تاريخ المدرسة النظامية

كتابة:
تاريخ المدرسة النظامية


نشأة المدارس النظامية

نُسبت المدرسة الشافعية إلى الوزير السلجوقي نظام الملك الحسن بن علي، إذ افتتحت سنة 459 هـ، وهي من أشهر وأكبر المدارس في بغداد، ودرّس بها العديد من الأساتذة الكبار، مثل: محيي الدين محمد بن عبد الله العاقولي الشافعي، وعند زيارة ابن بطوطة سنة 727 هـ إلى بغداد أشاد بهذه المدرسة.[١]


أمّا السبب الرئيس في إنشاء هذه المدارس هو أنّ المد الشيعي والخطر الباطني كان يغزو عقول الناس وقلبهم، ولا سبيل لمحاربة الفكر إلا بفكر مثله، فقررت الدولة السلجوقية إنشاء مراكزها العلمية، وكُلف وزير الدولة نظام الملك بهذه المهمة.[٢]


الأهداف التعليمية للمدارس النظامية

حرصت المدارس النظامية على تحقيق صحوة علمية دينية تتلخص بأهداف عديدة، وهي كما يأتي:[٣]

  • تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى.
  • التزام الناس بالتكاليف الشرعية.
  • إصلاح النفس وإصلاح الغير.
  • توفير بيئة علمية للأساتذة والطلاب.
  • توسيع الأفق الفكري لدى الطلاب.
  • نشر الفكر السني.
  • إعداد أساتذة مؤهلون لمواجهة الأخطار الفكرية.


وسائل نظام الملك في تحقيق الأهداف

في سبيل تحقيق الأهداف السابقة، حرص نظام الملك على العمل بالوسائل الآتية:[٤]

  • توفير المكان

أُنشئت هذه المدارس في أماكن عدة لا مكان واحد.

  • اختيار الأساتذة والعلماء

اختار نظام الملك الأكفاء للتدريس في هذه المدرسة.

  • تحديد منهج الدراسة

أوقف نظام الملك هذه المدارس للشافعية أصولًا وفروعًا.

  • توفير الإمكانات المادية

حرص الوزير نظام الملك على توفير المال للمعلمين والطلاب؛ كي لا يُشغل ذهنهم عن العلم أيّ شاغل دنيوي.

  • إقبال الأساتذة على التدريس

لم يكن الإقبال على التعليم في هذه المدارس مقصورًا على الطلاب، بل شمل أيضًا إقبال الأساتذة الذين يتطلعون للتدريس فيها.

  • تأدية المدارس الأهداف المنشودة

كان نظام الملك حريصًا على أن تعمل هذه المدارس بالرسالة التي بناها لأجلها، والمسارعة للقضاء على الفتن، وذلك بعد دعوته بأبيات شعرية من قِبل أبي الحسن الواسطي، إذ قال:

يا نظام الملك قد حــلّ 

:::ببغداد النظــــــام

وابنك القاطن فيهــــا

:::مستهان مستضام

وبها أودى له قتلــــى

:::غلام، وغــــــلام

عظُم الخطبُ وللحرب 

:::اتصـــــال ودوام

فمتى لم تحسم الــــداء

:::أياديك الحســــام

ويكف القوم فـــــــي

:::بغداد قتل وانتقام

فعلى مدرسة فيهــــــا

:::ومن فيها السلام


أثر المدارس النظامية على العالم الإسلامي

كانت (النظامية) من أفضل الوسائل لنشر العلم وتعميمه، وتحقيق الأهداف التي رسمها نظام الملك من سيادة الكتاب، والسنة، وعقيدة أهل السنة والجماعة على الدولة لما نتج عنها من الآثار الآتية:[٥]

  • إعادة منهج السنة في حياة الأمة بقوة كبيرة.
  • تقلص نفوذ الفكر الباطني، خاصةً بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدارس.
  • نشر مذهب الإمام الشافعي، إذ بدأ يشق طريقه في العراق وفي المشرق الإسلامي.

المراجع

  1. عبد الرحيم الزريراني، كتاب إيضاح الدلائل في الفرق بين المسائل، صفحة 56. بتصرّف.
  2. علي الصلابي، دولة السلاجقة، صفحة 268. بتصرّف.
  3. علي الصلابي، الدولة السلجوقية، صفحة 269 -270. بتصرّف.
  4. علي الصلابي، الدولة السلجوقية، صفحة 270-275. بتصرّف.
  5. علي الصلابي، الدولة السلجوقية، صفحة 277-278. بتصرّف.
5358 مشاهدة
للأعلى للسفل
×