يشكل تناول الأدوية بكمية كبيرة وفي الوقت نفسه، ظاهرة شائعة في العالم الحديث. فالدمج الصحيح بين الأدوية والمكملات الغذائية بإمكانه المساهمة في منع النقص في مركبات غذائية، الذي قد ينجم عن تناول أدوية، التقليل من الأضرار التي تصيب الكبد وتقليص المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة.
يشكل تناول الأدوية بعدد كبير وفي الوقت نفسه، ظاهرة شائعة في العالم الحديث. إن العلاج بالأدوية بشكل متواصل لفترة طويلة ومن دون متابعة ومراقبة، يمكن أن يضر بعملية الامتصاص والمحافظة على المركبات الغذائية في الجسم. هذه الأضرار قد تؤدي إلى خلل في النشاطات الحيوية التي يقوم بها - أو يُفترض أن يقوم بها - الجسم وإلى عواقب صحية معقدة، كما أنها هي المسؤولة عن نسبة كبيرة من أسباب الرقود في المستشفى.
من الواضح في أيامنا هذه، أن الدمج الصحيح بين تناول الأدوية ومكملات الغذاء يؤدي إلى نتائج أفضل في مجال التعافي والشفاء من الأمراض، بحيث يمنع حدوث النقص في المركبات الغذائية الذي ينجم عن تناول الأدوية، يقلل من الأضرار التي تصيب الكبد ويقلص من المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة التي قد تنتج عن تناول الأدوية، كما يزيد من فعاليتها أيضا.
أثبتت الدراسات العديدة التي أجريت في السنوات الأخيرة أنه في جزء من الحالات، قد تسبب الأدوية أضرارا في الوقت الذي كان من المتوقع - والمتوخى - أن تساعد في العلاج. وقد توصلت هذه الدراسات إلى أن الإفراط الدوائي (polypharmacy - تناول عدد كبير من الأدوية في نفس الوقت) قد يؤدي إلى حصول تفاعلات بين الأدوية. لهذا السبب، إلى جانب الارتفاع الحاد في مستوى الوعي الصحي في العالم أجمع في السنوات الأخيرة، يتم التركيز على اكتشاف طرق جديدة لتقليص الضرر اللاحق بالجهاز المناعي وبجهاز الأيض في الجسم.
النقص في مركبات غذائية معينة - والذي قد ينجم عن تناول مفرط للأدوية - يشكل إحدى المشاكل التي يواجهها جسمنا:
النقص في مركبات غذائية هو حالة يواجه فيها جسمنا محنة بسبب نقص في أحجار أساس، مثل: البروتينات، السكريات، الدهنيات، الفيتامينات والمعادن، مما يؤدي إلى إضعاف الأجهزة التي تعمل في الجسم والتقليل من قدرتها على القيام بمهامها ومن فعاليتها.
وقد أظهرت دراسات علمية أجريت في السابق حول موضوع تأثير تناول الأدوية على الجسم أن ثمة مضاعفات وآثارا جانبية معينة لا تحدث نتيجة مباشرة لدواء معين أو لآخر وإنما نتيجة لنقص غذائي ينجم عن تناول الأدوية لفترة زمنية طويلة.
أحد الحلول المقترحة اليوم لمعالجة الأضرار التي تحدث في جسمنا بسبب تناول الأدوية بطريقة غير سليمة، ولتقليص حجم المضاعفات والآثار الجانبية الناجمة عنها، هو إضافة المكملات الغذائية إلى العلاج بالأدوية. هذا العلاج ينطوي على عدة ايجابيات هامة، من بينها:
- منع حدوث النقص في المركبات الغذائية من جراء تناول الدواء، مما يؤدي إلى ضرر متراكم، وخاصة عندما يستمر العلاج بالأدوية لفترة زمنية طويلة.
- منع الضرر المتراكم في الكبد نتيجة قيامه بتفكيك وتحليل عدد كبير من الأدوية.
