بحث حول غزوة أحد

كتابة:
بحث حول غزوة أحد

غزوة أحد

غزوة أحد هي ثاني أكبر المعارك التي خاضها المسلمون بعد غزوة بدر، حيث وقعت في اليوم السابع من شوال في العام الثالث للهجرة بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد الواقع بالقرب من المدينة المنورة حيث وقعت المعركة في أحد أجزائه الجنوبيّة.[١]

ويرجع السبب الرئيسي في غزوة أحد إلى أن قريش لاحظت أن قوة المسلمين قد ازدادت بعد انتصارهم في غزوة بدر، حيث قويت شوكتهم فأصبحوا يسيطرون على الطرق التجاريّة المؤدّية إلى بلاد الشام، وكذلك أصبحوا يهددون وجود قريش في منطقة الحجاز؛ وذلك لاعتماد قريش بشكلٍ كبير على تجارتها في تلك المنطقة وخاصة رحلتي الشتاء والصيف.[٢]

وتجارة اليمن تعتمد على سلع وبضائع بلاد الشام، وكذلك تعتمد بلاد الشام في تجارتها على سلع وبضائع اليمن، فأرادت قريش أن تنتقم من المسلمين وتقضي عليهم قبل أن تزداد قوتهم أكثر.[٢]

استعداد المسلمين

بلغ عدد المسلمين في هذه المعركة ألف مقاتل، فقد وضع المسلمون خطة لهم في هذه المعركة وهي أن تكون المدينة أمامهم وجبل أحد خلفهم، وحرس عدد من الصحابة قائدهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، بينما حرس عدد آخر منهم مداخل المدينة المنورة وحمى أسوارها، واعتلى خمسون من رماة المسلمين تقريباً قمة جبل مشرفة على المعركة، وأمرهم -عليه السلام- بعدم النزول حتى تأتيهم الأوامر منه مهما حدث في المعركة.[١]

استعداد قريش وحلفائها

سعت قريش لتجهيز أكبر جيش لمواجهة المسلمين، حيث ذهب كل من عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أميّة، وعبد الله بن ربيعة إلى أبي سفيان ليجمعوا المال منه من أجل تجهيز القافلة والجيش، وكذلك فقد بعثت قريش عدداً من أفرادها إلى القبائل لتحثهم على مشاركتها في هذه المعركة والقتال ضد المسلمين.[٣]

وفتحت قريش أيضاً باب التطوع للرجال في جيشها من الأحباش ومن قبيلة كنانة ومن أهل تهامة، وقد بلغ عدد جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل، حيث تولى أبو سفيان قيادة الجيش، بينما تولى خالد بن الوليد قيادة الفرسان بالاشتراك مع عكرمة بن أبي جهل.[٣]

نتائج المعركة

انقلبت الأمور في نهاية المعركة لصالح المشركين، وأُصيب الرسول -عليه الصلاة والسلام- في المعركة، وكان من بين المسلمين الذين استشهدوا حمزة بن عبد المطلب فحزن النبي الكريم عليه حزناً شديداً، وكان من بين قتلى المسلمين أيضا أربعة من المهاجرين، وأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- صحابته بدفن الشهداء في أرض المعركة.[٤]

قال -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)،[٥]وعاد المسلمون في واقعة حمراء الأسد فانتصروا انتصارا عزيزاً على قريش.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب مصطفى السباعي، السيرة النبوية، صفحة 82- 83. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 321. بتصرّف.
  3. ^ أ ب السيد الجميلي، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 45. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مصطفى السباعي، السيرة النبوية، صفحة 84-85. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:139- 140
5350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×