تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال ما بين الفوائد والأضرار!

كتابة:
تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال ما بين الفوائد والأضرار!

الألعاب الإلكترونية

يعد جيل الألفية الذي ولد بين سنة 1981 و1996 أول من لعب ألعاب الفيديو على نطاق واسع، وآخر جيل تمتع بحرية الخروج واللعب في الخارج، على الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها اللعب في الخارج لصحة الطفل الجسمية والنفسية، لكن مع جيل الألفية بدء مفهوم اللعب يتجه نحو صالات الألعاب الفيديو ومن إلى ثم البيوت مع انتشار أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية.

في يومنا هذا أصبح الحصول على الألعاب الإلكترونية أسهل وأسرع، وذلك عن طريق أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، ولا شك بأنها تلاقي رواج في يومنا هذا، ويكاد يكون الجميع قد قضي بعض الوقت في لعب ألعاب الفيديو، لكن هل تقدم هذه الألعاب فوائد لمستخدميها؟ وهل لها أضرار؟ وهل يمكن التحكم بالضرر أو حتى منعه؟ يمكنك الحصول على إجابة على هذه الأسئلة عند قراءة المقال التالي.


ما هي فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال؟

نغفل النظر عادةً لوجود فوائد لألعاب الفيديو، لكن بعد القيام بعدد من الدراسات والتي أثبتت وجود العديد من الفوائد وعلى كافة النواحي الجسمية والنفسية للطفل، ومن الجدير بذكره أن ألعاب المحاكاة تدخل بشكل أساسي في التدريبات التحضيرية في بعض المسارات المهنية، مثل: سباقات السيارات، والطيران الحربي أو التجاري، وفي ما يأتي توضيح لهذه الفوائد:[١]

  • تساعد في حل المشكلات واستخدام المنطق: تنمي ألعاب الفيديو قدرة الطفل على حل المشكلات باستخدام المنطق،؛ إذ إن معظم الألعاب تعتمد على حل الأحاجي لاجتياز مراحلها والتقدم في مستوياتها، مما يحفز الطفل على استخدام المنطق وقدراته العقلية.[١]
  • سرعة تحليل المعطيات وإيجاد الحلول: وفقًا للعلماء والباحثين في جامعة روتشستر الأمريكية فإن ألعاب الفيديو التي تتميز بوجود عامل زمني لحل الأزمات والمواقف تحفز الطفل على تحليل معطيات ومتغيرات اللعبة لصنع واتخاذ قرار في وقت زمني قصير، وكذلك الأمر أشارت الدراسة على وجود تطبيقات عملية لوضع الجنود والجراحين في وضعيات مشابهة، كما أن ألعاب الفيديو تزودهم بالتمرين الآمن على استخدام المعطيات وصنع القرارات قبل اضطرارهم لذلك على أرض الواقع.[١]
  • تحسين القدرة على التنسيق بين حركة العين واليد والقدرة البصرية المكانية: تشير الدراسات أن الجيل الحالي من الجراحين على قدر عالي من الكفاءة والمهارة؛ وذلك نتيجة اعتمادهم على اللعب بنوع محدد من الألعاب في وقت الصغر، والتي صقلت قدراتهم على التنسيق البصري والحركي والمكاني، مثل: ألعاب الرماية التي تتطلب قدر هائل من التركيز والمعرفة المكانية وسرعة الحركة والاستجابة، مما أعطاهم أفضلية مقارنة بالجيل السابق ممن زاولوا هذه المهن.[١][٢]
  • تعدد المهام، والقدرة على متابعة المتغيرات، وإدراة أهداف متعددة: يمارس البعض نوع من ألعاب الفيديو يعرف بالألعاب الاستراتيجية، حيث يوجد أكثر من هدف للعب، يتوجب على اللاعب البناء والتطوير مع عدم إغفال العين عن الخطط الدفاعية أو الهجومية مما يطور مهارة تعدد المهام و مهارة التزامن في متابعة الأهداف. [١]
  • إدارة الموارد والتخطيط: تحتاج الألعاب الإستراتيجية أيضًا إلى التخطيط المستمر، وقدرة عالية على التأقلم لمتغيرات كثيرة أهمها الموارد داخل اللعبة، و قد انعكست هذه المهارات المكتسبة داخل اللعبة على الشخص في مناحي عدة، منها: التخطيط، واختيار الموارد الأفضل في ظل انخفاضها، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الألعاب شجع هذه الفئة على الانخراط في وظائف معينة، مثل: هندسة العمارة، وهندسة التطوير والتخطيط الحضري.[١]
  • الإدارة: تتميز ألعاب الفيديو في يومنا هذا بقدرٍ عالٍ من الدقة والواقعية، ويتوجب على اللاعب أخذها بجدية إذا أراد الفوز، ويتطلب ذلك حسن الإدارة مما يطور ويصقل هذه المهارة وينميها.[١]
  • الدقة، والتركيز: يقوم اللاعب بهدف الفوز باتخاذ القرارات في مدة زمنية قصيرة مع أخذ الأنماط المتغيرة في عين الاعتبار، ويحتاج ذلك قدر هائل من التركيز واستخدام الذاكرة، ويؤدي تكرار ذلك لتطوير مهارة الدقة وقوة ملاحظة الأنماط، والتركيز لمدة زمنية أطول، مما يؤدي الى تطوير الدماغ والقدرة على التذكر والتركيز بشكل دقيق.[١]
  • تطوير القدرة على معالجة المعلومات البصرية: أثبتت الدراسات في أحد المراكز الطبية في نيويورك أن الجراحين الذين يقومون بعمليات التنظير، والذين يقضون مدة لا تقل عن 3 ساعات أو اكثر أسبوعيًا في ممارسة ألعاب الفيديو، قاموا بأداء أخطاء أقل بنسبة 37%، كما أنهم أتموا مهامهم في زمن أقل بنسبة 27% من الجراحين الذين لا يمارسون اللعب على ألعاب الفيديو، وفي دراسة أخرى بينت أن الطلاب الذين يقومون باللعب بشكل دوري يمتلكون القدرة على تسجيل ومعالجة المعلومات البصرية بشكل أفضل مما يساعدهم في التعلم بشكل أفضل ولمدة أطول.[١][٢]
  • تنمية التعاون وروح الفريق: يوجد الكثير من الألعاب التي يتم لعبها بشكل جماعي وتنافسي وتعاوني، إذ يتوجب على أعضاء الفريق الواحد التعاون بهدف التفوق على الفريق المنافس، مما ينمي روح التعاون عند الطفل، حيث يتوجب عليه القيام بدور فعال ومهم من أجل إتمام المهمة ونجاح الفريق. [١]
  • تطوير قدرات القراءة والاستماع في اللغة الانجليزية: يتوجب على اللاعب في بعض العاب الفيديو الاستجابة الى أوامر صوتية أو أوامر مكتوبة لإتمام مهام معينة داخل اللعبة، وتكون هذه الأوامر باللغة الانجليزية في غالب الأحيان مما يضطر اللاعب إلى فهم وتعلم هذه الأوامر لإتمامها، مما يساعد في تعلم وتقوية اللغة.[١]


