بكتيريا المهبل للحامل

كتابة:
بكتيريا المهبل للحامل

ما هي طبيعة بكتيريا المهبل للحامل؟

يحتوي المهبل طبيعيًا على بكتيريا جيدة تُسمى العصيات اللبنية (lactobacilli) وعدد قليل من البكتيريا السئية التي تُسمى البكتيريا اللاهوائية، وتتواجد هذه الأنواع من البكتيريا في توازن دقيق للحفاظ على صحة المهبل ووقايته من الإصابة بالعدوى، إلا أنه خلال فترة الحمل قد يختل هذا التوازن، نتيجة لتغيرات الفسيولوجية والهرمونية خلال هذه الفترة، مما يزيد من عدد البكتيريا اللاهوائية في المنطقة، وهذا قد يزيد من خطر إصابة الحامل بما يُعرف ببكتيريا المهبل أو التهاب المهبل البكتيري (Bacterial vaginosis)، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.[١][٢]


ما هو تأثير بكتيريا المهبل على الحامل؟

تُعدّ بكتيريا المهبل من المشاكل الصحية الشائعة خلال الحمل، إذ تعاني منها 30% من النساء الحوامل سنويًا، وتُعدّ النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة نتيجةً لتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، ولحسن الحظ، يمكن علاج معظم الحالات دون أن تتسبب في الضرر للجنين، إلا أن ترك الحالة دون علاج أو اكتشافها في وقت متأخر قد يتسبب في العديد من المخاطر الصحية على كل من الأم وجنينها، وتتضمن مخاطر بكتيريا المهبل على الحامل كلًا مما يلي:[٣][٢]


  • التعرض لخطر حدوث الإجهاض .
  • التعرض لخطر الولادة المبكرة وولادة الجنين بوزن قليل.
  • التعرض لخطر حدوث تمزق الأغشية المبكر (PROM)، وهو حالة تحدث عندما يتمزق الكيس الأمنيوسي للأم قبل بدء المخاض، ويمكن أن يزيد تمزق الأغشية المبكر من خطر الإصابة بالتهاب المشيمة والسلى (Chorioamnionitis)، وضغط الحبل السري، والحاجة إلى الولادة القيصرية.
  • زيادة خطرالإصابة بمرض التهاب الحوض (PID)، الذي هو عدوى تحدث في الرحم وقناتي فالوب، ويمكن لالتهاب الحوض أن يزيد من خطر الإصابة بالعقم.
  • زيادة خطرالإصابة بعدوى بعد إجراء عملية جراحية في الجهاز التناسلي بما في ذلك الولادة القيصرية والإجهاض وإزالة الرحم.



كيف يمكن علاج بكتيريا المهبل للحامل؟

في البداية، تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب عندما تشعر الحامل بأي أعراض تدل على إصابتها ببكتيريا المهبل، وذلك للحصول على العلاج المناسب وفي الوقت المناسب لتفادي حدوث المضاعفات على كل من الأم والجنين، إذ يوصى بعلاج جميع النساء الحوامل اللواتي يعانين من بكتيريا المهبل مع ظهور أعراض، ويرتكز العلاج على استخدام المضادات الحيوية المناسبة للحالة والآمنة خلال فترة الحمل، ويجب التنبيه هنا إلى أنه يجب على الحمل تجنب تناول أي دوء لعلاج الحالة دون استشارة الطبيب، فهو الشخص الوحيد المخول بتشخيص الحالة واختيار المضاد الحيوي المناسب، وتتضمن خيارات العلاج المتاحة لبكتيريا المهبل خلال الحمل ما يأتي:[٤][٥]


  • مضادات حيوية تُعطى عن طريق الفم، ويُعدّ دواء ميترونيدازول (Metronidazole) الدواء الأكثر شيوعًا، الذي يُعطى عن طريق الفم لعلاج حالات بكتيريا المهبل خلال الحمل، إلا أنه لا يجب استخدام خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، فقد يحمل استخدامه بعض المخاطر على الجنين،[٦] ويُعدّ دواء الكليندامايسين (clindamycin)، الذي يُعطى عن طريق الفم خيارًا بديلًا لعلاج بكتيريا المهبل عند الحامل، إلا أن الأدلة على استخدامه محدودة، كما أن تاثيره مماثل لتأثير الكريمات الموضعية التي تحتوي عليه.


