جغرافية آسيا الصغرى
هي شبه جزيرة جبليّة في غرب آسيا على البحر المتوسط تشمل معظم الأراضي التركيّة محصورة بين البحريْن، الأبيض المتوسط والأسود، وتُقدّر مساحتها بحوالي 743,000 كم، تحيط بها بحار إيجة ومرمرة والبحر الأسود، وتعرف حاليًا بتركيا، تُعدّ آسيا الصغرى واحدة من الأماكن الأولى التي ظهرت فيها باكورة الحضارات، ومن المحتمل أن سكان هذه المنطقة كانوا أول من عرف استعمال الحديد منذ 3,500 سنة، توصّل علماء الآثار إلى أدلّة تشير إلى وجود مجتمع متقدّم عاش في الوسط الجنوبي لآسيا الصغرى قبل 6000 ق.م. وقد ظهرت مملكة الحثيين في شبه الجزيرة عام 1900 ق.م، وتعود جذور الحضارة الكلاسيكية الإغريقية إلى الأيونيين الإغريق، وسيتم ذكر تاريخ آسيا الصغرى.[١]
تاريخ آسيا الصغرى
تواترت الحضارات على أراضي الأناضول أو آسيا الصغرى، فقد كانت موطنًا للاستعمار اليوناني، حتى أتى إسكندر الكبير فوحدها مع آسيا الوسطى، ومن ثم تشتت إلى دويلات، ومن بعدُ استولى الرومان على غربي آسيا الصغرى عام 133ق.م، كما سيطروا على شبه الجزيرة نحو عام 50 ق.م، وقد ازدهرت شبه جزيرة آسيا الصغرى تحت الحكم الروماني لما يقرب من ثلاثمائة عام، ويوجد عدد كبير من الآثار والتماثيل التي تدل على تطور أراضي الأناضول بشكل كبير.[٢]
أمّا في الحضارة الفارسية فقد اهتم الفرس بالأراضي الأناضولية أيما اهتمام، وكان لتجارة الخشب واستغلالها ذِكر كبير في الحضارة الفارسية، وأيضًا اهتم الفرس باستخراج الفضة والنحاس من أراضي الأناضول، كما أنهم اهتموا باستخراج الحديد والفضة من أراضي قبرص، ولما وصل الفتح الإسلامي لبلاد الأناضول كان للشخصيات الإسلامية الأناضولية ذكر عالي الشأن في تاريخ آسيا الصغرى الإسلامي.[٢]
تاريخ آسيا الصغرى الإسلامي
عندما يذكر تاريخ آسيا الصغرى يقترن معه ذكر دولة السلاجقة، وهي دولة إسلامية سنّية، تنتمى لسلجوق بن دقاق الذي دخلت قبيلته في عهده الدين الإسلامي، من عرق الأتراك الأوغوز، لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية والصِّراع الإسلامي البيزنطي، ومن أشهر قادتها: القائد الكبير طغرل بك، وألب أرسلان صاحب النصر الكبير في معركة ملاذ كرد، والقائد العظيم أرطغرل بن سليمان شاه، أبو عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، التي دام حكمها ما تعدى الستة قرون، ويصل حكم دولة سلاجقة الروم كافَّة إيران وأفغانستان ووسط آسيا وُصولًا إلى كاشغر في الشرق، فضلًا عن العراق والشام والأناضول غربًا وُصولًا إلى مشارف القسطنطينية.[٣]
ومكثت الدولة السلجوقية مدّة من الزمن تحت حكم الدولة العباسية، وكان للدولة السلجوقية فضل كبير بالقضاء على الدولة الفاطمية الشيعية، والتوسع بالدولة في عهد القائد ألب أرسلان، وبعد ضعف الدولة السلجوقية رأى القائد أرطغرل بأن يعمل على إنشاء دولة إسلامية بعيدة عن ضعف السلاجقة والتصاق الخونة بها من جميع الجهات، فكانت خطته نواة للدولة التي قام بشكل رئيسي ابنُه عثمان، وتأسّست الدولة العثمانية في عام 699 للهجرة.[٣]
المراجع
- ↑ "الأناضول"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الخطيب (2013)، حضارة إيران وآسيا الصغرى في العصور القديمة، دمشق: دار علاء الدين للنشر والطباعة والتوزيع، صفحة 35. بتصرّف.
- ^ أ ب "دولة السلاجقة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.