محتويات
طرق الإخصاب والعقم
مع تسارع عجلة العلم والتطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم بأسره كان لا بدّ أن يشمل هذا التطور مجال الإخصاب والعقم، الذي يقوم على أساسه الجنس البشري، إذ تم التحديث وإيجاد طرق ووسائل لحل الكثير من المشكلات في هذا المجال، منها ما كان في السابق مستحيلًا وقيد التجربة لكنه أصبح متاحًا في عصرنا الحالي.
تجميد البويضات هو من هذه الوسائل التي أخذت المؤسسات العالمية للإخصاب خطوةً واقعيةً تجاهها وأصبحت متاحةً للتطبيق والاستفادة منها لزيادة فرصة الإنجاب والإخصاب مع التقدم بالعمر.[١]
ما هو تجميد البويضات؟
يُعدّ تجميد البويضات (Oocyte cryopreservation OR Egg freezing) تقنية تتم من خلالها مساعدة المرأة على الاحتفاظ بالقدرة على الإنجاب في المستقبل، وهذه التّقنية يتم من خلالها سحب البويضات الناضجة من المبيض الأنثوي، وتجميدها وتفريزها غير مخصّبة، وتخزينها إلى وقت لاحق حتى أخذ قرار باستخدامها، وعند اللجوء إلى استخدامها يتم إخراجها من التجميد وتدفئتها ثم تخصيبها بالحيوان المنوي في المختبر وإعادتها وهي مخصبة إلى رحم الأنثى (بطريقة مشابهة لأطفال الأنابيب).[٢]
ما أسباب تجميد البويضات؟
توجد عدّة أسباب وراء اللجوء إلى تجميد البويضات، يُذكر منها:[٢]
- الاحتفاظ بقدرة المرأة على الإنجاب في المستقبل: فإذا كانت المرأة لا تريد الحمل والإنجاب في الوقت الحالي لكن لديها الرغبة بذلك في المستقبل تلجأ إلى تجميد البويضات، لأسباب عدة، مثل: إكمال الدراسة، أو العمل، أو أسباب خاصة بها.
- وجود أَيّ ظروف قد تؤثر في قدرة المرأة على الإنجاب: مثلًا إذا كانت مصابةً بالأنيميا المنجلية أو أي أمراض لها علاقة بالمناعة الذاتية.
- إذا كانت المرأة بحاجة إلى علاجات قد تؤثر في قدرتها الإنجابيّة: مثل علاجات السرطان، والعلاج بالأشعة، أو العلاج الكيماوي.
- أسباب أخلاقيّة ودينيّة: قد ترفض بعض النساء فكرة تجميد الأجنة فتلجأ إلى تجميد البويضات بديلًا لذلك.
- تجميد البويضات في عمر صغير: لأن هذه البويضات تكون أفضل وجيدةً أكثر من التي تنتج في عمر كبير، بالتالي فرصتها بالحمل والحصول على طفل سليم في عمر كبير تكون أعلى.
ما هي المخاطر المترتبة على تجميد البويضات؟
تعدّ هذه الطريقة آمنةً إلى حد ما، وما يحدث من مخاطر فيها يكون بنسبة قليلة عند بعض النساء، ومن الجدير بالذّكر أنّ المضاعفات التي تحدث لها علاقة بخطوات تقينة تجميد البويضات التي تتضمن استخدام علاجات هرمونيّة معيّنة، وفي ما يأتي توضيح لبعض المُضاعفات المحتملة:[١]
- تنشيط زائد للمبايض وعنيف في بعض الأحيان لعند بعض النساء؛ استجابةً لأدوية الهرمونات المنشطة للمبايض، وتزيد هذه الاحتمالية في حال تكرارها للحصول على عدد مناسب من البويضات، وقد تؤدي إلى حدوث مجموعة من الأعراض، منها:
- التعب، والغثيان، وآلام البطن، وهذه الأعراض يمكن السيطرة عليها.
- في حال حدوث نشاط عنيف قد يؤدي إلى تجلطات في الدم، وضيق في النفس، والجفاف، والاستفراغ، وفي هذه الحالة تحتاج المريضة إلى النقل فورًا إلى المستشفى.
