تأثير ترتيب الولادة على الشخصية

من منّا لم يسمع بنظريات تحلّل الشخصية بالاعتماد على معرفة ترتيب ولادة الشخص؟ سنتناول هنا تأثير ترتيب الولادة على الشخصية، ومميّزات شخصية أطفالك بحسب ترتيب ولادتهم وتفاعل بيئتهم معهم.

تأثير ترتيب الولادة على الشخصية للطفل: ما حقيقة ذلك؟

ليس من المنطقي أن يكون ترتيب الولادة هو المؤثّر على جوانب شخصية طفلك، نستطيع القول أنّ بعض الجينات من شأنها أن تؤثّر على بعض الصفات الشخصية، لكنّ الجينات لا تتعلق بترتيب الولادة.

ولكن تبين أنه تعكس نمطية معيّنة في تعامل الأهل مع أبنائهم، مثلا عند ولادة الابن البكر يكون تركيز الأهل منصبًا عليه، بالإضافة إلى أنهما يكونان ملتزمين بقواعد تربية صارمة لخوفهم من تجربة الأبوة.

أما في حالة الطفل الأوسط مثلًا، فسيعيش ضغطًا وملاحقة أقل من الأهل بينما تتأثر تربيته بأخيه، وهكذا تختلف عناصر التربية بين الأطفال ما يؤدي لاختلاف بالشخصيات أيضًا.

من هنا ينتج أنّ العامل الأكثر تأثيرًا هو عامل تفاعل شخصية الطفل مع البيئة المحيطة به.

ما هي المميزات الشخصية لأطفالك بحسب ترتيب الولادة؟

بما أنّنا أدركنا حقيقة تأثير ترتيب الولادة على الشخصية ومن أين تنبع هذه الفروقات بالحقيقة، تعالي نستعرض معًا ماهيّة هذه الفروقات بين مميزات أطفالك:

1. الطفل الأكبر

تستطيعين تخيّل تجربة طفلك الأكبر،حيث تعودين بالذاكرة إلى مدى انفعالك وحرصك أنت ووالده على كافة التفاصيل في حياته بالإضافة إلى متابعته بشكل مستمر.

في ما بعد قد يجد هذا الطفل صعوبة بالغة في تقبّل حصوله على أخ له، إلّا أنّه بحكم كونه الأكبر سيضطرّ إلى تقبّل الأمر والتعامل معه بموضوعية ومسؤولية خصوصًا مع حصوله على المزيد من الإخوة.

طفلك الأكبر لا يملك نموذجًا في البيت سواك أنت وأباه، لذا فهو يتشرّب ويمتصّ من صفاتكما ومن أساليبكما في التعامل.

من هنا فغالبًا ما يمتاز الطفل الأكبر بالآتي:

• عمليّ، يحدّد الأهداف وينجزها.
• أهل للثقة.
• مسؤول.
• ناجح.
• حذر.
• قريب من البالغين.

2. الطفل الأوسط

استكمالًا للحديث عن تأثير ترتيب الولادة على الشخصية نذكر هنا أن تجربة الطفل الأوسط في العائلة تختلف جوهريًا، حيث على الرغم من الفرح الذي يحمله حضوره إلى العالم، إلّا أنّه لن يكون مركز الاهتمام الأوحد مما يعطيه مساحة أكبر من الحرية وأقل من الانضباط.

لا تلعب تربيتك الدور الأهم في نحت شخصية طفلك، فهو يتعلّم منك لكنّه يتعلّم أيضا من أخيه الأول، بالإضافة إلى ذلك فإنّ طفلك الأوسط ستجدينه يشكّل حلقة وصل بين إخوته ومع الأهل.

كثيرًا ما يعاني الطفل الأوسط من الشعور بانتماء أقل للعائلة كما يتساءل كثيرًا حول هويّته أو ما يميّزه عن إخوته الآخرين.

من هنا تنبع مميزات الطفل الأوسط:

• يكون علاقات صداقة كثيرة جدًا.
• يمتلك مهارة في التفاوض.
• لا يتقبل المسلمات كما هي.
• يحرص على إرضاء من حوله.
• يعد نوعًا ما مستقلّ.

3. الطفل الأصغر

آخر العنقود المدلل، لا أظنّ أنّنا نحتاج إلى شرح يطول لم هو مدلل. ما يميز الطفل الصغير هو كثرة مركبات بيئته التعليمية والمؤثرة على شخصيته.

في هذه المرحلة يكون الأهل مدركين لأنواع الأخطاء التي من شأنهم أن يرتكبوها، الأمر الذي يجعلهم يقومون بتربية الطفل الأخير دون قلق زائد ما يخوّلهم للقيام بذلك بتساهل أكبر بشكل واضح.

قد يتفاهم الطفلين الأكبر والأصغر على وجه الخصوص، حيث أنّهما يتشاركان بكونهما مميّزين للأهل، بينما يشعر الأوسط بالغربة أكثر فأكثر.

أمّا مميزات شخصية الطفل الأصغر فهي كالآتي:

• مناور.
• محبّ للحياة.
• مباشر وغير معقد.
• أناني أو محبّ للذات.
• أكثر حرية من غيره لقلّة القيود.

4. الطفل الوحيد

في نهاية الحديث عن تأثير ترتيب الولادة على الشخصية نذكر هنا الطفل الوحيد حيث تقتصر رؤية العالم بالنسبة للطفل الوحيد على عيني البالغين فقط وذلك لقلة احتكاكه بالأطفال. هذا الأمر يجعله يميل لتقليد البالغين والكبار وبالتالي ما يهدّده ألّا يستمتع بطفولته فينضج باكرًا.

في الوقت ذاته فالإخوة غالبًا ما يشكّلون أداة للتعامل والتأقلم مع المشاعر، هذا الأمر يفسر حاجة طفلك إلى التوجيه نحو الخوض مع مشاعره.

مميزات شخصية الطفل الوحيد:

• النضوج المبكر.
• الطموح للكمال.
• الاجتهاد.
• المسؤولية والقيادية.

هل تجدين أنّ الأمور باتت أوضح الآن حول تأثير ترتيب الولادة على الشخصية؟ إنّ دور الأهل في هذه المرحلة هو إدراك المساحة التي يلعبها تعاملهم المختلف في تربية الأطفال، وبالتالي فهم مدى قدرتهم على التأثير على السلوكيات غير المرغوبة.