انتفاخ ثدي الرضيع

انتفاخ ثدي الرضيع

عند عودة الأب والأم مع صغيرهما إلى المنزل بعد ولادته قد يفاجئهما من وقت لآخر بظهور بعض الأعراض الغريبة التي تثير قلقهما على صحته، ومن أجل ذلك تلزم الأمر مراجعة الطبيب باستمرار لعمل فحوصات دورية، والتأكد من سلامة الرضيع، ومن الأعراض الشائعة التي تحدث للصغار في أيامهم الأولى وتُوتِّر في الآباء والأمهات بشدة انتفاخ الثدي عند الرضع.

إذ يؤثر مقدار هرمون أستروجين الأم في حجم الثدي بانتفاخه لدى الرضيع بنسبة 70% من فئته العمرية، ولا يوجد سبب واضح وراء هذا التأثر، ويتّسم بقساوة منطقة انتفاخ الثديين لدى الأطفال الرضع مقارنةً بطراوة الانتفاخ ذاته عند حدوث الحالة نفسها لدى الأطفال الأكبر عمرًا والبالغين، وقد تتطوّر الإصابة لتصاحبها عدوى مؤدية إلى الإصابة بالتهاب الثديين، وبدء ظهور الخرّاج منهما.^[١]

أسباب انتفاخ ثدي الرضيع

يتأثر الطفل بأمه بصورة تامة أثناء الحمل، إذ إنّه يشاركها الغذاء، ومساحة من جسمها للعيش والنمو بداخلها، ويشعر بتحركاتها كما تشعر هي بتحركاته في المقابل، ويتأثر بحالتها النفسية كذلك، ولا يقتصر تأثر الطفل بأمه على مرحلة وجوده داخل الرحم أثناء الحمل فحسب، وإنّما قد يُبدي جسمه أعراض ما بعد ولادته تظهر جسديًّا عليه، وتُعزى هذه الأسباب في أعراضها إلى مدة وجوده داخل رحم الأم، ومن هذه التغييرات ظهور انتفاخ وتضخّم في منطقة الثديين لدى الرضيع، أو الطفل حديث الولادة، وفي معظم الحالات يُعدّ ظهور هذا الانتفاخ أمر حميد، ولا يَنُمُّ عن وجود مشكلة مَرَضيّة خطيرة قد تؤثر في سير حياة الطفل في المستقبل، ويظهر هذا الانتفاخ بطريقة واضحة، وتُلاحَظ عند ولادته، وقد يخرج منهما الحليب عند الضغط عليهما، ويستمرّ هذا الانتفاخ في النمو لمدة معينة بعد الولادة.^[٢][٣]

يرغب الأبوان في نمو طفلهما دون ظهور أيّ أعراض قد تضعهم ضمن احتمال توقّع وجود مشاكل مرضيّة لديه؛ لذلك يقلقان حيال هذه المشكلة، لكن عند معرفة السّبب وبدء اختفاء هذا العَرَض تدريجيًا يعودان للاطمئنان على عدم جديّة المشكلة، والتّركيز أكثر على صحة الطفل عامة، ومن هذه الأسباب المُتوقّعة ما يأتي:^[٤]

• تغييرات الحمل العامّة، لا يقتصر حجمها داخل جسم المرأة الحامل على تغيّر مستوى الهرمونات لديها فقط، وإنّما قد ينتج من مرحلة الحمل تغييرات أخرى في الحالة الجسدية للأم، والجانب النفسي أيضًا، مع تغيّرات واضحة في منطقة الصدر خلال مدة الحمل كاملة يتأثر بها الطفل بطبيعة الحال.
• تغييرات داخل جسم الرضيع، لا يملك الطفل أيّ طريقة أخرى لحصوله على الغذاء المناسب خلال الحمل إلّا عبر تغذية الأم له عبر الحبل السري الموصول بينهما، ذلك عن طريق امتصاص الرضيع لعناصر كيميائية مختلفة من مجرى الدم لدى الأم وهو داخل الرّحم، فعند ولادته يمرّ جسمه بحالة تغيير وانقطاع لمصدر التغذية السابق الذي اعتاد جسمه عليه، ويستجيب جسمه في هذه الحالة لتغييرات هرمونية مؤقتة وغير مؤذية فيه، وتعود مستوياتها إلى الطبيعي بعد اعتياده على الوضع الجديد مع مرور الوقت.
• التغييرات الهرمونية لدى الأم، من المتعارف عليه مرور الأم الحامل بعدة تقلبات وتغيرات هرمونية داخل جسمها تؤدي إلى ارتفاع وتقلّب مستوى الهرمونات الأنثوية لديها خلال الحمل، ومن هذه الهرمونات الإستروجين، والبروجسترون، التي ينتج جسم المرأة الحامل منهما ضعف ما ينتجه خلال حياتها كاملة دون وجود حمل، وتأتي أهميتها في أنّها تُحضّر الرّحم، والمشيمة لنقل الغذاء للجنين، وتحسين تكوّن الأوعية الدموية، إضافة إلى دعم تطوّر الجنين، والتحضر لقدومه، وإرضاعه، ويتعدّى تأثير ارتفاع مستوى الإستروجين داخل جسم الأم عليها وحدها، بل ينتقل هذا الأثر ليظهر على الرضيع بإعطاء تأثير انتفاخ منطقة الثدي لديه.^[٥]

