ↑ Lois Zoppi (2020-09-14), "What can cause a swollen upper lip?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-02. Edited.
- ^ أ ب Danielle S. Murashige (2020-10-28), "3 Reasons Your Lips Are Swollen & Treatments", buoyhealth, Retrieved 2020-12-02. Edited.