محتويات
الكثير منا يعاني من القولون العصبي، لكن هل سمعت من قبل عن تأثير القولون العصبي على الدماغ؟ تابع معنا المقال الآتي لتفاصيل أكثر.
تعد متلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome) أحد أهم وأكثر اضطرابات الأمعاء وتحديدًا الأمعاء الغليظة شيوعًا، والتي تتمثل بآلام في البطن وتشنجات بالإضافة إلى الانتفاخ والغازات والإمساك أو الإسهال أو ربما كليهما معًا.
ولكن هل سمعت من قبل عن تأثير القولون العصبي على الدماغ؟ إليك المزيد حول هذا الموضوع:
تأثير القولون العصبي على الدماغ
من المعروف أن الأعراض المصاحبة لمتلازمة القولون العصبي، مثل: ألم البطن، والإمساك أو الإسهال، وغيرها لا تكتفي بأن تكون مزعجةً لأمعائك، إنما مزعجةً لمزاجك وعقلك وتؤثر بشكل كبير على مدى جودة الحياة التي تحسها.
فقد تشعر بالقلق وربما الاكتئاب أو حتى مجرد الانزعاج والغضب بسببها، مما يزيد الأمر تعقيدًا، حيثُ تبين أن التوتر العاطفي من شأنه أن يجعل أعراض القولون العصبي أسوأ على عكس المشاعر الإيجابية التي قد تساعد على تخفيف أعراضه.
وقد أبلغ بالفعل العديد من الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن عن شعورهم بالاكتئاب وحتى الصداع أيضًا، لذا فإن الخبراء يعتقدون بأن الإصابة بالإمساك قد تؤدي إلى إرسال الجهاز العصبي المعوي (Enteric nervous system) إشارات ورسائل معينة إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بإنشاء سلسلة من المشاعر.
وحاليًا تتم العديد من الدراسات على الأمعاء التي من شأنها أن تكشف في المستقبل عن المزيد من المعلومات حول تأثير القولون العصبي على الدماغ وعلاقة أمراض الأمعاء بشكل عام بالمزاج وتأثيرها عليه.
تأثير الدماغ على القولون العصبي
كما يعد تأثير القولون العصبي على الدماغ مهمًا فيبدو أن العكس صحيح أيضًا، وبشكل عام يعد تحديد سبب القولون العصبي وطريقة تشخيصه حاليًا أمرًا غير مُرضٍ ومقنع تمامًا نظرًا لعدم وجود علامات بيولوجية (Biomarkers) أو تشوهات مرضية واضحة لدى مرضى القولون العصبي.
فقديمًا كان يُعتقد أن القولون العصبي ناتج عن خلل وظيفي بحت وتم اعتبار القولون العصبي اضطرابًا التهابيًا منخفض الدرجة تؤدي فيه الخلايا البدينة (Mast cells) دورًا مهمًا، ولكن مؤخرًا فإن العلاقة بين الشبكات العصبية والمناعية في الأمعاء والاتصال الثنائي بين الأمعاء والجهاز العصبي المركزي (Central nervous system) المعروف بمحور الدماغ والأمعاء (Brain-Gut axis) تشكل محط اهتمام العلماء.
-
علاقة محور الدماغ والأمعاء بالقولون العصبي
يتكون محور الدماغ والأمعاء من الجهاز العصبي المعوي وجدار الأمعاء والجهاز العصبي المركزي بالإضافة إلى المحور الوطائي النخامي الكظري (Hypothalamo-pituitary-adrenal axis).
في الظروف الفسيولوجية الطبيعية فإن إشارات الجهاز الهضمي تؤثر على الدماغ الذي يقوم بدوره بإحداث تغييرات تؤثر على الأمعاء تشمل الحركة والإفراز والوظيفة المناعية، وعليه فإن محور الدماغ والأمعاء هذا يعد نظامًا للتواصل بين الأمعاء والدماغ يقوم بالتنظيم الصحي لعملية تناول الطعام، وهضمه، والإحساس بالأمعاء والتحكم بحركتها.
أي اضطراب هيكلي أو وظيفي في هذا المحور قد يؤدي إلى تغير في الاستجابة الإدراكية للجهاز العصبي مما يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي ومنها القولون العصبي، وعليه يمكننا أن نقول بأن اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي من شأنها أن تلعب دورًا في التسبب بالقولون العصبي، كما يؤثر القولون العصبي على الجهاز العصبي والدماغ تمامًا.
نصائح للتحكم في القولون العصبي عن طريق الدماغ
بسبب هذا الاتصال بين الدماغ والأمعاء، إذًا قد يمكننا علاج والتخفيف من القولون العصبي، وبالتالي تخفيف تأثير القولون العصبي على الدماغ بعدة طرق مثل العلاجات السلوكية، والتي تشمل ما يأتي:
-
العلاج بالاسترخاء (Relaxation therapy)
حيث يتسبب الاسترخاء العميق في إفراز هرمون الإندورفين الذي يعد مسكنًا طبيعيًا للألم في الجسم، بالتالي يمكننا ممارسة تمارين الاسترخاء التي من شأنها أن تساعد على الاسترخاء التدريجي للعضلات بالتالي تقليل رد فعل الجسم تجاه الضغط والإجهاد.
-
العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy)
فقد يؤدي تغيير طريقة التفكير إلى تغيير استجابة الجسم للتوتر، فمثلًا: تعلم مهارات التأقلم، وركز على المشاعر والطاقة الإيجابية، ومارس الرياضة، وركز على إيجاد السعادة بأبسط الأمور.
-
التغذية الراجعة الحيوية (Biofeedback)
أو ما تُعرف بالارتجاع البيولوجي، حيث تساعد هذه التقنية السلوكية على التحكم بوظائف الجسم، مثل: درجة حرارة اليد، أو التنفس، أو حتى معدل ضربات القلب، فمثلًا عندما تشعر بالضغط والإجهاد يمكنك أن تبطئ معدل ضربات قلبك أو أن تتحكم بطريقة تنفسك فترخيها.