محتويات
مشاعر الحامل
من المعروف أنّ كلّ ما تأكله الأم وتشربه وكذلك مستويات نشاطها وحالتها الصّحية بصورة عامّة يؤثّر على نموّ الطّفل الذي لم يُولد بعد، وتعتقد الكثير من النّساء الحوامل أنّ حالتها النّفسية وشعورها باليأس والقلق وكثرة البكاء لا تؤثّر على الطّفل النّامي في أحشائها، لكن هذه الفكرة خاطئة، إذ تشير الأبحاث التي أجرتها جمعيّة العلوم النّفسية أنّ مشاعر الأم يمكن أن يكون لها تأثير على الجنين، ويمكن أن يكون للطّريقة التي تشعر بها الأم أثناء الحمل دورًا مهمًا في تحديد مواقف الطفل، ووجهات نظره، وطريقته في التّفكير أثناء النّمو.
كما وجدت الدّراسات أنّ النّساء الحوامل يكنّ أكثر عرضةً للبكاء أثناء الحمل في أوقات معينة من الحمل، مثل: الأشهر الثّلاثة الأولى، والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ بسبب التغيّر الكبير الذي يطرأ على الهرمونات في جسم الحامل.
عندما يكون الطفل داخل بطن الأم تتشكّل روابط لا تصدّق بين الأم والجنين منذ بداية الحمل، إذ لا تتشارك الأم فقط الغذاء مع الجنين عبر الحبل السري، ولكن تشارك مشاعرها وسلامتها العاطفيّة مع الجنين أيضًا، إذ إنّ الجنين يشعر بعواطف أمّه، لذلك عندما تشعر الأم بمشاعر إيجابيّة، مثل: الشّعور بالحب، أو الشّعور بالحنان، أو الشّعور بالتفاؤل، أو الفرح فإنّ هذه المشاعر تؤثّر على نمو الطفل بطريقة إيجابية، أمّا المشاعر السّلبية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحّة الطفل والأم، ويمكن أن تؤدّي إلى تطوّر بعض الحالات والمخاطر غير المرغوب بها، مثل: تسمّم الحمل، والولادة المبكّرة، وانخفاض وزن الطّفل عند الولادة. [١]
تأثير بكاء الأم على الجنين
يمكن أن يؤثّر بكاء الأم على الطّفل أثناء أي فترة من فترات الحمل، وتوجد العديد من فئات المشاعر السّلبية التي يمكن أن تؤدّي إلى بكاء الأم، ويمكن أن تترك أثرًا سلبيًا على الطفل، ومنها: [٢]
- التوتّر: تقضي المرأة الحامل بعض الأيام المجهدة والصّعبة أثناء الحمل، لكن إذا كان هذا التوتر عرضيًّا لن يؤثّر على الطّفل، أمّا إذا كانت الأم تعاني من التوتّر المزمن هذا سيؤدّي إلى إنتاج الكورتيزول في جسمها، ويُعرف الكورتيزول بهرمون التوتر، ويمكن أن يُنقل هذا الهرمون إلى الطّفل عبر المشيمة، ويؤدّي تعرّض الطّفل بصورة متواصلة وكبيرة لهرمون الكورتيزول إلى إصابته بالتوتّر أيضًا، ممّا يؤدّي إلى ولادة طفل متوتّر وكثير البكاء.
- الاكتئاب: يعاني عدد كبير من النّساء الحوامل من الاكتئاب، وتشير التقديرات إلى أنّ 10% من مجموع النّساء الحوامل يعانين من الاكتئاب، ويعدّ هذا الاكتئاب مصدرًا للقلق، ويترك آثارًا سلبيّةً على صحّة الأم والجنين في المستقبل، ووجدت الدراسات أنّ الطّفل الذي يولد لأم مصابة بالاكتئاب سيُصاب بالاكتئاب عند البلوغ، وسيُعاني من الانتكاسات العاطفيّة.
