بروبرانولول

كتابة:
بروبرانولول

بروبرانولول

ينتمي دواء بربرانولول (Propranolol) إلى عائلة الأدوية المثبطة لمستقبلات بيتا أو ما يُعرَف بحاصرات بيتا، وتؤثر هذه الأدوية في القلب والدورة الدموية، وتُستخدَم لعلاج العديد من الاضطرابات الناتجة عن خلل في وظائفهما، كارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، بالإضافة إلى العديد من الاستخدامات الأخرى، وفي هذا المقال توضيح لدواء بروبرانولول من حيث استخداماته، وجرعاته، والآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها، وغيرها الكثير.[١]


استخدامات دواء بروبرانولول

يمكن أن يستخدم دواء بروبرانولول بمفرده أو مع أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة جهد القلب، وإذا تُرِكَ من غير علاج يمكن أن يؤدي إلى ضعف القلب والشرايين مع مرور الوقت، ويتحكّم القلب بتدفّق الدم، لذا إذا لم يعمل القلب بفعالية يمكن أن يسبب تلف العديد من أعضاء الجسم.

يستخدم دواء بروبرانولول أيضًا لعلاج الصداع النصفي، إذ يستخدم للوقاية من الإصابة بنوباته الحادّة، كما يستخدم لعلاج ألم الصدر المزمن، وللمساعدة في علاج الأزمات القلبية (جلطة القلب) أو منع الإصابة بها، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يستخدم دواء بروبرانولول في علاج كل ممّا يأتي:[٢]

  • ارتفاع ضغط الدم البابي.
  • ورم القواتم، وهو ورم في الغدة الكظرية.
  • الرعاش مجهول السبب.
  • عدم انتظام ضربات القلب فوق البطيني، وهو اضطراب الإيقاع في الحجرات العلوية للقلب.
  • اضطرابات الهلع.
  • السلوكيات العدوانية.
  • الشعور بعدم الراحة الناجم عن أخذ مضادّات الذهان.
  • الورم الوعائي الدموي الطفولي.

يمكن أن يساعد دواء البروبرانولول في علاج بعض الاضطرابات النفسية، إذ تؤدّي المشاعر السلبية دورًا مهمًا في الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؛ إذ وجدت دراسة حديثة[٣] بعض الأدلة المبشرة على أنّ بروبرانولول يمكن أن يساهم في علاج هذا الاضطراب، ووجد الباحثون أنّه يمكن أن يمنع تقوية الذكريات العاطفية إذا أخذه المصاب قبل تذكُّر هذه الذكريات، مما يعني أنّه يقلل من ارتباط المصاب بالذكريات السلبية القوية، الأمر الذي يمكن أن يساعد المصابين على تجاوز هذه الذكريات السلبية القويّة.[٢]


جرعات دواء بروبرانولول

تعمتد جرعة دواء بروبرانول بصورة أساسية على الحالة الطبية المراد علاجها، واستجابة المصاب للعلاج، ويمكن أخذ هذا الدواء عن طريق الفم، ويؤخذ عادةً من مرّتين إلى أربع مرات يوميًا، أو حسب توجيهات الطبيب، ويجب أخذه قبل تناول الوجبات، وفي وقت النوم إذا كان المصاب يأخذ الدواء أربع مرات يوميًا، ويجب قياس الدواء السائل باستخدام ملعقة مخصصة أو جهاز قياس الدواء المُرفَق معه، ويمنع استخدام ملعقة الطعام؛ لأنّها يمكن أن تؤدي إلى قياس الجرعة بطريقة خاطئة.[٤]

كما ذُكرَ سابقًا تختلف الجرعة باختلاف الاضطراب الصحي الذي يهدف دواء البروبرانول إلى تحسينه، بالإضافة إلى اختلاف عمر المُصاب، وشدة المرض، والاضطرابات الأخرى التي يعاني منها المُصاب والأدوية الأخرى التي يتناولها، ومن الجرعات العامة للدواء 120-240 ميلليغرامًا مقسمةً على جرعتين إلى ثلاث جرعات يوميًا للبالغين لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أما في حالة الرجفان الأذيني (atrial fibrillation) فغالبًا ما يوصَف بمقدار 10-30 ميلليغرامًا 3-4 مرات يوميًا، وفي حال الإصابة بالصداع النصفي تؤخذ عادةً جرعات ما بين 160-240 ميلليغرامًا يوميًا.[٥]


الآثار الجانبية لدواء بروبرانولول

يمكن ذكر أبرز الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لدواء بروبرانولول كما يأتي:[٢]

  • جفاف العيون.
  • الغثيان.
  • النعاس.
  • الإسهال.
  • صوت صفير عند التنفس، أو أي من أعراض التهاب الشعب الهوائية.
  • التعب العام، والضعف.
  • تساقط الشعر.
  • تباطؤ معدل دقات القلب.
  • حدوث تغييرات في الدافع الجنسي والأداء الجنسي.