  • مضادات حيوية موضعية، إذ يمكن استخدام الكريمات الموضيعية، التي تحتوي على المضادات الحيوية، لعلاج بعض حالات بكتيريا المهبل، بما في ذلك الميترونيدازول على شكل جل مهبلي والكليندامايسين على شكل كريم مهبلي، إلا أن العلاجات الموضعية تفيد في علاج حالات التهاب المهبل البكتيري في الجزء السفلي من الجهاز التناسلي، ولكنها لا تعالج العدوى الموجودة في الجزء العلوي.[٧]


وتجدر الإشارة إلى أنه عند بمجرد البدء بالعلاج المناسب الذي يحدده الطبيب، يمكن التخلص من بكتيريا المهبل في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، مع ذلك يجب الاستمرار على العلاج لمدة أسبوع على الأقل، كما ويجب التنبيه إلى ضرورة تجنب إيقاف الدواء قبل انتهاء المدة المحددة من قبل الطبيب ودون استشارته، فيجب إكمال دروة المضاد الحيوي كاملة، وقد تحتاج بعض المصابات إلى العلاج لفترات أطول في حال تكرار العدوى أو استمرارها.[٢]



هل تسبب بكتيريا المهبل الولادة المبكرة للحامل؟

نعم، من الممكن أن تتسبب الإصابة ببكتيريا المهبل خلال الحمل في الولادة المبكرة، وتُعرف الولادة المبكرة بالولادة التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، كما وقد توصلت الأبحاث إلى أن علاج بكتيريا المهبل عند الحامل لا يقلل من خطر حدوث الولادة المبكرة، لذلك، لا يُوصى عادةً بإجراء فحص للكشف عن بكتيريا المهبل عند النساء الحوامل اللواتي لا يعانينّ من أي أعراض، إلا أن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ينصح بالكشف عن بكتيريا المهبل عند النساء اللواتي عانين من ولادة مبكرة مسبقًا بشكل متكرر، لذلك يعود قرار إجراء فحص تشخيص للكشف عن بكتيريا المهبل للطبيب المسؤول عن الحالة.[٨][٩]



ما تأثير بكتيريا المهبل للحامل على الجنين؟

كما ذكرنا أعلاه، يمكن للإصابة بكتيريا المهبل أن تتسبب في الولادة المبكرة للجنين، مما يعرضه للعديد من المخاطر بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة وحدوث مشاكل في التنفس، ويُعدّ الرضيع منخفض الوزن عند الولادة عندما يقل وزنه وقتها عن 2.5 كيلوغرام تقريبًا.[٩][٨]


بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبكتيريا المهبل التي تؤثر على الحامل أن تتسبب في العديد من المشاكل الصحية الأخرى الناتجة عن صغر حجم الطفل، بما في ذلك ضعف في نمو أعضاء الجسم، الإصابة بالعدوى، الإصابة باليرقان ونزيف الدماغ، وانخفاض تقيم أبغار (lower Apgar scores)، وهو نظام يقيم حالة الرضيع الصحية باستخدام خمس عوامل وهي: ضربات القلب، والتنفس، وتوتر العضلات، وردود الفعل، ولون البشرة.[٣][١٠]



أسئلة شائعة

نذكر في ما يلي بعض الأسئلة الشائعة عن بكتيريا المهبل عند الحامل:


ما هي أعراض بكتيريا المهبل خلال الحمل؟

يجب على الحامل مراجعة الطبيب عند ملاحظتها أي أعراض تدل على بكتيريا المهبل والتي تتضمن ما يأتي:[٨]


هل من الممكن الوقاية من الإصابة ببكتيريا المهبل خلال الحمل؟

نعم، يمكن الوقاية من الإصابة ببكتيريا المهبل خلال الحمل من خلال اتباع بعض النصائح التي تتضمن ما يأتي:[٨][٣]

  • تجنب استخدام الدش المهبلي، الذي يحتوي على مواد كيميائية قاسية يمكن أن تقتل البكتيريا الجيدة في المهبل.
  • اختيار منتجات المهبل الصحية التي لا تحتوي على الجلسرين أو زيوت الطلاء أو البارابين.
  • عند اختيار منتجات للتحكم في رائحة المهبل أو التزييت، يجب التأكد من اختيار المنتجات التي لا يقل الرقم الهيدروجيني عن 4 ولا يزيد عن 5.5.
  • تجنب اسخدام الزيوت المنزلية في منطقة المهبل.
  • استخدام الصابون اللطيف على البشرة الخالي من العطور.
  • تجنب المواد التي تتسبب في تهيج المهبل.

المراجع

  1. Mathys Jacobus Redelinghuys (2/4/2015), "Normal flora and bacterial vaginosis in pregnancy: an overview", pubmed, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت the Healthline Medical Network (15/3/2012)، "Infections in Pregnancy: Bacterial Vaginosis"، healthline، Retrived 31/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Bacterial Vaginosis and Pregnancy", birthinjuryhelpcenter, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  4. DARON G. FERRIS, M.D, "Management of Bacterial Vaginosis During Pregnancy", .aafp, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  5. "Bacterial Vaginosis", cdc, 2015, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  6. Drugs.com. (12/10/2020), "Metronidazole Pregnancy and Breastfeeding Warnings", drugs.com, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  7. Deborah B. Nelson, George Macones, "Bacterial Vaginosis in Pregnancy: Current Findings and Future Directions ", academic.oup. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Bacterial Vaginosis During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب "Does vaginitis affect a pregnant woman & her infant?", nichd.nih, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  10. "Apgar score", aboutkidshealth, Retrieved 31/12/2020. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×