محتويات
تاريخ الأمن السيبراني وتطوره
يبدو أن تاريخ الأمن السيبراني لم يبدأ إلا في سبعينيات القرن الماضي، إذ لم يكن هناك الكثير من المعلومات عمّا بات يُعرف ببرامج التجسس، والاختراق، والفيروسات، وغيرها من المصطلحات التي أصبحت فيما بعد معروفة ومتداولة على نطاق واسع، وذلك بعد حدوث ارتفاع هائل في جرائم الإنترنت.[١]
أصبح مفهوم الأمن السيبراني معروفًا وشائعًا ومهمًا، وذلك بسبب الاعتماد المتزايد على مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت وبشبكات الاتصال اللاسلكية، مثل البلوتوث والواي فاي،[٢] وفيما يأتي تفصيل لتاريخ الأمن السيبراني وتطوره عبر التاريخ:
فترة السبعينات
كانت أجهزة الكمبيوتر واتصالها بالإنترنت في ذلك الوقت لا تزال في مرحلة الإنشاء والتطوير، فكان من السهل تهديد أمن هذه الأجهزة،[١] وقد نُفذت معظم هذه التهديدات من قبل أشخاص يحاولون الوصول إلى مختلف الوثائق والمستندات التي لم يكن من المفترض أن يطّلعوا عليها، وذلك ما دفع الكثير من الأشخاص إلى تطوير برامج توفر أقصى درجات الحماية، وتمنع وصول الأشخاص غير المعنيين إليه.[١]
وقد بدأ مفهوم الأمن السيبراني يتضح بشكل أعمق، عندما صمم الباحث روبرت توماس برنامج كمبيوتر يسمى الزاحف (بالإنجليزية: Creeper)، وهو برنامج قادر على التحرك عبر شبكة تنيكس (بالإنجليزية: Tenex).[٣]
ومن ثم تمكن مُخترع البريد الإلكتروني راي توملينسون من اختراع برنامج أسماه الحصاد (بالإنجليزية: Reaper) إلى أن تمكن من مطاردة برنامج (Creeper) وحذفه، وهو كان بمثابة أول برنامج ذاتي النسخ لمكافحة الفيروسات الإلكترونية.[٣]
فترة الثمانينيات
كان الفيروس الذي أوجده توماس موريس سببًا في بداية مجال جديد تمامًا في أمان الكمبيوتر، وهو الأمر الذي دفع الكثيرين للبحث عن الطريقة التي يمكنهم فيها تصميم فيروسات أكثر فعالية وفتكًا بأنظمة الشبكات والكمبيوتر، وهو ذات الأمر الذي أدى إلى تكثيف الجهود لإيجاد حلول لمكافحة تلك الفيروسات وإيجاد وسائل لمواجهة هجماتها المتواصلة.[١]
شهدت سنة 1987م تصميم العديد من البرامج المقاومة للفيروسات، والتي أصبحت تُستخدم على مستوى واسع من قبل الكثير من مستخدمي الكمبيوتر، إذ تم إنتاج العديد منها، وكان أول برنامج لمكافحة الفيروسات هو (Ultimate Virus Killer)، ومن ثم توالى إصدار العديد من هذه البرامج من قِبل العديد من الشركات التجارية.[٢]
فترة التسعينيات
مع بداية فترة التسعينيات من القرن الماضي، بدأت خدمة الإنترنت تدخل في الكثير من المجالات، وازداد عدد المستخدمين لها بشكل ملحوظ، وأصبحوا يضعون معلوماتهم الشخصية والمهمة على المواقع الإلكترونية.[٢]
الأمر الذي فتح المجال واسعًا أمام بعض الأشخاص لسرقة تلك المعلومات والبيانات، بهدف تحقيق بعض المكاسب المادية، ومع حلول منتصف التسعينات أصبحت التهديدات التي تواجه الشبكات الإلكترونية كثيرة ومتعددة.[٢]
وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الباحثين في هذا المجال وكذلك من الشركات على اختلاف أنواعها إلى السعي إلى إنتاج جدران حماية فعالة بشكل عالي، وكذلك اختراع برامج عالية الكفاءة لمكافحة الفيروسات على نطاق أوسع.[٢]
فترة القرن الحادي والعشرين
بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تنوعت وتضاعفت التهديدات والاختراقات وكذلك الهجمات الإلكترونية التي بدأت كثير من الكيانات الإجرامية القيام بها وبشكل محترف باستخدام تقنيات عالية، الأمر الذي دفع الكثير من الدول والحكومات إلى اتخاذ العديد من القرارات من أجل تضييق الخناق على هذه الجهات.[٢]
وكان ذلك من خلال العديد من الخطوات مثل؛ سن التشريعات الخاصة بهذا النوع من الجرائم، وإصدار الأحكام الجنائية على المُدانيين، ومع مرور الوقت، تقدم أمن وحماية المعلومات والبيانات على شبكة الإنترنت، ومع ذلك ما تزال العديد من الجهات تنتج مختلف أنواع الفيروسات لخرق هذا الأمن.[٢]
الأمن السيبراني في المستقبل
يبدو أن جهود الأمن السيبراني في محاولة وقف هجمات التدمير والتخريب ما زالت تتطور وتتسع، والسبب في ذلك تطور قراصنة الإنترنت باستمرار، وذلك من خلال وضع مختلف الاستراتيجات الجديدة والمبتكرة من أجل تنفيذ هجمات إلكترونية غير متوقعة على العديد من المواقع والمنصات الإلكترونية المهمة والحساسة.[١]
ينبغي على الخبراء والباحثين في هذا المجال توجيه جميع الجهود للاستفادة من أحدث التقنيات المتوافرة، للتقليل من حجم وخطورة تلك الهجمات، ولتفادي الآثار التي قد تحصل في حال نجحت أي واحدة منها.[١]
تتجسد الجهود الحالية لمعظم الشركات والمؤسسات في محاولتها لدمج الذكاء الاصطناعي في عمليات مكافحة هجمات الفيروسات، من خلال إنشاء جدار أمني عالي المستوى والكفاءة؛ للتقليل من الآثار الكارثية لأي هجمة إلكترونية، مثل قفل نظام المستخدمين لمنع أي عملية لسرقة البيانات.[١]