تشخيص الألم في وسط القفص الصدري

كتابة:
تشخيص الألم في وسط القفص الصدري

تشخيص الألم في وسط القفص الصدري

هل يُعد الشعور بألم بالصدر عند التنفس بعمق أمرًا خطيرًا؟ في الواقع، من أجل معرفة إذا كان هذا الألم خطيرًا أم لا، فإنه يجب من استشارة الطبيب بهدف تحديد المسبب الذي أدى إلى الشعور بهذا الألم، وفي ما يأتي أهم طرق التشخيص التي يتم اتباعها من قبل مقدمي الرعاية الصحية:

الفحوصات الفورية

هل هناك فحوصاتٌ تجرى في عيادة الطبيب بشكلٍ فوري لحصر المسبب الأولي لألم منتصف القفص الصدري؟ في الواقع فإن هناك بروتوكولاتٍ تشخيصية معينة يتم اللجوء إليها من قبل مقدمي الرعاية الصحية حال قدوم أحد المرضى الذين يعانون من هذا الألم، وفي ما يأتي أهم هذه الفحوصات الفورية التي يتم إجراؤها:

تخطيط كهربائية القلب (ECG)

يتم عادةً إجراء فحص تخطيط القلب بهدف تتبع السيالات الكهربائية في القلب لمعرفة إن كان المسبب لألم منتصف القفص الصدري ناتجًا عن اضطرابٍ قلبيٍ أم لا،[١] إذ يتم وضع مجموعة من الأقطاب الكهربائية على منطقة الصدر والبدء بإجراء التخطيط، وحيث أن نتيجة التخطيط تتكون من ترجمةٍ كتابيةٍ للموجات الكهربائية في القلب، فإن أي خروجٍ لهذه الموجات عن الحد الطبيعي قد يكون مؤشرًا على وجود اضطرابٍ قلبي يتم تأكيده من قبل الطبيب المختص فقط.[٢]

اختبارات الدم

إن كان كل تخطيط قلبٍ طبيعيًّا، فهذا لا يعني بالضرورة عدم وجود اضطرابٍ قلبي، لهذا السبب لذلك من الضروري إجراء بعض الفحوصات المخبرية الدموية؛ فبعض هذه الفحوصات التي يتم إجراؤها تُعد عالية الحساسية في حال وجود مشاكل في القلب، ومن أهمها هو فحص التروبونين، حيث يدل ارتفاع هذا البروتين القلبي على وجود تلفٍ أو تمزقٍ لأنسجة عضلة القلب، وبالرغم من حساسيته إلا أنه لا يشترط ارتفاعه فور حدوث النوبة القلبية على سبيل المثال، لذا فإنه يتم إعادة إجرائه بعد عدة ساعاتٍ للتأكد من التشخيص في حال شعور المريض بالألم الصدري وظهور قراءات التروبونين ضمن الحد الطبيعي.[٣]

تصوير الصدر بالأشعة السينية

تشير الأشعة السينية إلى ذلك الإجراء التشخيصي الذي يتم فيه إطلاق جرعاتٍ بسيطة من الأشعة المتأينة عبر جهازٍ خاصٍّ؛ حيث يتم اختراق بعض طبقات الأنسجة والتي تعكس صورةً للأجزاء الداخلية للجسم مما يساعد الطبيب في اكتشاف أي خروجٍ عن الحد الطبيعيّ لهذه الأعضاء، حيث تساعد الأشعة السينية على تشخيص ألم الصدر الناجم عن كلٍ مما يأتي:[٤]

  • الاضطرابات الرئوية: مثل التهاب الرئة، انتفاخ الرئة، وتجمع السوائل في الرئة.
  • بعض أنواع الأورام: مثل السرطانات أو الكتل المتواجدة في الأعضاء التي يتم تصويرها في الصدر.
  • الاضطرابات القلبية: مثل فشل عضلة القلب وغيرها.

التصوير المقطعي المحوسب (فحص CT)

يُعد هذا الإجراء من الطرق التشخيصية التي تجرى في العيادات الخارجية ولا تستدعي الدخول إلى المستشفى أو البقاء فيه، حيث يتم إجراء مجموعة من الصور الشعاعية المقطعية للأعضاء الداخلية لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد، وبحسب مقولة الطبيب جيمز جولدستين -مدير دائرة التعليم والبحث في مشتسفى ويليام بيمونت- "تستطيع تقنية التصوير المقطعي المحوسب الذي يستخدم 64 صورةً مقطعية إعطاء صورة رائعة للقلب"، وأضاف "حيث يمكن بهذه التقنية البسيطة معرفة إن كانت شرايين القلب طبيعيةً أم لا، وفي حال اكنت غير طبيعية يمكن تحديد شدة المرض"، إلا أنه يجب الحذر عند استخدامه بسبب التعرض الكبير للأشعة الذي يستخدم في هذه التقنية.[٥]



مما سبق يمكن استنتاج أن هناك مجموعة من الطرق التي يتم استخدامها من قبل مقدمي الرعاية الصحية لتشخيص المسبب الذي أدى إلى الشعور بالألم في منطقة منتصف القفص الصدري.

