محتويات
مدارس الفكر الاقتصادي
هي مجموعة من الأفكار ووجهات النظر التي تبناها مجموعة من المفكرين الاقتصاديين الذين يتشاركون بها حول طريقة عمل الاقتصاد. [١]
ما هو سبب اختلاف الاقتصاديين؟ وما الذي أدى لنشوء أكثر من مدرسة للاقتصاد؟
يعتمد علم الاقتصاد في طياته على عدد من البيانات؛ لذا فقد يختلف الاقتصاديون في تحليل تلك البيانات، وفيما يأتي أبرز اختلافات الاقتصاديين وأسبابها:[٢]
- قد يعطي بعض الاقتصاديين وزناً أكثر مبالغاً فيه لعوامل محددة.
- قد يسيء بعض الاقتصاديين تحليل وتفسير البيانات.
- قد يعتمد بعض الاقتصاديين على معادلة للتنبؤ بالمستقبل الاقتصادي ومن المحتمل أن تستبعد هذه المعادلة عناصر معينة من البيانات.
- يحلل بعض الاقتصاديين مزيجاً شاملاً من البيانات الاقتصادية ويأخذوها جميعها بعين الاعتبار.
المدارس الرئيسية للاقتصاد
توضح النقاط الآتية بعضًا من أبرز المدارس والمذاهب الرئيسية للاقتصاد:
المذهب التجاري
هي الفلسفة الاقتصادية التي تم اعتمادها من قبل التجار، ورجال الدولة في القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ إذ يرى أتباع هذا المذهب أنَّ ثروة الأمم تأتي من تراكم الذهب والفضة بالدرجة الأولى؛ لذا تسعى الدول التي تفتقر لوجود مناجم للحصول على الذهب والفضة فقط من خلال تصدير السلع، أكثر ممّا تستورده من الخارج، ولجأت العديد من الدول الأوروبية إلى تجميع أكبر حصة ممكنة من الثروة عن طريق تعظيم صادراتها والحد من وارداتها من خلال فرض التعريفات الجمركية.[٣][١]
الفيزوقراطية
اقترح مؤسسين هذه المدرسة وأتباعها وجود نظام اقتصادي طبيعي لا يحتاج فيه الناس توجيهًا من الدولة حتى يكونوا مزدهرين، وفي كتابه طاولة اقتصادية وضع الاقتصادي فرانوا الملقب بزعيم الفيزيوقراطيين المبادئ الأساسية للاقتصاد الفيزوقراطي وتتبع فيه تدفق الأموال والبضائع في الاقتصاد.[٤]
إذ نظر فرانوا إلى التدفق على أنّه دائري ومستدام ذاتياً، وقسم المجتمع إلى ثلاث طبقات رئيسية، ومنها ما يأتي:[٤]
- الطبقة الأولى وهي المنتجة وتتألف من العاملين في الزراعة وصيد الأسماك، ويمثلون نصف السكان.
- الطبقة الثانية وهي طبقة الملاك، مالكي الأراضي ومن يدعمهم، والذين بلغ عددهم ربع السكان.
- الطبقة الثالثة هي طبقة الحرفيين، وهم بقية السكان.
