بديع الزمان الهمذاني (أديب عربي)

كتابة:
بديع الزمان الهمذاني (أديب عربي)



من هو بديع الزمان الهمذاني؟

أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد التغلبي، وهو كاتب وأديب وشاعر وراوية حديث مشهور، كنيته أبي الفضل، ولد في سنة 969 ميلادي، وكانت ولادته في مدينة همذان، وهي منطقة جبلية تقع في بلدة إيران في بلاد فارس، ولذا فإن نسبته "الهمذاني" تعود إلى مكان ولادته، وبالرغم من ولادته في بلاد فارس، إلا أنه عربي الأصل كما ذكر في رسائله، مما ساعده ذلك على أن يكون على علم دقيق باللغة والثقافة الفارسية والعربية معاً، فقد عاش حياته وهو يتنقل بين المدن الفارسية والأفغانية، ويلتقي بالعديد من أهل العلم والشعراء والأدباء ويأخذ منهم الكثير، مما زاد من ثقافته وخبرته، وجعله قادراً على الكتابة في مختلف المجالات.[١]


ما سبب تلقيبه ببديع الزمان؟

لُقٍّب أحمد بن الحسين ببديع الزمان بسبب نبوغه في الأدب واللغة العربية، كما أنه كان يتميز بسرعة بديهته وذكائه، بالإضافة إلى قدرته العالية على الحفظ.[١]


كيف كانت نشأة الأديب بديع الزمان الهمذاني؟

نشأ بديع الزمان الهمذاني في ظل أسرة عربية عريقة، لها مكانتها العلمية العظيمة في منطقة همذان، وكانت نشأته بين أكبر أدباء وعلماء تلك المنطقة، حيث إنه تعلّم اللغة بإتقان على يد اللغوي والأديب القدير أحمد بن فارس صاحب كتاب المجمل في اللغة، كما تتلمذ للعديد من الشيوخ أبرزهم الشيخ أبو بكر بن الحسين الفراء، والشيخ ابن تركمان.[١]


إلى أين سافر بديع الزمان الهمذاني ولماذا؟

قرر بديع الزمان الهمذاني السفر إلى مختلف البلدان والأمصار، قاصداً اكتساب مزيداً من الثقافة والعلم، ونشر اسمه في مختلف الأرجاء ليثبت مكانته الأدبية والعلمية أمام أدباء جيله، ففي عام 380 هجري، بدأ بديع الزمان رحلته، وسافر إلى أصفهان، وانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، وبعدما أثبت قدراته في حلبة الشعراء في أصفهان قرر الانتقال إلى جرجان، فأقام هناك في منزل أبي سعيد محمد بن منصور، وخالط أسرة مرموقة من أعيان جرجان وهي أسرة الإسماعيلية، وأخذ من علم هذه الأسرة الشيء الكثير.[١][٢]


ثم غادر إلى نيسابور في سنة 382 هجري، والتقى هناك بأحد أكبر أدباء العصر الذي كثيراً ما اشتدت رغبة بديع الزمان بالاتصال به، وهو الأديب الشهير "أبي بكر الخوارزمي"، إلا أنه حصلت بينهما بعض الخلافات التي سببت بنمو عداوة بينهما، مما جعل الناس هناك يقومون بعمل مناظرة بين بديع الزمان والخوارزمي، وكان الفوز فيها لبديع الزمان نظراً لسرعة خاطره وتمكّنه من اللغة وقوة بديهته وتفننه في مختلف أساليب الحجج والإقناع.[١][٢]


ومن بعد تلك المناظرة ازداد صيت بديع الزمان عند الرؤساء والملوك، وبلغت شهرته الآفاق، كما التف حوله العديد من طلاب العلم الذين أرادوا اكتساب اللغة والشعر منه، فأملى عليهم بديع الزمان ذلك السحر العربي المميز والعجيب، والذي ارتبط اسمه به، وكان له الفضل الكبير في شهرته وهو فن المقامات، حيث ألّف آنذاك أكثر من أربعمائة مقامة، لم يبق منها إلا اثنتان وخمسون.[١][٢]