اختبار المتابعة

هل يتم الاكتفاء من قبل الطبيب بالإجراءات التشخيصية التي تمت مناقشتها سابقًا؟ في الواقع فإن الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية قد يوصي بالقيام ببعض الطرق والإجراءات الطبية الأخرى لتقيم الحالة -وهي ما يطلق عليها باختبارات المتابعة-، ومن أهمها ما يأتي:

تخطيط صدى القلب

يتم استخدام موجات فوق صوتية عبر جهاز صدى القلب لتكوين صورةٍ للقلب، حيث تتميز بأنها صورةٌ متحركة، وبالتالي فإن ذلك يساعد في إيجاد معلوماتٍ دقيقةً جدًا في ما يتعلق بصحة القلب، وبالرغم من دقته إلا أنه لا ينصح باستخدامه لمتابعة حالات ألم الصدر غير الناجمة عن اضطرابات القلب، ويمكن استخدامه في تقييم ألم الصدر الناتج عن كلٍّ مما يأتي:[٦]

  • اضطرابات صمامات القلب.
  • اضطرابات عضلة القلب.
  • أمراض الشرايين التاجية.
  • اضطرابات الشريان الأبهر.

التصوير المقطعي المحوسب (فحص CT)

كما تم الحديث سابقًا فإن استخدام تقنية التصوير المقطعي يمكن أن تؤدي إلى إعطاء نتائج دقيقة في تشخيص ومعرفة المسبب الذي أدى إلى حدوث الألم الصدري، وفي الواقع فإن استخدامها لا يقتصر على مرحلة التشخيص فقط، بل يمكن استخدامها كوسيلةٍ لمتابعة شدة الإصابة، وتطور الوضع الصحي للمريض وقبله، حيث يمكن إدخال تقنياتٍ شعاعيةٍ فيها بحيث تعمل على قياس مستويات الكالسيوم، والترسبات الدهنية لمخلفات الكولسترول في الشرايين لتقييم ومتابعة وضعها، ويجدر الذكر أن هذه الطريقة لا تستغرق سوى بضع دقائق.[٥]

اختبارات الإجهاد

يشير مصطلح اختبار الإجهاد إلى ذلك الإجراء الذي يتم فيه القيام بتخطيط قلبٍ مطول المدة أثناء قيام المريض بنشاطٍ جسديٍّ مجهد يحتاج إلى عمل القلب بشكلٍ أكثر شدة، حيث يكون عادةً المشي على جهاز السير المتحرك، بحيث يتم أثناء ذلك تسجيل ومتابعة المعايير الآتية التي تعطي انعكاسًا وتقييمًا عن صحة القلب:[٧]

  • السيالات الكهربائية للقلب.
  • ضغط الدم.
  • سرعة النبض.

القسطرة التاجية (تصوير الأوعية)

تُعد القسطرة القلبيةللشرايين التاجية أحد الطرق التي تجرى داخل المستشفى بحيث يتم فيها استخدام أنبوبٍ فارغٍ يحتوي على كاميرا مصغرة، ويتم إدخاله عبر أحد الشرايين الكبيرة في الجسم والتي تقود إلى شرايين القلب، حيث يمكن أن يتم تصوير الشرايين عبر استخدام صبغةٍ لتحديد الشرايين، ويتم عادةً إجراء القسطرة القبية للشرايين التاجية بهدف تقييم ما يأتي:[٨]

  • معرفة وجود انسداداتٍ في شرايين القلب ومتابعة استجابتها للعلاجات في حال كان التشخيص قائمًا أصلًا.
  • متابعة صحة صمامات القلب وحجراته.
  • تقييم ومتابعة الوضع الصحي لعضلات القلب.


بالإضافة إلى التقنيات التشخيصية لمعرفة المسببات للألم الصدري، فإن هناك مجموعة من الطرق الطبية الأخرى لتقييم الحالة ومتابعتها بعد تشخيصها.

أسباب الألم في وسط القفص الصدري

تختلف أسباب الألم في وسط القفص الصدري وتتنوع بشدتها ونوعيتها ومنطقة الألم، ففي بعض الأحيان يكون الألم شديدًا مستمرًا وقد يكون متقطعًا يأتي ويذهب على شكل نوبات، ومن أهم أسباب ألم هذه المنطقة، الأسباب الآتية:[٩]

مشاكل الجهاز الهضمي

يمكن أن تؤدّي مجموعة واسعة من مشاكل الجهاز الهضمي إلى ألم في وسط القفص الصدري أو بالقرب من الضلوع، وإذا اشتبه شخص ما في أنّ ألم الصدر مرتبط بمشكلة في المعدة أو الكبد، فمن المهم مراجعة الطبيب، ومع ذلك فإنّ هذا النوع من الألم لا يشير عادة إلى حالة الطوارئ، ومن أهم هذه المشاكل:

  • الارتجاع الحمضي؛ إذ يمكن أن يسبب حرقان في الصدر.
  • حصى المرارة؛ إذ يمكن أن تسبب ألمًا مفاجئًا شديدًا يدوم لعدة ساعات ويختفي ويعود.
  • قرحة المعدة.