علاج انتفاخ ثدي الرضيع

من المعتاد ظهور انتفاخ الثديين لدى الإناث -خاصة في بداية مرحلة البلوغ- علامةً أولية من علامات البلوغ، لكن قد يظهر أحيانًا تضخم في الثديين لدى الرضيع بغض النظر عن جنسه ذكرًا كان أو أنثى، ليثير القلق لدى الأهل حيال الأمر، وليست المشكلة الوحيدة التي تظهر في ما يخصّ منطقة الثدي، لكنّها طبيعية الحدوث في حال ظهورها مقارنة بغيرها من المشاكل، ويختلف ظهور هذه الحالة من طفل رضيع لآخر بمقدار التضخم، وقد تستمر لعدة أسابيع بعد الولادة، أو حتى قد تمتدّ لعدة أشهر^[٦].

لا يتطلّب الأمر الكثير من أجل علاج هذه المشكلة الظاهرة، إذ تبدأ أنسجة منطقة الثدي لدى الطفل الرضيع بالانكماش مع الوقت، والعودة لشكلها المُسطّح الطبيعي نتيجة توقّف تعرّض جسم الطفل للتغيرات الهرمونية الحاصلة داخل جسم الأم كما كان عليه وهو داخل جسمها، ويبقى مكانه كمية صغيرة وطبيعية من هذه الأنسجة دون نموها مجددًا، أو تسببها في حالة عدم ارتياح للطفل في المستقبل، لذا يُعدّ العلاج الوحيد لهذه الحالة الوقت لعودة طبيعة الجسم لوضعه الطبيعي.^[٧]

أعراض انتفاخ ثدي الرضيع

تُعدّ أعراض انتفاخ ثدي الرضيع واضحة تسهل على الأهل رؤيتها لدى الرضيع عند مروره بمثل هذه الحالة، ومنها الانتفاخ، والتضخّم الواضح في منطقة الثديين لديه، وفي حالات نادرة قد تظهر منطقة الثديين بلون أحمر، مع تورّمها، وقساوتها عند اللمس، أو حتى خروج إفرازات منها، ومصاحبة هذه الأعراض معاناة جسم الرضيع من ارتفاع في درجات حرارته، والحمّى، ففي هذه الحالة يُتوقَّع حصول عدوى في منطقة الثديين التي تستلزم مراجعة عيادة طبيب الأطفال؛ لذلك من أجل التأكد من وجود العدوى من عدمها قد يحصل تهيّج في الثديين عند ضغط الأهل عليهما، مع احتمال خروج حليب فعليّ منهما عند فعل ذلك، ويوصى الأهل بترك هذه الحالة كما هي دون التدخل بأيّ تصرفات قد تؤدي إلى ظهور أعراض غير متوقّع ظهورها، وتألم الطفل منها حيال تنفيذهم مثل هكذا تدخلات.^[٨]

المراجع

1. ↑ "Neonatal Mastauxe (Breast Enlargement of the Newborn)", www.ncbi.nlm.nih.gov,1-7-2013، Retrieved 29-11-2019. Edited.
2. ↑ "Is it normal for newborn babies to have breast lumps?", www.webmd.com,25-6-2019، Retrieved 30-11-2019. Edited.
3. ↑ "What are breast lumps like in a newborn baby?", www.webmd.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.
4. ↑ NEEDHI GANDHI (21-6-2019), "4 Unexpected Causes Of Swollen Breasts In Newborns"، www.momjunction.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.
5. ↑ "What Bodily Changes Can You Expect During Pregnancy?", www.healthline.com,15-3-2012، Retrieved 3-12-2019. Edited.
6. ↑ "Abnormal Breast Growth in Boys & Girls", www.healthychildren.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
7. ↑ "When will breast lumps in a newborn baby go away?", www.webmd.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.
8. ↑ "When should you worry about swollen breasts for lumps in a newborn baby?", www.webmd.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.