بحث عن توحيد الألوهية

كتابة:
بحث عن توحيد الألوهية

مفهوم توحيد الألوهية

فيما يلي سيتم بيان مفهوم توحيد الألوهية تفصيلًا على النحو الآتي:[١]

  • مفهوم الألوهية

الألوهية من أله يأله، ألوهة، وألوهية، والتأله أي: التعبد، وقد بين الفيرز آبادي أن في هذا اللفظ عشرين قولًا، وقد يكون أشملها وأعمها هو أن الألوهية لفظ منسوب إلى الإله، بمعنى مألوه، وكل ما اتخذ معبودًا فهو إلهٌ عند متخذه.

والألوهية في قول الشرع هي ما تألهه القلوب بالإجلال والتعظيم، والرجاء والخوف، ونحو ذلك من معاني العبودية، التي تقتضي فقر العباد إلى إلههم، وحاجتهم إلى عبادته.

  • مفهوم توحيد الألوهية

هو إفراد الله -عز وجل- بالعبادة كلها قولًا وفعلًا وقصدًا، على وجه التقرب المشروع، ونفي العبادة عن سواه، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية "هو ألا تجعل، ولا تعبد مع الله غيره"، وذكر ابن أبي العز أنه"استحقاق الله أن يعبد وحده لا شريك له".

أدلة توحيد الألوهية

ذكرت الأدلة على هذا النوع من التوحيد، في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وفي بعض المواضع تأتي آمرةً به مباشرة، وفي بعضها تبين للعبد الغاية منه، وبعضها بين الثواب والعقاب المترتب على الإيمان به من عدمه، ومن هذه الأدلة قوله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا).[٢][٣]

أما في السنة النبوية، فيظهر توحيد الألوهية فيما رواه معاذ بن جبل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).[٤]

أركان توحيد الألوهية

يستند توحيد الألوهية على ركنيين أساسيين، لا يمكن وجوده إلا بهما، سيتم توضيحهما على النحو الآتي:[٥]

  • النفي

هو نفي جميع ما يعبد من دون الله، باعتقاد أن كل إله غير الله فهو باطل، فلا يستحق العبادة إلا هو، وفي حال عدم تحقق هذه الركن لم يتحقق توحيد الألوهية.

  • الإثبات

هو إثبات أن الله هو خالق هذا الكون وموجده، مستحق للعبادة وحده، كما أن كلمة الإسلام مكونة من جزأين (لا إله) أي: نفي العبودية عن غير الله، (إلا الله) وهو الإثبات لذلك.

شروط صحة توحيد الألوهية

دلت الشريعة الإسلامية على أن شروط صحة توحيد الألوهية، وسيتم ذكرها على النحو الآتي:[٦]

  • العلم بالمعنى الذي يدل عليه توحيد الألوهية.
  • اليقين الجازم بأن الله المستحق وحده للعبادة، يقينًا لا يدخله شك.
  • قبول جميع ما دل عليه مصطلح توحيد الألوهية.
  • الانقياد التام لهذا التوحيد والخضوع له، للإتيان بحقوقها ولوازمها من عبادة الله والعمل بأحكام شريعته.
  • الصدق المنافي للكذب، أي: التصديق بالقلب، والنطق باللسان.
  • الإخلاص المنافي للشرك.
  • المحبة، وهي أن يحب المسلم ما دلت عليه، ويجب العاملين والملتزمون بها.

المراجع

  1. أحمد الزاملي (1438)، الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية، المدينة المنورة : الجامعة الإسلامية، صفحة 235. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:36
  3. محمد الحمد، توحيد الألوهية، صفحة 17-18.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2856، صحيح .
  5. شمس الدين الأفغاني (1996)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (الطبعة 1)، مصر:دار الصميعي، صفحة 151، جزء 1. بتصرّف.
  6. عبد الله الجبرين (2017)، مختصر شرح تسهيل العقيدة الإسلامية (الطبعة 6)، السعودية :مدار الوطن للنشر ، صفحة 76-77. بتصرّف.
5604 مشاهدة
للأعلى للسفل
×