محتويات
يُعاني الأشخاص المصابون بالصرع من مُشكلات في الذاكرة، فما هو تأثير مرض الصرع على الذاكرة؟ وما هي أشكاله وأسبابه؟ وهل يُمكن علاجه؟ إجابات وتفاصيل أكثر في المقال الآتي.
إليكم أبرز المعلومات عن تأثير مرض الصرع على الذاكرة:
أشكال تأثير مرض الصرع على الذاكرة
توجد أنواع عديدة ومُختلفة للذاكرة، لكنّ مرض الصرع يُؤثّر على أنواع مُحدّدة فقط، مثل: الذاكرة الفورية، والذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة المُستقبلية، لكنّه من غير الشائع أن يُؤثّر مرض الصرع على الذاكرة طويلة المدى، وفيما يأتي بعض أشكال تأثير مرض الصرع على الذاكرة:
- قبل النوبة: يمكن أن تضيع ذكريات ما قبل النوبة لأن الدّماغ لا يُخزّنها بشكل صحيح.
- أثناء النوبة: فقدان الوعي أثناء النوبة يُمكن أن يمنع الدماغ من تسجيل الذكريات وتخزينها.
- بعد النوبة: يمكن للارتباك الذي يحدث بعد النوبة أن يوقف عمل الذاكرة بشكل صحيح.
- بين النوبات: قد يكون لبعض الأشخاص المصابين بالصرع نشاط كهربائي غير عادي في الدماغ بين النوبات، ويمكن أن يُؤثّر ذلك على وظيفتي الانتباه والذاكرة.
أسباب تأثير مرض الصرع على الذاكرة
توجد أسباب عديدة لتأثير مرض الصرع على الذاكرة، نوردها على النحو الآتي:
1. نوبات الصرع
كيف تُؤثّر نوبات الصرع على الذاكرة؟ إليكم الإجابة:
- عند فقدان الوعي أثناء نوبة الصرع لا يتمكّن الشخص من تكوين ذكريات جديدة بناءً على ما يدور حوله.
- على الرغم من أنّ بعض الأشخاص لا يفقدون الوعي أثناء نوبة الصرع، إلّا أنّهم لا يقدرون على الالتفات والانتباه لما يدور حولهم، وبالتالي فإنّهم لن يكونوا قادرين على تكوين ذكريات جديدة.
- عندما تحدث نوبة الصرع في منطقة تكوين الذكريات الجديدة في الدماغ المعروفة بالحُصين (Hippocampus) فلن يتمكّن الشخص من تكوين ذكريات جديدة أثناء نوبة الصرع.
- بسبب نشاط الدماغ غير الطبيعي بين النوبات، يُمكن أن تتعطّل عمليتيّ التفكير وصنع الذكريات إلى حدٍّ ما.
2. الجراحة
يخضع بعض الأشخاص الذين يُعانون من الصرع لعمليات جراحية لوقف أو تقليل نوبات الصرع، ويُمكن أن تُؤدّي الجراحة إلى تغييرات في الذاكرة لدى بعض الأشخاص وليس جميعهم.
تُساعد العديد من العوامل في تحديد ما إذا كانت الجراحة ستؤدي إلى مشكلات في الذاكرة أم لا، بما في ذلك:
- كفاءة عمل الذاكرة قبل الجراحة.
- مكان إجراء الجراحة في الدماغ، حيث تتأثّر الذاكرة بشكل أكبر إذا أجُريت الجراحة في الفَّص الصُّدْغي (Temporal lobe) من الدماغ.
- مقدار الجراحة التي سيُجريها جراحو الأعصاب.
المُثير للاهتمام أنّ الشخص الذي يخضع للجراحة قد لا يُعاني من فقدان كامل للذاكرة، لكن قد تصبح قدرته على تكوين ذكريات جديدة أسوء لكنّها لا تنعدم، فقد يُصبح أكثر نسيانًا في الحياة اليومية لكنّه لن ينسى من هو أو من هي.
3. أدوية علاج الصرع
تأثير مرض الصرع على الذاكرة قد لا يكون مُباشرًا، حيث يُمكن أن تكون بعض أدوية علاج الصرع هي السبب وغالبًا الأدوية القديمة منها، مثل: الفينوباربيتال (Phenobarbital)، والكربامازيبين (Carbamazepine).
أمّا الأدوية الجديدة لعلاج الصرع فإنّ لها آثارًا جانبية أقلّ، باستثناء دواء التوبيراميت (Topiramate) الذي يُمكن أن يُؤثّر على التركيز والانتباه وبالتالي على الذاكرة.
الجدير بالذكر أنّ تأثير أدوية الصرع على الذاكرة يرتبط بالجرعة، ويُمكن أن تتحسّن مشكلات الذاكرة إذا قام الطبيب بتقليل الجرعة الموصوفة أو وصف دواء آخر.
من جانب آخر، فإنّ أدوية الصرع تُقلّل عدد النوبات وبالتالي يكون تأثيرها على الذاكرة على نحو إيجابيّ، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم التوقُّف عن تناول دواء الصرع دون استشارة الطبيب.
4. أسباب أخرى تُؤثّر على الذاكرة لدى مرضى الصرع
المزاج المُكتئب والقلق وقلة النوم هي عوامل أخرى تُؤثّر على قدرة الدماغ على التركيز والتعلُّم وتخزين المعلومات وبالتالي تُؤثّر على الذاكرة.
وفي حين أنّ قلة النوم يُمكن أن تجعل الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بنوبات الصرع، فإنّ نوبات الصرع نفسها يُمكن أن تُؤدّي إلى التعب وبالتالي فإنّها تُؤثّر على الذاكرة.
علاج تأثير مرض الصرع على الذاكرة
في حين أنّه لا يوجد علاج مُحدّد لتأثيرمرض الصرع على الذاكرة، إلّا أنّه يُمكن لبعض النصائح أن تُساعد مرضى الصرع على تحسين ذاكرتهم، وفيما يأتي أبرزها:
-
اتّباع نظام غذائي صحي
اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن مليء بالفيتامينات والمعادن ومُنخفض الدهون والكولسترول يُساعد على امتلاك قدرات أفضل في التفكير والذاكرة.
-
ممارسة التمارين الرياضية
تُساعد ممارسة التمارين الخفيفة إلى المعتدلة على تحسين الذاكرة لفترة وجيزة، ويُمكن أن يُساعد المشي من حين لآخر في تحسين الذاكرة أيضًا.
-
تقليل التوتر
تسبب المستويات العالية من التوتر زيادة في هرمون الكورتيزول (Cortisol) الذي يُمكن أن يُسبّب مُشكلات في الذاكرة، لكن لحسن الحظ أنّ تأثيرات زيادة الكورتيزول على الذاكرة تميل إلى أن تكون قابلة للعكس بمجرد تقليل التوتر.
يُمكن تجربة التأمل واليوغا وأنشطة الاسترخاء الأخرى لتقليل التوتُّر والقلق، لكن يجب استشارة الطبيب أوّلًا للتأكد من اتّخاذ أي احتياطات أمان ضرورية.
-
ممارسة الأنشطة المُنشِّطة للدماغ
القراءة والتواصل الاجتماعي وحلّ الألغاز والألعاب تُحفّز التفكير وبالتالي يُمكن أن تُحسّن الذاكرة.
كما أن السماع للموسيقى وتعلم لغة جديدة ومهارات جديدة تعد من الأنشطة المنشطة للدماغ.