محتويات
تحليل معلقة طرفة بن العبد إذا القوم قالوا من فتى
قال الشاعر طرفة بن العبد:[١]
إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني
- عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ
أَحَلتُ عَلَيها بِالقَطيعِ فَأَجذَمَت
- وَقَد خَبَّ آلُ الأَمعَزِ المُتَوَقِّدِ
فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ
- تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ
وَلَستُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَةً
- وَلَكِن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ
فَإِن تَبغِني في حَلقَةِ القَومِ تَلقَني
- وَإِن تَقتَنِصني في الحَوانيتِ تَصطَدِ
مَتى تَأتِني أُصبِحكَ كَأساً رَويَّةً
- وَإِن كُنتَ عَنها ذا غِنىً فَاِغنَ وَاِزدَدِ
وَإِن يَلتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني
- إِلى ذِروَةِ البَيتِ الرَفيعِ المُصَمَّدِ
نَدامايَ بيضٌ كَالنُجومِ وَقَينَةٌ
- تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ وَمَجسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ مِنها رَقيقَةٌ
- بِجَسِّ النَدامى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
إِذا نَحنُ قُلنا أَسمِعينا اِنبَرَت لَنا
- عَلى رِسلِها مَطروقَةً لَم تَشَدَّدِ
إِذا رَجَّعَت في صَوتِها خِلتَ صَوتَها
- تَجاوُبَ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي
وَما زالَ تَشرابي الخُمورَ وَلَذَّتي
- وَبَيعي وَإِنفاقي طَريفي وَمُتلَدي
إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها
- وَأُفرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رَأَيتُ بَني غَبراءَ لا يُنكِرونَني
- وَلا أَهلُ هَذاكَ الطِرافِ المُمَدَّدِ
أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى
- وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي
فَإِن كُنتَ لا تَسطيعُ دَفعَ مَنيَّتي
- فَدَعني أُبادِرها بِما مَلَكَت يَدي
وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ مِن عيشَةِ الفَتى
- وَجَدِّكَ لَم أَحفِل مَتى قامَ عُوَّدي
فَمِنهُنَّ سَبقي العاذِلاتِ بِشَربَةٍ
- كُمَيتٍ مَتى ما تُعلَ بِالماءِ تُزبِدِ
وَكَرّي إِذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
- كَسيدِ الغَضا نَبَّهتَهُ المُتَوَرِّدِ
وَتَقصيرُ يَومَ الدَجنِ وَالدَجنُ مُعجِبٌ
- بِبَهكَنَةٍ تَحتَ الطِرافِ المُعَمَّدِ
كَأَنَّ البُرينَ وَالدَماليجَ عُلِّقَت
- عَلى عُشَرٍ أَو خِروَعٍ لَم يُخَضَّدِ
كَريمٌ يُرَوّي نَفسَهُ في حَياتِهِ
- سَتَعلَمُ إِن مُتنا غَداً أَيُّنا الصَدي
أَرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمالِهِ
- كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَةِ مُفسِدِ
تَرى جُثوَتَينِ مِن تُرابٍ عَلَيهِما
- صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ وَيَصطَفي
- عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
أَرى العَيشَ كَنزاً ناقِصاً كُلَّ لَيلَةٍ
- وَما تَنقُصِ الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ
لَعَمرُكَ إِنَّ المَوتَ ما أَخطَأَ الفَتى
- لَكَ الطِوَلِ المُرخى وَثِنياهُ بِاليَدِ
فَما لي أَراني وَاِبنَ عَمِّيَ مالِكاً
- مَتى أَدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ
يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني
- كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ
وَأَيأَسَني مِن كُلِّ خَيرٍ طَلَبتُهُ
- كَأَنّا وَضَعناهُ إِلى رَمسِ مُلحَدِ
عَلى غَيرِ ذَنبٍ قُلتُهُ غَيرَ أَنَّني
- نَشَدتُ فَلَم أُغفِل حَمولَةَ مَعبَدِ
وَقَرَّبتُ بِالقُربى وَجَدِّكَ إِنَّني
- مَتى يَكُ أَمرٌ لِلنَكيثَةِ أَشهَدِ
وَإِن أُدعَ لِلجُلّى أَكُن مِن حُماتِها
- وَإِن يَأتِكَ الأَعداءُ بِالجَهدِ أَجهَدِ
وَإِن يَقذِفوا بِالقَذعِ عِرضَكَ أَسقِهِم
- بِكَأسِ حِياضِ المَوتِ قَبلَ التَهَدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحدَثتُهُ وَكَمُحدِثٍ
- هِجائي وَقَذفي بِالشَكاةِ وَمُطرَدي
فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً هُوَ غَيرَهُ
- لَفَرَّجَ كَربي أَو لَأَنظَرَني غَدي
وَلَكِنَّ مَولايَ اِمرُؤٌ هُوَ خانِقي
- عَلى الشُكرِ وَالتَسآلِ أَو أَنا مُفتَدِ
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
- عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فَذَرني وَخُلقي إِنَّني لَكَ شاكِرٌ
- وَلَو حَلَّ بَيتي نائِياً عِندَ ضَرغَدِ
فَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ قَيسَ بنَ خالِدٍ
- وَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ عَمروَ بنَ مَرثَدِ
فَأَصبَحتُ ذا مالٍ كَثيرٍ وَزارَني
- بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ
الأفكار الرئيسة في معلقة إذا القوم قالوا من فتى
وردت في القصيدة مجموعة من الأفكار الرئيسة لعل من أبرزها:
- مبادرة الشاعر إلى إجابة قومه إذا ما سألوا.
- تواجد الشاعر في المكان الذي يسأل النّاس عنه فيه، وذلك كناية عن شدة مساعدته الآخرين.
- وصف مجلس الغنا والغواني.
- ذكر الموت والأموات والدار الآخرة.
- ذكر موقف الشاعر من الوقائع والمعارك ومشاركته فيها.
- الحديث عن قسوة الظلم وخاصة مَن يكونوا على مقربة من الإنسان.
- إنكار الشاعر على مَن يلومه من النّاس بسبب خُلقه.
شرح المفردات في معلقة إذا القوم قالوا من فتى
قصيدة طرفة بن العبد من الشعر الجاهلي، وقد وردت بعض الألفاظ المتقعرة فيها التي كانت مألوفة في ذلك العصر مهجورة في هذا الزمان، لذلك كان لا بدّ من الوقوف معها وبيانها وهي:
المفردة | المعنى |
أجذمت | أي أسرعت في مشيها وسارت من غير هوادة.[٢] |
التلاع | أي الأماكن المرتفعة من الأرض.[٣] |
قَينَةٌ | أي الأمة وغُلبت هذه اللفظة على الجارية التي تغني.[٤] |
أَظآرٍ | أي العطف والحنان على غير الولد.[٥] |
الغَضا | أي الموقف الذي يُحرج الشخص فلا يُحسد عليه.[٦] |
بِبَهكَنَةٍ | أي الشاب أو المرأة اللذان يتمتعان بالنعومة واللطف.[٧] |
نَحّامٍ | هو الصوت الذي يصدره البخيل من السعال عن سؤال ماله.[٨] |
المراجع
- ↑ "لخولة أطلال ببرقة ثهمد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022.
- ↑ "تعريف و معنى أجذم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى التلاع في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022.
- ↑ "تعريف و معنى قَينَةٌ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أَظآرٍ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الغَضا في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى بِبَهكَنَةٍ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى نَحّامٍ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.