تاريخ أرطغرل
أرطغرل هو الأميرُ الغازي القايوي التركمانيُّ، وسُمِّيَ قايوي؛ لأنّه يرجعُ في أصلِه إلى قبيلةِ قايى؛ وهي إحدى قبائلِ الأوغوز الأتراكِ، علماً بأنّه جدُّ الخلفاءِ العثمانيّين، ووالدُ الخليفةِ عُثمانَ بنِ أرطغرل مُؤسِّسِ الدولةِ العثمانيّةِ، أمّا والدُ أرطغرل فقد اختلفت المصادرُ التاريخيّةُ في تحديدِه؛ فهناك مصادرُ تقولُ إنّ والدَه هو سليمان شاه، وهناك مصادرُ أخرى تقولُ إنّ والدَه هو كوندوز ألب؛ حيثُ ذهبت هذه المصادرُ إلى أنّ سليمان شاه ليس والدَه، وإنّما كان بقيّةً من ذكرى الذي فتحَ الأناضول، ولا يُعرَف عن تاريخِ أرطغرل، وحياتِه السابقةِ الكثيرُ، كما ذكرت المصادرُ أنّ والدَه كان زعيمَ قبيلةٍ تركيّةٍ تُدعى قايى، وعندما غزا المغولُ الدولةَ الخورازميّة، وتسبَّبوا في هجرةِ القبائلِ، هاجرت قبيلةُ قايى مع القبائلِ المهاجرةِ، ومع التنقُّل، والهجراتِ المُتلاحقةِ انتهى المطافُ بأرطغرل بعدَ وفاةِ والدِه في الأناضول.[١]
وقِيلَ إنّ اختلافَ المصادرِ التاريخيّةِ في تحديدِ نسبِ أرطغرل لا يدلُّ سوى على أنّه لم يكن معروفاً في زمانِه إلى درجة أنّ المُؤرِّخين لم يهتمّوا بسيرةِ حياتِه، وتتبُّعِها، وتوثيقِها، ولولا أنّ الدولة العثمانيّة أصبحت دولةً كبيرةً، ولها شأنٌ عظيمٌ، وأنّ أبناءَ ذُرّيتِه هم من حملوا رسالتَها لَما أتى المُؤرِّخون على ذِكره.[١]
مولد أرطغرل
على الرغم من اختلافِ المصادرِ في نَسبِ أرطغرل، إلّا أنّ المُتَّفق عليه هو أنّ والدتَه هي هايماه آنا، وقد ولدته في مدينةِ خلاط الواقعةِ على الساحلِ الشماليّ الغربيّ من بُحيرةِ وان، وذلك في العامِ ألفٍ ومئةٍ وواحدٍ وتسعين تقريباً، كما كان له إخوةٌ ثلاثةٌ، وهم: غندودو، وسنغور تكين، وديندار، وقِيل إنّه تربّى مع إخوتِه في كنفِ والدِه، ووالدتِه على الشجاعة، ونُصرةِ المظلومين، وحُبِّ الدين، أمّا ما مَيّزه عن إخوتِه فهو العَزمُ، والإصرارُ.[١]
زواج أرطغرل
تزوّجَ أرطغرل في العامِ ألفٍ ومئتين وسبعةٍ وعشرين للميلاد من السُّلطانة حليمةَ بنت السُّلطان غيّاث الدين بن كيكاوس السلجوقيّ، وقد كان لها أثرٌ كبيرٌ في تاريخِ قبيلةِ قايى، وفي تأسيسِ الدولةِ العثمانيّةِ أيضاً؛ حيث كانت الداعمَ الأوّل لزوجِها أرطغرل في زعامتِه، علماً بأنّها نشأت في قصورِ السلاجقةِ، ومن ثمَّ انتقلت إلى قبيلةِ قايى بصُحبةِ أرطغرل زوجِها، ووالدِه، وأمِّه.[١]
أرطغرل في الأناضول
انتهى المطاف بأرطغرل في الأناضول، وهناك ظهر، وذاع صِيته؛ لمساعدته أمير السلاجقة؛ حيث ذكرت الروايات أنّ الجماعة التي كانت بقيادة أرطغرل سمعت ضوضاء عن بُعد، ولمّا اقتربت من المكان، شاهدت الجيش المسلم يقتتل مع الجيش البيزنطيّ، فهبَّت إلى مساندة الجيش الإسلاميّ، وكانوا من جيوش الدولة السلجوقية، وتمّت هزيمة الجيش البيزنطيّ، وبعد النصر كافأ قائد الجيش السلجوقيّ أرطغرل، وجماعته بإقطاعهم قطعة أرض غرب الأناضول، بالقُرب من أراضي الروم، فأنشأ أرطغرل دولته، وتوسَّع فيها، وأصبحت لديه علاقة قويّة مع السلاجقة؛ لأنّ عدوَّهما مُشترَك، واستمرَّ أرطغرل بالتوسُّع في دولته، كما استمرَّ حليفاً للسلاجقة الذين ظلَّت تجمعُه بهم علاقات طيبّة.[٢]
استطاع أرطغرل أن يُوسِّع دولته إلى نحو 4,800 كم تقريباً خلال مدّة تُقدَّر بنصف قرن، واستمرَّت علاقته الطيّبة بالسلاجقة إلى حين وفاته، حيث تُوفِّي عن عُمر يناهز 90 عاماً في عام 1281م؛ أي ما يُوافق 680هـ، ودُفِن في قصبة سوغت التي كانت قاعدة له.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "ارطغرل 600 سنة حُكم"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-3. بتصرّف.
- ↑ أروى القحطاني، وأمل الغيث، وحنان الزهراني، وآخرون، "تركيا بين العثمانية والعلمانية"، fac.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019. بتصرّف.
- ↑ هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، صفحة 121، جزء 16 (ع). بتصرّف.