واختلف الفيزوقراطيين مع أتباع المذهب التجاري؛ إذ يرى اتباع الفكر الفيزوقراطي أن الطبقة الزراعية هي الطبقة المنتجة واعتبروا الصناعة مهنة عقيمة لا يمكنها إنتاج ثروة جديدة وما هي إلا عملية تحويل مخرجات الطبقة الزراعية المنتجة.[٤]
المدرسة الكلاسيكية
انتشرت في أواخر القرن الثامن عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر، وقد تأثرت بالمذهب التجاري الفيزوقراطي، وتشير بعض الأدلة على أنَّ الفيزيوقراطيون الفرنسيون والمعلمون الإسبان، وقد ساهموا في وضع أساسيات هذه المدرسة، وقد وضع آدم سميث غالبية مبادئ مدرسة الاقتصاد الكلاسيكية في كتابه تحقيق في طبيعة وأسباب ثروة الأمم الذي كتبه عام 1776م، واعتبر سميث أنَّ التجارة الحرة والمنافسة الحرة هي أفضل طريقة لتحقيق نمو الاقتصاد، كما عارض سميث النظرية التجارية والتدخل الحكومي التي انتشرت في ذلك الوقت.[٥]
المدرسة الهامشية (النيوكلاسيكية)
تأسست هذه المدرسة في القرن التاسع عشر على يد ويليام جيفونز، وليون والراس، وكنوت ويكسل، وكارل مينجر، ويرى الهامشيون أنَّ القرارات الاقتصادية كانت تتخذ عادة على الهامش، والذي يُشير في علم الاقتصاد إلى الوحدة التالية أو الوحدة الإضافية، وقد سيطر العمل الرائد للهامشين بسرعة كبيرة على تحليلات العرض والطلب، ونظرية القيمة، وغيرها من المواضيع المرتبطة باتخاذ القرار من قبل المشاركين في السوق.[٦]
المدرسة الماركسية
أنشأ مبادئها المفكر كارل ماركس الذي طرح نظريته النقدية التي تُعرف باسم نظرية العمل للقيمة، وتشير هذه النظرية إلى أنَّه يمكن تحديد قيمة العنصر من خلال تحديد مقدار الوقت الذي يستغرق لصنعه، ويرى ماركس أنَّ السلعة التي يتم بيعها هي عمل الموظف مقابل أجر، ولكن لا يدفع الرأسماليون للعمال قيمة السلعة التي ينتجونها كاملة، إنما يدفعون لهم العمل الضروري فقط، أي أجر العامل الذي يكفي فقط للاحتياجات الأساسية للعيش.[١]
المدرسة المؤسسية
مدرسة اقتصادية ازدهرت في الولايات المتحدة خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وقد نظرت إلى تطور المؤسسات الاقتصادية كجزء من عملية أوسع للتنمية الثقافية، وقد وضع الأساس للاقتصاد المؤسسي على يد عالم الاقتصاد والاجتماع الأمريكي ثورستين فيبلين عن طريق نقده للنظرية الاقتصادية الثابتة التقليدية.[٧]
حاول فيبلين نشر فكرة أن الآخرين يتأثرون باستمرار بتغير المؤسسات والعادات بدلاً من فكرة مفهوم الناس بصفتهم صانعي القرارات الاقتصادية، فمن وجهة نظر فيبلين يعد الدافع المالي هو الدافع الأساسي للنظام الاقتصادي الأمريكي وليس التكنولوجي، إذ اعتقد فيبلين أن جمع المال هو الهدف الأساسي للمشروع التجاري وليس إنتاج السلع.[٧]
المدرسة الكينزية
في عام 1936م انفصل جون ماينارد كينز عن المدرسة الكلاسيكية رداً على شدة الكساد العالمي، بنشره للنظرية العامة للتوظيف والفائدة والمال، وتفترض وجهة النظر الكلاسيكية أن الأجور والأسعار يجب أن تنخفض في حالة الركود، وفي حين يرى كينز أن العكس هو الصحيح، إن هبوط الأسعار والأجور، من خلال خفض دخل الناس، ومن الجدير بأن يمنع عودة الإنفاق، كما أكد كينز على أن التدخل الحكومي المباشر ضروري جداً لزيادة إجمالي الإنفاق.[٨]
يركز المبدأ الكينزي على الطلب الكلي، حيث يرى أن الشركات لا تنتج الإنتاج إلا إذا كانت تتوقع بيعه، يحدد توافر عوامل الإنتاج الناتج المحلي الإجمالي المتوقع للدولة، بالتالي تعتمد كمية السلع والخدمات المباعة، والتي تعرف باسم الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على مقدار الطلب.[٨]
المراجع
- ^ أ ب ت "Economic Schools of Thought", indeed chops, Retrieved 6-2-2022. Edited.
- ↑ "Why Can't Economists Agree", investopedia, Retrieved 6-02-2022. Edited.
- ↑ "Mercantilism", investopedia, Retrieved 6-2-2022. Edited.
- ^ أ ب ت "The Physiocrats", armstrongeconomics, Retrieved 2/4/2022. Edited.
- ↑ "classical school of economics", Policonomics, Retrieved 6-2-2022. Edited.
- ↑ "The Marginalist School", ebrary, Retrieved 05-02-2022. Edited.
- ^ أ ب "institutional economics", britannica, Retrieved 6-2-2022. Edited.
- ^ أ ب J Zachary Klingensmith, Introduction to Macroeconomics, Page 12. Edited.