تعد بعض هذه الأعراض خفيفةً، وتزول في غضون أسابيع قليلة عند تكيف الجسم مع الدواء، لكن يجب مناقشة أي أعراض شديدة لا تختفي مع الوقت مع الطبيب، إذ يمكن أن تكون جرعة الدواء غير صحيحة، أو أنّ جسمه لا يستجيب بصورة جيدة للدواء، وتوجد بعض الأعراض الأخرى لدواء البروبرانولول أقل شيوعًا لكنها أكثر شدةً، ويجب على المصاب الذي يعاني من أي منها الاتصال بالطبيب على الفور، وتتضمن ما يأتي:[٢]

  • صعوبة التنفس، أو التشنج القصبي.
  • ردود الفعل التحسسية، التي تسبب الحكة، والطفح الجلدي، والتورم في الوجه أو اللسان.
  • زيادة مفاجئة في الوزن.
  • تورم الساقين، أو الكاحلين، أو القدمين.
  • مشكلات في الدورة الدموية، كبرودة اليدين أو القدمين.
  • حدوث تغييرات مفاجئة في مستوى سكر الدم.
  • صعوبة النوم، أو المعاناة من الكوابيس.
  • الهلوسة.


تفاعلات دواء بروبرانولول مع الأدوية الأخرى

يمكن أن يتفاعل دواء بروبرانولول مع الأدوية الأخرى، أو الفيتامينات، أو الأعشاب التي يمكن أن يتناولها الشخص، ويحدث التفاعل عندما تُغيّر هذه المواد طريقة عمل الدواء، الأمر الذي يمكن أن يكون ضارًا؛ أي يزيد من خطر الإصابة بالأعراض الجانبية، أو يمكن أن يقلل من فعالية الدواء، لذا لا بدّ من إخبار الطبيب عن جميع الأدوية والمنتجات التي يتناولها الشخص قبل البدء بتناول هذا الدواء، ومن أبرز الأمثلة على تفاعل دواء بروبرانولول مع الأدوية الأخرى ما يأتي:[٥]

  • أدوية عدم انتظام دقات القلب: يمكن أن يؤدي تناول دواء بروبرانولول مع هذه الأدوية إلى حدوث المزيد من الآثار الجانبية، كتباطؤ معدل دقات القلب، وانخفاض ضغط الدم، وتوقُّف القلب، لذا من الضروري أن يكون تحت إشراف الطبيب، إذ قد يضطر إلى وصفهما معًا في بعض الحالات، وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • الأميودارون (Amiodarone).
    • البريتيليم (Bretylium).
    • الكينيدين (Quinidine).
    • ديسوبيراميد (Disopyramide).
    • موريسيزين (Moricizine).
    • الفليكاينيد (Flecainide).
    • بروبافينون (Propafenone).
  • أدوية ضغط الدم: ذلك كما يأتي:
    • مثبطات مستقبلات بيتا، يجب عدم استخدام دواء بروبرانولول مع أدوية مثبطات مستقبلات بيتا الأخرى؛ إذ يمكن أن يخفض ذلك معدل دقات القلب كثيرًا، ومن أبرز هذه الأدوية دواء الأسيبوتولول (Acebutolol)، وأتينولول (Atenolol)، وبيسوبرولول (Bisoprolol)، وكارتولول (Carteolol)، واسمولول (Esmolol)، وغيرها.
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI)، يمكن أن يؤدّي تناول هذه الأدوية مع دواء بروبرانولول إلى انخفاض ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، ومن أبرز هذه الأدوية دواء ليسينوبريل (Lisinopril)، وإنالابريل (Enalapril).
    • حاصرات قنوات الكالسيوم، يمكن أن يؤدّي استخدام هذه الأدوية مع دواء بروبرانولول إلى انخفاض حاد في معدل دقات القلب، وفشل القلب وتوقّفه، وتتضمن أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم دواء الديلتيازيم (Diltiazem).
    • مثبطات مستقبلات ألفا، يمكن أن يؤدي استخدام هذه الأدوية مع دواء بروبرانولول إلى انخفاض ضغط الدم عن المعتاد، أو الإغماء، أو انخفاض ضغط الدم بعد الوقوف بسرعة كبيرة، وتتضمن هذه الأدوية دواء برازوسين (Prazosin)، وتيرازوسين (Terazosin)، ودوكسازوسين (Doxazosin).
  • أدوية علاج الربو: كالثيوفيلين (Theophylline)، إذ يُسبِّب ذلك زيادة خطر الإصابة بالأعراض الجانبية.
  • مسكنات الألم: التي تنتمي إلى العائلة الدوائلية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، كالأيبوبروفين، والنابروكسين (Naproxen)، والديكلوفيناك (Diclofenac)؛ إذ تقلل هذه الأدوية من فعالية البروبرانولول.
  • مميعات الدم كالورفارين: إذ يزيد البربرانولول من مستوى الورفارين في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنزيف.
  • الأدوية التي تقلِّل الحموضة: كمضادات الحموضة التي تحتوي على الألمنيوم هيدروكسيد، والتي تقلِّل من فعالية البربرانولول، أو السيميتيدين (Cimetidine) الذي يزيد من مستوى البربرانولول في الدم، بالتالي يزيد من خطر ظهور الأعراض الجانبية.
  • بعض الأدوية التي نقلِّل من مستوى الكوليسترول في الدم: مثل الكولِسترامين (Cholestyramine)، وكوليستيبول (Colestipol)، وفي هذه الحالة يجب تناول البربرانولول قبل ساعة واحدة على الأقل من تناول هذه الأدوية، أو أربع ساعات بعد تناولها.[٤]


