تسمم الزرنيخ هل أنت عرضة للإصابة؟

كتابة:
تسمم الزرنيخ هل أنت عرضة للإصابة؟

ما هو تسمم الزرنيخ؟ ما هي أنواعه؟ كيف من الممكن أن يدخل الزرنيخ جسمك؟ وهل تسمم الزرنيخ مشكلة صحية خطيرة؟ التفاصيل في هذا المقال.

فلنتعرف في ما يأتي على حالة تسمم الزرنيخ (Arsenic poisoning) وأهم المعلومات التي عليك معرفتها عنها:

ما هو تسمم الزرنيخ؟

تسمم الزرنيخ هو حالة تنشأ نتيجة دخول كميات كبيرة وسامة من مادة الزرنيخ (Arsenic) إلى الجسم، ولتسمم الزرنيخ عدة أنواع، مثل:

1. تسمم الزرنيخ المزمن (Chronic)

ينتج عن دخول كميات صغيرة من الزرنيخ إلى الجسم على مدى فترة طويلة من الوقت، وقد يسبب هذا النوع تحفيز الإصابة بأمراض خطيرة أو الموت البطيء. 

2. تسمم الزرنيخ الحاد (Acute)

قد ينشأ نتيجة التعرض المفاجئ لكميات كبيرة من الزرنيخ، وهذا النوع يحتاج لتدخل طبي عاجل ويعد أكثر خطورة من النوع السابق، وحتى بعد التعافي منه قد ينشأ لدى المريض تلف دائم في الأعصاب

من الممكن أن يدخل الزرنيخ إلى الجسم بطرق مختلفة من خلال: تناوله عن طريق الفم أو استنشاقه أو ملامسته للجلد. 

تشبه أعراض تسمم الزرنيخ إلى درجة كبيرة أعراض التسمم بأنواع المعادن الثقيلة الأخرى، مثل: الزئبق، والرصاص

كيف يؤثر الزرنيخ على الجسم؟

تكمن سمية مادة الزرنيخ في قدرتها على التأثير سلبًا على أنزيمات خلايا الجسم، لا سيما إذا ما كان الزرنيخ الذي دخل الجسم هو زرنيخ غير عضوي (Inorganic)، إذ قد يتسبب الزرنيخ بإحداث تغييرات في بنية الخلية والتأثير على قدرتها على أداء وظائفها، مما قد يسبب خللًا في بعض العمليات الهامة، مثل: عمليات إصلاح الحمض النووي، وعمليات الأيض.

فعلى سبيل المثال، قد يتسبب الزرنيخ بتعطيل قدرة الخلية على استخدام الفسفات لتوليد الطاقة كما هو معتاد إذ تشبه إحدى هيئات الزرنيخ مادة الفسفات، فتقوم الخلية باستبدال مادة الفسفات بالزرنيخ، مما يثبط قدرة الخلية على القيام بإنتاج الطاقة والتواصل مع الخلايا الأخرى.

ومع أن تأثير الزرنيخ المذكور على خلية طبيعية قد يكون له أضرار صحية، إلا أن هذا التأثير تحديدًا جعل من الزرنيخ أحد العلاجات المستخدمة في مقاومة بعض أنواع السرطان.

أعراض تسمم الزرنيخ 

تعتمد طبيعة الأعراض التي قد تظهر على عدة عوامل، مثل طريقة التعرض للزرنيخ، وهذه قائمة ببعض أعراض تسمم الزرنيخ: 

1. أعراض التسمم الحاد

قد تبدأ هذه الأعراض بالظهور على الشخص بعد 30 - 120 دقيقة من التعرض للزرنيخ، وهذه قائمة بأبرزها: 

  • الاضطرابات الهضمية، مثل: التقيؤ، والإسهال، وآلام البطن.
  • الدوار والهذيان.
  • بول داكن اللون وجفاف.  
  • مشكلات متعلقة بالقلب. 
  • الصداع. 
  • انحلال الدم (Hemolysis). 
  • الصدمة والوفاة. 

2. أعراض التسمم المزمن

قد يتسبب التعرض المستمر لمادة الزرنيخ على مدى فترات طويلة من الزمن بمجموعة من الأعراض والمضاعفات، مثل:

  • تغيرات في الجلد، مثل: تغير لون الجلد لدرجات داكنة أو أفتح من المعتاد، والاحمرار، وفرط التقران (Hyperkeratosis).
  • ظهور خطوط بيضاء على الأظافر تدعى بخطوط ميس (Mees' lines).
  • نشأة مشكلات صحية مختلفة في الكبد والكلى.
  • ظهور بعض المشكلات العصبية المتعلقة بالقدرة على الحركة أو الشعور.

كما من الممكن للتعرض للزرنيخ لفترات مطولة أن يتسبب في تحفيز الإصابة بأنواع معينة من مرض السرطان. 

مصادر الزرنيخ

هذه أبرز المصادر التي قد تحتوي على الزرنيخ: 

  1. مياه الشرب الملوثة.
  2. بعض أنواع المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات.
  3. بعض الأدوية والمكملات العشبية.
  4. الغازات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري.
  5. مواد أخرى، مثل: مواد التلوين والدهان، والمواد الحافظة للأخشاب، والتبغ.

كما من الممكن أن يتم التعرض للزرنيخ أثناء حدوث بعض المشكلات والحوادث الصناعية. 

يجب التنويه إلى أنه من الممكن أن يتواجد الزرنيخ بأنواعه الأقل سمية في بعض المأكولات البحرية.

تشخيص تسمم الزرنيخ  

يتم تشخيص حالات تسمم الزرنيخ عادة من خلال:

1. إجراءات لتشخيص التسمم المزمن

مثل: إخضاع المريض لفحوصات لتحديد مستويات الزرنيخ في جسمه، ومراقبة الأعراض الجسدية، وتحري أي مضاعفات صحية ربما تسبب بها الزرنيخ. 

2. إجراءات لتشخيص التسمم الحاد

مثل: وضع المريض تحت المراقبة، وفحوصات الدم، وتحليل البول، وقياس مستويات الزرنيخ في الدم والبول، وتصوير البطن بالأشعة السينية. 

علاج تسمم الزرنيخ 

تختلف طريقة العلاج المتبعة حسب نوع التسمم الحاصل ودرجة حدته، وهذه بعض الخيارات العلاجية:

  • عمليات نقل الدم.
  • علاجات خاصة بالقلب في حال تسبب تسمم الزرنيخ بمضاعفات في القلب.
  • التوقف عن تعريض المريض لمصدر التسمم أيًّا كان، مثل: التخلص من الثياب الملوثة بالزرنيخ.
  • عملية غسل المعدة (Bowel irrigation).
  • العلاج بالخلب (Chelation therapy).
8522 مشاهدة
للأعلى للسفل
×