بحث عن الحديث النبوي

كتابة:
بحث عن الحديث النبوي

بحث عن الحديث النبوي

يُجمع العلماء والفقهاء من أهل السنة والجماعة على تعريفٍ جامعٍ اصطلاحيٍّ للحديث النبوي على أنه كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ -والتقرير من الإقرار أي الموافقة كل قولٍ أو فعلٍ حدث أمام النبي الكريم ولم يُنكره أو بُلِّغ به أي لم يحدث أمامه ولم يُنكره على فاعله أو قائله بل سكت عنه أي أقرَّه- أو صفاتٍ خَلقِيَّةٍ -صفات النبي الكريم الجسمانية وسلوكه- أو صفاتٍ خُلقِيَّةٍ -أخلاق النبي الكريم قبل وبعد الإسلام-، وهذا المقال يُقدِّم بحث عن الحديث النبوي.

في بداية بحث عن الحديث النبوي لا بُدّ من الإيماءة إلى أنّ الحديث النبوي أو السُّنة النبوية كما يُطلقُ عليها بعض العلماء من أهل السُّنة والجماعة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، فالحديث النبوي حُجة دينية على المسلمين انطلاقًا من قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}[١] أي أنّ كل ما يصدر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أو يوافق عليه من الأمور التشريعية أو التنفيذية ما هو إلا وحيٌ من عند الله تعالى، فهي بذلك مُلزِمةٌ للمسلمين اتباعًا واحتكامًا بعد القرآن الكريم إذ تدخل ضمن طاعة النبي الكريم الواجبة. [٢]

بدأت عملية كتابة وتدوين وجمع الأحاديث النبوية في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- إذ قام عددٌ من الصحابة الذين يجيدون القراءة والكتابة بتدوين ما سمعوه من أحاديث نبوية كما فعل عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، وعند التعمّق في بحث عن الحديث النبوي وجمعه يُلاحظ أنّ البداية الحقيقية للجمع كانت في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بواسطة الإمام الحافظ الزهري فكان أوّل من دوّن الحديث النبوي دون تبويبٍ ثم توالت عملية التدوين فيمن بعده في أكثر من موضعٍ ففي المدينة المنورة ظهر الإمام مالك بن أنس وابن أبي عروبة وغيرهم وفي مكة المكرمة ظهر ابن إسحاق وعبد الملك بن جُريج وفي الكوفة ظهر سفيان الثوري وحمّاد في البصرة أما في بلاد الشام فكان الأوزاعي، وفي القرن الثالث الهجري ازدهرت عملية تدوين الأحاديث النبوية وتبويبها وتصنيفها بحسب سندها إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ببروز عددٍ من العلماء الأجلاء كالإمام أحمد بمسنده وغيرهم، ثم كانت النقلة النوعية الكبرى في جمع الأحاديث النبوية بظهور الصِّحاح -صحيحيْ البخاري ومسلم- اللذين اعتمدا على ما حُفِظ من الأحاديث في صدور العلماء والمشايخ وما دُوِّن في كتب من سبقهما من العلماء. [٣][٤]

اختلف علماء الحديث عند بحث عن الحديث النبوي من ناحية العدد حيث لم يستطع أحدٌ الجزم بعددها؛ نظرًا إلى أن صحّة نسب أي حديثٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم- هو أمرٌ نسبيٌّ يعود إلى معايير يضعها جامع الحديث من ناحية السند والمتن والرواة وحالة الرواة وغيرها من الأمور المرتبطة بالحديث أو متنه، فبعض الأحاديث ضعيفةٌ عند مجموعةٍ من العلماء بينما ذاتها صحيحةٌ أو حسنةٌ عند غيرهم من علماء الحديث، لكن هذا الاختلاف النسبي لم يمنعْ من محاولة إيجاد عددٍ تقريبيٍّ للأحاديث الصحيحة كالبخاري الذي قال عن نفسه حفظتُ مائة ألف حديثٍ أي من الأحاديث الصحيحة، ويجب على المسلم معرفة الأحاديث النبوية الصحيحة والعمل بها طاعةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك أكثر منفعةً وجدوى في الدنيا والآخرة مع ضرورة الانتباه إلى ما جاء في الكتب الموثوقة من أحاديث ضعيفة أو موضوعة كي لا يقع المسلم ضحية الابتداع بدلًا من الاتباع. [٥][٦]

المراجع

  1. {النجم: الآية 3- 4}
  2. بيان أن السنة النبوية وحي من الله،,  "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-01-2019، بتصرف
  3. كيف جمع الإمامان البخاري ومسلم الأحاديث ؟،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-01-2019، بتصرف
  4. أول جامع للحديث النبوي،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-01-2019، بتصرف
  5. عدد الأحاديث الصحيحة المروية عن الرسول،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-01-2019، بتصرف
  6. ما هي الكتب التي جمعت السنة الصحيحة ؟،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-01-2019، بتصرف
4329 مشاهدة
للأعلى للسفل
×