زراعة الكلى
زراعة الكلى هي عمليّة جراحية تُزال فيها الكلية من شخص متبرّع وتزرع في شخص لا تعمل كليتاه بطريقة سليمة، والكلية هي عضو يشبه شكل حبّة الفاصولياء، توجد على جانبي العمود الفقري أسفل القفص الصدري مباشرةً، ويبلغ حجم الكلية الواحدة حجم قبضة اليد، وتتمثّل وظيفة الكلية الرّئيسة بتنقية الفضلات والمعادن والسوائل الزائدة وإزالتها من الدّم، من خلال إدرار البول.
عندما تفقد الكلية وظيفتها تتراكم السّوائل والفضلات الضارّة في الجسم، ممّا قد يؤدّي إلى رفع ضغط الدم، وإلى الفشل الكلوي، ويحتاج المرضى الذين يصلون إلى مرض الكلى في مراحله النهائية إلى إزالة الفضلات من الجسم، عن طريق غسيل الكلى أو زراعة الكلى.[١]
أسباب زراعة الكلى
تكون عملية زراعة الكلى خيارًا في حال توقّف الكليتين عن العمل تمامًا، وهذا ما يعرف بمرض الكلى في مراحله النهائية، وفي هذه المرحلة من المرجّح أن يوصي الطبيب بغسيل الكلى، وفي نفس الوقت الذي يُجري فيه الشخص غسيل الكلى سيخبره الطّبيب أنّه مرشّح لعملية زراعة الكلى، ويجب أن يكون الشخص بصحّة جيّدة بما يكفي لإجراء عملية جراحية كبيرة، ويكون قادرًا على اتّباع نظام دوائي صارم مدى الحياة بعد الجراحة ليكون مرشّحًا جيّدًا لعملية الزرع، كما يجب أيضًا أن يكون مستعدًا وقادرًا على اتباع جميع التعليمات من الطبيب وتناول الأدوية بانتظام.
في حال كان الشخص يعاني من مشكلات صحّية خطيرة فقد تكون عملية زراعة الكلى خطيرةً وغير مرجّح أن تحقّق النجاح، وتشمل هذه الحالات الخطيرة ما يأتي:
- السّرطان، أو التاريخ الحديث للسّرطان.
- عدوى خطيرة، مثل: السل، والتهابات العظام، أو التهاب الكبد.
- أمراض القلب والأوعية الدّموية الشّديدة.
- مرض الكبد.
كما قد يوصي الطبيب بعدم إجراء عملية زراعة الكلى في حال كان المريض يُدخّن أو يتناول المواد الكحوليّة بإفراط، وفي حال كان الشخص مرشّحًا لإجراء عملية زراعة الكلى يجب أن يخضع إلى تقيم يتضمّن عادةً عدّة زيارات لتقييم حالته البدنية والنفسية والعائلية، كما سيجري الأطباء اختبارات للدّم والبول.[٢]
كيفية إجراء زراعة الكلى
عند إيجاد متبرّع الكلى المناسب يجب على الشخص الذهاب إلى المستشفى، وعدم تناول أيّ شيء أو الشرب، وإحضار جميع الأدوية التي يتناولها من قبل، وقد يحتاج إلى إعادة بعض الفحوصات المخبريّة، ويجب إجراء عملية الزرع في أسرع وقت ممكن؛ حتّى تكون للعملية أفضل فرصة للنّجاح، إذ بعد أن يُؤكّد الفريق الطبّي أنّ الكلى بحالة جيّدة ومناسبة للزرع سيُعطى الشخص التخدير العام ويُنقَل إلى غرفة العمليات، ويتضمن إجراء عملية زراعة الكلى ثلاث خطوات رئيسة، وهي كما يأتي:
- يُجرَى شقّ أسفل البطن، وتوضع من خلاله الكلية المُتبرَّع بها، وغالبًا ما تُترك الكليتان في مكانهما، ما لم تكن تسبّب أي مشكلات مثل الألم أو العدوى.