خطر تناول جرعة زائدة من دواء بروبرانولول

يمكن أن يؤدي تناول جرعة زائدة من دواء بروبرانولول إلى تباطؤ معدل دقات القلب، ويصعّب عملية التنفس، كما يمكن أن يؤدي إلى الدوار، والرعشة، وتختلف كمية دواء البروبرانولول التي يمكن أن تكون جرعةً زائدةً من شخص إلى آخر، لكن إذا تناول الشخص كميّةً كبيرةً من الدواء يجب عليه الذهاب إلى الطوارئ على الفور.[٦]


ماذا يحدث إذا نسيت تناول دواء بروبرانولول.

إذا نسي الشخص تناول جرعة من دواء بروبرانولول يجب أخذها عند تذكّرها، إلا إذا حان وقت الجرعة التالية، ففي هذه الحالة يجب تخطي الجرعة الفائتة وأخذ الجرعة التالية كالمعتاد، ويجب عدم أخذ جرعيتن في نفس الوقت، إذ يجب عدم أخذ جرعة مضاعفة لتعويض الجرعة الفائتة، وإذا كان الشخص ينسي تناوله باستمرار يمكن ضبط منبه لتذكيره أو استشارة الصيدلي حول طرق تذكر الدواء.[٦]

وفي حال التوقُّف عن تناول الدواء فجأةً فقد يؤدّي ذلك إلى ظهور العديد من الأعراض الجانبية المزعجة، بما فيها الرعشة، والتعرُّق، وتسارع دقات القلب وعدم انتظامها، بالإضافة إلى زيادة سوء أعراض الذبحة الصدريّة وشدّتها، كما قد يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بالنوبة القلبية والموت، فإيقاف الدواء يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب خلال مدة تتراوح ما بين 10-14 يومًا.[٧]


موانع استخدام البروبرانولول

يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التنفس مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو انتفاخ الرئة أو الأشخاص الذين يعانون من بطء دقات القلب أو انخفاض ضغط الدم عدم تناول دواء بروبرانولول إلا تحت إشراف الطبيب، ومن الضروري إخباره بذلك، كما يجب على النساء المرضعات تجنب تناوله؛ لأنّه يمكن أن ينتقل إلى حليب الثدي ويضر بالطفل الرضيع، وسيحتاج الطبيب أيضًا إلى معرفة إذا ما كان المريض يعاني من الحالات الآتية قبل وصف دواء بروبرانولول له:[٢]

  • أمراض الكبد أو الكلى.
  • مشكلات في سكر الدم، أو مرض السكري.
  • مشكلات الدورة الدموية.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • الحساسية.
  • الاضطرابات العضلية.
  • أعراض الاكتئاب.


كل ما ذُكر عن الدواء استند إلى النشرة الطبية الخاصة به، ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة الطبيب.

المراجع

  1. "Propranolol ", drugs, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Everything you need to know about propranolol", medicalnewstoday, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  3. "Consolidation and reconsolidation are impaired by oral propranolol administered before but not after memory (re)activation in humans", sciencedirect, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Propranolol HCL", webmd, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Propranolol, Oral Tablet", healthline, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Propranolol", nhs, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  7. "Propranolol 10mg, 40mg, 80mg and 160mg tablets", medicines, Retrieved 18-5-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×