محتويات
العوائق الإبستملوجية في العلوم الإنسانية
تقوم العلوم الإنسانية بدراسة الواقع الإنساني وحوادثه المختلفة، ولكن تتعرض أحياناً إلى بعض العوائق الإبستمولوجية، ومن أبرز هذه العوائق ما يأتي:
الـمـوضـوعية
يجب دراسة الموضوع بحيادية تامة، وذلك لأن الظاهرة تعد غير مستقلة عن الإنسان فهو من سيدرسه وسينبع شعوره وإرادته ومما يصدر منه ويكون خارجاً عن ميوله ورغبته، فلا يمكن تطبيق الطريقة العملية كما في الأشياء، لكننا الآن نشهد دراسات إنسانية حقق العلماء خلالها تجاوزاً لهذه المشكلة بالتخلص من العوامل الذاتية بشكل تدريجي خاصة في علم النفس.[١]
الــملاحـظـة
إن الحوادث الإنسانية لا تأخذ حيزاً من المكان ذلك لأنها حوادث زمانية لا داعي للملاحظة المباشرة فيها، ولتجاوز هذه المشكلة بإمكاننا استخدام الملاحظة غير المباشرة التي تعتمد على آثار الحادث كما هو الحال في التاريخ.[١]
التجــريـب
يعد التجريب ملاحظة مصطنعة باعتباره الظاهرة الإنسانية صعبة الملاحظة، ولا يمكننا إعادة بنائها في الظروف ذاتها فهي لا تتغير، ولتجاوزها علينا إعادة بنائها في الفكر.[١]
الضبط الـكمي
من المعلوم أننا نستطيع اللجوء للتقدير الكمي بما يتعلق بعلوم المادة على عكس الحوادث الإنسانية باعتبارها حوادث كيفية لا يمكن قياسها كماً.
الـتعميم
يستحيل استخدام أسلوب التعميم فيما يخص الظواهر الإنسانية والتي بطبيعتها تصدر عن إرادة كاملة وحرية بحتة تجعل تفسيرها أمراً مستحيلاً، ولتجاوز المشكلة يمكننا اللجوء إلى تطبيق الاحتمالات في مجال العلوم الإنسانية لضبط قوانينها كما حدث في تطبيق بعض الاحتمالات على قوانين الميكروفيزياء.[١]
العوائق الإبستملوجية في العلوم الإنسانية حسب باشلار
يوجد الكثير من العوائق لكل منظومة معرفية وهذا يجعلنا نتأكد من وجود الكثير من التجارب لكل منها حتى وصلت إلينا بنتيجتها النهائية، حيث يؤكد (غاستون باشلار) أن لكل مرحلة عوائق منبعها البنية الداخلية لهذه المرحلة،[٢] وفيما يأتي أهم هذه العوائق التي حددها باشلار:
التركيب العقلي المُدرك
يرى باشلار أن أهم مميزات المعرفة العلمية أنها تفصل بين الفكر والواقع، وذلك من خلال عملية التركيب العقلي المُدرك بإضفاء العقلانية على التجربة وهنا تكون أولى العوائق (عملية التركيب العقلي المدرك) التي يختفي خلالها المكبوت العقلي في جسد التجربة.[٢]
التعميم
يطلق عليه أيضاً (العائق المُعيق) وذلك لأنه يُعد أقوى وأعظم العقبات التي وقفت في طريق تطور المعرفة العلمية منذ أرسطو إلى بيكون بنوعيه الذان يُنصان على تعميم بناء على ضرورات علمية، وتعميم عقيم ساكن.[٢]
العائق اللفظي
الذي يدخل به العائق الأحيائي، ويجمع في دواخله امتدادات تُعنى بالكشف عن المعارف البيولوجية والفزيولوجية إلى جانب تفسيره للحدس الأكثر تشتتاً وتحليل الوظيفة وفقاً للشروط الموضوعية لتحاكي حدود المنهاج الذي تتحدث عنه.[٢]
رفض باشلار استخدام مناهج الإبستملوجية من المملكة الحيوانية ذلك لأن المملكات الثلاثة سواء أكانت (نباتية، حيوانية أم معدنية) مترابطة فيما بينها وأحيانًا ما تكون منفصلة، فقد نوه باشلار أن السبب في الرفض أن كل كائن له قوانين وطبيعة معينة وخواص منفصلة عن بعضها البعض، فيمكن تطبيق مشروعة المعرفة البيولوجية وفق الشروط الموضوعية على المملكة المعدنية لا الحيوانية.[٢]
مفهوم العوائق الإبستملوجية
العوائق الإبستملوجية هي عقبات تطبيق المنهج التجريبي، وهذه العقبات والعثرات إلى جانب ظهورها الذي يتعلق بطبيعة الموضوع فإن بعضها يرجع إلى صعوبة ملاءمة المنهج العلمي، وبالتالي تعتبر المكبوتات العقلية أحد المناخات النفسية التي تؤثر بشكل أساسي على العمل المعرفي وتعترض طريقه، بتشكيلها اضطرابات وعواقب لتعطيل عملها وإيقافها.[٣]
تُعتبر عوائق نفسية أكثر من كونها ظاهرية، تعنى بها المناهج العلمية بضرورة توضيح العقبات التي تقف في طريق العلم لفهم تاريخ العلوم دون جمود، والعمل على التطوير المستمر للتجرد من هذه العوائق النفسية، والتخلص منها بالبحث المستمر عن التطورات، وذلك من خلال بالتحلي بروح متواضعة، متسامحة، علمية وأخلاقية، إلى جانب الاهتمام بالتطوير المستمر بالعلوم كلها، لمناهجها، أدواتها وأساليبها أيضاً.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث سارا رائد محمد القطناني (15/1/2022)، "فلسفة العلوم الإنسانية"، الدعم المدرسي، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022.
- ^ أ ب ت ث ج "العوائق الابستمولوجية عند باشلار"، الحوار المتمدن، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب سارا رائد محمد القطناني (15/1/2022)، "العائق الإبستمولوجي"، صحيفة الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022.