- مخاطر تنتج بعد اللجوء لأطفال الأنابيب (IVF)؛ لأنه عند استخدام هذه البويضات بعد التجميد تلجأ المرأة إلى طريقة أطفال الأنابيب، ومن هذه المخاطرالحمل المتعدد، والولادة المبكرة، والولادة القيصرية، وولادة الطفل بوزن منخفض.
- تجميد البويضات وتأجيل الحمل إلى عمر أكبر من 35 سنةً يزيد من احتمالية الإصابة بسكري الحمل، والولادة القيصرية، والولادة المبكرة.
ما هي طريقة تجميد البويضات؟
هذه الطريقة تتضمن مجموعةً من الخطوات، على المرأة أن تكون على وعي ودراية بها وتتحلى بالصبر، وهي على النحو الآتي:[٣][٤]
- بدايةً يطلب الطبيب المعالج من المرأة إجراء فحوصات دم شاملة للهرمونات، بما فيها هرمون تحفيز المبايض أو الجريبات (FSH) وهرمون الإسترادياول في اليوم الثالث للدورة الشهرية، حتى يستطيع تقييم المبايض من حيث عدد البويضات وجودتها، ويتوقع كيفية استجابتها للأدوية المنشطة التي ستأخذها.[٢]
- بعد تقييم وضع المرأة يحدد الطبيب الجرعة التي سيتم أخذها من الهرمون المصنع مدة 8-11 يومًا لتنشيط المبايض وتحفيزها لإنتاج البويضات، وتتم مراقبة المرأة خلال هذه المدة من خلال جهاز السونار المهبلي (Vaginal ultrasound) وفحوصات الدم لتقييم الاستجابة لهذه الهرمونات.
- تخدير المريضة في عيادة الطبيب، ثم إدخال مجس جهاز السونار المهبلي في المهبل من أجل مراقبة المبايض والبويضات، ثم إدخال إبرة من المهبل إلى المبيض معها مضخة ماصّة لسحب البويضات من المبيض.
- من الممكن تكرار هذه العملية مرتين أو ثلاث مرات حسب رأي الطبيب وتقييمه لعدد البويضات.
- أخذ هذه البويضات وتجميدها إلى حرارة سالبة (-196) درجةً لاستخدامها لاحقًا، وتوضع مواد مع التجميد تمنع تكوّن بلورات في هذه البويضات أو مايعرف بتقنية (vitrification in cryopreservation)، ويمكن الاحتفاظ بها مجمدةً لعدة سنوات.
- بعد أخذ البويضات تستطيع المرأة مواصلة نشاطاتها العادية خلال أسبوع، وفي حال حدوث أي أعراض يجب الاتصال بالطبيب، مثل: الحرارة، وآلام البطن، وزيادة الوزن، والنزيف المهبلي الحاد، وحدوث مشكلة في التبول.
- عند أخذ قرار استخدام البويضات المجمدة يتم إخراجها من التجميد وتدفئتها، وفي حال أراد الزوجان إجراء فحص الكرموسومات لهذه البويضات لتجنب الأمراض الوراثية، أو من أجل معرفة جنس الجنين يُجرى الفحص قبل التخصيب، أو في حال عدم رغبتهما بذلك يتم تخصيبها بحيوان منوي في المختبر، وفي نفس الوقت تتم تهيئة رحم المرأة من خلال إعطائها هرمون الإستراديول مدة أسبوعين ومراقبة بطانة الرحم، ثم إعطائها هرمون البروجسترون لتهيئة الرحم لاستقبال الجنين وإعادته إلى رحم المرأة.
وفي النهاية نسبة حدوث الحمل تبلغ 30-60%، وتعتمد هذه النسبة على العمر الذي جرى فيه تجميد البويضات؛ فتجميدها في عمر متأخر يقلل من نسبة الإنجاب.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "Social egg freezing: risk, benefits and other considerations", ncbi, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Egg freezing", mayoclinic, Retrieved 2020-7-12. Edited.
- ↑ "Egg Freezing Process", losangelesreproductivecenter, Retrieved 2020-7-12. Edited.
- ↑ "Frequently Asked Questions About Egg Freezing", uscfertility, Retrieved 2020-7-12. Edited.