تخريج حديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

كتابة:
تخريج حديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

الحديث الحسن

ينقسم الحديث النبوي قسمين: متواتر وآحاد، وينقسم حديث الآحاد إلى مشهور وعزيز وغريب، وهذه الأقسام الثلاثة تنقسم من حيث القوّة والضَّعف إلى مقبول ومردود، وينقسم المقبول إلى صحيح وحسن،[١]وللحسن تعريفات كثيرة عند أهل الحديث، منها ما قاله الإمام الترمذي في أنّه الذي لا يكون في إسناده متّهم ولا يكون شاذًّا، وهو -كذلك- الذي يُروى نحوه في المعنى من غير وجه.[٢]


ويرى ابن الصلاح أنّه ينقسم قسمين: الحسن لذاته والحسن لغيره، فأمّا الحسن لذاته فهو الذي يكون رجاله من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنّه لم يبلغ رتبة الحديث الصحيح في الحفظ والإتقان، فلا يُعدّ الذي ينفرد به منكرًا، ولا يكون متنه شاذًّا ولا فيه علّة،[٣] ويرى الإمام ابن حجر أنّ الاحتجاج بهذا النوع من الحديث الحسن -أي الحسن لذاته- هو محلّ اتّفاق بين العلماء، ومن الأحاديث التي تندرج تحت رتبة الحسن قوله عليه الصلاة والسلام: "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعْنيه"[٤] الذي سيقف معه هذا المقال.[٥]


تخريج حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

هل ورد حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه بطرق مقبولة؟

بعد الوقوف على معنى الحديث الحسن فإنّ هذه الفقرة تقف على تخريج حديث حسن قد رواه جمعٌ من الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك قد ورد في غير كتابٍ من كتب الحديث النبوي والسنة النبوية الشريفة حاله حال معظم الأحاديث النبويّة إن لم يكن كلّها، والحديث هو الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام: "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعْنيه"،[٤] وتخريج الحديث فيما يأتي:[٦]

  • ورد في الموطَّأ برقم 2/1604 عن ابن شهاب الزّهريّ عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ورد في سنن الترمذيّ برقم 4/2317، وفي سنن ابن ماجه برقم 2/3976، وفي صحيح ابن حبان برقم 1/229، وفي شعب الإيمان للبيهقيّ برقم 4/255، وفي الأربعون الصغرى -على الحكاية- للبيهقيّ كذلك برقم 19، وفي الآداب للبيهقيّ أيضًا برقم 833، وفي المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقيّ برقم 291، ورواه القضاعيّ في مسند الشهاب برقم 1/192، وفي الكامل في الضعفاء لابن عدي برقم 6/54، وورد كذلك في فوائد ابن نصر برقم 126، ورواه أيضًا أبو الشيخ في أمثال الحديث برقم 54، وورد عند الكلاباذيّ في معاني الأخبار برقم 141، وأيضًا ورد في المخلص في المخلصيات لأبي طاهر المخلّص برقم 3/2790، وكلّهم روَوه من طريق الأوزاعيّ عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهريّ عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
  • ورد عند الطبرانيّ في المعجم الصغير برقم 2/884، وعند القضاعيّ في مسند الشهاب 1/191، وعند أبي بكر الإسماعيليّ في معجم أسامي شيوخه 1/381، وكلّهم روَوه من طريق محمد بن كثير بن مروان الفلسطينيّ عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه.
  • ورد في سؤالات السجزي للحاكم برقم 71 من طريق أبي العباس الأصم عن أحمد بن شيبان الرمليّ عن سفيان بن عيينة عن الزهريّ عن أنس بن مالك.
  • ورد في الانتخاب لأبي الطاهر السلفي برقم 30 من طريق عمر بن قيس عن الزهري عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد.
  • ورد في تاريخ دمشق لابن عساكر برقم 64/48، وفي المتّفق والمفترق للخطيب البغداديّ برقم 2/982 من طريق يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري عن علي بن الحسين عن الحارث بن هشام.
  • ورد في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصفهانيّ برقم 3/1581، وفي الفتوة لأبي عبد الرحمن السلميّ صـ35 من طريق مالك بن عطية عن أبيه عن أبي رفاعة الفهمي عن أبي بكر الصديق.


وأصحّ طرق الحديث -كما ذهب بعض المحدّثين- هي طريق عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه وطريق أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين، والذي عليه أكثر العلماء أنّ الحديث مرسل، ولكن قد وصله الإمام الأوزاعيّ من طريق قرة بن حيوئيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقد ثبت استشهاد كبار العلماء بهذا الحديث منهم أبو داود صاحب السنن، والله أعلم.[٦]


من رواة حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه؟

بعد الوقوف على تخريح الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عنه غير واحد من الصحابة في غير كتاب من كتب السنّة النبويّة: "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعْنيه"،[٤] فإنّ هذه الفقرة تقف مع رواة هذا الحديث، وهم:[٦]

  • علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
  • الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
  • علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه.
  • أبو هريرة رضي الله عنه.
  • زيد بن ثابت رضي الله عنه.
  • أنس بن مالك رضي الله عنه.
  • أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
  • الحارث بن هشام رضي الله عنه.
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه.


ما العبر المستفادة من حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه؟

تقف هذه الفقرة ختامًا مع العبر المستفادة من حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يقول فيه: "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعْنيه"،[٤] ففي الأحاديث النبويّة -لمن يقف عليها بإنعام- عبرٌ ودروس كثيرة تغني المرء عن قراءة كتب مطوّلة في الحياة، ومن تلك العبر والدروس:[٧]

  • بيان أنّ تدخّل المرء في شؤونٍ لا تعنيه يورث قساوة في القلب وعُسر في أسباب الرّزق ووهن في البدن.
  • بيان أنّ تدخّل المرء في شؤون غيره قد يؤدّي به إلى سماع ما يؤذيه من الناس الذين قد تدخّل في شؤونهم وهو لا يعلم عنها شيئًا.
  • بيان أنّ تدخّل المرء في شؤون غيره فيه ضياع للوقت والجهد، بل على المؤمن أن يُعرِضَ عمّا كل ما لا ينفعه في دينه ودنياه.

المراجع

  1. "أنواع الحديث ومعنى: المتواتر والحسن... والفرق بين السند والمتن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-23. بتصرّف.
  2. "الديباج المذهب في مصطلح الحديث"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-23. بتصرّف.
  3. محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، صفحة 268. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث رواه النووي، في الأذكار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:502، حديث حسن.
  5. "ضوابط الاحتجاج بالحديث الحسن والصحيح لغيره"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-23. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت "تخريج حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-24. بتصرّف.
  7. "اترك ما لا يعنيك"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-24. بتصرّف.
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×