- التقليل من المضاعفات والآثار الجانبية ومنع الإصابة بأمراض أخرى بسبب تناول أدوية معينة.
- انشاء نظام متبادل يدعم الدواء ويزيد من فاعليته.
آلية التخلص من الأدوية في الجسم
يصل الدواء إلى موقع عمله بواسطة جهاز الدم ويتم التخلص منه أيضًا عن طريق جهاز الدم ويتم افرازه إلى خارج الجسم بعد أن يمر بعملية تفكيك وتحليل. يتم الإفراز بواسطة الجهاز المسؤول عن إفراز الفضلات من الجسم: الكبد، الكليتين، الجهاز الهضمي، الجهاز التنفسي أو عن طريق الجلد. الأعضاء الأساسية المسؤولة عن التخلص من الأدوية التي تدخل إلى جهاز الدم تشمل: الكبد والكليتين، بوجه خاص. صحة الإنسان وقدرته على مواجهة مسببات الأمراض تتعلقان، من ضمن أمور أخرى، بسلامة وظيفة الكبد. لضمان التخلص من السموم المختلفة في الدورة الدموية، بصورة أفضل وأكثر نجاعة، يجب الحفاظ على صحة الكبد وتعزيز نشاطه.
يقوم الكبد، في كل ساعة، بتصفية وتنقية أكثر من ليتر واحد من الدم. خلال عملية التنقية هذه يتم التخلص من المواد السامة: المعادن الثقيلة، الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض والسموم التي تنتجها، المركبات المسرطنة والعوامل الأخرى التي تهدد صحة جسمنا. ويملك الكبد قدرة كبيرة على مقاومة هذه المواد. وتحمي قدرته هذه على تنقية الدم، في معظم الحالات، من الإصابة بالأمراض وتحافظ على صحة سليمة. ولكن هنالك حالات تنشأ فيها ضرورة للتحسين والتقوية من قدرة الكبد على التنقية ومواجهة مسببات الأمراض. هذه الحالات التي ثمة حاجة فيها إلى تحسين أداء الكبد تشمل: التعرض للتلوث البيئي والصناعي، الاعتماد على تغذية تشمل الكثير من المركبات التي تمت معالجتها صناعيًا، الإصابة بأمراض وتناول الأدوية. بعض الأدوية، وبالأخص أدوية العلاج الكيميائي، لها تأثير سام يسبب ضررا في الكبد، مما يؤدي إلى حصول خلل في نشاط الكبد بشكل عام وفي قدرته على تنقية الدم بشكل خاص.
إقرأ أيضا حول هذا الموضوع: |
الدمج الصحيح بين الأدوية والمكملات الغذائية
أظهرت دراسات عديدة أنه كلما ازداد استهلاك الأدوية، ازدادت الحاجة إلى استعمال المكملات الغذائية لكي تساهم في تعزيز قدرة الجسم على التعامل مع المضاعفات والآثار الجانبية ومواجهتها. إن تناول الأدوية، بصورة سليمة ومنضبطة، سوية مع التغذية السليمة والمتوازنة بشكل عام، وتناول المكملات الغذائية بشكل خاص، سيكون أكثر فاعلية ونجاعة، وقد يؤدي إلى تقليص، بل منع، ظهور مضاعفات وآثار جانبية غير مرغوب بها.
المكملات الغذائية آمنة للاستعمال مع أدوية عديدة. وبالرغم من نظريات كثيرة عن تفاعلات متناقضة يمكن أن تحدث، من النادر ايجاد حقائق عن أضرار حصلت لأشخاص تناولوا مكملات الغذاء مع الأدوية. المكملات الشائعة هي: الفيتامينات والمعادن، الثوم، الجنكه بيلوبا، النخل الصغير (سو- فلمتو) والجنسنغ. وبالرغم من أنه في 45% من الحالات كان هنالك احتمال للتفاعل بين المكمل والدواء، حسب المعطيات الموجودة، إلا أن غالبيتها (94%) غير مضرة.