تشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

كتابة:
تشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

أهمية البوتاسيوم للجسم

البوتاسيوم هو أحد أهم العناصر الموجودة في الجسم؛ فهو يلعب دورًا مهمًا في التحكم في نشاط العضلات الملساء مثل العضلات الموجودة في الجهاز الهضمي والعضلات الهيكلية مثل عضلات الأطراف والجذع، وكذلك عضلة القلب، كما يلعب البوتاسيوم دورًا مهمًا أيضًا في النقل الطبيعي للإشارات الكهربائية في جميع أنحاء الجهاز العصبي داخل الجسم؛ ولذلك تُعدّ مستويات البوتاسيوم الطبيعية في الدم ضرورية للحفاظ على إيقاع القلب الطبيعي ووظائف العضلات والجهاز العصبي، ويؤدي حدوث أي خلل في مستويات البوتاسيوم في الجسم سواء كان انخفاض البوتاسيوم أو ارتفاعه في الجسم إلى حدوث خلل في وظائف العضلات والجهاز العصبي وظهور إيقاعات القلب غير الطبيعية.

ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

يُعتبر ارتفاع البوتاسيوم في الجسم أمرًا شائعًا وكثيرًا ما يواجهه الأطباء في المستشفيات، ولحسن الحظ، فإن معظم المرضى الذين يعانون من ارتفاع البوتاسيوم في الجسم يكون لديهم ارتفاعًا خفيفًا وليس حادّا؛ حيث ينقسم ارتفاع البوتاسيوم في الجسم إلى ارتفاع خفيف وارتفاع متوسط وارتفاع حادّ، ويمكن أن تؤدي المستويات العالية جدًا من البوتاسيوم في الدم أو ارتفاع البوتاسيوم الحادّ إلى السكتة القلبية والموت إذا لم يتم التعرف عليها ومعالجتها بشكل صحيح؛ ولذلك يجب معالجة أي حالة تسبب ارتفاع البوتاسيوم الخفيف لمنع تطور الحالة إلى ارتفاع البوتاسيوم الحادّ. [١] وفيما يأتي توضيح لمُعدّلات البوتاسيوم في الدم بالأرقام: [١]

  • مستوى البوتاسيوم الطبيعي في الدم: 3.5 إلى 5.0 ميلي مكافئ لكل لتر.
  • ارتفاع البوتاسيوم الخفيف: تكون فيه مستويات البوتاسيوم بين 5.1 إلى 6.0 ميلي مكافئ لكل لتر.
  • ارتفاع البوتاسيوم المتوسط: تكون فيه مستويات البوتاسيوم بين 6.1 إلى 7.0 ميلي مكافئ لكل لتر.
  • ارتفاع البوتاسيوم الحادّ: تكون فيه مستويات البوتاسيوم أكثر من 7.0 ميلي مكافئ لكل لتر.

أسباب ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

الأسباب الرئيسية لارتفاع البوتاسيوم في الجسم هي اختلال وظائف الكلى، وأمراض الغدة الكظرية، والبوتاسيوم الذي يخرج من الخلايا إلى الدورة الدموية، وبعض الأدوية.[١]

اختلال وظائف الكلى

أمراض الكلى هي السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع البوتاسيوم في الجسم؛ فمن ضمن وظائف الكلى أنّها تساعد على التحكم في توازن البوتاسيوم في الجسم، وبالتالي إذا كان هناك خلل في وظائف الكلى فلن يتمكنوا من تصفية البوتاسيوم الزائد من الدم أو إزالته من الجسم، وتشمل الأمراض التي يمكن أن تؤثر على قدرة الكلى على إزالة البوتاسيوم من الجسم:[٢]

  • بعض الاضطرابات الهرمونية مثل مرض أديسون.
  • مرض الذئبة الحمراء.
  • الفشل الكلوي.
  • بعض أمراض الكلى الأخرى.

البوتاسيوم الذي يخرج من الخلايا إلى الدورة الدموية

يمكن أن تتداخل بعض المشكلات الصحية مع كيفية خروج البوتاسيوم من خلايا الجسم؛ ففي بعض الأحيان تقوم الخلايا بإطلاق كميّات كثيرة من البوتاسيوم إلى الدورة الدموية مُسبّبةً ارتفاع مستويات البوتاسيوم كما في حالات:[٢]

  • انهيار خلايا الدم الحمراء أو انحلال الدم.
  • انهيار أنسجة العضلات أو الرّهاب.
  • الحروق أو الصدمات أو غيرها من إصابات الأنسجة.
  • مرض السكري غير المنضبط.

الأدوية

يمكن أن يتسبب تناول بعض الأدوية في ارتفاع البوتاسيوم في الجسم، حيث تؤثر هذه الأدوية في الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع البوتاسيوم، وأيضًا قد تزيد بعض الأدوية من كمية البوتاسيوم في الجسم، وتشمل الأدوية المرتبطة بارتفاع البوتاسيوم في الجسم ما يأتي:[٢]

  • بعض الأدوية التي تستسخدم في علاج ضغط الدم كمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، وحاصرات بيتا.
  • بعض المكملات العشبية بما في ذلك عشب الحليب، زنبق الوادي، وتوت الزعرور.
  • الهيبارين.
  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
  • المكملات الغذائية التي تحتوي على البوتاسيوم.
  • مُدرّات البول الموفرة للبوتاسيوم بما في ذلك الأميلورايد، وسبيرونولاكتون، وتريامتيرين.
  • بعض المضادات الحيوية بما في ذلك الأموكسيسيلين.