- الاستياء: يمكن أن تكون بعض الأمهات غير راضيات عن الحمل، ويستنكرون وجود الجنين داخلهن نتيجةً للألم العاطفي والجسدي الذي يعانين منه أثناء الحمل، وهذه المشاعر يمكن أن تزيد الأمور سوءًا، وقد لوحظ أنّ أطفال الأمهات الذين لم يشعروا بارتباط عاطفي مع الأم أثناء الحمل من المرجّح أن يصابوا بمشكلات عاطفيّة أثناء الطّفولة.
- الضّغط العصبي: تتعرّض الأم الحامل للإرهاق العاطفي المترافق مع الضّغط العصبي والانشغال الذهني، ويؤدّي هذا الخليط من الضّغوطات إلى وجود خلل في نمو الجنين وتطوّره داخل الرّحم، وبعد الولادة.
طرق التّعامل مع المشاعر السّلبية أثناء الحمل
يمكن أن تساعد بعض الطّرق على تقليل المشاعر السلبية التي تشعر بها الأم، ويمكن أن تحسّن من وضعها النّفسي، ومن طرق التعامل مع المشاعر السّلبية أثناء الحمل ما يأتي: [٣]
- يمكن أن يساعد التحدث ومشاركة المشاعر والأفكار السلبية التي تشعر بها الحامل، مثل أسباب القلق والخوف والتوتر مع أحد ما، مثل صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة على منع هذه الأفكار والمشاعر من السّيطرة على حياة الحامل، ويمكن أن تطلب الحامل مساعدة أخصّائيين مدرّبين لمساعدتها على التّعامل مع هذه الأفكار والمشاعر، وتخطّيها.
- قد يكون الانخراط في الأنشطة التي تساعد على تقليل القلق والتوتر خيارًا جيدًا، إذ تساعد الأنشطة البدنية على إطلاق الإندورفين، وهو هرمون يعمل كمسكّن طبيعي في الدّماغ، وتشمل الأنشطة التي يمكن أن تمارسها الحامل المشي، واليوغا، ويمكن للحامل أن تمارس أيّ نشاط تحبّه ويحرك جسمها.
- يمكن تجربة الأنشطة التي تساعد على إفراز الإندورفين دون القيام بمجهود عضلي، مثل: التأمّل، والعلاج بالإبر الصّينية، والتّدليك، وتمارين التّنفس العميق، وتساعد هذه التمارين على تغذية الدّماغ بمزيد من الأكسجين، وتحفيز الجهاز العصبي.
- يجب الحصول على قسط كافٍ من النّوم، وعلى الرغم من أنّ النوم قد يبدو بعيد المنال أثناء الحمل، لكن يمكن أن يساعد أخذ غفوة قصيرة كلّما أتيحت فرصة على التخلّص من القلق، والتّعب، والمشكلات النّفسية.
- يدلّ مصطلح التوكوفوبيا على الخوف من الولادة، ويمكن لتعلّم المراحل المختلفة للولادة، وماذا يحدث للجسم أثناء الولادة، وما يمكن توقعه خلال الولادة، وإزالة الغموض عن الولادة، أن يساعد على التخلّص من القلق والخوف المرتبط بالولادة.
- يمكن الحصول على المساعدة الطبيّة عند ملاحظة إصابة الحامل بالقلق المزمن أو الهلع المتكرّر، إذ يمكن للأدوية المختلفة التي يصفها الطبيب أن تساعد على التّخفيف من الأعراض الشّديدة للمشكلات والمشاعر السّلبية التي تؤثّر على حياة الحامل.
المراجع
- ↑ AISHA MOKTADIER, "This Is What Babies Feel In The Womb When Their Mom Cries"، vix, Retrieved 4-3-2019.
- ↑ Mrunal (29-3-2018), "Crying during Pregnancy: How It Affects Your Baby"، parenting.firstcry, Retrieved 4-3-2019.
- ↑ Ashley Marcin, "7 Tips for Coping with Anxiety During Pregnancy"، healthline, Retrieved 4-3-2019.