- تُربَط الأوعية الدموية القريبة بالأوعية الدّموية للكلى المُتبرَّع بها، وهذا يساعد على تزويد الكلى المُتبرَّع بها بالدّم الذي تحتاجه لتعمل بطريقة صحيحة.
- يُوصَل الحالب الذي هو الأنبوب الذي يحمل البول من الكلية إلى المثانة في الكلية المُتبرَّع بها بالمثانة.
كما قد يُدخل أنبوب بلاستيكي صغير يسمّى الدّعامة في الحالب للمساعدة على ضمان تدفّق جيّد للبول في البداية، وعادةً ما يُزال هذا الأنبوب بعد حوالي 6-12 أسبوعًا خلال إجراء بسيط يسمّى تنظير المثانة، وعندما تكون الكلية في مكانها الصحيح يُغلق شق في البطن باستخدام غرز أو الغراء الجراحي، وعلى الرغم من أن الإجراء قد يبدو بسيطًا نسبيًا إلّا أنّه عملية جراحية معقدة للغاية تتطلّب عادةً حوالي 3 ساعات لإكمالها.
بعد العمليّة بمجرّد زوال آثار التخدير قد يشعر المريض بالألم في موقع الشقّ، وعادةً ما يُعطى الأدوية المسكنة للألم، وبعد العملية على الفور سيبدأ الشخص العلاج بالأدوية المصمّمة لمنع جهاز المناعة من رفض الكلية الجديدة، كما ستبدأ معظم الكلى المزروعة بالعمل فورًا، خاصّةً إذا كانت من متبرّع حي، على الرّغم أنها قد تستغرق أحيانًا بضعة أيام أو أسابيع لتعمل بطريقة سليمة، وإذا استغرقت وقتًا فسيحتاج المريض إلى إجراء غسيل الكلى خلال هذا الوقت.
يمكن لمعظم الأشخاص مغادرة المستشفى بعد أسبوع تقريبًا من العملية، ولكن سيحتاجون إلى حضور مواعيد متكرّرة في المستشفى؛ بهدف تقييم وظائف الكلى، ويمكن إجراء اختبارات للتحقّق من مدى فعالية عمل الأدوية، وفي الشّهر الأول بعد الجراحة قد يحتاج المريض إلى 2-3 مواعيد أسبوعيًا، ومع ذلك مع مرور الوقت تصبح المواعيد أبعد عن بعضها البعض، وبعد عام طالما لم يعاني الشخص من أي مشكلات خطيرة يجب عليه الحضور إلى المستشفى فقط مرّةً واحدةً كلّ 3-6 أشهر.[٣]
مخاطر زراعة الكلى
إنّ عملية زراعة الكلى عملية كبيرة تحمل بعض المخاطر، ومنها ما يأتي:[٢]
- رد فعل تحسّسي تجاه التخدير العام.
- النزيف.
- جلطات الدّم.
- التسرّب من الحالب.
- انغلاق الحالب.
- العدوى.
- رفض الكلى المُتبرَّع بها.
- فشل الكلى المُتبرَّع بها.
- النوبة القلبيّة.
- السكتة الدّماغية.
يمكن أن تؤدّي الأدوية المثبطة للمناعة التي يجب أن تناولها بعد الجراحة إلى بعض الآثار الجانبية أيضًا، والتي قد تشمل ما يأتي:
- زيادة الوزن.
- ترقق العظام.
- زيادة نمو الشّعر.
- ظهور حبّ الشّباب.
- زيادة خطر الإصابة بسرطانات جلدية معيّنة أو ليمفوما اللاهودجكين.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (9-3-2019), "Kidney transplant"، mayoclinic, Retrieved 25-6-2019. Edited.
- ^ أ ب Debra Stang and Megan McCrea (31-5-2018), "Kidney Transplant"، healthline, Retrieved 25-6-2019. Edited.
- ↑ "Kidney transplant", nhs,20-8-2018، Retrieved 25-6-2019. Edited.