محتويات
التحليل الأسلوبي لقصيدة زيديني عشقًا
تحليل أسلوب قصيدة زيديني عشقًا للشاعر نزار قباني فيما يأتي:
تحليل المقطع الأول
:زيديني عشقاً.. زيديني
:يا أحلى نوبات جنوني
:يا سفر الخنجر في أنسجتي
:يا غلغلة السكين..
:زيديني غرقًا يا سيدتي
:إن البحر يناديني
:زيديني موتًا..
:على الموت، إذا يقتلني، يحييني
:جسمك خارطتي.. ما عادت
:خارطة العالم تعنيني..[١]
يفتتح الشاعـر قصيدته بفعل الأمر زيديني الذي يُوجهه لمحبوبته، ويُكـرره غير مـرة، فهـو يطالبها بأن تـزيد درجـات حبهـا له، وأن تجعله متيمًا بها، ونـرى الشاعـر يصفهـا بأنّها نـوبات جنونه، فهـو يذكر هـذه النوبات بصيغـة الجمع للدلالة على كثافة حالات عشقه وحبه لها الذي وصل إلى حد الجنون.
نرى الشاعر يصف تأصل هذا الحب، بالخنجر الذي اخترق جسده، وتغلغل في أنسجته، فهذا العشق أصبح ثابتًا، وصار جسده مثل الغمد لخنجر الحب، ونرى الشاعر يصف هذا الحب بالمحيط الذي يُغرقُه، فيجعله قتيلًا في حبها، فهذه التوظيفات الدلالية للخنجر، وللسكين، وللمحيط، استحضرها الشاعر لغاية مفادها إقراره بثبات حب المحبوبة في قلبه وأثره العميق في نفسه.
تحليل المقطع الثاني
:أنا أقدم عاصمةٍ للحب
:وجرحي نقشٌ فرعوني
:وجعي.. يمتد كبقعة زيتٍ
:من بيروت.. إلى الصين
:وجعي قافلةٌ.. أرسلها
:خلفاء الشام.. إلى الصين
:في القرن السابع للميلاد
:وضاعت في فم تنين[١]
نجد أنّ الشاعر هنا يصف نفسه بأنّه أقدم عاصمة للحب، ويُعطي دلالةً أسلوبيةً مفادها أنّ حبه قديم قدم الزمن وثابت ثبات المكان، فهو في هذا التركيب أحالنا إلى مفهومين هما الزمان والمكان، ومن ثمّ يربطهما بعلاقة حبه، ومن ثم يتحدث الشاعر عن جروحه من هذا الحب، فيصفها بأنّها نقش رعوني، فلعل استعماله لهذا التركيب فيه تشبيه خفي، فهو يُشبه جروحه بنقش فرعوني.
لهذا التشبيه سمة أسلوبية، إذ إنّه يُحاول أن يُعمق ثبات هذا الجرح، فالنقوش الفرعونية صمدت لآلاف السنين ولم تبل، وهذه الجراح باقية بقاء النقوش، وفي باقي المقط نجد أنّ الشاعر يتحدث عن وجعه باستعمال أسلوب التشبيه، فمرة يُشبهه ببقعة الزيت الممتدة، ومرة يُشبهه بقافلة سائرة إلى الصين، لكنها ضاعت بعد أن هاجمها التنين، فالملاحظ أنّ هذين التشبيهين يختزلان دلالات عدة.
إنّ التشبيه الأول يدل على ثبات وتمدد آلام الشاعر، فبقعة الزيت من الصعب إزالتها عن القماش، كذلك هي تتمدد بسرعة لكثافة المادة، وألم الشاعر يتمدد لكثافته، أما التشبيه الثاني فنرى أنّ الشاعر يُحاول أن يجعل آلامه كبيرة مثل مسافة الرحلة من بيروت إلى الصين، لكن هذه الرحلة لا نهائية، فهي قد ابتلعها التنين، فنهاية آلام الشاعر حزينة.
تحليل المقطع الثالث
:عصفورة قلبي، نيساني
:يا رمل البحر، ويا غابات الزيتون
:يا طعم الثلج، وطعم النار..
:ونكهة شكي، ويقيني
:أشعر بالخوف من المجهول.. فآويني
:أشعر بالخوف من الظلماء.. فضميني
:أشعر بالبرد.. فغطيني
:إحكي لي قصصًا للأطفال
:وظلي قربي..
