تحويل نص شعري إلى نص نثري

كتابة:
تحويل نص شعري إلى نص نثري

الكتابة في اللغة العربية

اللغة العربية بحر واسع عميق، فيها من المفردات والمعاني وطرق الكتابة الكثير الكثير، وفي طريقة الكتابة ذاتها هناك عدة أساليب وتفرعات كثيرة، ومن أهم الكتابات باللغة العربية هي الشعر والنثر وهم يستخدمان في الكثير من الأغراض ولكن بطابعٍ فيه من الفنِ بعض الشيء وهذا ما يميزهما عن الكلام العادي الذي هو فقط عبارة عن عبارات إنشائية او خبرية لأمر ما. فمن يدخل بحر الشعر لا يخرج منه بسهولة فالشعر كثير وأنواعه كثيرة وطرق الكتابة فيه والأساليب المستخدمة تكادُ لا تحصى، وكذلك النثر فهو بحر آخر من بحور العربية يختلف عن الشعر له مميزات وله عيوب وله كتّابه المتخصصون به وله قرّاء يرغبون به.


الفرق بين الكتابة الشعرية والنثرية

ولمعرفة الفروق بين الكتابة الشعرية والنثرية، والتي بدورها قد ترشدنا لكيفية التحويل من كتابة شعرية لنثرية والعكس ، يجب علينا أولًا معرفة مميزات كلٍ من الكتاب الشعرية ومميزات الكتابة النثرية، فهي باعتبار نقاط القوة التي نستخدمها عند الدخول في هذه البحار.

مميزات الكتابة الشعرية

  • لها قافية منتظمة تختلف هذه القافية باختلاف بحر الشعر المستخدم.
  • تعدد المدارس فهناك مدراس كثيرة للشعر منها الشعر الجاهلي ومدرسة الديوان والمهجر والأندلسي والشعر الحر، ولكل مدرسة مميزات تميزها أدت إلى ظهورها وانتشارها.
  • تُبنى كقطعة واحدة أو بيتٌ واحد: هناك العديد من القصائد تؤخذ لأكملها حتى يتم فهم مضمونها، وهناك قصائد اخرى أكثر ليونة قد يصل المعني من بيت أو بيتين منها.

مميزات الكتابة النثرية

  • لا تحتاج لقافية أو وزن إنما فيها مساحة من الحرية أكثر من الشعر.
  • أقرب للطبع، لا التطبع واللعب في بعض الكلمات من أجل الحفاظ على نسق القافية كما في الشعر، فالنثر  هو وليد الطبع بعيد عن الصنعة يكون فيه شيء من السجعُ  وهو تناغم أواخر الكلمات وتماثل آخر حرف أو حرفين منها لإكساب السامع إيقاعًا خاصًا.
  • التنوع، فكما هي ميزة في الشعر عن تنوع المدارس أيضًا هناك تنوع واضح في النثر، وذلك لأنه يتبع البيئة التي تكتب فيها، فالنثر وليد الطبع والاجواء المصاحبة له، فهناك النثر الأندلسي، والتركي والعربي القديم والنثر الحديث والعديد من أنواع النثر.


تحويل نص شعري الى نص نثري

يتّبع القارئ الخطوات الآتية لتحويل النص الشعري إلى نص نثري بشكل ناجح:

  • قراءة النص الشعري بتمعّن لتحديد موضوعه العام وفهم أفكاره.
  • شرح ألفاظه وتراكيبه التي تُشكِل على القارئ بالعودة إلى أحد المعاجم أو المتخصصين مثلاً.
  • الحرص على الحفاظ على الغرض من النص الشعري، فلا يُبدّل المدح بالذم والعكس، أو الرفض بالقبول والعكس وهكذا.
  • إعادة صياغة النص الشعري بأسلوب الكاتب الخاص، مع مراعاة جودة اللغة ورصانة التعابير والسجع إن أمكن.


  • مثال:

كيفية تحويل جزء من قصيدة قال السماء كئيبة وتجهما إلى نص نثري:


قال: السماء كئيبة وتجهما

قلت ابتسم يكفي التجهم في السما

قال: الليالي جرعتني علقما

قلت: ابسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما                 
طرح الكآبة جانبا وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما                  
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما


إنّ التجهّم والتشاكي من نوائب الدهر لا يزيل الكآبة، بل إنّه يزيد من حمل صاحبه ويطيل عذابه، فتراه سائراً في هذه الحياة ساخطاً متشائماً منفراً لأصحابه، في حين أنّ التذمر والسخط لن يفيداه مقدار درهم، وأنّ التفاؤل والسرور لن يضراه لو كان يعلم، فما أجمل أن يسير الشخص فيكون لمن حوله بشير خير وسعادة، يراه الآخرون فيضعون أحزانهم جانباً، وتنمو في نفوسهم معاني التفاؤل والأمل والإرادة.

4839 مشاهدة
للأعلى للسفل
×