محتويات
الدول الإسلامية
كانت الدولة الإسلاميّة في قوَّتها وتماسكها في بداية حكم العباسيين، وكان نفوذهم يمتدُّ على معظم الأراضي التي كان المسلمون قد سيطروا عليها، لكن ما إن تمكَّن بنو العباس من الخلافة حتى بدأت تنشقٌّ عنها بعض الدول كما حدثَ في الأندلس منذ بداية ظهور العباسيين عندما استطاع عبد الرحمن الداخل أن يؤسّس حكمًا أمويًّا فيها، وفيما بعد لم يعُد الأمر يقتصرعلى المناطق البعيدة عن عاصمة الدولة، بل انتشر هذا الداء في معظم أجزائها، فانقسمت الدولة العباسية إلى كثير من الدول والدويلات التي حكمت لسنوات وبقيَت الخلافة العباسية تحكم بشكل رمزي في بغداد، وتعدُّ الدولة السلجوقية من أهم تلك الدويلات، وهذا المقال سيتحدث عن تاريخ الدولة السلجوقية.
أصل السلالة السلجوقية
لا بُدَّ قبل الحديث عن تاريخ الدولة السلجوقية أن يُشار إلى أصل السلالة السلجوقية التي حكمت تلك المناطق، حيث تعود جذور السلالة السلجوقية إلى إحدى قبائل الغز التركيَّة، وقد كانت تتزعم تلك القبائل جميعها، اعتنقت هذه القبيلة الدين الإسلامي في عام 960م، وقد كان يتزعَّمها في تلك الفترة الزعيم سلجوق، كما كانت تلك القبيلة تعمل لتنفيذ مصالح القراخانات -وهو جمع القره خان-، وهم إحدى الأسر التركيّة التي كانت تحكم بلاد ما وراء النهر، وبعد وفاة سلجوق انقسمت مملكته إلى قسمين: الأول غربي وعاصمته أصفهان، والثاني شرقي وعاصمته مرو، ولكنَّ النصر والغلبة كانا في صالح طغرل بك الذي استطاع أن يوسِّع دولته من جهة الغرب ويضمَّ بلاد فارس عام 1402م بعد أن حقَّق انتصارًا ساحقًا على أعدائه الغزنويين.[١]
تاريخ الدولة السلجوقية
دولة بني سلجوق أو الدولة السلجوقية هي إحدى دول العالم الإسلامي التي حكمَت في الفترة التي كانت فيها الخلافة تحت الحكم العباسيّن وكان العباسيّون في ذلك الوقت يحكمون بشكل رمزي في بغداد، وغَدَت سلطة العباسيين سلطة روحية فقط، وفي الحديث عن تاريخ الدولة السلجوقية يمكن القول بأنَّه يمكن اعتبار الدولة السلجوقية من أشهر وأكبر الدول الإسلامية في تاريخ الإسلام وخصوصًا في المنطقة الواقعة وسط آسيا، وكان لها دورٌ كبير في وجود الدولة العباسية نفسها وتاريخها، ولعبَت دورًا مهمًّا جدًّا في الحروب الصليبية وفي صراع المسلمين والبيزنطيين، ويعدُّ عام 1037م هو العام الذي تأسست فيه الدولة السلجوقية على أيد الأتراك من سلالة سلجوق أحد زعماء القبيلة.[١]
بدأت الدولة السلجوقية بعد ذلك بالتوسع بعد ذلك بأكثر من اتجاه، وقد شملت في ذروة توسُّعها وأوج قوَّتها الكثير من الدول وهي: إيران، أفغانستان، وسط آسيا وصولًا إلى كاشغر شرقًا، بلاد الشام، العراق، الأناضول وصولًا إلى القسطنطينية غربًا، وقد كانت الفرصة الذهبية التي من خلالها بدأ نفوذ السلاجقة الفعلي هي طلب السلطان العباسي منهم المساعدة لإخماد ثورة أحد الشيعة بعد أن عجزَ العباسيون عنه، فلبَّى السلاجقة النداء ودخلَ طغرل بك بغدادَ قائدًا عظيمًا منتصرًا.[٢]