:غنيني..[١]
في هذا المقطع نجد أنّ الشاعر يستعمل أسلوب الاستعارة، فيُشبه محبوبته بالعصفورة وبنيسان، فهذان التشبيهان يدلان على معنيين، الأول الحب، إذ إن العصفور رمز للحب، والثاني يدل على مفهوم الخصب، فشهر نيسان من شهور الربيع، وفهي تنبعث الحياة في الأرض، وهذا التشبيه يُلائم الأنثى بوصفها رمز الحياة عند البشر.
كما نجد أنّ الشاعر يستعمل أسلوب الطباق، فيصف محبوبته بالنار والثلج، ونراه يصفها بالشك واليقين، فالشاعر في هذا التناقض يشعرنا بتخبطه في حب هذه المرأة، وأنّه وصل إلى مرحلة اللاوعي في حبه لها، ولا يجد ملاذًا له إلّا بأن تضمه إليها.
تحليل المقطع الرابع
:فأنا من بدء التكوين
:أبحث عن وطنٍ لجبيني..
:عن حب امرأة..
:يكتبني فوق الجدران.. ويمحيني
:عن حب امرأةٍ.. يأخذني
:لحدود الشمس..
:نوارة عمري، مروحتي
:قنديلي، بوح بساتيني
:مدي لي جسرًا من رائحة الليمون..
:وضعيني مشطًا عاجيًا
:في عتمة شعرك.. وانسيني
:أنا نقطة ماءٍ حائرةٌ
:بقيت في دفتر تشرين
:زيديني عشقًا زيديني
:يا أحلى نوبات جنوني
:من أجلك أعتقت نسائي
:وتركت التاريخ ورائي
:وشطبت شهادة ميلادي
:وقطعت جميع شراييني...[١]
في هذا المقطع نجد أنّ الشاعر يتحدث عن حالته وعن وضعه، فيُعلن أنّه كان منذ نشأته يبحث عن الحب، ويقصد أن يجد امرأةً يعشقها وتعشقه، فكانت هذه المحبوبة هي مقصده وهدفه، فنراه يُخاطبها بأن تمد له جسرًا من رائحة الليمون، فلعل الشاعر يقصد بهذا الجسر الوصال وتبادل الحب.
نجد الشاعر في ختام قصيدته يتغنى بحبيبته غير مرّة، فيتغزل بها وبجمالها، ويُطالبها بأن ترفع درجات حبها له، وأن تزيد تعلق الشاعر بها، فالشاعر ينفي ذاته، وينفي حياته بجوار حبيبته.
التحليل الموضوعي لقصيدة زيديني عشقا
تحدث الشاعر في قصيدة "زيديني عشقًا" عن عمق علاقة حبه بمحبوبته، وعبر عن تعلقه بالمحبوبة ورغبته ببقاء هذا التعلق، كما عبر الشاعر عن غايته في كسب حب محبوبته، ووصف حالة الحب التي يعيشها وبلوغه أقصى درجاته.
التحليل الفني لقصيدة زيديني عشقا
تضمنت قصيدة "زيديني عشقًا" مجموعةً من الأساليب الفنية، ومنها ما يأتي:
- يا أحلى نوبات جنوني
شبه الشاعر حالات حبه بنوبات الجنون.
- يا سفر الخنجر في أنسجتي
شبه الشاعر جسده بغمد الخنجر.
- أنا أقدم عاصمةٍ للحب
شبه الشاعر نفسه بعاصمة قديمة.
- وجرحي نقشٌ فرعوني
شبه الشاعر جرحه بنقش فرعوني.
- وجعي.. يمتد كبقعة زيتٍ
شبه الشاعر وجهه ببقعة الزيت التي تتوسع.
- عصفورة قلبي، نيساني
شبه الشاعر حبيبته بالعصفورة.
معاني الكلمات في قصيدة زيديني عشقا
معاني الكلمات في قصيدة زيديني عشقا فيما يأتي:المفردة | المعنى |
عشق | التعلق بالشيء وحبه[٢] |
غلغل | ما يدخل في الشيء[٣] |
القنديل | مصباح الزيت[٤] |
أعتق | ترك وحرر [٥] |
المراجع
- ^ أ ب ت ث "جسمك خارطتي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022.
- ↑ "تعريف و معنى عشق في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى غلغلة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى القنديل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أعتق في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.