النظام الغذائي

يمكن أن يسهم تناول الكثير من البوتاسيوم في النظام الغذائي أيضًا في ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم، خاصةً إذا كانت الكليتان لا تعملان بشكل سليم، وتشمل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم البطيخ وعصير البرتقال والموز والمشمش.[٢]

أعراض ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

يمكن أن يكون ارتفاع البوتاسيوم في الجسم بدون أعراض في حالات الارتفاع الخفيف، أما في حالات الارتفاع المتوسط أو الحادّ فقد تظهر بعض الأعراض المتنوعة والمختلفة، ويمكن ذكر بعضها كالآتي:

  • غثيان.
  • إعياء.
  • ضعف العضلات.
  • الشعور بالتنميل.

وهناك أعراض أكثر خطورة لارتفاع البوتاسيوم في الجسم وتشمل:

  • بُطء نبضات القلب.
  • ضعف النبض.
  • توقف القلب القاتل في حالات الارتفاع الحادّ.

كما قد تظهر أيضًا أعراض أخرى للمرض الأساسي الذي سبّبّ ارتفاع البوتاسيوم في الجسم، وبشكل عام فغالبًا ما يكون مستوى البوتاسيوم المرتفع ببطء -كما في حالات الفشل الكلوي المزمن- أقل خطورة من حالات الارتفاع المفاجئ في مستويات البوتاسيوم؛ فغالبًا لا تظهر أعراض ارتفاع البوتاسيوم في الجسم إلى أن تكون مستويات البوتاسيوم مرتفعة جدًا -7.0 ميلي مكافئ لكل لتر أو أعلى-، أما إذا كانت الزيادة في البوتاسيوم سريعة جدًا فيحنئذٍ تظهر الأعراض عند مستويات أقل من 7 ميلي مكافئ لكل لتر. [١]

تشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

لتشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الجسم يقوم الطبيب بفحص المريض والاستماع إلى دقات قلبه، كما يقوم بسؤاله حول التاريخ الطبي والنظام الغذائي والأدوية التي يتناولها. [٢]وفي حالة الاشتباه بارتفاع البوتاسيوم في الجسم، غالبًا ما يتم إجراء تخطيط كهربية القلب ECG؛ حيث يُظهر تخطيط القلب ظهور تغيّرات نموذجية لارتفاع البوتاسيوم في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، كما يُعتبر تخطيط القلب مهمًّا أيضًا لتحديد عدم انتظام ضربات القلب الناتج عن ارتفاع مستوى البوتاسيوم،[١] ولكن يجب ملاحظة أنه ليس كل شخص مصاب بارتفاع البوتاسيوم في الجسم سيكون بالضرورة لديه تغييرات يمكن رؤيتها على تخطيط كهربية القلب.[٢] لمعرفة مستوى البوتاسيوم في الدم قد يطلب الطبيب عمل تحليل نسبة البوتاسيوم في الدم حيث يتم سحب الدم من الوريد ثم يتم تحديد تركيز البوتاسيوم في الدم في المختبر الكيميائي.[١] بعد تشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الجسم من الضروري أيضًا تشخيص ومعرفة السبب الكامن وراء ارتفاع نسبة البوتاسيوم لعلاجه؛ حتى لا يتكرر ارتفاع البوتاسيوم في الجسم فيما بعد.[٣] ولتشخيص سبب ارتفاع البوتاسيوم في الجسم قد يقوم الطبيب بما يلي:[٣]

  • تقييم وظائف الكلى والقلب والمسالك البولية.
  • التحقق من مستويات الماء في الجسم.
  • عمل التحاليل المختبرية الروتينية، مثل اختبارات الدم والبول.

وبناءً على السبب المشتبه به من الأسباب السابقة، يمكن أن يطلب الطبيب إجراء واحد أو أكثر من التحاليل التالية:[٤]

  • مستوى الجلوكوز: في المرضى الذين يعانون من داء السكري.
  • مستوى الديجوكسين: إذا كان المريض يتناول دواء الديجيتاليز.
  • غازات الدم الشرياني أو الوريدي: في حالة الاشتباه بالحُماض.
  • تحليل البول: في حالة وجود علامات قصور كلوي غير معروف السبب.
  • مستويات الكورتيزول والألدوستيرون في الدم: لتشخيص أمراض الغدة الكظرية.
  • مستوى الكرياتينين فسفوكيناز CPK وقياس نسبة الكالسيوم في الدم: لتشخيص تحلل العضلات -الرّهاب-.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "hyperkalemia"، medicinenet, Retrieved 30-05-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "hyperkalemia-potassium-importance"، webmd, Retrieved 30-05-2019.
  3. ^ أ ب "What to know about high potassium"، medicalnewstoday, Retrieved 30-05-2019.
  4. "Hyperkalemia"، medscape, Retrieved 30-05-2019.
4834 مشاهدة
للأعلى للسفل
×