بحث عن العصر العباسي

كتابة:
بحث عن العصر العباسي

الدولة الإسلامية

مرّت الدولة الإسلامية بالعديدِ من التحولّات والمنعطفات التاريخية، فمنذ أن هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- من مكة إلى المدينة المنوّرة، أسس أركان الدولة الإسلامية، وظلّ -عليه السلام- على رأس المسلمين وقائدهم حتى التحاقه بالرفيق الأعلى، ومن ثمّ بدأ عصر الخلافة الراشدية، والخلفاء الراشدون هم بالترتيب: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وانتهى العصر الراشدي بعد عدة احداث وانتهى الحكم إلى بني أميّة، وبدأ العصر الأموي الذي امتدّ لسنواتٍ طويلة، وبعد انهيار الدولة الأمويّة قامت الدولة العباسية على أنقاضها، وبدأ العصر العباسي، وفي هذا المقال ستتم كتابة بحث عن العصر العباسي.

بحث عن العصر العباسي

قبلَ البَدء بكتابة بحث عن العصر العباسي، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ أصل العباسيين يعود إلى عم الرسول -عليه الصلاة والسلام- العباس بن عبد المطلب، وبهذا فإنّ العباسيين من آل البيت، وقد بدأ العصر العباسي بعد انتهاء العصر الأموي، وكان ذلك على يد أبو العباس السفاح ما بين عامَيْ سبعمئة وتسعة وأربعين وسبعمئة وأربعة وخمسين ميلادية، حيث قضى على مظاهر الدولة الأموية بطريقة دموية، وقتل الكثير من الامويين، وعاونه بذلك أخوه أبو جعفر المنصور، واتخذا تدابيرًا صارمة لتعزيز السلطة العباسية، وبهذا أُنشأت عاصمة الدولة العباسية في مدينة بغداد في عام سبعمئة واثنين وخمسين، ليبدأ بذلك العصر العباسي، وقد اتخذت الدولة العباسية من اللون الأخضر شعارًا لها.[١]


بلغ العصر العباسي ذروة مجدِه في عهد هارون الرشيد، وذلك ما بين عامَيْ سبعمئة وستٍ وثمانين وثمانمئة وتسعة، وقد كان البرامكة هم أصحاب الوزارة في عهده حتى عام ثمانمئة وثلاثة، وبعد وفاته ذهبت الخلافة إلى ابنه عبد الله المأمون، الذي جعل من مدينة بغداد مركزًا للعلوم، كما أعلى من شأن المذهب المعتزلي، وأصبح هو المذهب الرسمي للدولة العباسية، والجدير بالذكر أن العصر العباسي منقسمٌ إلى قسمين: العصر العباسي الأول الذي يُعدّ العصر الذهبي في الخلافة العباسية، والعصر العباسي الثاني الذي بدأت تضعف فيه الدولة، وفي العصر العباسي الأول كان الخلفاء العباسيون مسيطرين على جميع مقاليد السلطة، على الرغم من ظهور بعض الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية مثل: دولة الأدارسة في المغرب، والدولة الأموية في الأندلس، ودولة الأغالبة في تونس، والدولة الرستمية في الجزائر.[١]


امتاز العصر العباسي الأوّل بعدّة مميزات، أبرزها قوة الدولة العباسية وارتفاع راية الجهاد، وسيطرة الخلفاء على مقاليد الحكم بشكلٍ كامل، وانتشار العلم والمعرفة وتطور الحضارة، وظهور نهضة علمية ومعرفية واسعة، وتطوّر المدن الإسلامية وانتشار أخبارها بوصفها منارات للعلم والأدب والثقافة[٢]، أما الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم في العصر العباسي الأول فهم تسعة خلفاء حكموا خلال قرنٍ من الزمان وهم: مؤسس الدولة العباسية أبو العباس عبد الله المشهور بالسفاح، ثم المنصور ثم المهدي ثم الهادي ثم هارون الرشيد ثم االخليفة لأمين فالمأمون فالخليفة المعتصم فالواثق.[٣]


وخلال هذه الفترة من العصر العباسي الأول كان للكتاب والأدباء والشعراء أهمية كبرى، حيث كانوا يحررون الرسائل الرسمية والسياسية في الدولة، ويتولون نشر المراسيم والبلاغات والقرارات بين الناس، ومن أشهر كتّاب العصر العباسي الأول الفضل والحسن ابنا سهل، ويحيى بن خالد بن برمك، وأحمد بن المدبر، وغيرهم.[٣]


ازدهرت الحياة الاقتصادية ازدهارًا كبيرًا في العصر العباسي الأول، حيث كان نمو الموارد المالية في الدولة كبيرًا جدًا بما يتناسب مع نفقات الدولة العباسية التي أخذت تتسع أكثر، وقد ارتفع مستوى المعيشة للناس، وخصوصًا في عهد الخليفة هارون الرشيد، وذلك بسبب كثرة تدفق الأموال إلى خزينة الدولة في بغداد، ومن أهم موارد الدولة المالية في ذلك العصر: الخراج والزكاة والرسوم على التجارة الخارجية وأخماس المعادن، واستخدمت هذه الأموال في إنشاء المدن مثل مدينة سامراء ومدينة بغداد، بالإضافة إلى التعمير والبناء والإنفاق العسكري، مما زاد من مظاهر الحضارة في مختلف أنحاء الدولة، وفي هذه الفترة بدأت تظهر العديد من المذاهب والديانات في الدولة العباسية نتيجة اتساعها واختلاط الشعوب ببعضها، وقد ساهمت هذه النقطة في إضعاف الدولة العباسية وانهيارها فيما بعد.[٣]


لم يستمر الازدهار والتقدّم في الدولة العباسية، فقد ساهمت العديد من العوامل في انتهاء عصر الازدهار الذي مرّت به الدولة، وبدأ العصر العباسي الثاني الذي عُرف بأنه عصر تراجع الدولة وبدء تمزّق وحدتها الإدارية، كما بدأت الحروب الداخلية والفتن والثورات بالظهور على السطح، واستقلت العديد من المدن عن الدولة العباسية، وأصبحت دويلات مستقلة منفصلة عنها مثل: الدولة الظاهرية في خراسان وطبرستان والدولة الطولونية وغيرها، وتراجعت مساحة الدولة العباسية كثيرًا، حتى قال البعض إنها أصبحت لا تُساوي ربع ما كانت عليه مساحة الدولة الأموية، وفي الوقت نفسه، قويت سلطة المماليك الذين أصبحوا المصدر الأساسي للسلطة والقوام الوحيد للجيش.[٤]


ومن أهم الثورات التي قامت ضدّ العباسيين، الثورة التي قام بها الفرس، وثورة الرستميين الإباضيين التي كانت بقيادة عبد الرحمن بن رستم بتونس، وثورات الأدارسة بالحجاز واليمن والمغرب وطبرستان، الثورة العبيدية الفاطمي، وغيرها الكثير من الثورات التي أدّت في النهاية إلى انهيار الدولة العباسية، وانتهاء العصر العباسي الذي يُعدّ من أهم العصور الإسلامية، وكان ذلك في عام ألفٍ ومئتين وثمانية وخمسين ميلادية، وسقطت عاصمة الخلافة العباسية، وتم تدمير الجيش العباسي، وبهذه المعلومات الموجزة والمختصرة، تمت كتابة بحث عن العصر العباسي.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
  2. "نظرات في العصر العباسي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الأول"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-07-2019. بتصرّف.
  4. "الدولة العباسية "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-07-2019. بتصرّف.
5095 مشاهدة
للأعلى للسفل
×