الخلافة الراشدة
مع بداية ظهور الإسلام ظهرت مفاهيم مختلفة لم يكن لها عهدٌ قبله، فبدأ الإسلام بسيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- ثم بدأت مبادئ الخلافة الراشدة بالظهور ابتداءً بالمناداة بالعدل المساواة، وترك الجور والظلم، فظهرت تلك المفاهيم وأصبح الناس يتشبثون بها كونها مصدر خلاصهم، فبالعدل تنهض الأمم، ونشأت حينها دولة الإسلام التي غيّرت مجرى التاريخ فبعد وفاة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- انطلقت دولة الخلافة الراشدة ابتداءً من الصحابيّ الجليل أبو بكر الصديق الذي تمت مبايعته برضى الجميع دون استثناء فقد كان خير الناس بعد محمد-صلى الله عليه وسلم- فوضع الأسس التي سوف تسير عليها الدولة وذهبت بعده إلى عمر بن الخطاب فعثمان فعليّ بن أبي طالب، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن تاريخ دولة الخلافة الراشدة والخلافة الإسلامية. [١]
تاريخ دولة الخلافة الراشدة
دولة الخلافة الراشدة هي أول دولة قامت بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- وهي الدولة الوحيدة التي كان فيها الحكم بالشورى وليس بالوراثة واشتهر جميعهم بالتواضع والزهد ولم يستغلّوا أماكنهم ومكانتهم في الترويح عن النفس وإمتاعها، وكانت بداية الخلافة الراشدة بأبي بكرٍ الصدّيق فقد بويع من الجميع دون استثناء، مع أنه لم يُرشِح نفسه للخلافة كحال باقي الخلفاء فما يجمعهم أنهم لم يرشِّحوا أنفسهم بل تم تعيينهم ومبايعتهم، وهذه دليل على أن الرياسة في عهدهم كانت تكليفًا وليس تشريفًا، وعندما استلم أبو بكر الخلافة بدأ بتنفيذ أمر الرسول بإرسال جيش أسامة، وأعدّ الكثير من الحملات العسكريّة، وتم في عهده دفع الفدية من الفرس ليعيشوا بسلام دون حرب، وحارب المُرتدين، وجمع الصحف، وفي عام 13 من الهجرة مرض أبو بكر وماتن وقد وصّى بالخلافة لعمر بن الخطاب.
انتقلت الخلافة إلى عمر بن الخطّاب وتوالت الفتوحات بعدها، فأكمل مسيرة فتح بلاد الشام ومصر والعراق، وتمّ في عهدِه فتح بيت المقدس فاستلمها بنفسه وصلى بالمسلمين إمامًا، وأنشأ المدن الجديدة كالكوفة والفسطاط، وعلى صعيد الدولة نفسها أنشأ الدواوين ووضع نظام للقضاء، وأسس بيت مال للمسلمين، واهتمّ بالزراعة وتمهيد الطرق، وأنشأ التقويم الهجري ليبدأ العمل به في عهده -رضي الله عنه- إلى يومنا هذا.
رفض عمر أن يرشِّح أحدًا للخلافة بعده فقال اختاروه من بينكم، وبعد المشاورة والأخذ بآراء الناس وقع الإختيار على عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، لكن بعد انتشار خبر وفاة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بدأت الأقاليم المفتوحة بنقض العهود واحدًا تلو الآخر، فجهز عثمان جيشًا لإعادة فتحها من جديد، وأمر بتوسيع المسجد النبوي والحرم المكّي، وتم في عهده إنشاء أول بحرية إسلاميّة، وقد كان النصف الأول من خلافة عثمان يسير على ما يرام، حتى عمّت الفوضى والاضرابات حتى نهاية عهده وعهد الخلافة الراشدة خصوصًا بعد مقتل ابنة أبي لؤلؤة على يد عبد الله بن عمر ثأرًا لوالده، وبسبب انتقال المدينة من حال الفقر إلى الترف وتنصيب عثمان لأقربائه في مناصب الدولة القريبة بدأ الناس يثورون عليه حتى قُتل في بيته في عام 35 للهجرة.
أمّا آخر خليفة حكم دولة الخلافة الراشدة فقد كان عليًّا بن أبي طالب ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد بدأت خلافته بالاضرابات والمطالبات بالثأر من قتلة عثمان بمحو آثار الجاهليّة، حيث أرسل الهيّاج الأسدي لطمس التماثيل وتسوية القبور لمنع الناس من التقرّب للقبور، وبنى سجنًا وسماه نافعًا، وأبقى القضاء كما كان في سابق عهده، وتوفي -رضي الله عنه- سنة 40 للهجرة، ومع انتهاء حكم علي بن أي طالب تنتهي دولة الخلافة الراشدة . [٢]
الخلافة الإسلامية
الخلافة الإسلامية هي جمع الأمة على أمرٍ واحد ورأيٍ واحد وذلك بترئيس خليفةٍ لهم يُجمعوا عليه، يقودهم ويتولى أمرهم في شؤون حياتهم الدينية والدنيوية، وعليه تُحمل المسؤولية كاملة في الدعوة غلى الله ورعاية الناس وحفظ دينهم وأمور دنياهم، فالخلافة في الاصطلاح الإسلامي تعني القيادة الإسلامية وسميت خلافة لأن الذي يتولّاها يخلف الرسول _صلى الله عليه وسلم- في قيادة الناس وإدارة شؤونهم، وترى فئة من علماء المسلمين أن طاعته واجبة سواءً كان بَرًا أم فاجرًا، وجب بذلك اتباع الخليفة الذي هو إمام للمسلمين جميعًا،وقال المارودي -رحمه الله-: "الإمامة: موضوعة لخلافة النبوّة في حراسة الدين وسياسة الدنيا "، وكلّما اتسعت رقعة المنطقة الجغرافية كلّما كان لزامًا تعيين خليفة لكل قطر من الأقطار، فمطالب الناس تتزايد والمسؤولية تكبر باتساع المكان وكثرة الناس وعِظم حمل الهم، لكن وللأسف هناك الكثير من الناس ظنوا أن الدين قائمٌ بالخلافة فإذا سقطت الخلافة فقد سقط وهذا هو الحلّ بعينه فالدين قائمُ بذاته، أما الخلاقة الإسلامية فهي السبيل والدليل. [٣]
المراجع
- ↑ خلاصة لمجريات الأحداث السياسية في عصر الخلافة الراشدة, ،" www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 28-12-2018، بتصرّف
- ↑ الخلافة الراشدة, ،"www.wikiwand.com"، اطلع عليه بتاريخ 28-12-2018، بتصرّف
- ↑ اعلان الخلافة الإسلامية رؤية شرعية واقعيّة, ،"www.saaid.net"، اطلع عليه بتاريخ 28-12-2018، بتصرّف