تحليل رواية السيدة دالاوي

كتابة:
تحليل رواية السيدة دالاوي


تحليل رواية السيدة دالاوي

يمكن تحليل رواية السيدة دالاوي وفق عدة مستويات، وفيما يأتي التفصيل في ذلك:

السرد واللغة والحبكة

اعتمدت الكاتبة في السرد على طريقة التداعي الحر في كتابة الرواية، وهو ما يعرف بترابط الحاضر مع الماضي وتداخل الحلم مع الوعي في الوقت نفسه، وبذلك كان أسلوب السرد المستخدم في رواية السيدة دالاوي من الأساليب الروائية التي أسست لما عرِف بتيار الوعي، وأمَّا لغة الرواية فقد كانت شاعرية وحافظت أحداثها على التوهج والنبض من بداية أحداثها حتى نهايتها.[١]


وقد انسابت أحداث الرواية بشكل تلقائي ساحبةً القارئ إلى داخل كل شخصية من شخصياتها، كما أنَّها جعلته يشارك بطلة الرواية في مشاعرها وأحاسيسها وذكرياتها وردود الأفعال الخاصة بها وأحلامها ورؤاها وغير ذلك، وتتناول هذه الرواية قصتين قصيرتين، قصة السيدة دالاوي في شارع بوند، وقصة رئيس الوزراء التي لم تكتمل.[١]


الزمان والمكان

وتدور أحداثها كلها في يوم واحد من حياة بطلة الرواية كلاريسا في إنجلترا بعد الحرب العالمية الأولى، وتبدأ مع استعدادات كلاريسا لإقامة حفل في مساء ذلك اليوم، ولكنَّ سرد الأحداث لا يتوقف عند ذلك، بل تسافر الرواية في عوالم الشخصيات إلى الماضي والمستقبل راسمةً صورة مكتملة لحياة كلاريسا، وتبيِّن تركيبة المجتمع ما بين الحربين العالميتين.[٢]


الشخصيات

لقد تحدثت الرواية بشكل رئيسي عن السيدة كلاريسا، ولكنَّها بخلاف ما هو شائع لم تكن الشخصية الرئيسية الوحيدة، بل تعدد الشخصيات الرئيسية رغم أنَّ ارتبطت مع شخصية كلاريسا بشكل أو بآخر، وتساهم معظم الأحداث في تكوين صورة واضحة عن حياة شخصية كلاريسا.[١]


نقد رواية السيدة دالاوي

تلقَّت رواية السيدة دالاي منذ صدورها كثير من الانتقادات السلبية والإيجابية غالبًا، وقد وصف فرجينيا وولف في الرواية أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة والذي لم يعرَف رسميًا إلا في سبعينيات القرن العشرين، وهذا ما اعتبر ميزةً في الرواية، إذ تعمَّقت الكاتبة في أحوال الجنود الذين نجوا من الحرب العالمية الأولى وعايشوا الحرب والقذائف والموت.[١]


وقد رأى البعض أنَّ الكاتبة كانت تنقل بين الأحداث بطريقة حالمة تشتِّت القارئ وتوقعه في متاهة نوعًا ما، بينما رأى آخرون أنَّها عبارة عن قصة حب عادية، أشبه بالدراما القوطية، ومجرَّد قصة امرأة تستضيف حلفة مملة فقط ولا يوجد فيها من الأحداث المثيرة ما يجعلها مميزة، وهي واقعية ومفرطة في واقعيتها حسب العديد من المراجعات.[١]


نبذة عن رواية السيدة دالاوي

نشرت هذه الرواية أو مرة في عام 1925م، وهي من تأليف الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف، تعدُّ هذه الرواية من أشهر الروايات في القرن العشرين، وهي التي منحت الكاتبة هذه الشهرة العظيمة والمكانة الأدبية المرموقة، فقد ساهمت فرجينيا وولف من خلال هذه الرواية من وضع طريقة حديثة في الكتابة الروائية اختلفت بجوهرها عن أساليب السرد التقليدية.[٣]


حظيت الرواية باهتمام كبير، وقد اختيرت في عام 2005م لتكون من أفضل 100 رواية إنجليزية حسب مجلة التايم، وقد حوِّلت أحداث الرواية إلى فيلم في عام 1997م من قبل مارلين غوريس وهي صانعة أفلام دنماركية يحمل اسم الرواية نفسه، وأنتجت الفيلم الممثلة الإنجليزية إيلين أتكينز، وأخذت دور البطولة الممثلة فانيسا ريدغريف.[٣]


اقتباسات من رواية السيدة دالاوي

توضِّح بعض المقتطفات من الرواية أسلوب الرواية ومشاعر البطل وبعض الشخصيات فيها، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من رواية السيدة دالاوي:[٤]

  • كان لديها إحساس دائم، وهي تراقب سيارات الأجرة بالخروج، بعيدًا عن البحر وحيدة؛ كانت تشعر دائمًا أنه كان من الخطير جدًا أن تعيش يومًا ما.
  • كان يعتقد أنها جميلة، وصدقها حكيمة لا تشوبها شائبة؛ حلمت بها وكتبت لها قصائد، متجاهلة الموضوع، صححتها بالحبر الأحمر.
  • ما أهمية الدماغ مقارنة بالقلب.
  • قد يكون من الممكن أن يكون العالم نفسه بلا معنى.
  • اعتقدت أنه لا يوجد آلهة، لا أحد ملوم، ولذا فقد طورت دين هذا الملحد المتمثل في فعل الخير من أجل الخير.
  • إنه لألف مؤسف ألا تقول ما يشعر به المرء.
  • الحب يجعل المرء منعزلاً.
  • الجمال -يبدو أن العالم يقول وكأنه ليثبت ذلك علميًا- أينما نظر إلى المنازل، في السور، في الظباء الممتدة فوق القصور، ظهر الجمال على الفور.
  • كانت مشاهدة ورقة الشجر ترتجف في اندفاع الهواء فرحة رائعة، تبتلع في السماء وهي تنقض، تنحرف، تقذف نفسها للداخل والخارج، مستديرة ودائرية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "السيدة دالاوي"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  2. "السيدة دالاوي"، ملخص الأعمال، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "السيدة دالاوي"، ويكي ويند، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  4. "اقتباسات السيدة دالاوي"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
5607 مشاهدة
للأعلى للسفل
×