ألم عضلي

إنّ آلام العضلات الناتجة عن التوتر أو حدوث إصابة ما أو متلازمة الألم المزمن غالباً ما تكون سببًا في الألم في وسط القفص الصدري، ويكون الألم فيها حادًا وعلى شكل نوبات، ومن المرجّح أن يكون ألم الصدر مرتبطًا بالعضلات في حال:

  • إذا تحسّن مع التدليك.
  • إذا كان يزداد سوءًا عندما يستنشق الشخص بحدّة وفجأة.

نوبة الهلع

يمكن أن يكون ألم الصدر عرضًا مخيفًا لنوبة الهلع، وقد يجعل الشخص يشعر بالقلق أكثر، ويمكن أن يكون الألم مشابهاً لألم الأزمة قلبية، وقد يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع كما لو أنهم يحتضرون، وغالبًا ما تختفي هذه الهجمات مع التنفس العميق، وفي بعض الحالات قد تستمر لبضع دقائق فقط.

عدوى الجهاز التنفسي

يمكن أن يسبب التهاب الجهاز التنفسي ألمًا في وسط القفص الصدري، خاصةً عندما يسبب أيضًا سعالًا متكررًا، وبعض الأشخاص يصابون بحالة تسمى ذات الجنب بعد عدوى الجهاز التنفسي، حيث أنّ ذات الجنب هو التهاب الجنب، وهو النسيج الذي يلتف حول الرئة.

الانسداد الرئوي

الانسداد الرئوي هو انسداد الوعاء الدموي الذي يؤدي إلى الرئتين، ويحدث هذا الانسداد عندما تحدث جلطة دموية غالباً من الساقين، أي إذا كان لدى الشخص جلطة دموية في الساق، فقد يتعرّض لألم في منطقة الصدر، وهي حالة مهددّة للحياة.

أعراض ألم الصدر المترافق مع النوبة القلبية

قد يكون الألم في وسط القفص الصدري عرضًا من أعراض النوبة القلبية، ولكن هناك أعراض وعلامات أخرى مترافقة مع الألم، فإذا تمّ ملاحظة إحدى العلامات الآتية يجب نقل الشخص المصاب لغرفة الطوارئ فورًا:[١٠]

  • الضغط المزعج أو الامتلاء أو الاحتراق أو الضيق أو الألم في وسط القفص الصدري.
  • ألم أو تنميل أو وخز أو غيرها من الأحاسيس غير المريحة في أحد الذراعين أو كليهما.
  • ضيق في التنفس.
  • الغثيان المفاجئ أو التقيّؤ.
  • الدوار أو الدوخة.
  • التعب غير العادي.
  • ثقل مفاجئ أو ضعف أو ألم في أحد الذراعين أو كليهما.

الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب

يجب على أي شخص أن يراجع الطبيب على الفور إذا كان لديه أعراض الأزمة القلبية أو الأعراض التي تسبب له آلامًا حادة تعوق حياته اليومية، كما يتوحب عليه أيضًا مراجعة الطبيب إذا كان لديه أي من الأعراض الآتية:

  • آلام الصدر وعظام القص العامة التي ليس لها سبب واضح.
  • التعرق والدوار أو الغثيان دون سبب محدد.
  • مشكلة في التنفس.
  • ألم ينتشر من الصدر إلى جميع أنحاء الجزء العلوي من الجسم.
  • ضيق الصدر.

المراجع

  1. "Why Am I Having Chest Pain?", healthline, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  2. "Electrocardiogram (ECG)", nhs, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  3. "When chest pain strikes: What to expect at the emergency room", harvard, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  4. "X-ray (Radiography) - Chest", radiologyinfo, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Multislice CT Speeds the Diagnosis of Chest Pain in the Emergency Room", acc, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  6. "Echo for the Assessment of Acute Chest Pain", asecho, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  7. "Cardiac exercise stress testing: What it can and cannot tell you", harvard, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  8. "Cardiac Catheterization", heart, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  9. "What causes chest pain that comes and goes?", ww.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-06-2019. Edited.
  10. "Chest pain: A heart attack or something else?", www.health.harvard.edu, Retrieved 28-06-2019. Edited.
3947 مشاهدة
للأعلى للسفل
×