ما أضرار الألعاب الإلكترونية للأطفال؟

تعرفنا ف يما سبق على فوائد ألعاب الفيديو لكن ماذا عن مضارها؟ من الممكن أن تسبب الألعاب الإلكترونية بعض الأضرار على صحة الطفل، وفي ما يأتي بعض منها:

  • السمنة: وفقًا لأحدث الأبحاث التي قامت بها جامعة سرقسطة الإسبانية التي بينت وجود تناسب طردي بين السمنة وعدد ساعات اللعب، وذلك لأن بعض أنواع طرق الألعاب التقليدية تحتم الجلوس لساعات طويلة، مما يؤدي لقلة الحركة وبالتالي ازدياد الوزن.[٣]
  • تدني مستوى التحصيل العلمي: يسبب قضاء الكثير من الوقت في لعب ألعاب الفيديو التأثير في الوقت المخصص للدراسة، فإنه من الطبيعي توقع انخفاض التحصيل العلمي.[٤][١]
  • العزلة: عند ممارسة اللعب خارج المنزل يتشارك الطفل مع أقرانه، مما يعزز من قدرة الطفل على تقوية مهارات التواصل الإجتماعي، لكن عند ممارسة ألعاب الفيديو ينخرط الطفل ويركز اهتمامه على تحدي اللعبة عند اللعب الانفرادي، مما يؤدي الى تقليل التعامل مع الأقران، وبالتالي انخفاض مهارات التواصل الاجتماعي.[٤][١]
  • الأرق: في بعض الأحيان يشعر الشخص برغبة عارمة في قبول تحدي لعبة الفيديو ومتابعة اللعب حتى الفوز، وهذا يسبب قضاء ساعات طويلة في اللعب، وفي حال عدم وجود الرقابة الصحيحة على لعب الأطفال فإنه من الممكن أن يتحول إلى مشكلة في النوم.[٤][١]
  • العنف: وفقًا لبعض الدراسات التي قامت بها جامعة ميزوري- كولومبيا تم إثبات أن الأشخاص الذين يلعبون ألعاب فيديو ذات طابع عنيف كانوا أقل تأثرًا بمشاهد العنف الحقيقة، وهذا يزيد العنف والتصرفات العدوانية لديهم.[١]


نصائح لحماية الأطفال من أضرار الألعاب الإلكترونية

في وقتنا الحاضر لا يمكن منع الاطفال من اللعب على ألعاب الفيديو مع ازدياد اعتمادنا على التكنولوجيا وشيوع الأجهزة التي تسهل الولوج لألعاب الفيديو؛ إلا أن الحل الأمثل لمنع تحول اللعب الى إدمان هو تحديد الأوقات التي يسمح بها في اللعب على ألعاب الفيديو، كذلك يجب مراقبة المحتوى وفقًا للمعايير العالمية التي تصنف ألعاب الفيديو حسب ملائمتها للفئات العمرية للأطفال، كذلك الأمر يجب تشجيع الأطفال على القيام بنشاطات بدنية خارج المنزل، ولا ينصح بمنع الطفل من ممارسة ألعاب الفيديو فهي تساعد على تنمية الكثير من القدرات والمهارات عند الطفل لكن الحل هو الاعتدال وتنظيم أوقات اللعب.[١][٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط Ronaldo Tumbokon (June 28, 2020), "25+ Positive and Negative Effects of Video Games"، raisesmartkid, Retrieved 10-07-2020. Edited
  2. ^ أ ب Hank Pellissier (September 4, 2014), "Your child’s brain on technology: video games"، greatschools, Retrieved 10-07-2020. Edited
  3. Larissa Hirsch, MD (August 2019), "Are Video Games Bad for Me?"، kidshealth, Retrieved 11-07-2020. Edited
  4. ^ أ ب ت ث Jonathen Bartholomew. (November 21, 2019), "Video Games: Pros and Cons"، uvpediatrics,Retrieved 11-07-2020. Edited
5461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×