ان زيادة ندرة المياه وتضاعف الحاجة لمياه الشرب، دفع بعض الدول الى اللجوء الى تقنية تحلية المياة. فهل هي الحل الامثل وهل لها مخاطر اليك الاجابة من هنا:
تعد سلامة المياه وجودتها أساسية للتنمية البشرية ورفاهيتها، وتعتبر عنصرا أساسيا في الأمن الصحي وتدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
إن تغير المناخ العالمي، وتزايد عدد سكان العالم والاحتياجات للمياه، كلها عوامل تسهم في زيادة ندرة المياه وتضاعف التحدي المتمثل في توفير تلك الصالحة للشرب.
التطورات في تكنولوجيا فتحت أمامنا امكانية تحلية المياه المالحة وشكلت بديلاً قابلاً للتطبيق بشكل متزايد لإنتاج مياه شرب آمنة.
ما هي عملية تحلية المياه؟
تحلية المياه هي عملية يتم من خلالها سحب المياه المالحة من المحيط وتنقيتها لكي تصبح صالحة للشرب.
تم اللجوء لتقنية تحلية المياه بسبب نقص المياه في جميع أنحاء العالم، ويتم تطويرها وتشجيعها في المناطق القريبة من المحيطات والتي تفتقر إلى إمدادات المياه العذبة.
مخاطر تحلية المياه
إن عملية تحلية المياه ليست عملية آمنة للغاية وقد تحمل معها العديد من التداعيات البيئية، ولها بعض المخاطر التي قد تؤثر على صحتنا تعرف عليها فيما يلي:
1- خسائر في الكائنات الحية
يعتقد أن اختفاء بعض الكائنات الحية من مناطق التصريف قد يكون مرتبطًا بتدفق المياه المالحة.
يحذر علماء الأحياء البحرية من أن تحلية المياه على نطاق واسع يمكن أن يحدث خسائر فادحة في التنوع البيولوجي للمحيطات.
السبب وراء ذلك يعود لأن أنابيب السحب الخاصة بهذه المنشآت تعمل بشكل أساسي على تفريغ الملايين من العوالق وبيض السمك واليرقات السمكية والكائنات الحية المجهرية الأخرى التي تشكل الطبقة الأساسية لسلسلة الأغذية البحرية وتقتلها عن غير قصد.
بالتالي فإن محطات تحلية المياه لديها القدرة على التأثير سلبًا على عدد الحيوانات في المحيط.
2- تؤثر على الجهاز الهضمي
تحلية المياه ليست تقنية مثالية، ويمكن أن تكون المياه المحلاة ضارة بصحة الإنسان أيضًا.
يمكن للمنتجات الثانوية للمواد الكيميائية المستخدمة في تحلية المياه الدخول إلى المياه "النقية" وتعريض الأشخاص الذين يشربونها للخطر، وقد تكون المياه المحلاة حمضية مما قد يؤثر على الجهاز الهضمي.
3- تزيد من خطر أمراض القلب
تشير دراسة إلى أن المياه المحلاة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأن أولئك الذين كانوا يشربون المياه المحلاة أظهروا زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بأولئك الذين يستهلكون المياه الطبيعية.
يعز ذلك لنقص المغنيسيوم في المياه المحلاة الذي يلعب دورا حيويا في جسم الإنسان، وهو ضروري ومهم لصحة القلب.
4- تلوث البيئة
تتطلب عملية تحلية المياه مواد كيميائية قبل المعالجة والتنظيف، والتي تضاف إلى الماء قبل تحلية المياه لجعل العلاج أكثر كفاءة ونجاحًا.
تشمل هذه المواد الكيميائية الكلور وحمض الهيدروكلوريك وبيروكسيد الهيدروجين، ويمكن استخدامها لفترة محدودة فقط من الوقت. بمجرد فقدها لقدرتها على تنظيف المياه، يتم إلقاء هذه المواد الكيميائية، الأمر الذي يصبح مصدر قلق بيئي كبير.
غالبًا ما تجد هذه المواد الكيميائية طريقها إلى المحيط، مما قد يؤدي الى تسمم النباتات والحيوانات التي تعيش هناك.
5- زيادة خطر التعرض للسرطان
في حالة تحلية المياه تكون بعض المعادن بتركيزات منخفضة جدًا منها الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
يمكن أن يؤدي تناول مثل هذه المياه إلى حدوث خلل في الإلكتروليت يتميز بنقص صوديوم الدم، نقص بوتاسيوم الدم، نقص مغنيزيوم الدم ونقص كلس الدم الذي يعد من أكثر السمات شيوعًا لدى مرضى السرطان.
العلاقة بين التعرض للمياه المنزوعة المعادن والأورام الخبيثة غير مفهومة بشكل جيد. هناك حاجة قوية لإجراء المزيد من الأبحاث لتعزيز أو نفي العلاقة بين السرطان والمياه المحلاه.