وقد عُدّ العام الذي دخلَ فيه طغرل بك إلى مدينة مرو في عام 1037م هو العام الذي تأسّست فيه الدولة السلجوقية، وذلك بعد اقتسام المملكة التي تركها سلجوق بين حفيديه طغرل بك وأخيه، ويُشار في الحديث عن تاريخ الدولة السلجوقية إلى أنَّ الدولة بقيَت دولة واحدة متماسكة حتى عام 1157م وذلك بعد أن قُتل السلطان أحمد سنجر، فبعدَ مقتله انقسمت الدولة إلى دويلات عديدة صغيرة حكمت جميع البلاد التي كانت تحكمها الدولة السلجوقية، ولا بُدَّ من الإشارة إلى دولة سلاجقة الروم التي أسسها قتلمش بن أرسلان، وهو أحد أقرباء طغرل بك، وقد حكمَ سلاجقة الروم منطقة الأناضول بعد أن تمَّت هزيمة الروم في معركة ملاذكرد عام 1071م.[٣]
طغرل بك بن سلجوق
هو الحاكم الثالث للدولة السلجوقية ركن الدين طغرل بك بن سلجوق، ولدَ في عام 990م، كان له دور كبير في توطيد دولة السلاجقة وتوسيع رقعتها وصولًا إلى بغداد حاضرة الخلافة العباسية في ذلك الوقت، تولَّى الحكم عام 1016م، ويعدُّ المؤسس الفعلي والحقيقي لدولة السلاجقة العظام، ففي عام 1025م استطاع هزيمة خانات بخارى والتوسع داخل خراسان ليكمل السيطرة عليها لاحقًا، ودخل بغداد في عام 1055م وأعلنَ أن دولة السلاجقة تابعة للخلافة العباسية، واستطاع إخماد العديد من الثورات منها ثورة الفاطميين في القاهرة، وقد غدَت الدولة السلجوقية في عهده أعظم دولة وقوة في العالم الإسلامي، ولم يكن له ولد ليخلفه بعد أن مات فنشبَ صراع على السلطة بين أبناء أخيه، وقد توفّي عام 1063م.[٤]
سقوط الدولة السلجوقية
رغم القوة والنفوذ الذي حقَّقه طغرل بك إلا أنَّه لم يكن له أولاد، فأوصى بالحكم لأخيه، لكنَّ الخلافات كانت قد بدأت تنشبُ بالفعل في تلك اللحظة، فاعترضَ العامَّة لأنَّهم أرادوا أن يحكمهم أخوه ألب أرسلان وبالفعل عملَ وزير طغرل بك على ذلك ونصَّب ألب أرسلان ولم ينفِّذ وصية طغرل بك لكن ألب أرسلان قتله في النهاية، وبعد وفاته حكمَ ابنه ملكشاه وبموته بدأ عصر الضعف والانحطاط في الدولة السلجوقية، وعاشت الدولة السلجوقية بعد ذلك أكثر من قرن من الزمن لكنَّها كانت في حالة حرجة من الضعف والتفكك، فاستقلَّ قتلمش بن أرسلان بالأناضول مؤسسًا دولة سلاجقة الروم، واستقل تتش بن ألب أرسلان بالشام، واستقلَّ مغيث الدين محمود بالعراق، وبقي القسم الأكبر من الدولة في خراسان بأيدي سلاطين السلاجقة.[٥]
وفي فترة حكم أحمد سنجر نجح جزئيًا بإعادة الهيبة للدولة، لكنْ بموته اقتسم أبناؤه التركة وازداد انحطاط وضعف الدولة، فطلب الخليفة العباسي من خوارزم شاه المساعدة للتخلص من السلاجقة، فدخل الخوارزميون خرسان وقضوا على وجودهم في خراسان والعراق وكرمان، وكان حكمهم في الشام قد زال قبل سنوات، وبقي سلاجقة الروم حتى القرن الهجري الثامن عندما وصلَ المغول إليهم وقضوا على آخر وجود للحكم السلجوقي، وبذلك كانت نهاية تاريخ الدولة السلجوقية العريقة.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "سلاجقة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "صور من حضارة السلاجقة (بني سلجوق)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "سلاجقة الروم"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "طغرل بك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الدولة السلجوقية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.