ما هي أعمال بديع الزمان الهمذاني؟

برع بديع الزمان الهمذاني في خلق نتاج فني كبير ومتنوع، فقد خلّف وراءه ديوان رسائل ومجموعة من الرسائل الأخرى المتفرقة، فقد اشتُهر في فن الرسائل، وكان أكثر ما يميز كتاباته هو استخدامه لمختلف المحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية، كالطباق والجناس والمقابلة، والترادف اللفظي، كما كان يُكثر من الجمل الاعتراضية التي تُفسر وتوضِّح ما هو المقصود ببعض العبارات الغامضة، ولذا فقد اتسمت كتاباته بالوضوح والسهولة، وعدم خلوِّها من اقتباسات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وبعض من أشعاره وأشعار غيره.[١]


كما تميزت كتاباته بكثرة الصنعة والتكلف؛ ولعلَّ سبب ذلك هو معاصرته للعصر العباسي الذي هو عصر البديع والاهتمام بالصنعة، وبالإضافة إلى رسائله فقد خلّف بديع الزمان ديوان شعر خاص به، ولكن أهم ما تركه هو تلك المقامات المميزة والفريدة، الغارقة بالسجع والبيان.[١]


ما هي المقامات؟

تعتبر المقامات فن أدبي، اشتهر فيه بديع الزمان الهمذاني وألّف به كاتباً خاصاً، ولبديع الزمان الفضل الكبير في وضع أسس هذه الفن، كما أنه فتح باباً لكثير من الأدباء والشعراء ليلجؤوا للكتابة في هذا الفن من بعده، وأبرزهم: ناصف اليازجي وأبو محمد الحريري، وكانت المقامات عند بديع الزمان عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة التي جمعت بين النثر والشعر، وكان بطل تلك القصص شخصية وهمية تحمل اسم أبو الفتح الاسكندراني، ويكون الغرض من تلك القصص هو غرض مادي كالكدية واستجداء الناس بطريقة بارعة، ومن أشهر مقامات بديع الزمان.[١][٣]

  • المقامة الخمرية.
  • المقامة القزوينية.
  • المقامة القردية.
  • المقامة القريضية.
  • المقامة الموصلية.
  • المقامة الدينارية.


ما هي رسائل بديع الزمان الهمذاني؟

كتب بديع الزمان العديد من الرسائل التي تميزت بأساليبها الكتابية البلاغية، وبلغ عدد هذه الرسائل 233 رسالة، كانت موجهة معظمها لشخصيات ذوي الشأن، وكانت موضوعاتها تختلف بين مطالب شخصية وأخرى عامة، نذكر بعضاً من تلك الرسائل:[٢]

  • رسالة كُتبت عن المناظرة بين بديع الزمان والخوارزمي : "إنا وطئنا خراسان فما اخترنا إلا نيسابور دارًا، وإلا جوار السادة جوارًا، لا جرم أنا حططنا بها الرحل ومددنا عليها الطنب، وقديمًا كنا نسمع بحديث هذا الفاضل فنتشوقه، ونخبره على المغيب فنتعشقه، ونقدر أنا لو وطئنا أرضه، ووردنا بلده يخرج لنا في العشرة عن القشرة، وفي المودة عن الجلدة... فأخلف ذلك الظن كل الإخلاف، واختلف ذلك التقدير كل الاختلاف". وتعتبر هذه الرسالة من أوائل الرسائل التي كتبها.
  • رسالة إلى الشيخ أبي عبد الله الحسين بن يحيى: "كتابي أطال الله بقاء الشيخ وللشيخ لذة في السب والعتب، وطبيعة في العنف والعسف، فإذا أعوزه من يغضب عليه فأنا بين يديه، وإذا لم يجد من يصونه فأنها زبونه، والولد عبد ليست له قيمة، والظفر به غنيمة، والوالد مولى أحسن أم أساء، فليفعل ما يشاء."


متى توفي بديع الزمان الهمذاني؟

في عام 1007 ميلادي، رحل أسطورة من أساطير الأدب العربي بديع الزمان الهمذاني، وكان وفاته في بلدة هراة، وهي آخر بلدة استقر فيها بعد رحلاته الثقافية الطويلة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "بديع الزمان الهمذاني"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث أحمد الجنابي (29/4/2013)، "صاحب المقامات.. بديع الزمان الهمذاني"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2022. بتصرّف.
  3. "بديع الزمان الهمذاني "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2022. بتصرّف.
6365 مشاهدة
للأعلى للسفل
×