تاريخ العرب القديم

كتابة:
تاريخ العرب القديم

تقسيم العرب القدماء

ينقسمُ تاريخ العرب القديم من حيث الأصول إلى قسمَيْن، العرب البائدة، وهي التي سكنت الجزيرة العربية وانقرض ذكرها قبل البعثة، مثل عاد وثمود والعماليق وجديس وعبيل وجُرهُم، وقد تمكن علماء الآثار من الوقوف على حقائق جغرافية وتاريخية تدل على وجود هؤلاء الأقوام، وتمّ ذكر بعض الأقوام منهم في القرآن الكريم، والعرب الباقية وهي التي تنقسم إلى قسمين: العاربة "القحطانيون" وهم المنسوبون إلى يعرب بن قحطان وينتهي نسبهم إلى سام بن نوح، والمستعربة "العدنانيون" وهم القبائل المنتسبة إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويرجع نسبهم إلى النبي إسماعيل -عليه السلام-، ومنهم النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب -صلى الله عليه وسلم- من قبيلة قريش.[١]

تاريخ العرب القديم

يطلق مصطلح الجاهلية على حال العرب قديمًا، أي قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كانوا في الجاهلية يعبدون الأصنام، ويقدمون لها القرابين، فجاء الإسلام وحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، حيث لم يكن هناك دين يوحد العرب في الجاهلية، وكان يسود النظام القبلي فقد كانت القبائل تقاتل بعضها بعضًا من أجل التمسك بأمور الإمارة، حتى جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام وانتشل العرب من هذه الحالة.[٢]

وكان ممّا يرثى له من حال العرب في الجاهلية تفشي شرب الخمر لأبعد درجة، حتى كتبت فيه أشعار تصفه، وتصف مجلسه بأدق التفاصيل، مع أنه كان يؤدّي إلى كثير من النزاعات بين الناس، وتفشي الميسر أيضًا بصورة واسعة، وكثيرًا ما أورث الناس البغضاء والشحناء، لذا يقول الله: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[٣].[٢]

كما كان الربا عندهم من المعاملات الأساسية وقالوا: {إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}[٤]، ووأد البنات قبل الإسلام وهي عادة بشعة، ومعناها: دفن البنت حيةً، وكان هذا الوأد يفعل لأسباب كثيرة أهمها: خشية الفقر، لذا قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}[٥]، خوف العار، ادعاؤهم أن الملائكة بنات الله -سبحانه عما يقولون- فقالوا: ألحقوا البنات به تعالى، فهو أحق بهن، يقول سبحانه: {وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}[٦]، وحتى الذي لم يكن يئد ابنته كان يحزن حزنًا شديدًا إذا ذكروا له أنه رزق ببنت: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}[٧]، وهكذا قد تم ذكر تاريخ العرب القديم.[٢]

حال العرب بعد بعثة النبي

لم يبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوته إلى الدين الإسلامي جهرًا؛ لأنه متيقن بأن العرب لا يزالون متعلقين بعبادة الأصنام، وأنه إذا ما جهر بدعوته فستندثر دعوته وحياته مع قوة زعماء قريش، ولأنه يعلم قدر العناد الذي عند العرب، فتأنى النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى قويت شوكته وكثر مناصروه، فجهر بدعوته فلقي هو وصحابته -رضي الله عنهم- أشد أنواع التعذيب في سبيل ترك الدين، ولم يثنِهم ذلك عن توحيد الله تعالى والدعوة إلى دينه الحنيف، حتى أذن الله تعالى لهم بالهجرة، فهاجروا الهجرة الأولى إلى الحبشة.[٨]

ومن بعدها إلى المدينة المنورة والتي قد مثلت عهدًا جديدًا للإسلام ونقلًة نوعيًة مر بها المسلمون آنذاك، بعد مرور 13 عشرة سنة في مكة المكرمة، وكان الاستقرار في المدينة المنورة سببًا في توسع رقعة الإسلام، إذ بدأت الجيوش الإسلامية تنتشر إلى الأراضي البيزنطية والفارسية وتفتحها بعون الله تعالى، وهكذا قد تم ذكر تاريخ العرب القديم.[٨]

المراجع

  1. " تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة "، majles.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "العرب قبل الإسلام "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
  3. سورة المائدة، آية: 91.
  4. سورة البقرة، آية: 275.
  5. سورة الإسراء، آية: 31.
  6. سورة التكوير، آية: 8.
  7. سورة النحل، آية: 58، 59.
  8. ^ أ ب "بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته ووفاته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
3692 مشاهدة
للأعلى للسفل
×